إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أعضاء من مجموعة «براود بويز» خلال اقتحام الكونغرس في 12 ديسمبر 2020 (أ.ف.ب)
أعضاء من مجموعة «براود بويز» خلال اقتحام الكونغرس في 12 ديسمبر 2020 (أ.ف.ب)
TT

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أعضاء من مجموعة «براود بويز» خلال اقتحام الكونغرس في 12 ديسمبر 2020 (أ.ف.ب)
أعضاء من مجموعة «براود بويز» خلال اقتحام الكونغرس في 12 ديسمبر 2020 (أ.ف.ب)

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب.
وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى. وصدرت تلك الأحكام بعد 7 أيام من المداولات في المحكمة بواشنطن، وتحمل عقوبة قانونية قصوى تبلغ 20 عاماً في السجن. وعُدّت هذه الأحكام ضربة كبيرة لواحدة من كبرى الجماعات اليمينية المتطرفة شهرة في البلاد، كما أظهرت عزم وزارة العدل الأميركية على المضي في تحقيقاتها بالهجوم، والذي قد يؤدي إلى توجيه اتهامات مباشرة إلى الرئيس السابق ترمب.
وجاء اختيار المحكمة تهمة «التحريض»؛ التي لم تُستخدم منذ الحرب الأهلية الأميركية، ليعكس جهود القضاء لحماية الحكومة الفيدرالية من «المتمردين الانفصاليين». وفي محاكمتين منفصلتين ضد 9 أعضاء من جماعة يمينية متطرفة أخرى، تدعى «حراس القسم»، أدين 6 أشخاص؛ بينهم ستيوارت رودس مؤسس الجماعة وقائدها، بالتحريض على الفتنة، فيما أدين الثلاثة الآخرون بارتكاب جنايات خطيرة مختلفة. وتحولت جماعة «براود بويز» إلى محور تحقيقات «إف بي آي» بعد أيام من «هجوم 6 يناير»، حيث جرى القبض على المتهمين في سلسلة من الاعتقالات بدأت في الشهر نفسه. ووجهت في نهاية المطاف تهم إلى أكثر من 20 عضواً آخر في المجموعة، من فروع تتراوح بين نيويورك وهاواي، في قضايا منفصلة تتعلق بهجوم «الكابيتول».
وكشفت مجموعة من الدردشات والتسجيلات المتبادلة بين أعضاء الجماعة عن ميول إلى العنف ومعاداة السامية، وحتى الترويج للنازية. كما سلطت الضوء على ولاء المجموعة للرئيس الأميركي السابق ترمب. وأبلغ المتهمون هيئة المحلفين أنهم وغيرهم في المجموعة رفضوا قبول فوز بايدن، وأنهم بصفتهم «جيش دونالد ترمب» نظموا صفوفهم «للحفاظ على زعيمهم المفضل في السلطة بغض النظر عن ماذا يقول القانون أو المحاكم». وقدم الادعاء خلال المحاكمات رسالة نشرها ترمب عبر «تويتر» في ديسمبر (كانون الأول) 2020 دعا فيها إلى تنظيم احتجاج «جامح» في واشنطن يوم 6 يناير 2021. وعدت الجماعة المنشور دعوة إلى التحرك ضد تنصيب بايدن رئيساً.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ «غوغل» و«آبل» تقترحان معياراً يكافح التتبع غير القانوني عبر «إيرتاغ»

«غوغل» و«آبل» تقترحان معياراً يكافح التتبع غير القانوني عبر «إيرتاغ»

اقترحت شركتا «غوغل» و«آبل»، أمس الثلاثاء، معياراً تقنياً جديداً يرمي إلى تنبيه الأشخاص الذين يجري تعقبهم عبر أجهزة صغيرة طُرحت للبيع أساساً بصفتها أدوات تساعد في العثور على مفاتيح أو أمتعة أو أغراض شخصية ضائعة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وتحظى أجهزة «إيرتاغ»، التي ابتكرتها «آبل» وتأتي بحجم عملة معدنية ومزوّدة بتقنية «بلوتوث»، بشعبية لدى المسافرين، لكنها لعبت دوراً أيضاً في حالات تحرش تعرَّض لها أشخاص. ويمكن لهذه الأجهزة، بعد اتصالها بتطبيق عبر الهاتف المحمول، أن تتبع، في الوقت الفعلي، الموقع الجغرافي للغرض الذي تُرفَق به، بالإضافة إلى إمكانية تتبعها الأشخاص الذي يحملونها، من دون علمهم أ

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

واشنطن ستزود أوكرانيا بقدرات «كبيرة» للدفاع الجوي

مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان (أ.ف.ب)
مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان (أ.ف.ب)
TT

واشنطن ستزود أوكرانيا بقدرات «كبيرة» للدفاع الجوي

مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان (أ.ف.ب)
مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان (أ.ف.ب)

أعلن البيت الأبيض، الخميس، أن الولايات المتحدة ستزوّد أوكرانيا بقدرات «كبيرة» للدفاع الجوي، لكن جو بايدن لا يرغب في المرحلة الراهنة بتزويد كييف بصواريخ «أتاكمس» البعيدة المدى، والتي يطالب بها الرئيس فولوديمير زيلينكسي الموجود في واشنطن.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان، في مؤتمر صحافي، إن الرئيس الأميركي «قرَّر أنه لن يزود (كييف) بصواريخ أتاكمس، لكنه لم يستبعد هذا الاحتمال مستقبلاً».


