المناخ يحرم الأميركيين من السفر والكهرباء خلال عطلات عيد الميلاد

عاصفة ثلجية لم تحدث منذ ربع قرن تقتل 15 وتتسبب في خسائر بالملايين

شخص يحاول الركض خشية التجمد في أسوأ عاصفة ثلجية تمر على الولايات المتحدة منذ 25 عاماً (رويترز)
شخص يحاول الركض خشية التجمد في أسوأ عاصفة ثلجية تمر على الولايات المتحدة منذ 25 عاماً (رويترز)
TT

المناخ يحرم الأميركيين من السفر والكهرباء خلال عطلات عيد الميلاد

شخص يحاول الركض خشية التجمد في أسوأ عاصفة ثلجية تمر على الولايات المتحدة منذ 25 عاماً (رويترز)
شخص يحاول الركض خشية التجمد في أسوأ عاصفة ثلجية تمر على الولايات المتحدة منذ 25 عاماً (رويترز)

في الوقت الذي كان يخطط فيه الأميركيون لرحلات داخلية وخارجية خلال عطلات أعياد الميلاد، كان المناخ له رأي آخر، فقد سادت البلاد عاصفة ثلجية لم تحدث منذ ربع قرن، تُجّمد كل من يقع في طريقها، فكان «لا بد من تجنبها». وفق هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية.
وتوقعت الهيئة أمس أن تنخفض درجات الحرارة لتصل إلى 13 درجة تحت الصفر في بطرسبرج، أكبر مدينة في غرب ولاية بنسلفانيا، لتتغلب على مستويات سابقة سجلتها في عشية عيد الميلاد من قبل عند عشر درجات تحت الصفر، وكان ذلك في عام 1983. ومن المتوقع أيضاً أن تسجل عاصمتا ولايتي فلوريدا وجورجيا، تالاهاسي وأتلانتا، أقل درجات حرارة في عشية عيد الميلاد خلال النهار، في حين تنتظر واشنطن الطقس الأكثر برودة الذي تشهده في هذا اليوم منذ عام 1906.
وهذه العاصفة التي وصفتها وكالات الأرصاد الجوية الأميركية بـ«التاريخية» تخللها تساقط كثيف للثلوج وهبات رياح قطبية وانخفاض في درجات الحرارة إلى 48 دون الصفر في بعض الأماكن. وحتى صباح الجمعة، أطلقت تحذيرات وإرشادات لأكثر من 240 مليون شخص أو 70 في المائة من الأميركيين في الولايات المتحدة. وفي إل باسو بولاية تكساس فتحت مراكز إيواء ليتمكن المهاجرون من المكسيك من حماية أنفسهم من خطر البرد مع تدني درجات الحرارة.
وقطاع السفر والسياحة في أميركا، يدر مليارات الدولارات على الاقتصاد الأميركي، سواء من خلال حركة السفر الداخلية أو الخارجية، فقد توقع المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)، أن ينتعش قطاع السياحة والسفر الأميركي بقوة خلال العام الحالي، ليصل إلى ما يقرب من 2 تريليون دولار في مساهمته بالناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، متجاوزاً فترة ما قبل الجائحة بنسبة 6.2 في المائة.
ويشهد إنفاق المسافرين الدوليين في الولايات المتحدة نمواً قدره 113 مليار دولار، مقارنة بعام 2020، وفق المجلس العالمي للسفر والسياحة، ليصل إلى ما يقرب من 155 مليار دولار، ويمكن أن تصل العمالة في هذا القطاع إلى ما يقرب من 16.8 مليون وظيفة، وهو ما يوضح حجم الخسائر التي ترتبت على إلغاء الرحلات والسفر الداخلي والخارجي للولايات المتحدة جراء هذا المناخ الثلجي.
تسببت العاصفة الشتوية التي ضربت وسط وشمال وشرق الولايات المتحدة، في مقتل ما لا يقل عن 15 شخصاً في ولايات عدة، مع انقطاع التيار الكهربائي عن 1.5 مليون شخص على الأقل؛ إذ وصلت سرعة الرياح في بعض الولايات إلى 120 كيلومتراً في الساعة. وحذرت السلطات الصحية المواطنين من عدم التعرض لهذه الرياح؛ لأنها قد تتسبب بما يسمى «قضمة الصقيع» خلال 10 دقائق.
وحتى صباح أمس السبت، أظهرت منصة «فلايت أوير» التي تتابع الرحلات الجوية وجود أكثر من 2300 عملية تأجيل أو إلغاء رحلات داخلية وخارجية بالولايات المتحدة. وكانت مطارات بوسطن وديترويت ونيوارك ونيوجيرسي الأكثر تضرراً من العاصفة.
يدعم هذا المناخ ارتفاع أسعار الغاز الأميركي، وعطفاً على زيادة الصادرات الأميركية للدول الأوروبية من الغاز، فمن المتوقع أن تشهد الأسعار في أوروبا ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأيام المقبلة.
يأتي هذا في الوقت الذي سجلت فيه أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في تعاملات أوروبا، يوم الأربعاء الماضي، أقل مستوياتها منذ 14 يونيو (حزيران) الماضي، في ظل وصول شحنات الغاز الطبيعي المسال لمستويات قياسية مع وصول المخزونات لأكثر من المعدلات الطبيعية، مما هدأ المخاوف من حدوث نقص في المعروض خلال فصل الشتاء الذي يشهد ذروة الطلب على الغاز في أوروبا.
ومستودعات الغاز الطبيعي في أوروبا مملؤة حالياً بنسبة 83 في المائة تقريباً، وهو ما يزيد على متوسط الامتلاء خلال السنوات الخمس الماضية، بحسب بيانات البنية التحتية للغاز في أوروبا.


مقالات ذات صلة

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.