إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

- الخرف الوعائي
> هل يمكن تشخيص الخرف الوعائي بتصوير المخ؟
- هذا ملخص أسئلتك. وبداية يجدر معرفة ما المقصود بالخرف من الناحية الطبية، وذلك لثلاثة أسباب:
- بالرغم أن الخرف يتضمن ضعف الذاكرة إلا أن فقدان الذاكرة له أسباب عدة، ومنها الخرف. ولذا لا يعني ضعف الذاكرة وحده أن الشخص مصاب بالخرف.
- قد تتسبب عدة أمراض مختلفة بحدوث حالة الخرف، أي ليس مرضاً معيناً. واعتماداً على السبب، قد يمكن معالجة وإصلاح بعض أعراض الخرف. وذلك مثل بعض الحالات التي تشبه الخرف، كالناجمة عن رد الفعل على الأدوية أو نقص بعض الفيتامينات أو الانشغال الذهني، وهي التي قد تتحسن مع العلاج.
- تشخيص الإصابة بالخرف هو عمل طبي، يُبنى على خطوات متسلسلة من التقييم والفحوصات، وليس مجرد ملاحظة من شخص غير متخصص. وكما يقول أطباء الأعصاب من مايو كلينك، فإن: «تشخيص الخَرَف ونوعه يمكن أن يكون تحدياً طبياً، ولا يوجد اختبار واحد يمكنه تشخيص الخَرَف، لذلك من المحتمل أن يقوم الأطباء بإجراء عدد من الاختبارات التي يمكن أن تساعد في تحديد المشكلة».
والوصف الطبي للخرف يشمل مجموعة من «الأعراض» المؤثرة بشكل مستمر في كل من: الذاكرة، والتفكير، والقدرات الاجتماعية، وذلك بدرجة تؤثر في نوعية وجودة ممارسة الحياة اليومية.
والأعراض المقصودة منها ما هو إدراكي، ومنها ما هو نفسي. وتشمل «الأعراض الإدراكية»: ضعف الذاكرة وصعوبات في التواصل مع الغير أو إيجاد الكلمات للتعبير عما يريد المرء قوله، وصعوبات في القدرات البصرية والمكانية، وصعوبات في التفكير، وصعوبات في التنسيق والوظائف الحركية كارتداء الملابس. أما «الأعراض النفسية» فتشمل: الاكتئاب والقلق والهياج والقيام بسلوكيات غير لائقة والوسوسة.
وتُقسم الأوساط الطبية ضعف الذاكرة إلى نوعين من نواحي الأسباب. نوع يتقدم ويتطور، ونوع له سبب يُمكن إزالته ومعالجته.
ومن أمثلة النوع الذي يتقدم ويتطور: مرض ألزهايمر، والخرف الوعائي، وخرف أجسام ليوي، والخرف المختلط للأنواع الثلاثة.
وبالمقابل هناك أنواع «قابلة للعلاج» من حالات الخرف، ومنها: حالات ناجمة عن العدوى الميكروبية أو اضطرابات المناعة، وحالات اضطرابات الغدد الصماء ونقص بعض المعادن وانخفاض السكر ونقص بعض الفيتامينات، وحالات نقص التغذية، والآثار الجانبية لبعض أنواع الأدوية، وحالات التجمع الدموي في الجمجمة بعد الحوادث والسقوط، وأورام الدماغ، وغيره.
ونوع الخرف الوعائي هو ثاني الأنواع شيوعاً بعد الزهايمر. ويحدث نتيجة للتلف الذي يُصيب الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم والعناصر الغذائية. ومن بين أكثر أعراض الخرف الوعائي: الصعوبات في حل المشكلات، وبطء في التفكير، وضعف التركيز. ولدى المصابين بالخرف الوعائي، تكون هذه الأعراض الثلاثة أكثر ظهوراً مقارنة بضعف الذاكرة.
وإضافة إلى إجراء الاختبارات الإدراكية، والفحص النفسي، والتقييم العصبي، والفحص الإكلينيكي للجسم (وخاصة القلب والأوعية الدموية)، هناك عدد من أنواع الفحوصات بالأشعة، وتحاليل لعدد من العناصر في الدم (الفيتامينات والمعادن والغدد الصماء وغيرهم).
وفحوصات الأشعة بالتصوير المقطعي للدماغ، يمكن أن توفر معلومات عن بنية الدماغ، وتُظهر ما إذا كانت أي منطقة مصابة بالانكماش، وتكشف أدلة عن حصول جلطة أو جلطات السكتة الدماغية السابقة أو الحديثة، وكذلك أي تغيرات في الأوعية الدموية. كما يمكن أن تكشف عن أدلة على حدوث جلطة أو نزيف أو ورم أو استسقاء تجمع السوائل في الدماغ.
وتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي، يوفر تفاصيل أكثر دقة (مقارنة بفحص التصوير المقطعي) عن السكتات الدماغية، والسكتات الدماغية الصغرى، واضطرابات الأوعية الدموية.
وفحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، يمكن أن تظهر مدى وجود أنماط من النشاط الدماغي غير الطبيعي، وإذا كان ثمة تراكم بروتين الأميلويد في الدماغ، الذي هو السمة المميزة لداء الزهايمر.
كما يطلب الطبيب إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية للشرايين التي تمتد عبر جانبي الرقبة لإمداد الدماغ بالدم، من أجل تبين ما إذا كان يبدو فيها أي علامات على وجود الضيق نتيجة لترسُبات الكولسترول والدهون، أو مشاكل في بنية تلك الشرايين. إضافة إلى فحص الدوبلر لتقييم حركة الدم عبر الشرايين.
- جزيئات بيضاء في البول
> يبدو لي أحياناً ظهور جزيئات بيضاء في البول، لماذا تظهر؟
- هذا ملخص أسئلتك. ورغم عدم تأكدك من ظهورها لديك، وأنها قد تبدو لك في بعض الأحيان، هناك بالعموم العديد من الحالات التي يمكن أن تتسبب في ظهور جزيئات بيضاء في البول لدى الرجل، وحالات أخرى مختلفة لدى النساء. والجيد في الأمر أنه يمكن علاج معظمها وبسهولة، ولكن لا يزال عليك مراجعة الطبيب للتأكد من ذلك.
وتعتبر التهابات المسالك البولية والتهابات البروستاتا، من الأسباب الأكثر شيوعاً لظهور جزيئات بيضاء في البول. وخاصة عند وجود كميات من الإفرازات الالتهابية في المجرى السفلي للبول (ضئيلة أو أكثر وفق نوعية الميكروب وسبب حصول الالتهاب الميكروبي).
وإذا كان هذا هو السبب، قد تكون ثمة أعراض أخرى لالتهاب المسالك البولية، مثل: حرقان أثناء التبول، كثرة التبول، زيادة الرغبة في التبول، صعوبة في التبول أكثر من كمية صغيرة من البول، خروج بول غائم أو داكن اللون وغير شفاف مع زيادة الرائحة، وآلام في الحوض، وربما ملاحظة إفرازات.
وفي الحالات المزمنة نسبياً من التهابات المسالك البولية، قد لا تظهر بعض هذه الأعراض. وهو ما يتطلب من الطبيب إجراء تحاليل البول، وإجراء زراعة لعينة من البول للتأكد من مدى وجود أي ميكروب، وما هو المضاد الحيوي الملائم لمعالجته. ويتم علاج معظم حالات عدوى المسالك البولية البكتيرية بسهولة باستخدام العلاج بالمضادات الحيوية.
والسبب الآخر ربما، هو وجود حصوات صغيرة جداً في مجاري البول، ويمكن تمريرها أثناء التبول. وهو ما يمكن أن يجعل هذا الأمر يبدو كما لو كان لدي الشخص جزيئات صغيرة بيضاء في البول.
وربما يُرافق ذلك أعراض أخرى لحصوات الكلى مثل: وجود حاجة ملحة للتبول، وألم شديد أو متقلب في البطن أو أسفل الظهر أو الجانب، وحرقان أو ألم أثناء التبول، وخروج بول دموي أو غائم أو كريه الرائحة.
وقد يُعاني قلة من الرجال من القذف الرجعي، أي تحصل لديهم هزة الجماع دون قذف للخارج، بل قذف للخلف إلى المثانة. وهو ما قد يحصل في حالات ضعف انقباض العضلة العاصرة في أسفل المثانة، والتي تمنع عادة السائل المنوي من دخول المثانة. وحينذاك يتدفق السائل المنوي إلى المثانة بدلاً من القضيب.
وعند التبول بعد القذف، قد يُلاحظ وجود السائل المنوي في البول الذي يشبه الجسيمات البيضاء. ورغم أن القذف الرجعي لا يسبب أي مشاكل صحية، إلا أنه يمكن أن يقلل من الخصوبة. وهناك أدوية قد تساعد على إبقاء العضلة العاصرة الإحليلية مغلقة أثناء القذف.
- استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:
[email protected]


مقالات ذات صلة

دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بأمراض القلب

صحتك دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بسبب النوبات القلبية أو قصور القلب (رويترز)

دهون العضلات قد تزيد خطر الوفاة بأمراض القلب

أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين لديهم جيوب خفية من الدهون في عضلاتهم معرضون لخطر أكبر للوفاة، بسبب النوبات القلبية أو قصور القلب، بغض النظر عن وزن الجسم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الغرسة يمكنها تغيير نشاط المخ وتحسين الحالة المزاجية (أ.ف.ب)

غرسة دماغية يمكنها تحسين المزاج

ستخضع غرسة دماغية، يمكنها تحسين الحالة المزاجية باستخدام الموجات فوق الصوتية، للتجربة من قِبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا الساعات الذكية تزيد من قلق الأشخاص بشأن صحتهم (رويترز)

الساعات الذكية تزيد من قلق الأشخاص بشأن صحتهم

أظهر تقرير جديد أن أكثر من نصف مالكي الساعات الذكية يقولون إن هذه الأجهزة تجعلهم يشعرون بمزيد من التوتر والقلق بشأن صحتهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

أفادت دراسة علمية حديثة بأن تناول المأكولات الغنية بالألياف يزيد من حماية الجسم من العدوى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية

7 نصائح للرجال للياقة بدنية تتجاوز العمر

القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية ليتمتعوا بصحة أفضل يوماً بعد يوم وفي أي عمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أدوية لعلاج السُّمنة تشكل خطراً على الكلى والبنكرياس

الدكتور زياد العلي درس وفريقه تأثير أدوية لعلاج السمنة على الكلى والبنكرياس (جامعة واشنطن في سانت لوي)
الدكتور زياد العلي درس وفريقه تأثير أدوية لعلاج السمنة على الكلى والبنكرياس (جامعة واشنطن في سانت لوي)
TT

أدوية لعلاج السُّمنة تشكل خطراً على الكلى والبنكرياس

الدكتور زياد العلي درس وفريقه تأثير أدوية لعلاج السمنة على الكلى والبنكرياس (جامعة واشنطن في سانت لوي)
الدكتور زياد العلي درس وفريقه تأثير أدوية لعلاج السمنة على الكلى والبنكرياس (جامعة واشنطن في سانت لوي)

حذّرت دراسة أميركية من أن أدوية شائعة تُستخدم لعلاج السّكري والسّمنة قد تزيد من خطر الإصابة بمشاكل في الكلى والبنكرياس والجهاز الهضمي، رغم فوائدها المتعددة.

وأوضح الباحثون من جامعة واشنطن في سانت لويس، أن النتائج تقدّم أدلة تدعم استخدام هذه الأدوية بشكل آمن وفعّال من خلال مراقبة المخاطر المحتملة؛ مما يُسهم في تحسين الرعاية الصحية، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية (Nature Medicine).

أُجريت الدراسة على فئة شائعة من أدوية السّكري من النوع الثاني، لا تقتصر فوائدها على تحسين التحكم في مستويات السكر في الدم، بل تُستخدم أيضاً لعلاج السّمنة بسبب قدرتها على تحفيز فقدان الوزن.

وتُعرف هذه الفئة بـ«ناهضات الببتيد المشابه للغلوكاجون 1» (GLP-1)، وتضمّ أدوية مثل «أوزمبيك» و«ويجوفي» اللذين يؤخذان عن طريق الحقن أسبوعياً.

وتُحاكي هذه الأدوية الهرمونات الطبيعية التي تقلّل الشهية وتُبطئ عملية الهضم؛ ما يمنح شعوراً أطول بالشبع. كما تُستخدم بالتزامن مع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية لتعزيز فقدان الوزن وتحسين السيطرة على مستويات السكر في الدم.

وحلّلت الدراسة بيانات طبية لأكثر من مليوني مريض بالسكري من قاعدة بيانات وزارة شؤون المحاربين القدامى في الولايات المتحدة، لتقييم تأثيرات هذه الأدوية مقارنةً بأدوية تقليدية مثل «جارديانس» و«جليبيزيد» تُستخدم لعلاج السكري.

وكشفت النتائج أن أدوية «ناهضات الببتيد المشابه للغلوكاجون 1» تقلّل بشكل كبير من مخاطر الاضطرابات العصبية والسلوكية، بما في ذلك الإدمان على الكحول والمخدرات، والفصام، فضلاً عن تقليل خطر الإصابة بالخَرف ومرض ألزهايمر.

وعلى الرغم من الفوائد، أشارت الدراسة إلى وجود آثار جانبية تشمل الغثيان، والقيء، والإسهال، وفي حالات نادرة، شلل المعدة. كما أظهرت الدراسة أن هذه الأدوية قد تؤدي إلى مشاكل خطيرة في الكِلى والبنكرياس، مثل التهاب البنكرياس الحاد.

وأكد الباحثون أهمية مراقبة الأطباء لوظائف الكلى لدى المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية، إذ قد تتطور مشاكل الكلى دون أعراض واضحة حتى تصل إلى مراحل متقدمة يصعب علاجها.

وقال الدكتور زياد العلي، الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة واشنطن في سانت لويس، إن «تلك الأدوية تعمل على مستقبلات في الدماغ مسؤولة عن التحكم في الدوافع والمكافأة؛ مما قد يُفسّر فعاليتها في تقليل الإدمان وتحسين الصحة الدماغية».

وأضاف أن «هذه الأدوية تقلّل الالتهاب في الدماغ وتُسهم في خسارة الوزن، وهما عاملان أساسيان لصحة الدماغ، لكنها ليست خالية من المخاطر».

وأشار العلي إلى أن نتائج الدراسة تُقدّم خريطة شاملة لتأثيرات الأدوية على أنظمة الجسم كافة، ممّا يُساعد على تحسين الرعاية السريرية وتوجيه الأبحاث المستقبلية.

ودعا إلى استخدام هذه الأدوية بطرق مدروسة ومتكاملة مع تغييرات في نمط الحياة أو أدوية أخرى لتحقيق أفضل النتائج وتقليل المخاطر المحتملة.