الاقتصاد الصيني ينمو 3.9 % في الربع الثالث

المليارديرات يتكبدون خسائر كبرى بعد إعادة هيكلة قيادة البلاد

تحسن معدل نمو إجمالي الناتج المحلي الصيني خلال الربع الثالث من العام الحالي (رويترز)
تحسن معدل نمو إجمالي الناتج المحلي الصيني خلال الربع الثالث من العام الحالي (رويترز)
TT

الاقتصاد الصيني ينمو 3.9 % في الربع الثالث

تحسن معدل نمو إجمالي الناتج المحلي الصيني خلال الربع الثالث من العام الحالي (رويترز)
تحسن معدل نمو إجمالي الناتج المحلي الصيني خلال الربع الثالث من العام الحالي (رويترز)

أظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة في الصين أمس (الاثنين)، تبايناً في أداء الاقتصاد الصيني، حيث تحسن معدل نمو إجمالي الناتج المحلي خلال الربع الثالث من العام الحالي، على خلفية تخفيف قيود احتواء فيروس كورونا المستجد، في حين تراجعت المؤشرات الأخرى.
وذكر مكتب الإحصاء الوطني في بكين أمس، أن نمو الاقتصاد الصيني ارتفع بنسبة 3.9% خلال الربع الثالث من عام 2022 مقارنةً بالعام السابق، بزيادة قدرها 0.4 نقطة مئوية عن معدل النمو خلال الربع الثاني من العام الحالي. وكان المحللون يتوقعون نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم بنسبة 3.4% خلال الربع الثالث من العام الحالي، في حين تستهدف الحكومة الصينية تحقيق نمو اقتصادي بمعدل 5.5% خلال العام الحالي ككل.
وكان من المقرر في الأصل الإعلان عن هذه الأرقام في مؤتمر الحزب الشيوعي يوم الثلاثاء الماضي، لكن تم تأجيل إعلانها بشكل مفاجئ. ولم تذكر بكين سبباً لهذه الخطوة.
وعانى الاقتصاد الصيني من بعض التقلبات بسبب جائحة فيروس «كورونا». كما أن الأزمة العقارية المستمرة، ومستويات الديون المرتفعة، وضعف الطلب المحلي، أدت أيضاً إلى تباطؤ اقتصاد البلاد.
ومن المتوقع أن تعجز حكومة بكين عن الوفاء بتحقيق النمو الأصلي المستهدف لهذا العام. ويتوقع البنك الدولي حالياً أن يكون نمو الاقتصاد الصيني بنسبة 2.8% خلال العام بالكامل. وستكون هذه هي المرة الثانية فقط خلال أربعة عقود، بعد عام 2020 العام الأول للوباء، حيث كان النمو في الصين منخفضاً للغاية.
ويتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد الصيني خلال العام الحالي بمعدل 3.2%، وليس بمعدل 4.4% كما كان يتوقع قبل ستة أشهر. في الوقت نفسه تباطأ نمو الصادرات الصينية في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى 5.7% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي بسبب ضعف الطلب العالمي، وفقاً لما أظهرته الأرقام الصادرة يوم الاثنين عن الجمارك الصينية.
وكانت الصادرات الصينية قد فقدت بالفعل في الشهر السابق الزخم وحققت نمواً بنسبة 7.1% فقط. وزادت الواردات إلى الصين بنسبة 0.3% فقط في سبتمبر الماضي، وهو نفس الرقم في الشهر السابق.
وكانت أرقام الصادرات أفضل قليلاً مما توقعه الخبراء، بينما كانت الواردات أسوأ قليلاً. وأشار الخبراء إلى التضخم المرتفع في الكثير من الدول وارتفاع معدلات الفائدة، والتي أثّرت على الاقتصاد العالمي، كأسباب للتباطؤ في نمو الصادرات الصينية. وقالوا إن انخفاض الطلب المحلي في الصين يؤدي إلى تباطؤ نمو الواردات.
وفي سياق منفصل، خسر أباطرة أثرياء ممن لهم أعمال في الصين، أكثر من 9 مليارات دولار في عمليات بيع بالسوق، عقب تشديد الرئيس شي جينبينغ قبضته على الحكم.
ووفقاً لمؤشر «بلومبرغ للمليارديرات»، خسر كل من بوني ما، صاحب شركة «تنسنت هولدنغز»، وأثرى أثرياء الصين تشونغ شانشان، أكثر من ملياري دولار يوم الاثنين بعد أن هوت شركاتهما عقب إعادة تنظيم قيادة الحزب الشيوعي.
ولم يتم تضمين جاك ما، صاحب شركة «علي بابا غروب هولدنغ»، وروبن لي، مالك شركة «بايدو»، وريتشارد ليو، صاحب شركة «جيه دي دوت كوم»، في القائمة، إذ إن الإدراج الأوّلي لشركاتهم كان في الولايات المتحدة، ومع ذلك تراجعت أسهمها خلال تعاملات ما قبل فتح السوق.
ووفقاً لوكالة «بلومبرغ»، تثير خطوة شي بوضع أقرب حلفائه في أعلى صفوف القيادة، المخاوف من استمرار حملة الصين الصارمة على الأعمال الخاصة والثرية. وتراجع مؤشر يتتبع أسهم البلاد المدرجة في هونغ كونغ، بنسبة تفوق تراجعه بعد عقد أي مؤتمر للحزب الشيوعي منذ بداية انعقاده في عام 1994، وباع الأجانب قدراً قياسياً من الأسهم عبر روابط تجارية بالمدينة، بينما هوى اليوان الصيني لأدنى مستوياته منذ يناير (كانون الثاني) عام 2008.
وقال كيني وين، مدير وحدة استراتيجية الاستثمارات لدى «كيه جي آي آسيا» في هونغ كونغ، إن «التراجع (أمس) يعكس معنويات المستثمرين الهشة». وقال إن «الناس تحاول الانتظار والبحث عن المزيد من التداعيات للاقتصاد الصيني بعد إعادة التنظيم تلك».
وحتى يوم الجمعة الماضي، كان هناك 76 مليارديراً صينياً بثروة تقدَّر بنحو 783 مليار دولار، من بين 500 ملياردير هم أثرى أثرياء العالم، مقارنةً مع 79 مليارديراً بثروة تبلغ 1.1 تريليون دولار بنهاية العام الماضي، وفقاً لمؤشر «بلومبرغ للثروة».


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)
صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)
TT

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)
صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

ينطلق يوم الأحد، «قطارُ الرياض» الأضخمُ في منطقة الشرق الأوسط، والذي يتضمَّن أطولَ قطار من دون سائق في العالم.

وهذا المشروع الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، يُتوقع أن يخفّف من الاختناقات المرورية في الرياض بواقع 30 في المائة، وفق ما أعلن مسؤول في «الهيئة الملكية لمدينة الرياض» لـ«الشرق الأوسط». وقال المدير العام الأول في الإدارة العامة للمدن الذكية والمدير المكلف البنيةَ التحتية الرقمية لمشروع الملك عبد العزيز للنقل العام، ماهر شيرة، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ تطبيق «درب»، الذي أطلق الخميس، هو منصة رقمية متكاملة تهدف إلى تحسين تجربة التنقل في مدينة الرياض.

وينطلق «قطار الرياض» يوم الأحد، بـ3 مسارات من أصل مساراته الستة، وهو بطول 176 كيلومتراً، ويضم 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية.