اقترح باحثون أنه، وسط العادة المنتشرة المرتبطة باستخدام الهواتف والشاشات الإلكترونية قبل النوم، يجب على النساء الحوامل التوقف مبكراً عن ذلك لتقليل مخاطر الإصابة بسكري الحمل.
وفقاً للكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد، يصيب سكري الحمل ما لا يقل عن 4 إلى 5 نساء من كل 100 امرأة أثناء الحمل. إذا لم يتم التحكم فيه بشكل جيد، فقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات، بما في ذلك المشكلات الصحية للطفل، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
كشفت الأبحاث المنشورة الآن في «المجلة الأميركية لأمراض النساء والتوليد والطب الجنيني» أن النساء الحوامل اللائي يتعرضن لمستويات أعلى من الضوء في الساعات الثلاث التي تسبق النوم، يبدو أنهن أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري أثناء الحمل.
قالت الدكتورة مينجي كيم، المؤلفة الرئيسية للدراسة في جامعة نورث وسترن الأميركية: «قد يكون الضوء في الليل خطراً غير معروف للإصابة بمضاعفات الحمل الخطيرة».
من بين الدراسات الأخرى، وجد الباحثون سابقاً أن التعرُّض الأكبر للضوء الصناعي في الهواء الطلق بالليل قد تم ربطه أيضاً بزيادة خطر الإصابة بسكري الحمل.
يُعتقد أن التعرض للضوء ليلاً يثبط مستويات هرمون يسمى «الميلاتونين»، ويعطل الساعة الداخلية للجسم، ويؤثر على عمليات التمثيل الغذائي المختلفة، مثل تنظيم مستويات السكر في الدم.
قالت كيم: «في حين أننا لا نستطيع إثبات ذلك من خلال هذه الدراسة القائمة على الملاحظة، فإن آليات مماثلة قد تلعب دوراً في النساء الحوامل».
بين عامي 2011 و2013، طلبت كيم وزملاؤها من 741 امرأة حاملاً في الولايات المتحدة كُنّ في الثلث الثاني من الحمل ارتداء مستشعرات ضوئية على معاصمهنّ، وإكمال مذكرات نوم يومية لمدة أسبوع تقريباً.
قسم الباحثون المشاركات إلى 3 مجموعات متساوية الحجم، بناءً على متوسط تعرضهن للضوء الخافت في الساعات الثلاث السابقة للنوم. كشفت النتائج أن 16 من أصل 247 امرأة أمضين نحو 1.7 ساعة فقط في الضوء الخافت أصبن بسكري الحمل، مقارنة بـ12 من أولئك اللائي قضين نحو 2.2 ساعة في الضوء الخافت، و3 منهن أمضين نحو 2.6 ساعة في الضوء الخافت.
في حين أن عدداً قليلاً فقط من النساء أصبن بسكري الحمل، كشفت النتائج عن وجود اتجاه واضح يرتبط بالحالة.
قالت كيم: «النساء اللواتي يقضين أقل وقت في الضوء الخافت لديهن احتمالات أكبر (بمقدار 5 أضعاف) للإصابة بسكري الحمل مقارنة بالنساء اللواتي يجلسن معظم الوقت في الضوء الخافت».
يقول الباحثون إن الارتباط كان موجوداً، حتى عندما أخذوا في الاعتبار عوامل، مثل العمر وجودة النوم ومدته و«مؤشر كتلة الجسم» ومقدار الضوء الذي تعرضت له المشاركات خلال النهار.
وأفادت كيم بأن الخبر السار أنه كان من السهل نسبياً اتخاذ إجراءات. وأوضحت: «قبل موعد النوم بثلاث ساعات، حاولي إطفاء أو خفض الإضاءة، كلما أمكن ذلك»، مضيفةً أن ذلك ينطبق أيضاً على الأجهزة الباعثة للضوء، مثل الهواتف. وتابعت: «حاولي إبعادها، إن أمكن، أو حاولي على الأقل تعتيم الشاشة، أو خفض الإضاءة، أو تثبيتها على الوضع الليلي».