عاصفة تجتاح إسبانيا وتتسبب في فيضانات وقطع الخدمات

بلدية نيويورك تعلن الطوارئ بعد هطول أمطار قياسية

رئيس بلدية نيويورك يعلن حالة الطوارئ بسبب ما سماه «حدثاً مناخياً تاريخياً» مع هطول أمطار قياسية في أنحاء المدينة أدت إلى فيضانات (رويترز)
رئيس بلدية نيويورك يعلن حالة الطوارئ بسبب ما سماه «حدثاً مناخياً تاريخياً» مع هطول أمطار قياسية في أنحاء المدينة أدت إلى فيضانات (رويترز)
TT

عاصفة تجتاح إسبانيا وتتسبب في فيضانات وقطع الخدمات

رئيس بلدية نيويورك يعلن حالة الطوارئ بسبب ما سماه «حدثاً مناخياً تاريخياً» مع هطول أمطار قياسية في أنحاء المدينة أدت إلى فيضانات (رويترز)
رئيس بلدية نيويورك يعلن حالة الطوارئ بسبب ما سماه «حدثاً مناخياً تاريخياً» مع هطول أمطار قياسية في أنحاء المدينة أدت إلى فيضانات (رويترز)

تحولت شوارع مدينة ألكانار الساحلية في إقليم كتالونيا شمال شرقي البلاد سريعا إلى مجار للسيول التي اكتسحت مياهها السيارات والأثاث والأشجار. وقال رئيس بلدية المدينة جوان رويغ لإذاعة «راك 1»، «كان لدينا انطباع بأنها نهاية العالم». ووصفت سلطات كتالونيا (شمال شرق) الأمطار الغزيرة التي هطلت على بعض البلدات مثل الكنار على بعد 200 كيلومتر جنوب برشلونة، حيث غمرت الوحول الشوارع بأنها «استثنائية للغاية». وأشاعت عاصفة مطرية هوجاء الفوضى في عدة مناطق في إسبانيا وتسببت في فيضانات في بعض المدن وتركت الآلاف دون كهرباء وأجبرت السلطات على إغلاق بعض الطرق وخدمات السكك الحديدية. وحذر روبين ديل كامبو المتحدث باسم وكالة الأرصاد الجوية الوطنية من أن أحوال الطقس ستستمر «في التفاقم في عدة مناطق من الوسط والشرق» في الساعات المقبلة. وأوضح كذلك أن تغير المناخ يجعل هذه التقلبات المناخية القصوى أكثر شيوعا في إسبانيا، وخاصةً على ساحل المتوسط. واكتسبت العاصفة قوة إضافية بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة. وقال مسؤولون إن فرق الطوارئ أنقذت العشرات ممن حوصروا في السيارات والمنازل وأماكن التخييم. وفي بعض المدن ساهمت الشرطة في إنقاذ سائقي سيارات كانوا محاصرين في سياراتهم بينما تم إجلاء 83 شخصاً من منازلهم. وخلال زيارة إلى غوادالاخارا (وسط)، أعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن «تضامنه» مع ضحايا «هذه الفيضانات الفظيعة» التي جاءت «نتيجة لحالة الطوارئ المناخية». وكتب سانشيز في تغريدة أنه يتضامن مع المناطق المنكوبة وحث المواطنين على توخي الحذر الشديد واتباع إرشادات خدمات الطوارئ مع توقعات باستمرار الأمطار خلال الليل. وفي منطقة فالنسيا المجاورة، أدت الفيضانات إلى إلغاء تنظيم المهرجانات التي تضم مواكب للعربات والتماثيل العملاقة من الورق المقوى. ويقول العلماء إنه مع ارتفاع حرارة الأرض، يحتوي الغلاف الجوي على المزيد من البخار ما يزيد من مخاطر هطول أمطار غزيرة. هذه الأمطار المرتبطة بعوامل أخرى، تزيد من مخاطر الفيضانات. ومن دون تدابير للتأقلم، مع درجة إضافية من الاحترار، ستساهم الفيضانات في تضاعف عدد الضحايا مقارنة بنهاية القرن العشرين، وفقاً لتقرير خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة.
وفي سياق متصل أعلن بيل دي بلاسيو رئيس بلدية نيويورك حالة الطوارئ مساء الأربعاء بسبب ما سماه «حدثا مناخيا تاريخيا» مع هطول أمطار قياسية في أنحاء المدينة أدت إلى فيضانات
ومخاطر على الطرق. وذكرت شبكة (سي. إن. إن) أن جميع خطوط مترو الأنفاق في مدينة نيويورك تقريبا توقفت في ساعة متأخرة يوم الأربعاء حيث تسببت بقايا العاصفة الاستوائية آيدا في هطول أمطار غزيرة واحتمال حدوث سيول وأعاصير في أجزاء من شمال وسط المحيط الأطلسي. أعلنت حاكمة نيويورك كاثي هوشول أمس الخميس حالة الطوارئ في الولاية. وكتبت هوشول في تغريدة على تويتر «أعلن حالة الطوارئ لمساعدة سكان نيويورك المتضررين من عاصفة الليلة» بعدما أدت آيدا التي شكلت إعصاراً من الفئة الرابعة ضرب جنوب الولايات المتحدة الأحد، إلى حدوث زوابع وفيضانات أثناء اندفاعها إلى الشمال. وأصدرت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية ما لا يقل عن خمسة تحذيرات من حدوث سيول تشمل المنطقة من غربي فيلادلفيا إلى شمال نيوجيرزي. كما أعلن حاكم ولاية نيوجيرزي فيل مورفي حالة الطوارئ بسبب الإعصار آيدا.


