خطة لتوسع «مؤسسة مستقبل الاستثمار» في أميركا وآسيا

رئيس «مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار» خلال مؤتمر صحافي عقد في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
رئيس «مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار» خلال مؤتمر صحافي عقد في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
TT

خطة لتوسع «مؤسسة مستقبل الاستثمار» في أميركا وآسيا

رئيس «مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار» خلال مؤتمر صحافي عقد في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
رئيس «مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار» خلال مؤتمر صحافي عقد في الرياض أمس (الشرق الأوسط)

كشفت «مؤسسة مبادرة الاستثمار» عن نوايا توسعية جارية؛ تعمل عليها في عدد من القارات، في إطار تحقيق أهدافها المعنية بـ«الاستثمار في الإنسانية، وبناء منصة فكرية مرجعية شاملة»، في وقت قالت فيه إن النسخة السادسة من «مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار» ستكون «أفضل نسخة من حيث الترتيب والتنظيم».
وأفصح الرئيس التنفيذي للمؤسسة، ريتشارد آتياس، خلال مؤتمر جمع عدداً من ممثلي شركائها الاستراتيجيين، عن أن العمل قائم على توسيع أعمال «مؤسسة مبادرة الاستثمار» لتشمل واشنطن ونيويورك وكذلك منطقة آسيا.
ومعلوم أن «مبادرة مستقبل الاستثمار» تعد مؤسسة عالمية غير ربحية ذات ذراع استثمارية وأجندة واحدة هي التأثير في الإنسانية، حيث تلتزم بمبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG)، وتدعم ألمع العقول لتحويل الأفكار إلى حلول واقعية من خلال 4 مجالات: الذكاء الصناعي وعلوم الروبوت والتعليم والرعاية الصحية والاستدامة.
وأكد آتياس، أمس، خلال المؤتمر الصحافي، أن «مؤسسة مبادرة الاستثمار» لا تواجه أي تحديات أو صعوبات من أي أطراف دولية أو خارجية؛ «بل تلقى كل الترحيب في جميع مناطق العالم»، مشيراً إلى أن أهداف المؤسسة أممية وذات أبعاد فكرية وحلولية استراتيجية عالمية.
وقال: «لا تواجه المؤسسة أي مقاومة أو تحديات دولية؛ بل الجميع يرحب بالأفكار... على العكس؛ نلقى الترحيب من جميع البلدان؛ من الصين والولايات المتحدة... هناك مطالبات بوجود المؤسسة وتعزيز حضورها في كل القارات».
وشدد الرئيس التنفيذي لـ«مبادرة مستقبل الاستثمار» على أن المؤسسة غير ربحية وتقوم بمبادرات عدة بهدف إحداث تأثير إيجابي على البشرية، وأنها منصة لدعم الاقتصاد ومساعدة الشباب، مؤكداً أن الأولوية قبل الجائحة تختلف عن الأولوية بعدها.
وسلط آتياس الحديث على النسخة السادسة من «مبادرة مستقبل الاستثمار» التي ستعقد خلال الفترة من 25 إلى 27 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بعنوان: «الاستثمار في الإنسانية... تمكين نظام عالمي جديد»، لافتاً إلى أن المؤتمر الذي ستعقده المؤسسة في نيويورك بتاريخ 22 سبتمبر (أيلول) الحالي على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة بعنوان: «الأولوية».
وأفاد بأن من أولويات المبادرة الذكاء الصناعي والرعاية الصحية والتعليم وتوفير الحلول التي تساعد على الاستدامة، مؤكداً أن «رؤية المملكة 2030» تركز على دعم الإنسان من خلال جودة الحياة والرياضة والتعليم والرياض الخضراء.
ولفت ريتشارد خلال المؤتمر إلى أهم المتحدثين الذين سيشاركون خلال المؤتمر، مؤكداً أن هناك العديد من الشخصيات المهمة والمؤثرة ستشارك خلال الجلسات، لافتاً إلى دعوة 300 شخصية؛ من بينها رؤساء دول وشخصيات سياسية مهمة ووزراء من السعودية وخارجها ومنظمات دولية.
وزاد آتياس حول أهم الموضوعات التي ستناقش خلال الجلسات، حيث لفت إلى بحث ملفات الفضاء والتضخم والطاقة واقتصاد العملات الرقمية «الكريبتو»، مشيراً إلى أنه تم إطلاق الموقع الرسمي للمؤسسة لإتاحة التسجيل للعموم.
وعلى صعيد اختيار محتوى الموضوعات، قال آتياس إن مناقشة ملف الفضاء تأتي، على سبيل، نموذجاً واضحاً لضرورة أن يتم بحثه والاستثمار فيه، لما له من فوائد ومكاسب عظيمة على البشرية، لما سيؤدي إليه جمع المعلومات من نتائج وتأثير بالغ على التغير المناخي والأمن الغذائي، مستطرداً: «إنها ليست مجرد متعة النظر في الكواكب».
من ناحيته؛ أكد الرئيس التنفيذي للعمليات، راكان طرابزوني، أن «مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار» قامت بمبادرات عدة؛ من أبرزها منهجية الأسواق الناشئة، ومؤشر عالمي للأمراض المعدية.
يذكر أن من أهم إنجازات المؤسسة خلال العام الماضي إطلاق مقياس أداء شامل للحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وإطلاق مؤشر عالمي للأمراض الوبائية، وإطلاق النسخة الأولى من «جائزة الإنسانية» خلال النسخة الخامسة من «مبادرة مستقبل الاستثمار».


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
TT

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس، وستلعب دوراً مضاعفاً، كما يقول وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف. ويضيف أن هيئة المساحة الجيولوجية سيكون لها دور محوري خلال الـ25 عاماً المقبلة في تمكين قطاع التعدين، مشدداً على أن هناك عزماً على استمرار مشروعات المسح الجيولوجي والاستكشاف وتوفير البيانات للمستثمرين، خصوصاً أن الهيئة أطلقت جملةً من المبادرات تهدف إلى تحويل قطاع التعدين ليصبح الركيزة الثالثة للاقتصاد الوطني.

كلام الخريف جاء خلال حفل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها، والذي انطلق تحت رعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وافتتحه الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة، بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات الاعتبارية.

الأمير سعود بن مشعل نائب أمير مكة المكرمة خلال تكريم الشخصيات المشاركة ويبدو وزير الصناعة ورئيس هيئة المساحة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وفي ظل هذه النتائج والأرقام ونتائج المسح، سجَّلت السعودية تدفقاً كبيراً للاستثمار في قطاع التعدين، وهو ما أكده لـ«الشرق الأوسط» الوزير الخريف، قائلاً: «يوجد الآن كمٌّ كبيرٌ من طلبات الاستثمار في قطاع التعدين، وهناك عمل مع الجهات الحكومية الأخرى؛ لضمان التنسيق لتخصيص المواقع للمستثمرين»، موضحاً أنه في كل يوم يجري التوقيع لمواقع جديدة سواء لمستثمرين حاليين فيما يتعلق بالتوسع، أو مستثمرين جدد.

وأشار الوزير إلى أن «النتائج التي نحصل عليها من المسح الجيولوجي والبيانات والمنصة، جعلت السعودية من أهم الدول التي يُنظر لها من شركات الاستثمار في قطاع التعدين للتوسع؛ لضمان مستقبلها في إمدادات التعدين»، مؤكداً: «إننا نعمل على التدقيق في المعلومات التي تصلنا، ونأخذ عينات إضافية، ونركز على مناطق محددة توجد فيها ثروات أكثر، وهذا يرفع مستوى مصداقية السعودية من حيث البيانات».

ونُفذت مشروعات عملاقة للمسح الجيولوجي غطت أكثر من 85 في المائة من أراضي المملكة ما بين أعمال مسح جيوفيزيائي وجيوكيميائي باستخدام تقنيات حديثة. كما أن هناك البرنامج العام للمسح الجيولوجي، ومبادرة بناء قاعدة المعلومات الوطنية لعلوم الأرض، وفقاً للخريف، الذي قال إن المبادرات أسهمت في ارتفاع قيمة الموارد المعدنية غير المستغلة من 4.9 تريليون ريال في عام 2016، إلى 9.4 تريليون ريال مع بداية العام الحالي، 2024.

وزير الصناعة خلال إلقاء كلمته في حفل الهيئة الاثنين (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وخلال الحفل، دشّن نائب أمير منطقة مكة، شعار هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الجديد، الذي يعكس الهوية الجيولوجية للهيئة، ويفصح عن جهودها المستمرة في مسح مناطق المملكة وتعزيز الوعي الثقافي والبيئي، كما كرّم أعضاء اللجنة المؤسسة للهيئة، ورعاة الحفل.

وقال الخريف، إن هيئة المساحة الجيولوجية أنجزت أكثر من 500 مشروع متخصص في مجالات علوم الأرض، تتضمّن الخرائط الجيولوجية بمقاييس الرسم المختلفة، والاستكشاف المعدني، والمسح الجيوفيزيائي والجيوكيميائي والبحري، وأعمال مراقبة ورصد المخاطر الجيولوجية، والحد من آثارها، والدراسات والأبحاث التعدينية، كما اهتمت الهيئة منذ نشأتها بتنمية مواردها البشري؛ إيماناً منها بأنهم أساس نجاحها، فبفضل جهودهم وتفانيهم، إلى جانب خبراتهم العلمية والعملية، حققت الهيئة إنجازات نوعية حظيت بإشادة الجميع.

شهد حفل هيئة المساحة تكريماً من نائب أمير مكة المكرمة للرواد في الهيئة وعدد من الشخصيات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وأكد الوزير، في كلمته التي ألقاها بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس الهيئة، أن المملكة شهدت جهوداً وطنية حثيثة في مجال البحث والتنقيب عن الثروات المعدنية، وقد تكللت باكتشافات مهمة خلال الرُبع قرن الماضي، كان لها أثر كبير على مختلف الأصعدة، موضحاً أنه على صعيد قطاع التعدين، أسهمت هذه الاكتشافات في دعم الاستثمار وتطوير قطاع الثروة المعدنية، لا سيما مع اكتشاف عدد من المعادن الأساسية مثل الفوسفات والبوتاسيوم والذهب والفضة، بالإضافة إلى ركائز معدنية للمعادن الاستراتيجية، التي تكمن أهميتها في نمو القطاع وظهور شركات وطنية كبيرة مثل شركة «معادن».

وأضاف: «لم تقتصر إنجازات الهيئة على الاكتشافات المعدنية فحسب، بل امتدت لتشمل مجال المخاطر الجيولوجية، حيث أسهمت في توسيع شبكة الرصد الزلزالي لتعزيز قدرة المملكة في مراقبة النشاط الزلزالي، وإنشاء قاعدة بيانات (رواسي)، التي تضم آلاف التقارير والدراسات المتخصصة في المخاطر الجيولوجية، كما تشرفت الهيئة بالإشراف على استمرارية وديمومة مياه زمزم المباركة، وتعقيمها، والمحافظة على استدامتها، وأولت اهتماماً كبيراً بدرء مخاطر السيول، وإجراء كثير من الدراسات لتحديد المناطق المُعرَّضة للخطر، ودعم صنع القرار الحكومي بشأن إقامة المشروعات التنموية العملاقة».