دراسة: حمض أميني واحد وراء سرّ طول العمر!

دراسة: حمض أميني واحد وراء سرّ طول العمر!
TT

دراسة: حمض أميني واحد وراء سرّ طول العمر!

دراسة: حمض أميني واحد وراء سرّ طول العمر!

وجد فريق دولي من الباحثين أن مكملات التورين تؤخر شيخوخة الديدان والفئران والقرود، وتزيد من العمر الصحي للفئران في منتصف العمر بنسبة تصل إلى 12 في المائة.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال عالم الأحياء فيجاي ياداف من جامعة كولومبيا المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة «تشير هذه الدراسة إلى أن التورين يمكن أن يكون إكسيرًا للحياة داخلنا يساعدنا على عيش حياة أطول وأكثر صحة».

ويوجد التورين بشكل طبيعي في اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان. ويمكن للبشر تصنيع التورين، على الرغم من أن المصادر الغذائية غالبًا ما تكون ضرورية خلال الحياة المبكرة لأن أجسام الأطفال حديثي الولادة ليست ماهرة في إنتاجها.

وأظهرت الأبحاث التي أجريت على التورين فوائد في مرض السكري وعمل مضادات الأكسدة. لكن دوره في كثير من الحالات غير واضح.

ويضيف ياداف «لقد أدركنا أنه إذا كان التورين ينظم كل هذه العمليات التي تتراجع مع تقدم العمر، فربما تؤثر مستوياته في مجرى الدم على الصحة العامة وعمر الإنسان. بدأنا في التساؤل عما إذا كان نقص التورين هو الدافع وراء عملية الشيخوخة فأعدنا تجربة كبيرة على الفئران».

ليس فقط الفئران؛ فقد حلل ياداف وزملاؤه تركيزات التورين في الدم بأعمار مختلفة لدى القرود والبشر أيضًا (بالنسبة للأخير باستخدام بيانات من دراسة أخرى). وتم العثور على مستويات تورين تتناقص مع تقدم العمر في مجموعة متنوعة من الأنواع ، بما في ذلك البشر؛ بما يقدر بنحو 80 في المائة على مدار حياة الإنسان النموذجية. لكن عندما تم إعطاء مكملات التورين عن طريق الفم للديدان والفئران في منتصف العمر، زاد متوسط عمرها بنسبة 10-23 في المائة و 10-12 في المائة على التوالي. ففي الفئران، أدت مكملات التورين إلى تحسين القوة والتنسيق والذاكرة وعلامات الشيخوخة. اما الفئران التي فقدت الناقل الرئيسي الذي يأخذ الحمض الأميني إلى الخلايا فعاشت حياة أقصر كبالغة. وعندما تم إعطاء التورين لقرود المكاك الريسوسية في منتصف العمر (Macaca mulatta) لمدة ستة أشهر، كان هناك تحسن ملحوظ في كثافة العظام، ومستويات السكر في الدم وعلامات الكبد ووظائف المناعة.

وفي هذا الاطار، يوضح ياداف «لم نكتشف فقط أن الحيوانات تعيش لفترة أطول ، بل وجدنا أيضًا أنها تعيش حياة أكثر صحة». حيث أظهر التحليل أيضًا أن الأشخاص المصابين بالسمنة ومرض السكري لديهم مستويات أقل من التورين في دمائهم، في حين أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة لديهم مستويات أعلى.

وخلص باحثو الدراسة بجامعة كولومبيا الى انه «يبدو أن التورين يؤثر على جميع السمات المميزة للشيخوخة».

من جانبهما، قال عالما الفسيولوجيا جوزيف ماكغون وجوزيف باور من جامعة بنسلفانيا، اللذان لم يشاركا في الدراسة «بشكل ملحوظ، السببية لا تزال بحاجة للاختبار». لكنهما يستركان بالقول «إن التركيز الفردي على زيادة التورين الغذائي يخاطر بدفع الخيارات الغذائية السيئة، لأن النظم الغذائية الغنية بالنباتات مرتبطة بصحة الإنسان وطول العمر. وبالتالي، مثل أي تدخل، يجب التعامل مع مكملات التورين بهدف تحسين صحة الإنسان وطول العمر بحذر»، وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص عن مجلة «ساينس» العلمية المرموقة.

هناك حاجة لتجارب تحكم العشوائية الكبيرة وطويلة الأجل على البشر، فعلى الرغم من عدم وجود آثار سامة معروفة بأنها مرتبطة بالتوراين، إلا أن الجرعات المستخدمة في الدراسة نادرًا ما استخدمت في البشر.

ويتابع ياداف بالقول «على الرغم من أنه من الصعب في الوقت الحالي تحديد ما إذا كانت مكملات التورين ستكون علاجًا مضادًا للشيخوخة بناءً على دراساتنا في العديد من الأنواع وتدخلنا في القرود، من المعقول اختبارها على الأقل».


مقالات ذات صلة

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)

نصائح لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرات الذهنية

يُعدّ الشعور بعدم الثقة بالنفس من المشاعر التي يصعب التعامل معها، وقد نشعر بها جرّاء عوامل خارجية، مثل اجتماع سيئ مع المدير في العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

«أوزمبيك»... «نافورة شباب» تبطئ الشيخوخة

وجد باحثون أن دواء إنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك» قد يبطئ الشيخوخة وله «فوائد بعيدة المدى» تتجاوز ما كان متصوراً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أفريقيا تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

أعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن اعتقاده أن تفشي فيروس جدري القردة في أفريقيا قد يتوقف في الأشهر الستة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
TT

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين، وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة، لكن الآن، يُسبب لنا ضرراً لأننا، وفق موقع «ذا تلغراف»، نتناول منه نحو 8.4 غرام في اليوم، وهو أكثر من الحد الأقصى المسموح به، الذي يعادل ملعقة صغيرة واحدة (أي نحو 6 غرامات).