مقالات ذات صلة

تهجير 40 مليون شخص بسبب كوارث مناخية في 2024

يوميات الشرق الفيضانات المدمرة في البرازيل تسببت في مقتل أكثر من 80 شخصاً خلال مايو 2024 (رويترز)

تهجير 40 مليون شخص بسبب كوارث مناخية في 2024

أفادت دراسة دولية بأن عام 2024 شهد درجات حرارة قياسية تسببت في تغييرات جذرية بدورة المياه العالمية، مما أدى إلى فيضانات مدمرة وجفاف شديد في العديد من المناطق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال فعالية في فينيكس بولاية أريزونا الأميركية... 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

لماذا يطالب ترمب بجزيرة غرينلاند وقناة بنما؟

يسعى ترمب من خلال مطالبته بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وقناة بنما، لتحقيق مصالح اقتصادية وأمنية كبيرة للولايات المتحدة، لا سيما على حساب الصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم 5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

دعاوى مشروعة للدول الفقيرة وأخرى ارتدادية من الشركات والسياسيين

جيسيكا هولينغر (واشنطن)
بيئة منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
بيئة تغير المناخ جعل ارتفاع درجات الحرارة أكثر ترجيحاً بمختلف أنحاء العالم (رويترز)

تغيّر المناخ أضاف 41 يوماً من الحرارة الخطيرة بمختلف أنحاء العالم عام 2024

ذكرت مجموعة من العلماء أن البشر في جميع أنحاء العالم عانوا من متوسط 41 يوماً إضافياً من الحرارة الخطيرة، هذا العام؛ بسبب تغير المناخ الناجم عن الإنسان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كندا «لن تتراجع أبداً» في مواجهة تهديدات ترمب

جزء من مباني البرلمان الكندي في أوتاوا (رويترز)
جزء من مباني البرلمان الكندي في أوتاوا (رويترز)
TT

كندا «لن تتراجع أبداً» في مواجهة تهديدات ترمب

جزء من مباني البرلمان الكندي في أوتاوا (رويترز)
جزء من مباني البرلمان الكندي في أوتاوا (رويترز)

أكد رئيس الوزراء الكندي المستقيل، جاستن ترودو، ووزيرة خارجيته ميلاني جولي، الثلاثاء، أن أوتاوا «لن تنحني» أمام تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الذي دعا إلى ضم بلادهما إلى الولايات المتحدة.

وقال ترودو في منشور على منصة «إكس»، إنه «لا يوجد أي احتمال على الإطلاق في أن تصبح كندا جزءاً من الولايات المتحدة». وأضاف: «يستفيد العمال والمجتمعات في بلدينا من كونهما شريكين تجاريين وأمنيين كبيرين».

واحتجت وزيرة الخارجية الكندية جولي على تعليقات ترمب حول إمكانية استخدام القوة الاقتصادية ضد البلاد.

وقالت في منشور على شبكة التواصل الاجتماعي «إكس»: «إن تعليقات الرئيس المنتخب ترمب تظهر افتقاراً تاماً إلى فهم ما يجعل كندا دولة قوية... لن نتراجع أبداً في مواجهة التهديدات».

وتعهد ترمب أمس باستخدام «القوة الاقتصادية» ضد كندا، الحليفة المجاورة التي دعا لضمها إلى أراضي الولايات المتحدة.

وعندما سُئل عما إذا كان سيستخدم القوة العسكرية، أجاب ترمب: «لا، القوة الاقتصادية».

وأضاف أن اندماج «كندا والولايات المتحدة سيكون خطوة إيجابية. تخيلوا ما سيبدو عليه الوضع عند التخلص من هذا الخط المرسوم بشكل مصطنع. وسيكون ذلك أيضاً أفضل كثيراً على صعيد الأمن القومي».

يأتي ذلك غداة تجديد الرئيس المنتخب دعوته لضم كندا، وذلك عقب إعلان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته.

وقال ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الاثنين: «إذا اندمجت كندا مع الولايات المتحدة، فلن تكون هناك تعريفات جمركية، وستنخفض الضرائب بشكل كبير، وستكون كندا آمنة تماماً من تهديد السفن الروسية والصينية التي تحيط بها باستمرار».

تحدي الحزب الليبرالي الكندي

ويجد حزب الليبراليين الكندي بزعامة رئيس الوزراء المستقيل جاستن ترودو نفسه في بحث عن زعيم جديد، بينما يتعامل مع تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية باهظة على السلع الكندية، ومع اقتراب موعد الانتخابات الكندية بعد أشهر قليلة.

وأعلن ترودو استقالته بعد مواجهة خسارة متزايدة للدعم داخل حزبه وفي البلاد. وأصبح سليل بيير ترودو البالغ من العمر 53 عاماً، أحد أشهر رؤساء الوزراء في كندا، غير محبوب بشدة لدى الناخبين، جراء مجموعة من القضايا، بما في ذلك ارتفاع تكلفة الغذاء والإسكان، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في عدد المهاجرين إلى كندا.

وقال ترودو إنه يخطط للبقاء رئيساً للوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب، ولكن من غير المرجح تسمية زعيم كندي جديد قبل تنصيب ترمب في 20 يناير (كانون الثاني)، حسب وكالة «أسوشييتد برس».

تأتي هذه الاضطرابات السياسية في لحظة صعبة بالنسبة لكندا؛ حيث يواصل الرئيس الأميركي المنتخب ترمب تسمية كندا بالولاية رقم 51، وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع السلع الكندية، كما أن ترمب منشغل بالعجز التجاري الأميركي مع كندا.

وفي حين قال ترمب إن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى أي شيء من كندا. فإن نحو 60 في المائة من واردات النفط الخام الأميركية تأتي من كندا التي هي أيضاً وجهة التصدير الأولى لـ36 ولاية أميركية.

يحتاج الليبراليون في كندا إلى انتخاب زعيم جديد قبل استئناف عمل البرلمان في 24 مارس (آذار)؛ لأن أحزاب المعارضة الثلاثة تقول إنها ستسقط الحكومة الليبرالية في تصويت بحجب الثقة في أول فرصة، ما قد يؤدي إلى انتخابات. وقد لا يظل الزعيم الجديد للحزب الليبرالي رئيساً للوزراء لفترة طويلة: فمن المرجح جداً أن تصب انتخابات الربيع في صالح حزب المحافظين المعارض.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلتقطان صورة عند وصول ترودو إلى البيت الأبيض في واشنطن يوم 11 أكتوبر 2017 (أ.ب)

ومن المحتمل أن يتولى زعامة الليبراليين مارك كارني، الرئيس السابق لبنك كندا الذي تم تعيينه بوصفه أول أجنبي يشغل منصب محافظ بنك إنجلترا منذ تأسيسه في عام 1694، حسب وكالة «أسوشييتد برس». وقد نال تعيين كندي إشادة من الحزبين في بريطانيا بعد أن تعافت كندا بشكل أسرع من كثير من البلدان الأخرى من الأزمة المالية لعام 2008، واكتسب سمعة طيبة على طول الطريق بوصفه منظماً صارماً.

وكارني خبير اقتصادي يتمتع بخبرة في «وول ستريت» ويُنسب إليه الفضل على نطاق واسع في مساعدة كندا على تفادي أسوأ أزمة عام 2008، ومساعدة المملكة المتحدة في إدارة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولطالما كان كارني مهتماً بدخول السياسة وتولي منصب رئيس الوزراء، ولكنه يفتقر إلى الخبرة السياسية.

وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند هي أيضاً من المرشحين الأوفر حظاً. وأخبر ترودو فريلاند الشهر الماضي أنه لم يعد يريدها في هذا المنصب، ولكن يمكن أن تظل نائبة لرئيس الوزراء، والشخصية المحورية للعلاقات بين الولايات المتحدة وكندا.

وقال مسؤول مقرب من فريلاند إنها لا تستطيع الاستمرار في العمل وزيرة؛ لأنها تعلم أنها لم تعد تتمتع بثقة ترودو. وتحدث المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته؛ لأنه غير مخوَّل له التحدث علناً بشأن هذه المسألة. وأضاف أنه من السابق لأوانه الإدلاء بتصريحات؛ لكنه قال إن فريلاند ستتحدث إلى زملائها هذا الأسبوع، وتناقش الخطوات التالية. وبعد استقالتها، وصف ترمب فريلاند بأنها «سامة تماماً»، و«غير مناسبة على الإطلاق لإبرام الصفقات».

ولدى فريلاند صفات كثيرة قد تبدو مزعجة لترمب: صحافية كندية سابقة ليبرالية، وهي عالمية تجلس في مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي العالمي.

وفريلاند التي تنحدر من أصول أوكرانية، كانت أيضاً مؤيدة قوية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

مرشح محتمل آخر لتولي زعامة الليبراليين ورئاسة وزراء كندا، هو وزير المالية الجديد، دومينيك لوبلان. وقد انضم لوبلان (وزير الأمن العام السابق وصديق مقرب لترودو) مؤخراً إلى رئيس الوزراء، في عشاء مع ترمب في مارالاغو.

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن فرص الليبراليين في الفوز بالانتخابات المقبلة في كندا تبدو ضئيلة. ففي أحدث استطلاع، يتخلف الليبراليون عن المحافظين المعارضين بنسبة 45 في المائة إلى 23 في المائة.