الرجال وسرطان الثدي
من الأخطاء الشائعة أن يعتقد معظم الرجال أنهم في مأمن من خطر الإصابة بسرطان الثدي؛ حيث يتم تركيز فرق التوعية بسرطان الثدي في جميع أنحاء العالم وتوجيه برامجهم للنساء فقط، مما يوحي لكثيرين أنه مرض خاص بالنساء دون الرجال. ومع أن جميع الدراسات السابقة كانت تشير إلى مجموعة متنوعة من عوامل الخطر المرتبطة بالهرمونات على أنها المسببة لسرطان الثدي عند الذكور، فلا توجد أي دراسة منها تناولت تأثيرات الهرمونات الذاتية الداخلية endogenous hormones مثل الاستروجين.
يصيب سرطان الثدي النساء والرجال على السواء، ولكن نسبة إصابة الذكور ضئيلة وتعد حالة نادرة جدا. ويعد سرطان الثدي أكثر شيوعا بمائة ضعف لدى النساء مقارنة مع الرجال، فهو يصيب رجلا واحدا فقط من بين 10 ملايين رجل، وتحدث الإصابة عادة بين سن 60 و70 عاما.
وأخيرا اكتشف فريق دولي من الباحثين واحدا من أهم العوامل التي تزيد من مخاطر إصابة الذكور بسرطان الثدي، وهو الارتفاع الكبير في مستوى هرمون الاستروجين، الذي يعرضهم لخطر أعلى بكثير للإصابة بهذا الورم السرطاني الخطير. ونشرت نتائج الدراسة في «مجلة علم الأورام السريري».Journal of Clinical Oncology
تضمن فريق العلماء الباحثين عددا من أطباء معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، وقاموا بتحليل البيانات الدولية من 101 رجل من المصابين بسرطان الثدي وقارنوها ببيانات عدد 217 رجلا من الأصحاء بعد تعديل العمر وتاريخ سحب الدم والعرق ومؤشر كتلة الجسم.
أظهرت نتائج التحليل أن الرجال الذين لديهم مستويات عالية من هرمون الاستروجين ارتفعت لديهم نسبة خطر الإصابة بسرطان الثدي 2.5 ضعف عن الرجال الذين يتمتعون بنسب أدنى من مستويات هرمون الاستروجين. ويبدو أن التباين في مستوى هرمون الاستروجين بين الرجال أمر طبيعي، في كثير من الأحيان، ومع ذلك، فإن الباحثين يفترضون احتمال وجود صلة لزيادة الوزن في كلا الجنسين استنادا إلى الحقيقة العلمية بأن الخلايا الدهنية تلعب دورا في زيادة مستويات هرمون الاستروجين.
ولأول مرة يتم تسجيل وعرض مثل هذه النتيجة التي تثبت أن لارتفاع مستوى هرمون الاستروجين دورا كبيرا في الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال على غرار سرطان الثدي لدى الإناث من النوع الذي يتأثر بارتفاع مستويات هذا الهرمون، مما يجعل الكشف عن مستوى الاستروجين عند الرجال ذا أهمية كبيرة ومسألة تحدِّ في مجال الوقاية والعلاج، خصوصا عند الفئات التالية:
* المتقدمون في العمر لما بعد سن الستين.
* من لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي بين الأقارب من الدرجة الأولى.
* المصابون بأمراض الخصيتين كالإصابة بمرض النكاف mumps أو أي إصابة أخرى في الخصيتين أو حتى اختفاء الخصية.
* الذين عانوا في الماضي من تضخم الأثداء gynecomastia كاستجابة للعلاج الهرموني.
* الذين يعانون من أمراض الكبد؛ حيث تقل لديهم مستويات الهرمونات الذكرية وترتفع الهرمونات الأنثوية مثل الاستروجين.
فوائد الجوز الصحية
يعتقد البعض خطأ أن تناول المكسرات يؤدي إلى زيادة الوزن وعسر الهضم، في حين أن عكس ذلك هو ما تثبته الدراسات والأبحاث؛ فلقد وجد من دراسة أميركية حديثة، نشرت نتائجها في «مجلة التغذية والكيمياء الحيوية» The Journal of Nutritional Biochemistry، أن اتباع نظام غذائي غني بالجوز walnuts، الذي يسمى في بعض البلدان «عين الجمل» أو «القعقع» له تأثير إيجابي على مكافحة الأمراض، وأنه قد يساعد في إبطاء نمو الأورام بشكل عام وسرطان القولون بشكل خاص.
وقد درس باحثون من «مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي»Beth Israel Deaconess Medical Center وجامعة هارفارد في بوسطن (ماساتشوستس) الآثار المترتبة على اتباع نظام غذائي غني بالجوز على التغييرات التي يمكن أن تحدث في الرنا الميكروي، أي الحمض النووي الدقيق «آر إن إيه» microribonucleic acid، miRNA، في الأنسجة الموضعية المصابة بسرطان القولون في الفئران. قام الباحثون بتغذية مجموعة من الحيوانات (الفئران) بوجبتين من الجوز (تعادل وتكافئ الحصص نفسها التي تعطى للإنسان) بالإضافة إلى نظام غذائي طبيعي، وتغذية مجموعة أخرى من الفئران بالنظام الغذائي الطبيعي نفسه فقط، مع عدم إضافة الجوز.
وبعد مرور 25 يوما، أظهرت نتائج الفحص الرئيسية لـ«miRNA» التي تؤثر على درجة الالتهاب، وإمدادات الدم إلى الأنسجة، وتكاثر وانتشار الخلايا السرطانية، أنها تعرضت لتغيير إيجابي في المجموعة التي تناولت الجوز. وبالتحليل وجد أن الفئران التي أطعمت الجوز، كانت أورامها تحتوي على عشرة أضعاف أحماض «أوميغا - 3» الدهنية من أورام المجموعة الأخرى، مجموعة التحكيم، بما في ذلك حمض «ألفا لينولينك» alpha - linolenic acid. وارتبطت نسبة كبيرة من «أوميغا 3» بالأورام الأصغر حجما، بالإضافة إلى أن نمو الورم أصبح أبطأ في المجموعة التي تناولت الجوز.
كما يتضح من نتائج هذه الدراسة أن التغيرات في ملامح وصفات التعبير لـ«ميرنا» miRNA سوف تؤثر على الأرجح على الجينات المستهدفة المشاركة في المسارات المضادة للالتهاب، والمضادة للتغذية الدموية للخلايا السرطانية، وكذلك المضادة لتكاثر الخلايا السرطانية، وبالتالي تؤدي إلى موت الخلايا السرطانية المبرمج.
ومن المتوقع والمأمول أن تنطبق نتائج هذه الدراسة على البشر أيضا عندما يتم التأكد من ذلك بدراسات أخرى مستقبلية. وقد تكون فرص الوقاية من سرطان القولون والمستقيم، أكبر من كثير من الأورام الخبيثة الأخرى، بعد أن أثبت كثير من الدراسات الحديثة وجود علاقة عكسية بين استهلاك الجوز والإصابة بسرطان القولون، حتى وإن لم يتم حتى الآن فهم الآلية الكامنة وراء ذلك بشكل واضح.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة