وسائل بسيطة للتصدي للالتهاب

وسائل بسيطة للتصدي للالتهاب
TT

وسائل بسيطة للتصدي للالتهاب

وسائل بسيطة للتصدي للالتهاب

مرتبة نوم، وفرشاة أسنان، وعشاء سمك السلمون. للوهلة الأولى؛ لا يبدو أن هناك ما يربط بين هذه الأشياء. لكنها جميعاً تمثل عادات نمط حياة صحية تساعد على مكافحة «الالتهاب المزمن»؛ وهو حالة مستمرة من الجهاز المناعي ترتبط بالعديد من المشكلات الصحية. وكلما مارست عادات صحية أكثر؛ حتى البسيطة منها، تحسنت فرص إحباط الإصابة بالالتهاب، والأمراض المزمنة.

مقاومة الالتهاب

> ما هو «الالتهاب (inflammation)»؟: عادة ما يكون الالتهاب جزءاً من كيفية استجابة الجسم للتهديدات مثل الإصابة الجسدية، أو غزو الميكروبات. يرسل الجسم خلايا خاصة لمهاجمة الغزاة وعزلهم، وتنظيف الحطام، وشفاء الأنسجة والأعضاء. إنه نظام مهم يتحرك بسرعة عالية عندما نحتاج إليه، ويعود إلى وضعه الطبيعي عندما نستعيد صحتنا.
لكن في بعض الأحيان تستمر الاستجابة المناعية إلى أجل غير مسمى، وتغذيها عادات نمط الحياة غير الصحية. والجهاز المناعي النشط باستمرار ضرره أكثر من نفعه، فهو يدمر الأنسجة والأعضاء، ويزيد من مخاطر الإصابة بالربو، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض الأمعاء الالتهابي، وداء السكري، وأمراض القلب، والخرف، وزيادة الوزن، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.
> مقاومة الالتهاب: لحسن الحظ؛ ولأسباب لا نفهمها بصورة تامة، يمكن لبعض العادات الصحية التصدي للالتهاب المزمن. واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كاف من النوم، والحفاظ على صحة جيدة للفم، والإقلال من التوتر... كلها عوامل تقلل من الالتهاب.
إذا كانت تلك الاستراتيجيات تبدو أكبر من أن تُنفذ دفعة واحدة، فابدأ بخطوات صغيرة في اتجاهها، مثل ما يلي:
- تناول السمك الدهني مرتين في الأسبوع: ها هو عشاء السلمون المذكور سابقاً. يحتوي سمك السلمون والأسماك الدهنية الأخرى (مثل الأنشوجة والهلبوت والسردين والتونة) على أحماض «أوميغا3» الدهنية التي تُقلل الالتهاب. يقول الدكتور روبرت شميرلينغ، إخصائي الروماتيزم والمحرر الطبي لـ«تقرير هارفارد الصحي» الخاص بمكافحة الالتهاب: «تعمل (أوميغا3) على تعطيل إنتاج المواد الكيميائية التي تسبب الالتهاب بواسطة خلايا معينة في الجهاز المناعي، وقد تساعد حتى في تقليل مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ونوع التهاب الدماغ المرتبط بمرض ألزهايمر. لكن أجسامنا لا تصنع (أوميغا3)، نحن بحاجة إلى الحصول عليها من الطعام. تشتمل الطرق الأخرى لمكافحة الالتهاب على اتباع نظام غذائي لتقليل الأطعمة المُصنعة والسكريات المُضافة إلى الحد الأدنى، وتناول كثير من الفواكه والخضراوات والبقوليات والحبوب الكاملة والدواجن والأسماك والزيوت الصحية (مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا)».
- احصل على مرتبة جديدة: هل يجعل الفراش نومك متقلباً وغير مريح؟ يقول الدكتور شميرلينغ: «حتى ليلة واحدة من النوم المضطرب يمكن أن تسبب الالتهاب. إنها تزيد من المواد الالتهابية في الدم. ويساهم فقدان النوم بانتظام في الإصابة بالسمنة، التي ترتبط أيضاً بالالتهاب». إذا كنت تشك في أن علاج سوء نومك هو الحصول على مرتبة جديدة (أو ربما مجرد غطاء للمرتبة)، فإن الأمر يستحق الاستثمار. يرتبط الحصول على ما بين 7 و9 ساعات من النوم في الليلة بانخفاض مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة؛ بما في ذلك الخرف.
- اغسل أسنانك بانتظام: يُفترض بنا جميعاً تنظيف أسناننا مرتين يومياً، وتنظيفها بالخيط مرة واحدة في الأقل يومياً. من الضروري إزالة البكتيريا التي يمكن أن تسبب التهاب اللثة، وتؤدي إلى العدوى، وتسبب الالتهاب أو العدوى في أماكن أخرى من الجسم. تشير الأدلة إلى أن البكتيريا يمكن أن تنتقل إلى القلب والرئتين وحتى إلى الدماغ. كما أن الالتهاب في اللثة يرتبط ارتباطاً قوياً بمرض السكري، كما يقول الدكتور تيان جيانغ، إخصائي الأسنان البديلة في «إدارة سياسة صحة الفم» وعلم الأوبئة في كلية طب الأسنان بجامعة هارفارد.

تمارين متنوعة

- اخرج للتنزه: تعدّ التمارين الهوائية - من النوع الذي يجعل قلبك ورئتيك يعملان؛ مثل المشي السريع - طريقة مهمة لمكافحة الالتهاب المزمن. يقول الدكتور شميرلينغ: «التمارين تساعد على تقليل الدهون في الجسم، التي تحتوي مواد مُحفزة للالتهاب. كما قد تزيد التمارين من إنتاج الهرمونات التي تساعد في السيطرة على الالتهاب». نحتاج جميعاً إلى 150 دقيقة على الأقل من النشاط الهوائي أسبوعياً للحفاظ على صحتنا.
إذا كنت خاملاً لمدة من الوقت، فابدأ بالمشي لمدة 5 دقائق يومياً، ثم واصل المشي لمدة تصل إلى 20 أو 30 دقيقة يومياً. إذا كنت مُصاباً بمرض في القلب أو كنت معرضاً لخطر متزايد للإصابة به، فاستشر طبيبك بشأن أفضل برنامج للتمارين الرياضية.
- مارس بعض تمارين التنفس العميق: هل تشعر بالتوتر؟ الإجهاد المزمن يزيد الالتهاب ويرتبط بالعديد من الأمراض الالتهابية المزمنة؛ بما في ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والاكتئاب، ومرض الأمعاء الالتهابي.
- للإقلال من التوتر، مارس تمارين مُعززة للاسترخاء، مثل اليوغا أو التنفس العميق. يقول الدكتور شميرلينغ: «خلصت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يشاركون في هذه الأنواع من التمارين الرياضية يعانون من إجهاد أقل وعلامات التهابية أقل في الدم».
إليك تمريناً بسيطاً للتنفس العميق: اجلس بهدوء؛ خذ نفساً عميقاً، واحفظه حتى العدد 3، ثم تنفس للخارج، ثم توقف حتى العدد 3. استمر لمدة دقيقة واحدة. تأكد من شعورك بارتفاع بطنك وهبوطه مع كل نفس، حتى تعرف أنك تتنفس بعمق.
> هل سينجح الأمر؟ قد لا تكون ممارسة واحدة فقط من هذه الاستراتيجيات البسيطة كافية لدرء كل الالتهابات المزمنة. يقول الدكتور شميرلينغ: «على سبيل المثال؛ ليس لدينا دليل مقنع على أن اختيار الطعام الفردي، مثل السلمون، سوف يُحدث فرقاً حقيقياً ضد الالتهاب المزمن إذا كانت الأطعمة المعالجة والمشروبات السكرية - التي تعزز الالتهاب - لا تزال جزءاً من نظامك الغذائي. لكن عليك أن تبدأ من نقطة ما. إذا كان ذلك تبديل وجبة غير صحية إلى وجبة أكثر صحة، فأنت على الطريق الصحيحة. وأضف عادة صحية أخرى، ثم أخرى... وفي نهاية المطاف، سوف تضيف الآثار المشتركة لهذه العادات مزيداً من الفوائد وتجعلك في صحة أفضل».
* «رسالة هارفارد الصحية»
ـ خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

علاج فوري للصداع النصفي يثبت فعاليته

صحتك الصداع النصفي هو اضطراب عصبي شائع يتميز بنوبات متكررة من الصداع الشديد (جامعة كاليفورنيا)

علاج فوري للصداع النصفي يثبت فعاليته

أكدت دراسة أميركية أن دواءً معتمداً للوقاية من الصداع النصفي يمكن أن يبدأ مفعوله فور تناوله.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تحديد وقت محدد لتمارينك سيساعدك على زيادة كثافتك وتركيزك (أرشيفية - رويترز)

4 ممارسات تساعدك على فقدان الوزن دون الذهاب لصالة الألعاب الرياضية

نصح مدرب لياقة بدنية بأن هناك أربع ممارسات سهلة يمكنك إجراؤها في يومك من أجل الحفاظ على حرق السعرات الحرارية لإنقاص الوزن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تمكن العلماء أخيراً من تحديد الحد الأقصى لسرعة التفكير (رويترز)

ما مدى سرعة تفكيرنا؟ علماء يجيبون

تمكن العلماء أخيراً من تحديد الحد الأقصى لسرعة الدماغ في معالجة الفكر البشري، في تقدم يكشف سبب عدم قدرة أدمغتنا على معالجة العديد من الأفكار في وقت واحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء (جامعة ولاية كينت)

دراسة: الجراحة قد لا تفيد المصابات بسرطان القنوات الموضعي بالثدي

أكدت نتائج أولية لدراسة طبية أن التدخل الجراحي ربما لا يفيد معظم النساء المصابات بسرطان القنوات الموضعي، وهو نوع منخفض الخطورة من سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (تكساس)
صحتك فحوص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)

فيروس الهربس قد يزيد خطر الإصابة بألزهايمر

كشفت دراسة جديدة عن أن مرض ألزهايمر قد يكون ناجماً في بعض الأحيان عن فيروس الهربس الذي ينتقل من الأمعاء إلى الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الأنيميا تصيب 19 % من الحوامل عالمياً

الأنيميا حالة شائعة بين النساء الحوامل (جامعة مانشستر)
الأنيميا حالة شائعة بين النساء الحوامل (جامعة مانشستر)
TT

الأنيميا تصيب 19 % من الحوامل عالمياً

الأنيميا حالة شائعة بين النساء الحوامل (جامعة مانشستر)
الأنيميا حالة شائعة بين النساء الحوامل (جامعة مانشستر)

كشفت دراسة أجراها باحثون في إثيوبيا، عن أن معدل انتشار فقر الدم بسبب نقص الحديد بين النساء الحوامل يبلغ نحو 19 في المائة على مستوى العالم.

وأوضح الباحثون من جامعة «وولو»، أن منطقة شمال أفريقيا تسجل أعلى معدلات انتشار فقر الدم بسبب الأنيميا، ونشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Clinical Nutrition Open Science).

وفقر الدم، أو الأنيميا، هو حالة شائعة بين النساء الحوامل، تحدث عندما ينخفض عدد خلايا الدم الحمراء السليمة أو مستوى الهيموغلوبين في الدم، مما يؤثر على قدرة الدم على نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم. ويُعد نقص الحديد السبب الرئيسي للأنيميا بين النساء الحوامل، حيث تزداد احتياجات الجسم للحديد خلال الحمل لدعم نمو الجنين.

ويؤدي فقر الدم إلى مضاعفات صحية خطيرة، منها ضعف الجهاز المناعي، وزيادة خطر الولادة المبكرة، وانخفاض وزن المولود عند الولادة، لذا تُعتبر الوقاية والعلاج المبكر من خلال مكملات الحديد والتغذية السليمة أساسية للحفاظ على صحة الأم والطفل.

واستندت الدراسة إلى مراجعة بيانات من 39 دراسة شملت أكثر من 33 ألفا و869 امرأة حاملا من مختلف البلدان. وأظهرت النتائج أن معدل انتشار فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يبلغ نحو 18.98 في المائة عالمياً.

وسجلت منطقة شمال أفريقيا أعلى معدلات انتشار بنسبة 36.68%، مما يعكس حجم المشكلة مقارنة بمناطق العالم الأخرى، ويستدعي اهتماماً عاجلاً لمعالجتها، وفق الباحثين.

وأظهرت الدراسة أيضاً أن العبء الأكبر للأنيميا كان في الثلث الثاني من الحمل بنسبة 27.8 في المائة، يليه الثلث الثالث بنسبة 5.44 في المائة، ثم الثلث الأول بنسبة 2.34 في المائة.

وأكد الباحثون أهمية تعزيز التوعية الصحية بين النساء الحوامل، وضمان حصولهن على التغذية السليمة والرعاية الصحية اللازمة لتجنب المضاعفات. كما أوصوا باتخاذ تدابير وقائية عاجلة، تشمل توفير مكملات الحديد بانتظام، وتقديم الدعم الغذائي الكافي، خاصة خلال الثلث الثاني من الحمل.

وأشار الفريق إلى ضرورة تكثيف الجهود في المناطق الأكثر تضرراً، مثل شمال أفريقيا، لضمان توفير الرعاية الصحية الفعالة للنساء الحوامل، وتحسين الوصول إلى المكملات الغذائية والموارد الصحية اللازمة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تسلط الضوء على الحاجة الماسة لتعاون الجهات الصحية وصانعي السياسات لتحسين صحة الأمهات والأطفال على المستوى العالمي.