زيلينسكي يجتمع مع نواب أميركيين لمواجهة شكوك الجمهوريين

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
TT

زيلينسكي يجتمع مع نواب أميركيين لمواجهة شكوك الجمهوريين

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

اجتمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع مشرّعين أميركيين في مبنى الكونغرس (الكابيتول) اليوم (الخميس)، إذ يشكك بعض الجمهوريين في جدوى الموافقة على تقديم حزمة جديدة من المساعدات لأوكرانيا، على الرغم من التقدم البطيء في قتال الغزاة الروس.

وبعد السعي إلى حشد الدعم الدولي في الأمم المتحدة، ذهب زيلينسكي إلى واشنطن في زيارة تتضمن اجتماعات مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وقادة عسكريين في وزارة الدفاع (البنتاغون)، وخطاباً في المساء في متحف الأرشيف الوطني.

وعلى الرغم من أن بايدن وأغلب زعماء الكونغرس ما زالوا يدعمون تقديم مساعدات إلى أوكرانيا مع سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ، فإن زيلينسكي سيواجه حشداً أكثر تشدداً مما كان عليه عندما زار واشنطن قبل 9 أشهر.

واجتمع زيلينسكي مع زعماء مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون، ومع لجان الأمن القومي، مرتدياً الزي العسكري الأخضر؛ ليعكس مكانته بصفته قائداً في وقت الحرب.

وفي ظل استمرار الهجوم المضاد الأوكراني، والجدال المرير في الكونغرس حول الإنفاق قبل إغلاق محتمل للحكومة، ازداد عدد الجمهوريين المشككين في جدوى مساعدات بمليارات الدولارات أرسلتها واشنطن إلى كييف لتلبية الاحتياجات العسكرية والاقتصادية والإنسانية.

وأرسلت الولايات المتحدة مساعدات أمنية وإنسانية بنحو 113 مليار دولار لحكومة زيلينسكي منذ بدء الغزو الروسي في 2022.


واشنطن تمنح إقامات وتصاريح عمل مؤقتة لنحو نصف مليون فنزويلي

وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس (إ.ب.أ)
وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس (إ.ب.أ)
TT

واشنطن تمنح إقامات وتصاريح عمل مؤقتة لنحو نصف مليون فنزويلي

وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس (إ.ب.أ)
وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس (إ.ب.أ)

أعلنت الحكومة الأميركية الأربعاء السماح لـ472 ألف فنزويلي بالبقاء في الولايات المتحدة والعمل بشكل قانوني لمدة 18 شهراً، نظراً لعدم الاستقرار والظروف غير الآمنة في بلادهم.

قامت إدارة الرئيس جو بايدن بتمديد وإعادة تخصيص برنامج «حماية مؤقتة (تي بي إس)» لصالح الفنزويليين الذين كانوا في الولايات المتحدة قبل نهاية يوليو (تموز) 2023، ومنحهم حماية مؤقتة من الترحيل، بالإضافة إلى حصولهم على تصاريح العمل، على ما أفادت به وزارة الأمن الداخلي في بيان.

وأرجع وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس القرار إلى «تزايد عدم الاستقرار في فنزويلا وانعدام الأمن».

وأوضح البيان أن هناك نحو 242700 مواطن فنزويلي مستفيد من البرنامج في وضعيته الحالية، فضلاً عن استفادة نحو 472000 فنزويلي آخرين يعيشون في الولايات المتحدة، ويمكنهم التقدم للاستفادة من قرار إعادة التخصيص في هذا البرنامج.

ووضعت الإدارة الأميركية هذا البرنامج من قِبَل «الكونغرس» للأجانب، وهو إجراء يحول دون ترحيل مواطني الدول التي تعاني كوارث طبيعية أو نزاعات أو غيرها من الظروف الاستثنائية.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 7 ملايين شخص غادروا فنزويلا مع انهيار اقتصاد شركة النفط العملاقة في عهد الرئيس نيكولاس مادورو، الذي يتولى السلطة منذ عام 2013.

وكانت الولايات المتحدة من بين عشرات الدول التي رفضت إعادة انتخاب مادورو في عام 2018 إثر اتهامات بتزويرها.

وقد شمل برنامج الحماية المؤقتة مواطني فنزويلا لأول مرة في عام 2021.

ويتعرض الرئيس بايدن منذ أسابيع لضغوط من أعضاء حزبه بشأن المهاجرين، كما طلب نحو 20 عضواً بمجلس الشيوخ، جميعهم من الديمقراطيين، عدا واحداً، في يوليو، إعادة تخصيص برنامج الحماية المؤقتة لمواطني فنزويلا ولفنزويليين ونيكاراغوا.


البيت الأبيض يُحذر الكونغرس من عواقب إغلاق الحكومة الفيدرالية

مبنى الكابيتول في واشنطن (أ.ب)
مبنى الكابيتول في واشنطن (أ.ب)
TT

البيت الأبيض يُحذر الكونغرس من عواقب إغلاق الحكومة الفيدرالية

مبنى الكابيتول في واشنطن (أ.ب)
مبنى الكابيتول في واشنطن (أ.ب)

وجّه البيت الأبيض تحذيراً إلى الجمهوريين في مجلس النواب من التداعيات المحتمَلة لإغلاق الحكومة الفيدرالية والعواقب الوخيمة والمدمِّرة لجميع أنحاء الولايات المتحدة، متهماً الجمهوريين بخلق فوضى تضر بالاقتصاد والأمن القومي الأميركي.

ومن المقرر أن تغلق الحكومة الفيدرالية أبوابها جزئياً في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) إذا لم يتمكن الكونغرس من التوصل إلى اتفاق حول تشريع لتمويل الإنفاق الفيدرالي. وقال البيت الأبيض: «إذا فشل الجمهوريون المتطرفون في مجلس النواب في فرض أجندتهم المتطرفة، فإنهم يخططون لصب إحباطهم على الشعب الأميركي من خلال فرض إغلاق حكومي، من شأنه أن يقوض اقتصادنا وأمننا القومي، ويخلق حالة من عدم اليقين لا داعي لها للعائلات والشركات، ستكون لها عواقب مدمرة في جميع أنحاء البلاد».

وانتقد مسؤولو البيت الأبيض الانقسامات في صفوف الجمهوريين ومقترحاتهم التي تشمل تخفيضات في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والغذاء ورعاية الأطفال، وهددوا بأن أي مشروع قانون يتضمن هذه التخفيضات لن يصبح قانوناً ولن يوقّعه الرئيس جو بايدن.

وسلّط بيان البيت الأبيض الضوء على تأثير الإغلاق الحكومي على برامج الإغاثة ومواجهة الكوارث، وبرامج الصحة وحماية البيئة والغذاء، وعلى الأبحاث الطبية في مجال السرطان وألزهايمر، وعلى قطاع الطيران والمواصلات واحتمالات تعطل المطارات ومواجهة طوابير طويلة للمسافرين.

الرئيس جو بايدن يتحدث عن الأجندة الاقتصادية لإدارته بالبيت الأبيض في 14 سبتمبر الحالي (أ.ب)

وطالب مسؤولو إدارة بايدن الجمهوريين في مجلس النواب بالتوقف عن ممارسة «الألعاب السياسية» والاستخفاف بحياة الناس لتلبية مطالب آيديولوجية للأعضاء من اليمن المتطرف.

ودعا البيت الأبيض الجمهوريين إلى تمرير مشاريع قوانين التمويل بموجب البنود التي تم الاتفاق عليها بين بايدن ورئيس مجلس النواب كيفين ماكارثي، في مايو (أيار) الماضي، والتي أدت إلى رفع سقف الديون الأميركية.

ومع بقاء أيام فقط قبل نفاد أموال الحكومة يراقب فريق بايدن الكونغرس والانقسامات داخل صفوف الجمهوريين معتمداً على استراتيجية الضغط على رئيس مجلس النواب مكارثي، للالتزام بالاتفاق الذي أبرمه مع بايدن في مايو بعد ماراثون محادثات مكثف ومرهق حول رفع سقف الدين الذي أثار موجات من القلق في الأسواق الأميركية والعالمية في ذلك الوقت.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى للصحافيين مساء الثلاثاء: «الاتفاق هو اتفاق، لقد اتفقنا على شكل الميزانية، وعلى الحزب الجمهوري في مجلس النواب الالتزام به».

وإذا فشل الجمهوريون في التوصل إلى اتفاق، فسيكون هذا الإغلاق للحكومة الفيدرالية هو الأول في عهد بايدن.

رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي يتحدث إلى الصحافيين في الكابيتول 14 سبتمبر الحالي (أ.ب)

تمويل قصير الأجل

وينقسم الجمهوريون في مجلس النواب حول ما يجب تضمينه في مشروع قانون التمويل قصير الأجل الذي يجب أن يحظى بموافقة مجلسَي الكونغرس، لتجنب الإغلاق الفيدرالي الجزئي في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

ويقترح مشروع القانون توفير التمويل للحكومة لما بعد الموعد المحدد في 30 سبتمبر، مقابل تخفيضات تصل إلى 8 في المائة في الإنفاق غير العسكري وبرامج أمن الحدود.

وقد عمل المشرعون من الحزب الجمهوري في مجلس النواب على إنقاذ مشروع القانون يوم الثلاثاء، ولكن ظلوا يفتقرون إلى الدعم اللازم لتمرير هذا الإجراء، حيث أثار التشريع انقسامات داخل الكتلة المنقسمة لرئيس مجلس النواب، مع رفض بعض أعضاء كتلة الحرية اليمينية المتشددة المقترحات. وبعد ساعات من النقاشات والمفاوضات، اضطرت قيادات الحزب الجمهوري في مجلس النواب إلى إسقاط تصويت إجرائي على خطة التمويل المؤقتة بعد اعتراض المحافظين المتشددين الذين يرغبون في فرض تخفيضات أكبر على إدارة بايدن.

وبذلك يبقى أمام مجلس النواب أقل من أسبوعين لتمديد التمويل الحكومي لما بعد 30 سبتمبر (أيلول) أو المخاطرة بالإغلاق.

وحذر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، من سياسة حافة الهاوية التي قد تؤدي إلى إغلاق الحكومة، محذراً من أن عمليات الإغلاق تكون دائماً خطوة خاسرة للجمهوريين. وقال: «أعتقد أنكم جميعاً تعلمون أنني لست من محبي عمليات إغلاق الحكومة، لقد رأيت عدداً منهم على مر السنين، ولم ينتجوا أبداً تغييراً في السياسة وكان الخاسر سياسياً دائماً هم الجمهوريين».

وأغلقت الحكومة أبوابها لمدة 35 يوماً خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، وألقى غالبية الجمهور باللوم على ترمب الذي كان يضغط من أجل الحصول على المزيد من التمويل للأمن على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وبناء الجدار الذي أعلن وروج له لتقليص موجات الهجرة غير القانونية من المكسيك.

وستعتمد شدة تأثيرات الإغلاق جزئياً على مدة استمراره، فمن المحتمل أن يكون للإغلاق القصير تداعيات محدودة، لكنّ الإغلاق الذي يستمر أسابيع قد يؤدي إلى شلّ قطاعات واسعة من الأجهزة الفيدرالية وموظفي الحكومة الذين سيعملون من دون أجر وسيحصلون على هذه الأجور المتأخرة بعد انتهاء عمليات الإغلاق.


مجلس الشيوخ الأميركي يقرّ تعيين رئيس أركان جديد للجيش 

أرشيفية للجنرال تشارلز براون خلال إعلان اختياره لمنصب الرئيس المقبل لهيئة الأركان المشتركة (إ.ب.أ)
أرشيفية للجنرال تشارلز براون خلال إعلان اختياره لمنصب الرئيس المقبل لهيئة الأركان المشتركة (إ.ب.أ)
TT

مجلس الشيوخ الأميركي يقرّ تعيين رئيس أركان جديد للجيش 

أرشيفية للجنرال تشارلز براون خلال إعلان اختياره لمنصب الرئيس المقبل لهيئة الأركان المشتركة (إ.ب.أ)
أرشيفية للجنرال تشارلز براون خلال إعلان اختياره لمنصب الرئيس المقبل لهيئة الأركان المشتركة (إ.ب.أ)

صادق مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، على تعيين الجنرال تشارلز براون، رئيساً جديداً لهيئة أركان الجيوش الأميركية المشتركة، بعدما عرقل إقرار هذا التعيين طوال أشهر سناتور جمهوري معارض للإجهاض.

وكان الرئيس جو بايدن أعلن في مايو (أيار) تعيين الجنرال الأفريقي-الأميركي رئيساً لهيئة الأركان، منوّهاً بالمؤهلات العسكرية التي يتمتّع بها هذا «المحارب» ومزاياه الشخصية ولا سيّما انخراطه في مكافحة العنصرية، لكنّ هذا التعيين عرقل إقراره في مجلس الشيوخ، على غرار أكثر من 300 تعيين آخر، السناتور تومي توبرفيل احتجاجاً على سياسة البنتاغون المتعلّقة بإجهاض العسكريات.


زيلينسكي يطالب مجلس الأمن بتجريد موسكو من حق «الفيتو»

كلمة للرئيس الأوكراني أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الحرب بين أوكرانيا وروسيا على هامش الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (إ.ب.أ)
كلمة للرئيس الأوكراني أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الحرب بين أوكرانيا وروسيا على هامش الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي يطالب مجلس الأمن بتجريد موسكو من حق «الفيتو»

كلمة للرئيس الأوكراني أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الحرب بين أوكرانيا وروسيا على هامش الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (إ.ب.أ)
كلمة للرئيس الأوكراني أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الحرب بين أوكرانيا وروسيا على هامش الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (إ.ب.أ)

شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم (الأربعاء) لمجلس الأمن الدولي، على أن الغزو الروسي لبلاده «إجرامي»، مطالبا بتجريد موسكو من حق النقض (فيتو) في الهيئة.

وقال زيلينسكي فيما كان سفير روسيا لدى الأمم المتحدة يجلس أمامه: «معظم العالم يعرف حقيقة هذه الحرب. إنها عدوان إجرامي وغير مبرر من جانب روسيا ضد بلدنا يهدف إلى السيطرة على أراضي أوكرانيا ومواردها».

فولوديمير زيلينسكي يلقي كلمة أمام اجتماع مجلس الأمن خلال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ب)

كما أكد أن أوكرانيا تمارس حق الدفاع عن نفسها، موضحا أن «مساعدة أوكرانيا بالأسلحة ومعاقبة روسيا تساعدان في الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة».


«البنتاغون»: أي حصار صيني لتايوان سيمثّل «مخاطرة كبيرة»

مبنى الكونغرس «الكابيتول» في واشنطن (أ.ب)
مبنى الكونغرس «الكابيتول» في واشنطن (أ.ب)
TT

«البنتاغون»: أي حصار صيني لتايوان سيمثّل «مخاطرة كبيرة»

مبنى الكونغرس «الكابيتول» في واشنطن (أ.ب)
مبنى الكونغرس «الكابيتول» في واشنطن (أ.ب)

قال مسؤولون كبار في «البنتاغون» أمام «الكونغرس»، أمس الثلاثاء، إن أي حصار صيني على جزيرة تايوان الديمقراطية سيكون بمثابة «مخاطرة كبيرة» بالنسبة لبكّين، ومن المرجح أن يفشل، في حين أن الغزو العسكري سيكون صعباً جداً.

وتعتبر بكين أن تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي، تابعة لها وستستعيدها في يومٍ ما، حتى لو اضطرت لاستخدام القوة، مكثِّفة ضغوطها الدبلوماسية والعسكرية عليها في السنوات الأخيرة. وأشار مسؤولون في واشنطن، حليفة تايبيه، إلى عام 2027 بوصفه إطاراً زمنياً محتملاً للغزو، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتزداد حدّة التوتر في الوقت الذي كثفت فيه الصين ضغوطها العسكرية على تايوان، وأجرت مناورات حربية واسعة النطاق تُحاكي الحصار على الجزيرة، في حين تشنّ غارات جوية شبه يومية، وترسل سفناً حول مياهها.

وقال مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادي، إيلي راتنر، إن حصار تايوان سيمثّل «مخاطرة كبيرة لجمهورية الصين الشعبية».

وأضاف راتنر، أمام لجنة الخدمات العسكرية في «مجلس النواب»: «من المرجّح أن يفشل (الحصار)، وسيكون هناك خطر كبير بالتصعيد، بالنسبة لجمهورية الصين الشعبية، إذ سيتعيّن عليها التفكير في مسألة إن كانت مستعدّة للبدء، في نهاية المطاف، بمهاجمة السفن التجارية».

واعتبر راتنر أن «الحصار سيكون مدمراً للمجتمع الدولي، ومن المرجح أن يؤدي إلى رد فعل قوي وواسع النطاق منه (..) الأمر الذي تحاول بكين أن تتجنبه، في الغالب».

من جانبه، قال نائب مدير «هيئة الأركان المشتركة» جوزيف ماكغي: «إنه خيار، لكنه على الأرجح لن يكون عسكرياً (..) الحديث عن الحصار أسهل بكثير من تنفيذه فعلياً».

وأشار إلى طبيعة التضاريس الجبلية للجزيرة وممرّها المائي الذي يفصلها عن البر الرئيسي للصين، وقال: «لا يوجد إطلاقاً ما هو سهل فيما يتعلّق بغزو الجيش الصيني تايوان».

وأضاف: «سيتحتّم عليهم حشد عشرات الآلاف، وربما مئات الآلاف من القوات على الساحل الشرقي، وستكون هذه إشارة واضحة»، مؤكداً أن أي عمليات بحرية وجوية مشتركة ستكون «معقدة جداً».

وأقامت الصين عرضاً عسكرياً ضخماً، الاثنين، بعد أن أرسلت بكين أكثر من 100 طائرة حربية، خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، حول الجزيرة، ما دفع تايبيه إلى إدانة «الإجراءات الأحادية المدمرة».

وحذّرت، الثلاثاء، نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي ميرا ريسنيك، من أن إغلاق المؤسسات الحكومية الأميركية قد يؤثر على مبيعات الأسلحة الأجنبية وتراخيصها لحلفائها، بما في ذلك تايوان.

وقالت: «هذا شيء نودُّ تجنّبه».

وتأتي تصريحاتها قبل نحو أقل من أسبوعين من إغلاق محتمل للمؤسسات الحكومية في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يواجه المشرّعون صعوبة في الاتفاق على مشروع قانون إنفاق قصير الأجل، الأمر الذي قد تكون له تداعيات على المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا.


بايدن يحض على «التكتل ضد روسيا»


بايدن لدى إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس (رويترز)
بايدن لدى إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس (رويترز)
TT

بايدن يحض على «التكتل ضد روسيا»


بايدن لدى إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس (رويترز)
بايدن لدى إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس (رويترز)

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده تؤيد بقوة توسيع مجلس الأمن وإصلاح الأمم المتحدة، وشدد على العمل متعدد الأطراف، معتبراً أنه لا يمكن لأمة بمفردها مواجهة التحديات العالمية الحالية.

وحض بايدن، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، زعماء العالم على التكتل ضد روسيا ورفض «العدوان السافر» الذي تنفذه ضد أوكرانيا. وحذر من أن السماح بما يفعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيؤدي إلى تقويض سيادة كل الدول، وميثاق الأمم المتحدة.

وعلى الرغم من الهواجس الكثيرة التي عبر عنها المسؤولون العالميون الكبار في افتتاح الدورة السنوية الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتحديات المتزايدة بسبب الحروب وتغير المناخ والديون وأزمتي الغذاء والطاقة، فضلاً عن الفقر والمجاعة، استأثرت الحرب في أوكرانيا بالاهتمام الأكبر في خطاب الرئيس بايدن، الذي حذر من التخلي عن المبادئ الأساسية للأمم المتحدة ومن «استرضاء المعتدي»، متسائلاً: «إذا سمحنا بتقسيم أوكرانيا، فهل يبقى استقلال أي دولة آمناً؟». وأجاب بـ«لا» حازمة. وقال: «يجب أن نواجه هذا العدوان السافر اليوم لردع المعتدين المحتملين الآخرين غداً»، مضيفاً أنه «لهذا السبب ستواصل الولايات المتحدة مع حلفائنا وشركائنا حول العالم الوقوف إلى جانب شعب أوكرانيا الشجاع وهو يدافع عن سيادته وسلامة أراضيه وحريته».

وإذ رسم بايدن خطاً أكثر اعتدالاً في شأن الصين، أشاد بمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، قائلاً إنه يأتي في إطار الجهود الرامية إلى «بناء شرق أوسط أكثر تكاملاً»، في إشارة لافتة إلى ما أعلنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز هذا الشهر حول توقيع مذكرة التفاهم لمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.


عقوبات أميركية تستهدف صناعة المسيّرات الإيرانية

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين   (أ.ف.ب)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين (أ.ف.ب)
TT

عقوبات أميركية تستهدف صناعة المسيّرات الإيرانية

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين   (أ.ف.ب)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين (أ.ف.ب)

أصدرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، عقوبات جديدة استهدفت صناعة الطائرات المسيرة والطائرات العسكرية الإيرانية.

وأوضح بيان لوزارة الخزانة الأميركية، أمس الثلاثاء، أن العقوبات الجديدة طالت 7 أفراد و4 كيانات في كل من إيران وروسيا والصين وتركيا، «سهّلت الشحنات والمعاملات المالية» لشركة صناعة الطائرات الإيرانية وجهودها في مجال الطائرات المسيّرة والطائرات العسكرية.

وتحت عنوان «فرض العقوبات على ناشري أسلحة الدمار الشامل ومن يدعمونها»، أدرجت وزارة «الخزانة»، شركة «HESA» الإيرانية، التي تعمل في مجال تصنيع المسيّرات والتابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، ومديرها مهدي جوغيردشيان، والمشرف على اختبارات الطائرات المسيّرة التابعة للشركة في سوريا، حسين عيني، تحت العقوبات. وقال بيان الوزارة: «إن شركة HESA تقدم الدعم لفيلق الحرس الثوري والقوات المسلحة الإيرانية، وقامت بالتهرب من العقوبات الأميركية، وواصلت شراء مكوّنات الطائرات المسيرة تحت أسماء مستعارة في مخالفة لضوابط التصدير».

واستهدفت العقوبات 5 شركات صينية قامت بتوريد وشحن مكونات وتطبيقات المسيرات، وأيضاً الموردين والمقاولين الروس الذين يزودون الشركة الإيرانية بوحدات الطاقة ومكوّنات أخرى، وعدداً من شركات الصيرفة التركية التي تتولى تسهيل المعاملات لدعم مشتريات «HESA».

في غضون ذلك، بدأ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس زيارة إلى العاصمة الإيرانية بهدف «بحث تطوير الدبلوماسية الدفاعية، وتوسيع التعاون الثنائي»، حسب وكالة «أرنا» الرسمية.


بايدن يحذر زعماء العالم من محاباة روسيا و«عدوانها السافر» على أوكرانيا

بايدن يحذر زعماء العالم من محاباة روسيا و«عدوانها السافر» على أوكرانيا
TT

بايدن يحذر زعماء العالم من محاباة روسيا و«عدوانها السافر» على أوكرانيا

بايدن يحذر زعماء العالم من محاباة روسيا و«عدوانها السافر» على أوكرانيا

عرض الرئيس الأميركي جو بايدن، في خطاب رئيسي أمام زعماء العالم ومسؤوليه الكبار المشاركين في افتتاح الدورة السنوية الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لرؤيته في شأن التعامل مع التحديات العالمية المتزايدة، الثلاثاء، ساعياً إلى حشد المزيد من الحلفاء واستقطاب المزيد من الشركاء وسط مؤشرات إلى تحوّلات في التحالفات على الساحة الدولية، ترتسم على وقع الحرب في أوكرانيا.

وإذا الرئيس الأميركي حض الزعماء العالميين على رفض ما تقوم به روسيا في أوكرانيا، فإن الزعماء الآخرين نقلوا هواجس بلدانهم وشعوبهم إلى أكبر منتدى أممي على الإطلاق.

وفي مستهل جلسة الافتتاح، اختصر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هذه الهواجس، مشيراً أولاً إلى الفيضانات الكارثية في ليبيا، فربطها بـ«الفوضى المناخية» التي تجتاح كوكب الأرض. وقال إن مدينة «تصور بشكل محزن حالة عالمنا: فيضان من انعدام المساواة والظلم وعدم القدرة على مواجهة التحديات». وأكد أن «تصاعد العنف وسفك الدماء في الأرض الفلسطينية المحتلة يؤثران بشكل رهيب على المدنيين»، مشدداً على أن «الأعمال الأحادية تزداد وتقوض احتمالات حل الدولتين، وهو السبيل الوحيد للسلام الدائم والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين». كما أعلن أنه لن يتخلى عن الجهود لإحياء مبادرة حبوب البحر الأسود التي توسطت بها الأمم المتحدة مع تركيا، نقل موارد الحبوب والأسمدة بين روسيا وأوكرانيا.

وتلاه رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة دنيس فرنسيس الذي عدد التحديات التي تواجه العالم، ومنها الحروب وتغير المناخ والديون وأزمتا الغذاء والطاقة، فضلاً عن الفقر والمجاعة. وقال إن «تلك الأزمات تؤثر بشكل مباشر على حياة ورفاه مليارات البشر حول العالم، وتؤدي إلى تراجع مكاسب التنمية».

انعدام المساواة

ووفقاً للعرف المتبع منذ عشرات السنين، تحدث أولاً الرئيس البرازيلي أناسيو لولا دا سيلفا، الذي حذر زعماء العالم من احتمال وقوع انقلاب في غواتيمالا، معبراً عن مخاوف الولايات المتحدة بشأن المخاطر التي تهدد الديمقراطية في أميركا الوسطى بعد الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي.

ومع تعليقات لولا التي جاءت متوافقة مع تصريحات المسؤولين بالنسبة إلى غواتيمالا، أكد الزعيم البرازيلي اليساري انتقاداته للحظر التجاري الذي تفرضه الولايات المتحدة ضد كوبا. كما دعا إلى «حوار» و«حل سلمي» للحرب في أوكرانيا، معتبراً أنها «دليل على فقدان صدقية مجلس الأمن». كما هاجم صندوق النقد الدولي لعدم تمثيله الدول الفقيرة، ومنظمة التجارة العالمية لعدم تجنبها زيادة الحمائية في العالم.

ثم صعد الرئيس الأميركي إلى المنصة الرخامية الخضراء ليكون المتحدث الثاني كالعادة تحت القبة العالية للجمعية العامة، وخاطب زعماء العالم الـ145. وهذه هي المرة الثالثة التي يتحدث فيها بايدن أمام هذا المحفل، حيث ناشد هذه المرة الدول التي وقفت على هامش الحرب التي بدأتها روسيا أن تنتقل وتقف إلى جانب أوكرانيا. وبينما كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بزيه الكاكي يستمع إلى هذا الخطاب، قال بايدن: «تعتقد روسيا أن العالم سيتعب وسيسمح لها بمعاملة أوكرانيا بوحشية من دون عواقب». وأضاف: «لكني أسألكم: إذا تخلينا عن المبادئ الأساسية للولايات المتحدة واسترضينا المعتدي، فهل يمكن لأي عضو في هذه الهيئة أن يشعر بالثقة بأنه محمي؟ وإذا سمحنا بتقسيم أوكرانيا، فهل يبقى استقلال أي دولة آمناً؟ أقترح بكل احترام أن الإجابة هي: لا».

وعلا التصفيق في القاعة من الرئيس الأوكراني والحضور كرد فعل على هذه الإشارة.

مع أوكرانيا

ومن الواضح أن الرئيس الأميركي كان يقصد المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، الذي يضمن استقلال الدول الأعضاء، لكنه أخطأ في قراءة نصه، كما اقتبسه البيت الأبيض مسبقاً. ومضى في مناشدة زعماء العالم المجتمعين أمامه لدعم أوكرانيا. وإذ حض على عدم محاباة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال بايدن: «يجب أن نواجه هذا العدوان السافر اليوم لردع المعتدين المحتملين الآخرين غداً»، مضيفاً أنه «لهذا السبب ستواصل الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها حول العالم الوقوف إلى جانب شعب أوكرانيا الشجاع، وهو يدافع عن سيادته وسلامة أراضيه وحريته».

وكرر بايدن رسالته في شأن الدعم الثابت لأوكرانيا في ظل انقسام الكونغرس بشكل متزايد بشأن توفير تمويل إضافي لكييف. ويسعى بايدن للحصول على حزمة بقيمة 13.1 مليار دولار كمساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا و8.5 مليار دولار للدعم الإنساني. لكن المشرعين الجمهوريين لا يزالون يضغطون من أجل تخفيضات واسعة النطاق في الإنفاق الفيدرالي، ويتطلع بعض المتحالفين مع الرئيس السابق دونالد ترمب على وجه التحديد إلى وقف الأموال عن أوكرانيا.

على رغم اتخاذه موقفاً حازماً ضد الحرب التي تشنها روسيا وحذر من عواقب استرضاء الكرملين، رسم بايدن خطاً أكثر اعتدالاً في شأن الصين. ومع أنه كرر التزامه «الرد على أي ترهيب» من بكين، سعى إلى إيجاد سبل للعمل معاً، نافياً في الوقت ذاته أنه يحاول احتواء العملاق الآسيوي. وقال: «نسعى إلى إدارة المنافسة بين بلدينا بشكل مسؤول حتى لا تتحول إلى صراع».

