عالمات سعوديات متميزات بجامعة «كاوست»

يغيرن مفاهيم توليف «البوليمرات» وصناعة الغوص والطيران

خريجة الدكتوراة نهى الحارثي - طالبة الدكتوراة رباب العميري - الدكتورة حليمة العمري
خريجة الدكتوراة نهى الحارثي - طالبة الدكتوراة رباب العميري - الدكتورة حليمة العمري
TT

عالمات سعوديات متميزات بجامعة «كاوست»

خريجة الدكتوراة نهى الحارثي - طالبة الدكتوراة رباب العميري - الدكتورة حليمة العمري
خريجة الدكتوراة نهى الحارثي - طالبة الدكتوراة رباب العميري - الدكتورة حليمة العمري

يمثل اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 مارس (آذار) من كل عام حدثاً خاصاً ومُلهماً لنساء العالم وللمرأة السعودية خاصة، وذلك لتعزيز مكانتها ودورها المجيد في خدمة وطنها وفي المساهمة الفعالة في تنفيذ رؤية 2030 الطموحة والخلاقة.

باحثات أكاديميات
باحثة ومن أسماء كثر كن شعلة العلم والبحث والمعرفة والإبداع في قاعات جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية تجيء الدكتورة حليمة العمري من أوائل الأكاديميات السعوديات اللواتي رسخن اسمهن بجدارة في مجال المعرفة، فهي امرأة سعودية مبدعة، حققت بعملها طفرة كبيرة في مجالها، وعقب تخرجها في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية انضمت إلى شركة «أرامكو» السعودية كعالمة في مركز الأبحاث والتطوير، ثم رشحتها شركة «أرامكو» للانضمام إلى برنامج «زمالة ابن خلدون» في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كزميلة ما بعد الدكتوراه. ويتم تقديم منحة زمالة ابن خلدون للنساء السعوديات العالمات والمهندسات الحاصلات على درجة الدكتوراه. حينها جسدت حليمة العمري طموحها في رحلة علمية جديدة حين سافرت إلى بوسطن لمدة عام؛ للعمل على بحث علمي متطور في مجال الكيمياء وعلم البوليمرات.
وعن التحاقها بالمعهد، قالت حليمة العمري: «إن عملي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هو فرصة رائعة تتيح لي القيام بشيء استثنائي يمنحني القدرة على الوصول إلى الموارد العلمية والدعم والشبكات المهنية؛ لتحقيق أهداف مسيرتي المهنية».
وباستقراء مسيرة حليمة نجد أنها تخرجت في قسم العلوم والهندسة الفيزيائية بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في نهاية عام 2016. وأجرت بحثها في مختبر توليف البوليمرات داخل مركز الحفز الكيميائي بالجامعة.
أما الحدث الأبهى في حياتها فكان خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد، إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مارس 2018 حيث تم ترشيح حليمة العمري للمشاركة في الدورة الثانية من منتدى «الابتكار لتأثير فعال» الذي نظمته جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.
وعنها قالت شركة أرامكو؛ عبر موقعها الإلكتروني: «الدكتورة حليمة العمري صاحبة شخصية مؤثرة؛ فهي كبيرة علماء المختبر في مختبر تصميم المواد بمركز البحوث والتطوير في أرامكو السعودية؛ وهي أم لطفلين، حاصلة على درجة الدكتوراه في الكيمياء، وباحث مشارك في معهد ماساتشوستس للتقنية، كما تتلقى حالياً دروساً في اللغة الصينية وتترأس مجموعة نسائية سعودية للابتكار الاجتماعي». وتابعت «أرامكو»: «بهذا الهدف تسعى الدكتورة حليمة لتغيير المجتمع وتضمن مستقبلاً أفضل لأطفالها».
أما الدكتورة حليمة فتقول: «نحن نكبر معتقدين أن خياراتنا محدودة، وأن هناك بعض المجالات التي لا يمكننا التفوق فيها، وأود أن أكون جزءاً من أي جهد يمكن أن يُغير هذا التصور».
ولهذا نجد أنها في طريقها لتحقيق ذلك بالفعل، وستحقّق نجاحاً باهراً في المجتمع والبيئة على حد سواء.
وقالت إن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وفرت لها «بيئة ممتازة»، حيث يمكن للمرء «الغوص بحُرِية فيما لم يتم اكتشافه بعد من أبحاث المواد الجديدة وفي الوقت ذاته، تصور التوجّه المستقبلي لتطبيقها».
وأضافت: «إن خبرتي في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية زودتني بمعرفة وتدريب ممتازين في تصنيع وتركيب المواد البوليميرية وتوصيفها، مما عزز من قدراتي في مجال عملي».

باحثات فائزات
كما تحتضن «كاوست» بين كادرها العلمي الباحثتين الدكتورة نهى الحارثي وطالبة الدكتوراه رباب العميري، الفائزتين بجائزة «غاوس» العالمية لأفضل منشور بحثي، حيث نالت السيدتان السعوديتان المبدعتان في مجال تخصصهما مبلغ 5 آلاف يورو لدعم البحث والحصول على فرصة لتكملته، وإجراء التجارب على الحاسوب العملاق «هوك»، الموجود في شتوتغارت الألمانية؛ حيث يحتوي على 5632 كومبيوتراً متصلة ببعضها.
ويعدّ «هوك» من أسرع الحواسب العالمية من شركة «إتش بي آي»، إذ يحتوي على معالج «آي إم دي»، وهرم ذاكرة كبير لمعالجة كثافة بيانات كبيرة بكفاءة وفعالية عالية.
رباب العميري ونهى الحارثي أكدتا أن هذه الجائزة «تعدّ فرصة فريدة من نوعها لنا، وستساعدنا على تكملة البحث الحالي، وإجراء الاختبارات البحثية على أفضل وأسرع الحواسيب العالمية».
وأضافتا الفائزتان: «خلال تجاربنا الماضية في هذا البحث، استخدمنا حاسوب (شاهين 2) الذي يُعتَبَر من أهم المصادر المتاحة لنا حالياً في (كاوست)، وكذلك (ازم بارد) الموجود في بريطانيا. لكن (شاهين 2) الآن هو من أسرع الحواسيب، ويكمن في المركز 38 عالمياً، طبقاً لقائمة T0P 500 والمركز الثاني على المستوى العربي».
واستطاعت رباب ونهى، من خلال «شاهين 2»: «معالجة واحدة من أهم التحديات في مجال الحوسبة العالية والهندسة الكهربائية»، وتابعتا: «طبقناها على الغواصات البحرية. في هذا البحث جمعنا بين النظريات الرياضية، الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب لتمكين التطبيقات العلمية من معالجة كمية بيانات كبيرة، وعمليات معقدة في أسرع وقت وبدقة عالية، مما يؤدي إلى تقليل الأخطاء الكارثية مثلاً في مجال صناعة الطيارات والغواصات». ويمنح مركز «غاوس» العالمي المتخصص في أبحاث
وتُقدّم في مؤتمر الحاسوب العملاق الدولي الذي يعقد سنوياً في ألمانيا، ويعدّ من أهم المؤتمرات في مجال الحوسبة العالية الأداء؛ حيث يتم فيه تصنيف الحوسبات العملاقة حسب أدائها، ويتم نشرها في موقع «TOP 500».


مقالات ذات صلة

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

يوميات الشرق امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (سكوبيي (مقدونيا الشمالية))
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)

منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

ينطلق منتدى المرأة العالمي دبي 2024 اليوم ويناقش محاور رئيسية ذات أبعاد استراتيجية تتعلق بدور المرأة العالمي ويبحث اقتصاد المستقبل والمسؤوليات المشتركة.

مساعد الزياني (دبي)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
TT

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها

قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).

وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».

الفيلسوفة البريطانية شانون فالور

تشويهات التعلم الآلي

بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.

مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر

تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».

غلاف كتاب «مرايا الذكاء الاصطناعي»

النرجسية تبحث عن صورتها

كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».

تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.

نماذج «مسؤولة» ومختبرة

وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».

فضائل وقيم إنسانية

بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».

الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة

في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».

«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».

الاعتماد على السمات البشرية المفيدة

مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.

مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً