وفاة ديويه غوروديه رائدة الحركة الاستقلالية بكاليدونيا الجديدة

TT

وفاة ديويه غوروديه رائدة الحركة الاستقلالية بكاليدونيا الجديدة

توفيت أول من أمس (الأحد)، عن عمر ناهز 73 عاماً، الكاتبة ديويه غوروديه التي كانت أول روائية من شعب الكاناك الأصلي في كاليدونيا الجديدة ورائدة في النضال من أجل استقلال الأرخبيل، على ما أعلنت الحكومة، التي أفادت أيضاً، بأن الكاتبة التي كانت تعاني مرض السرطان منذ سنوات، توفيت في مستشفى على الساحل الشرقي.
ووصفت الحكومة الكاليدونية الجماعية، الراحلة، بأنها «سياسية استقلالية وكاتبة ذات شهرة عالمية» طبعت تاريخ السلطة التنفيذية المحلية التي كانت عضوة فيها لمدة 20 عاماً من 1999 إلى 2019، تولت خلالها مسؤوليات أبرزها الثقافة ووضع المرأة والمواطنة.
وأشادت جبهة الكاناك الاشتراكية للتحرير، وهي التحالف التاريخي لنضال الكاناك، بالمرأة التي «ناضلت دائماً من أجل حرية شعبها والسيادة الكاملة لبلدها». وتخضع كاليدونيا الجديدة للسيادة الفرنسية منذ عام 1853، عندما استعمرت فرنسا في عهد نابليون الثالث هذه المنطقة من المحيط الهادي.
ولدت ديويه غوروديه عام 1949 في شمال شرقي كاليدونيا الجديدة، ودرست الأدب بين عامي 1969 و1973 في جامعة مونبلييه بول فاليري، حيث انفتحت على الكتابة والسياسة، وطبعتها أفكار حركة مايو (أيار) 1968 الاحتجاجية والتحررية في فرنسا.
وبعد عودتها إلى مسقطها كاليدونيا، انخرطت في حركات الكاناك الاستقلالية الأولى، وشاركت في تحركات نضالية ميدانية، ما أدى إلى سجنها مرات عدة.
وكتبت وراء القضبان أول مجموعة شعرية لها. كذلك ألّفت قصصاً قصيرة وأعمالاً مسرحية. في عام 2005 نشرت أول رواية كاناك على الإطلاق.



«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
TT

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)

أذهلت حقيقة ما يكمُن داخل محيطاتنا، الناس منذ الأزل؛ لذا ليس مستغرباً تكاثُر الخرافات حول الأعماق المائية. ولكن بصرف النظر عن قارة أتلانتيس الغارقة، فقد اكتشف العلماء «مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج، تعجُّ بالحياة.

وذكرت «إندبندنت» أنّ المناظر الطبيعية الصخرية الشاهقة تقع غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، على عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، وتتألّف من جدران وأعمدة وصخور ضخمة تمتدّ على طول أكثر من 60 متراً. للتوضيح، فهي ليست موطناً لإحدى الحضارات الإنسانية المنسيّة منذ مدّة طويلة؛ لكنَّ ذلك لا يقلِّل أهمية وجودها.

يُعدُّ الحقل الحراري المائي، الذي أُطلق عليه اسم «المدينة المفقودة» لدى اكتشافه عام 2000، أطول بيئة تنفُّس في المحيطات، وفق موقع «ساينس أليرت ريبورتس». وإذ لم يُعثَر على شيء آخر مثله على الأرض، يعتقد الخبراء بإمكان أن يقدّم نظرة ثاقبة على النُّظم البيئية التي يمكن أن توجد في مكان آخر في الكون.

«مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج (مختبر «أميز»)

ولأكثر من 120 ألف عام، تغذَّت الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية على الفتحات الموجودة في الحقل، التي تُطلق الهيدروجين والميثان والغازات الذائبة الأخرى في المياه المحيطة.

ورغم عدم وجود الأكسجين هناك، فإنّ حيوانات أكبر تعيش أيضاً في هذه البيئة القاسية، بما فيها السرطانات والجمبري والثعابين البحرية؛ وإنْ ندُرَت.

لم تنشأ الهيدروكربونات التي تُنتجها الفتحات من ضوء الشمس أو ثاني أكسيد الكربون، وإنما بتفاعلات كيميائية في قاع البحر. سُمِّيت أطول سهول «المدينة المفقودة»، «بوسيدون»، على اسم إله البحر الإغريقي، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 60 متراً. في الوقت عينه، إلى الشمال الشرقي من البرج، ثمة جرفٌ حيث تنضح الفتحات بالسوائل، مما ينتج «مجموعات من الزوائد الكربونية الدقيقة متعدّدة الأطراف تمتدّ إلى الخارج مثل أصابع الأيدي المقلوبة»، وفق الباحثين في «جامعة واشنطن».

هناك الآن دعوات لإدراج «المدينة المفقودة» ضمن مواقع التراث العالمي لحماية الظاهرة الطبيعية، خصوصاً في ضوء مَيْل البشر إلى تدمير النُّظم البيئية الثمينة.

وفي عام 2018، جرى تأكيد أنّ بولندا نالت حقوق التنقيب في أعماق البحار حول الحقل الحراري. وفي حين أنّ «المدينة المفقودة»، نظرياً، لن تتأثّر بمثل هذه الأعمال، فإنّ تدمير محيطها قد تكون له عواقب غير مقصودة.