تهديد وجودي

لكن أوكرانيا، التي هيمنت على خطاب بايدن في المكان نفسه العام الماضي، لم تكن سوى جزء واحد من خطاب ذكر بإيجاز العديد من القضايا الرئيسية التي تواجه العالم اليوم، مثل تعاطي مخدر الفنتانيل، والذكاء الاصطناعي، والإرهاب، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والحد من التسلح، من دون فتح آفاق جديدة في أي منها. وشدد على مخاطر تغير المناخ، داعياً إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لمكافحته، واستشهد أيضاً بموجات الحر وحرائق الغابات والجفاف والفيضانات في ليبيا. وقال إن «هذه اللقطات مجتمعة تحكي قصة ملحة عما ينتظرنا إذا فشلنا في تقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري والبدء في حماية العالم من (تغيّر) المناخ». وأضاف أنه في ظل إدارته «تعاملت الولايات المتحدة مع هذه الأزمة باعتبارها تهديداً وجودياً منذ اللحظة التي تولينا فيها منصبنا، ليس بالنسبة لنا فقط، بل للبشرية جمعاء».

الشرق الأوسط المتكامل

وأكد أن مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا يأتي في إطار الجهود الرامية إلى «بناء شرق أوسط أكثر تكاملاً»، في إشارة لافتة إلى ما أعلنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز هذا الشهر حول توقيع مذكرة التفاهم لمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، الذي من شأنه أن يساهم في تطوير البنية التحتية وتأهيلها من خلال إنشاء خطوط للسكك الحديدية وربط الموانئ لزيادة مرور السلع والخدمات، وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المشاركة ومد خطوط أنابيب لنقل الكهرباء والهيدروجين لتعزيز أمن الطاقة العالمي.

إصلاح مجلس الأمن

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الأميركي إن بلاده تدعم توسيع مجلس الأمن وزيادة أعضائه الدائمين وغير الدائمين، وستواصل الاضطلاع بدورها «في دفع جهود الإصلاح».

واغتنم الرئيس بايدن فرصة غياب الزعماء الأربعة الآخرين من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الرؤساء الفرنسي إيمانويل ماكرون، والروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جينبينغ، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، عن الاجتماعات السنوية للجمعية العامة، للتواصل مع دول الجنوب العالمي والدول النامية المحايدة تقليدياً، والتي يطلق عليها مستشاروه «الدول المتأرجحة» في عالم السياسة الخارجية - في محاولة للحصول على دعمهم لوجهة نظر الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتهديدات التي تشكلها روسيا والصين على «النظام الدولي القائم على القواعد».

وكان مقرراً أن يجتمع بايدن مع العديد من قادة العالم، وبينهم زعماء جمهوريات آسيا الوسطى الخمس التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي السابق: أوزبكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان، في أول جلسة جماعية مع نظرائه من تلك الدول، المسماة اختصاراً «ستانز»، وهي منطقة رئيسية للمنافسة بين روسيا والصين في السنوات التي تلت حصولها على استقلالها بعد الانهيار السوفياتي.

وكان مقرراً أن يستضيف بايدن وزوجته جيل بايدن، الثلاثاء، حفل استقبال لزعماء العالم في متحف متروبوليتان للفنون. وسيجلس، اليوم الأربعاء، بشكل منفصل مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا.

العاهل الأردني

وحظي الملك عبد الله الثاني بن الحسين بالتصفيق عالياً عندما قال إنه يجب أن يكون هناك وضوح في شأن مصير الملايين من الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولاجئين في البلدان المجاورة بعد أكثر من سبعة عقود من النزاع مع إسرائيل. وقال إن «منطقتنا ستستمر في المعاناة حتى يساعد العالم على رفع ظلال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، داعياً إلى عودة حل الدولتين إلى قمة جدول الأعمال العالمي. وأضاف أن «مستقبل اللاجئين السوريين في بلدهم، وليس في البلدان المستضيفة. ولكن، وإلى أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم، علينا جميعاً أن نفعل الصواب تجاههم». وأضاف أن «اللاجئين بعيدون كل البعد عن العودة حالياً. بل على العكس من ذلك، فمن المرجح أن يغادر المزيد من السوريين بلادهم مع استمرار الأزمة. ولن يكون لدى الأردن القدرة ولا الموارد اللازمة لاستضافة المزيد منهم ورعايتهم».

إردوغان

وكذلك تحدث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي اعتبر أن مبادرة الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود منعت «أزمة جوع» عالمية، لكنه حذر من أزمة جديدة من جراء عدم تنفيذها. وأضاف أن «الفشل في تنفيذ اتفاقية الحبوب بكامل عناصرها دفع العالم لأزمة جديدة». وتطرق إلى الملف السوري، مؤكداً ضرورة وضع حد للحرب في البلاد من خلال «حل عادل وشامل يلبي توقعات الشعب السوري». ونبه إلى أن بلاده «لن تترك 4 ملايين سوري يعيشون ظروفاً صعبة في الأجزاء الشمالية لبلادهم، يواجهون مصيرهم وحدهم»، معتبراً أن تركيا «الدولة الوحيدة التي تتبنى مواقف مبدئية حيال وحدة الأراضي السورية وسيادتها».