مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

سعوديون في معسكرات إيران و«حزب الله»

كتب الزميل حسن المصطفى تقريراً لافتاً للنظر نشره على موقع «العربية نت»، عن إسهام «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» اللبناني في بناء وتدريب وتوجيه المجموعات الإرهابية من السعوديين الشيعة.
استعرض حسن جملة من المعلومات الداخلية الدقيقة، بوصفه خبيراً في جماعات الإسلام السياسي الشيعي، وصحافي مرموق.
هذه المعلومات هي برسم الميديا الغربية، وبرسم من غرّر بهم زعيم التنظيم الإرهابي اللبناني، حسن نصر الله، الذي خرج بخطبته الأخيرة مقدّماً جنرال الإرهاب الإيراني المتجول قاسم سليماني وتلميذه العراقي أبو مهدي المهندس بوصفهما رسولي سلام وبناة حضارة إنسانية!
يذكر تقرير حسن المصطفى سبل التجنيد التي كان عملاء «حزب الله» ينتهجونها داخل الشباب السعودي الشيعي، والخداع الكلامي الذي يجلبون به بعض السذج مثل القول إن التدريب على الجهاد بمعسكرات «حزب الله» في لبنان هو بغرض الاستعداد لظهور المهدي المنتظر، فقط!
كانت معسكرات «حزب الله» تستقبل الشُبان السعوديين، بتنسيق مع شخصيات عدة، أبرزها - كما يقول التقرير - أحمد المغسّل، الذي ألقت السلطات السعودية القبض عليه في أغسطس (آب) 2015، والذي يوصف بأنه «العقل المدبر لتفجيرات الخبر».
كان أحمد المغسل، المشهور بـ«أبو عمران» حلقة الوصل بين غالبية الشباب الذي تلقى التدريب العسكري، والمنسق مع «الحرس الثوري» و«حزب الله» اللبناني، كونه الشخصية الأبرز في «الجناح العسكري» لـ«حزب الله الحجاز».
أبو عمران، المقبوض عليه في السعودية اليوم، كان يقيم ببلدة «السيدة زينب» بسوريا، ويجنّد من يقدر عليه من الشباب، بحجج متنوعة.
المغسل أيضاً كان يقيم في ضاحية بيروت الجنوبية، وتحديداً «حي السلم» وكان يتردد على المملكة بهويات مزورة، خاصة موسم «الحج»، بجوازات سفر مختلفة، بعضها إيراني.
ذات مرة - كما يخبرنا حسن المصطفى - قَدَّمَت المملكة معلومات دقيقة وموثقة للسلطات الإيرانية، حول مكان إقامة المغسل، محددة المدينة والحي والشارع والمنزل؛ إلا أن طهران أنكرت وجوده هناك، حيث كان «الحرس الثوري» الإيراني يوفر له الحماية، فيما يكون تحت رعاية «حزب الله» حين يقيم في لبنان.ِ
بماذا كان «حزب الله» اللبناني يسوّغ صنيعه الخبيث هذا داخل المجتمع السعودي؟
«دعم المستضعفين»، وتدريب «الحركات الثورية» تحت هذه العناوين يقترف الحزب الخميني فعائله.
حاولت تكثيف هذا التقرير لكن لا غنى عن مطالعته كاملاً، وأتمنى من الزميل حسن المصطفى التوسع أكثر في هذا الموضوع وتحويله إلى كتاب أو بحث كامل، فنحن حيال معلومات داخلية تخرج للعلن في حالة نادرة.
وبعد... ليت حسن نصر الله وصديقه جبران باسيل يجدون الوقت، والصدق، لقراء تقرير حسن... الحسن.