في خزانة «الصبوحة»

«الشرق الأوسط» تعاين أزياء صباح في مشغل المصمم الراحل ويليام خوري

في خزانة «الصبوحة»
TT

في خزانة «الصبوحة»

في خزانة «الصبوحة»

لم تختبئ صباح داخل الخزانة يوماً. كانت شمساً لا تتوارى حتى في أكثر أيامها ضباباً. عاشت حكايات حبها وزيجاتها الكثيرة أمام الملأ. تعاملت مع هزائمها الإنسانية كدروس في الانتصار بعد الانكسار، وجاهرت بأن العمر رقم ووهم.
يخبر رفيق آخر عقدين من حياتها جوزيف غريب «الشرق الأوسط» أنها كانت تخصص خزانةً بكاملها للإكسسوار، أما المجوهرات والذهب فكانت توزعها على الناس من حولها. ليس ثميناً بالنسبة إليها ما هو باهظ السعر، الثمين هو ما يجعلها سعيدة. وجدت «الصبوحة» جزءاً أساسياً من سعادتها في الفن غناءً وتمثيلاً واستعراضاً، وكمّل شغفُها بالموضة سعادتَها تلك.
في مصمم الأزياء ويليام خوري، عثرت صباح على الأنامل التي حاكت لها فساتين الأحلام المطرزة بألوان الفرح وتعاويذ النجاح. معه وجدت فناناً يحفظ مقاسات روحها وليس جسمها فحسب. منذ تعارفا في مطلع السبعينات، ارتبط اسم خوري بصباح.


صباح ومصمّم الأزياء اللبناني وليام خوري
لا تكشف ابنة أخيه مادونا خوري سراً، عندما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط» إن عمها ويليام لطالما اعتبر صباح ملهمته. وتضيف: «كان يقول لي إن كتفها غير شكل، طلتها، وقفتها، كيف تعرض الفستان. كانت تملك مقومات عارضة أزياء ولا تهمل جسدها ورشاقتها. لكنه قبل أي شيء، كان يعشق روحها الحلوة وخفة دمها».
على مدى أربعة عقود، صمم خوري لصباح أكثر من 400 قطعة من الملابس، لم يبق منها سوى 40 فستاناً بعد أن احترق معظمها خلال الحرب اللبنانية جراء قذيفة أصابت المحلات.
«هذا الفستان الأخضر صمم خصيصاً لعودة الصبوحة إلى مهرجانات بعلبك، وذاك ارتدته في فيلم «ليلة بكى فيها القمر»، أما الأصفر هذا فمن مسرحية «وادي شمسين»، تعدد مادونا القطع المتبقية. تخشى، وهي إحدى ورثة عمها، من أن تغرق تلك التحف في النسيان فتشوهها علامات الزمن. تكشف أن ويليام خوري، وحتى آخر أيامه على هذه الأرض، ظل يحلم بإقامة متحف لفساتين صباح.


فستان ارتدته صباح في فيلم "ليلة بكى فيها القمر" عام 1980


الزيّ الذي ارتدته في مهرجانات بعلبك
«غادرنا بعد وفاتها بسنة تقريباً. تدهورت صحته كثيراً بعد رحيلها، وكأن زمنه الجميل ذهب معها»، تخبر خوري بغصة. ثم تلمع عيناها فخراً عندما تنظر إلى الفساتين المعلقة التي زينت قوام الأسطورة. تقول: «لا أعرف أين أبدأ، لكني راغبة بإنجاز شيء ما من أجل الحفاظ على إرث عمي. لا مشروع واضحاً، لكن الاحتمالات كثيرة، كمتحف ربما، أو معارض متنقلة، أو حتى مزاد علني يخدم قضية إنسانية».
وبانتظار أن تتبلور الفكرة أو أن تجد من يمولها، تسترجع مادونا ذكرياتها الأولى مع صباح. «كانت حين تصل إلى شارع فرن الشباك حيث مشغل عمي ومحلاته، يخرج الجميع من محالهم وبيوتهم لرؤيتها. أذكر كيف كنت طفلةً، أختبئ في غرفة القياس لأراقبها من بعيد وهي تدخل المحل. لخطوتها وقع آسر ما زال يتردد في أذني حتى الآن. كانت لصباح رهبتها مع أنها غاية في اللطف، إلى درجة أن خياطي المصنع كانوا يصلون ليلهم بنهارهم لينجزوا ملابسها لشدة ولعهم بشخصيتها الطيبة».




مجموعة من الأزياء التي ارتدتها صباح من تصميم وليام خوري
لم توخز إبر ويليام خوري ودبابيسه صباح يوماً، فعلاقتهما كانت صلبة وقائمة على الصداقة والتبادل الروحي. عن تلك العلاقة تقول مادونا: «كان صندوق أسرارها وهي كانت ترتاح إليه. كثيرون غيره ألبسوها وهو لم ينزعج من ذلك، لكن أحداً لم تستمر علاقته المهنية والشخصية بها 43 سنة».
المصمم الذي كان من رواد المجال في لبنان، والذي ارتدت تصاميمه أميرات العالم العربي ونجماته كأم كلثوم، وسميرة توفيق، وماجدة الرومي، وجورجينا رزق، أخذ صباح إلى الجرأة. كان أول من ألبسها السروال القصير (الشورت)، كما أدخل إلى أحد فساتينها مصابيح كهربائية صغيرة لتغني «نورتونا يا حبايب طفوا نور الكهربا». لكن تلك الجرأة لم تختلط أبداً بالابتذال ولا بالوقاحة. سبقت «الصبوحة» عصرها وارتدت ما لم تجرؤ الأخريات على ارتدائه، لكنها حافظت على صورتها اللائقة والراقية.
تلك الجرأة أخذها إليها كذلك مزين الشعر وخبير التجميل جوزيف غريب. من دون أن يزعزع صورتها الممهورة بشعرها الأشقر الكثيف، فاجأ غريب الصبوحة وجمهورها بتسريحات غير مألوفة. يقول: «كان الشعر المالس خطوة جريئة جداً نظراً إلى اللوك الذي اشتهرت به. لاحقاً أدخلت تحولات كثيرة إلى تسريحاتها، مثل الرفع والكعكة وإضافةً الإكسسوارات. وهي لم تكن تعترض، لكنها كانت حريصة على عدم تغيير اللون الأشقر الذي شكل جزءاً أساسياً من هويتها. وأنا احترمت ذلك وكنت مقتنعاً بالأمر».
ليست علاقة غريب بصباح عادية. سكنته شمسها منذ كان طفلاً. في السابعة من عمره، استقل باصاً متجهاً إلى بيروت ليحضر إحدى حفلاتها. لم يردعه عقاب والده من أن يعيد الكرة. «لاحقاً ذهبت لزيارتها بما أن علاقة زمالة كانت تربط شقيقينا»، يسرد مسار علاقته بها. ويضيف: «كنت في الـ12 من عمري يوم شاهدت مسرحية «شهر العسل». أما «وادي شمسين» فلم أفوت عرضاً منها، كنت أنهي فروضي المدرسية وأتوجه إلى المسرح».


صباح ومزيّن الشعر جوزيف غريب
ألِفت صباح وجه جوزيف الطفل وصارت تدعوه إلى الكواليس، قبل أن توسع الحرب المسافات بينهما. في الأثناء، دخل مجال تزيين الشعر والماكياج حالماً بأنه في يوم من الأيام، سيوقع إطلالتها بيديه. ثم أتى ذلك اليوم من عام 1993 حاملاً لغريب بداية تعاون مهني مع «الصبوحة»، وبذور صداقة مميزة استمرت حتى آخر أنفاسها في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014.
«نجحت في أول امتحان، فاعتمدتني مزينها الخاص. جلت مع صباح النجمة حول الكرة الأرضية مرافقاً إياها في حفلاتها ومناسباتها. لكن اللحظات التي أمضيتها مع جانيت فغالي الإنسانة بعيداً عن الأضواء تبقى هي الأثمن. فهمت جانيت الحقيقية قبل أن أفهم صباح، وهذا سر استمرارية علاقتنا»، يقول غريب.
انسكبت صباح خيوط شمس على حياة الأقربين والأبعدين، أما عواصفها فهدأتها وحيدةً. يذكر جوزيف الذي رافق معظم يومياتها كيف «كانت تمضي لحظات حزنها في غرفتها كجانيت فغالي، لتعود وتخرج منها كصباح المشعة. كانت تستقوي على الأسى بصلابتها وإيمانها، فتتخطاه خلال ساعات. ربما سكن الحزن قلبها طوال عمرها، لا سيما وأن العذابات كانت كثيرة في حياتها، إلا أنها لم تظهر انكسارها للناس أبداً ولطالما كررت عبارة أن حزنها لها هي وليس لأي شخص آخر».
لا ينسى غريب ذاك الوجه الضاحك حتى على فراش الموت، ويقول: «بعد رحلتي مع صباح ما عاد يغريني الكثير. ما زلت كل ليلة أتفرج على صورها وأسمع أغانيها وأشاهد أفلامها ومسرحياتها». أشرقت الصبوحة بأناقتها وصوتها ومحبتها على حياة كثيرين. تعالت على الأذى وكل أشكال الشر. أحبت عمرها والحاجات وكل الناس، ولم تأخذ معها سوى الساعات الجميلة.


مقالات ذات صلة

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهم مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهم مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما، طريقة موحدة لتأليف موسيقاه المتنوعة، وهي البحث في تفاصيل الموضوعات التي يتصدى لها، للخروج بثيمات موسيقية مميزة. ويعتز خرما بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، التي تم افتتاحها في القاهرة أخيراً، حيث عُزفت مقطوعاته الموسيقية في حفل افتتاح البطولة. وكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في بطولة العالم للجمباز، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13»، الذي يجري عرضه حالياً في دور العرض المصرية. وقال خرما إنه يشعر بـ«الفخر» لاختياره لتمثيل مصر بتقديم موسيقى حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز التي تشارك فيها 40 دولة من قارات

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق للمرة الأولى... تسجيل مراسم تتويج الملك البريطاني في ألبوم

للمرة الأولى... تسجيل مراسم تتويج الملك البريطاني في ألبوم

تعتزم شركة تسجيلات بريطانية إصدار حفل تتويج ملك بريطانيا، الملك تشارلز الشهر المقبل، في صورة ألبوم، لتصبح المرة الأولى التي يتاح فيها تسجيلٌ لهذه المراسم التاريخية للجمهور في أنحاء العالم، وفقاً لوكالة «رويترز». وقالت شركة التسجيلات «ديكا ريكوردز»، في بيان اليوم (الجمعة)، إنها ستسجل المراسم المقرر إقامتها يوم السادس من مايو (أيار) في كنيسة وستمنستر، وأيضاً المقطوعات الموسيقية التي ستسبق التتويج، تحت عنوان «الألبوم الرسمي للتتويج»، وسيكون الألبوم متاحاً للبث على الإنترنت والتحميل في اليوم نفسه. وستصدر نسخة من الألبوم في الأسواق يوم 15 مايو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مزاد في سبتمبر على 1500 قطعة عائدة إلى المغني الراحل فريدي ميركوري

مزاد في سبتمبر على 1500 قطعة عائدة إلى المغني الراحل فريدي ميركوري

تُطرح للبيع في مزاد يقام في لندن خلال سبتمبر (أيلول) المقبل نحو 1500 قطعة عائدة إلى مغني فرقة «كوين» البريطانية الراحل فريدي ميركوري، من بينها أزياء ارتداها خلال حفلاته ومخطوطات لنصوص أغنيات، وكذلك لوحات لماتيس وبيكاسو، كما أعلنت دار «سوذبيز» اليوم الأربعاء. وستقام قبل المزاد معارض لأبرز هذه القطع في نيويورك ولوس أنجليس وهونغ كونغ في يونيو (حزيران)، ثم في لندن من 4 أغسطس (آب) إلى 5 سبتمبر (أيلول). ومن بين القطع التي يشملها المزاد تاج مستوحى من ذلك الذي يضعه ملوك بريطانيا في احتفالات تتويجهم، ورداء من الفرو الصناعي والمخمل الأحمر. وارتبطت هاتان القطعتان بصورة الفنان البريطاني الذي حقق شعبية واس

«الشرق الأوسط» (لندن)

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.