يسهم هذا الاستهلاك المرتفع في ارتفاع ضغط الدم، الذي يصيب واحداً من بين كل 3 أشخاص، ويزيد احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، واكتشف العلماء الآن أنه يعرض سلامتنا للخطر من خلال اضطراب الأمعاء.

تقول الطبيبة، إميلي ليمينغ، عالمة الميكروبيوم (الميكروبات) واختصاصية التغذية، إن استهلاك كمية كبيرة من الملح تحدث خللاً في توازن الميكروبات في الأمعاء.

تشير إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة «نيتشر»، وشملت 12 مشاركاً تناولوا كبسولة يومية تحتوي على 6 غرامات من الملح إلى جانب نظامهم الغذائي المعتاد، ما رفع استهلاكهم اليومي من الملح إلى نحو 14 غراماً، إلى أن الميكروبات المفيدة «اللاكتوباسيلس» كانت قد اختفت.

عبوة ملح على طاولة الطعام (غيتي)

وتوضح إميلي ليمينغ: «هذا يعني أن بكتيريا الأمعاء أصبحت أقل قدرة على صنع جزيئات خاصة تُعرف باسم الأحماض الدهنية ذات السلسلة القصيرة التي تُساعد على خفض الالتهابات، واسترخاء الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم».

وتشير الأبحاث أيضاً، وفقاً لموقع «ذا تلغراف»، إلى أن استهلاك كمية أكبر من الملح يؤدي لاختلال الشهية لأنه يتدخل في إطلاق هرمون «ببتيد شبيه بالغلوكاكون- 1» (GLP-1) وهو هرمون تنتجه الأمعاء بعد تناول الطعام لإطلاق الشعور بالشبع.

وتضيف ليمينغ: «هذه النتائج ترجح أن الأنظمة الغذائية الغنية بالملح قد تجعلنا أكثر جوعاً».

وتابعت: «هناك ارتباط مقلق بالسرطان أيضاً، فنحو 4 حالات من بين كل 10 حالات من سرطان المعدة تسببها العدوى ببكتيريا (الهليكوباكتر بيلوري). واستهلاك كميات زائدة من الملح يمكن أن يتلف طبقة المعدة، ما يجعلها أكثر عرضة لهذه العدوى».

ومع ذلك، هذا لا يعني أنه يجب التخلي تماماً عن الملح في نظامنا الغذائي.

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

تقول ليمينغ: «الملح مهم لأنه يساعد عضلاتنا على العمل بشكل صحيح، ويتيح للأعصاب إرسال الإشارات، ويحافظ على توازن الماء والمعادن في أجسامنا».

ومع ذلك، تقدر أن الجسم يحتاج فقط إلى ربع ملعقة صغيرة (نحو 1.25 غرام) يومياً، والتي يحصل عليها معظم الأشخاص من نظامهم الغذائي دون وضع عبوة ملح على مائدة الطعام، حتى لو كانوا يتجنبون عموماً الأطعمة المعالجة.

كيفية تقليل استهلاك الملح

تقول إميلي ليمينغ: «أول خطوة هي استخدام كمية أقل من الملح أثناء الطهي، أو على طاولة العشاء وتعويض الطعم بإضافة الأعشاب والتوابل».

وينقل «ذا تلغراف» عن أبحاث، أن استخدام القرفة أو الثوم يساعد في خفض ضغط الدم، في حين يمكن للفلفل الحار والزنجبيل والروزماري أن تساعد في إدارة مستويات السكر في الدم. أو استخدام الملح قليل الصوديوم، الذي يُشبه مذاقه الملح العادي، لكن يحتوي على جزء بسيط من الصوديوم، وهو أحد العناصر الكيميائية التي ترفع ضغط الدم.

استخدام بديل الملح عند الطهي ارتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكرة لأي سبب (رويترز)

ويضيف: «مع ذلك، فإن هذه التغييرات ستقلل استهلاكك إلى حد معين فقط؛ إذ يتم تضمين نحو ثلاثة أرباع كمية الملح التي نستهلكها في نظامنا الغذائي مسبقاً في الأطعمة التي نشتريها. فيحتوي الكاتشب على نحو 0.3 غرام لكل جرعة، والبيتزا ما بين 2-4 غرامات، والخبز نحو 0.4 غرام لكل شريحة، والشوربة نحو 2.2 غرام لكل طبق».

وتقترح الطبيبة إميلي ليمينغ «النظر إلى المكتوب على ظهر عبوة المنتج، واختيار المنتجات ذات الكميات الأقل ملحاً». وكذلك توصي بأن يكون «نصف طبق وجبتي الغداء والعشاء من الخضراوات وتناول الفواكه مرتين يومياً على الأقل».

بائع يعرض العنب للبيع (إ.ب.أ)

وتشير إميلي ليمينغ إلى أن «بعض الأبحاث الحديثة سلطت الضوء على أن النسبة بين الصوديوم والبوتاسيوم قد تكون أكثر أهمية للصحة، من قياس مستويات الصوديوم وحدها». والبوتاسيوم، الذي يوجد في الموز والفطر والأفوكادو، يساعد في إزالة الملح من مجرى الدم.

وتختتم: «لذلك، فإن الأطعمة المخمرة لا تزال خياراً صحياً، رغم احتوائها على كميات عالية من الملح، لأنها غنية بالبوتاسيوم والألياف، إضافة إلى مواد نباتية ثانوية مفيدة أخرى».