الهال... ملك البهارات

زرعه البابليون في حدائق الملوك وأغرم به العرب

الهال... ملك البهارات
TT

الهال... ملك البهارات

الهال... ملك البهارات

الهيل (الهال) واحد من أجود وأطيب وأفخر أنواع البهارات حول العالم، وهو أيضاً من أغلى أنواع البهارات بعد الزعفران والفانيليا وأهمها بعد الفلفل الأسود. وقد أغرم العرب به وأضافوه إلى القهوة التي يعشقونها أيضاً، بعد أن استخدموه كثيراً في تحضير الوجبات والولائم، وخصوصاً مع الأرز، وفي تحضير اللحوم والتخلص من روائحها الزفرة.
وفيما يطلق البعض اسم «ملك البهارات» على الفلفل الأسود، يطلق على الهيل لقب «ملكة البهارات»، ويعود موطنه الأصلي إلى جنوب القارة الآسيوية من سريلانكا إلى شرق ماليزيا وغرب إندونيسيا، حيث تكثر الغابات الاستوائية. ويكثر هذا البهار الممتاز كما هو معروف في غواتيمالا وتنزانيا وغرب الغاتس في جنوب الهند، حيث تعرف المنطقة الأغنى بالهيل بـ«تلال الهيل». وقد بدأت غواتيمالا بزراعة الهيل في العشرينات من القرن الماضي، ومع هذا تعتبر من أهم المنتجين للهيل في العالم، وأهم من الهند وسريلانكا.
الهيل كما هو معروف نوعان ينتميان إلى الفصيلة النباتية الزنجبيل - Zingiberaceae، التي تشمل الأعشاب العطرية المعمر، وتضم 52 جنساً وأكثر من 1300 نوع (تنتشر في المناطق الاستوائية في أفريقيا وأميركا وآسيا). والنوعان هما الهيل الأخضر (Elettaria cardamomum) أو الهيل الطبيعي أو الأبيض كما يسميه البعض أحياناً، وينتشر من ماليزيا إلى الهند، ويكثر استخدامه في الدول العربية والإسلامية، ومنطقة الشرق الأوسط بالتحديد. والهيل الأسود أو الهيل البني (Amomum cardamomum) وهو نوعان: النوع الأول ذات الحجم الصغير يطلق عليه علميا اسم Amomum subulatum - أموموم سوبولاتم، وأحياناً يسمى بالهيل النيبالي ويستخدم كثيراً في الهند وباكستان. والنوع الثاني الكبير الحجم يطلق عليه اسم A. subulatum - «إيه. سوبولاتم». ويستخدم كثيرا في المطبخين الصيني والفيتنامي وبعض المطابخ الهندية.
إضافة إلى ذلك، فإن الناس يطلقون على الأسود أسماء كثيرة أيضاً مثل الكرافان؛ نسبة إلى معبد كارافان الكمبودي، و«هيل جافا» نسبة إلى منطقة جافا في سريلانكا، وهيل بنغالي نسبة إلى بلاد البنغال وبنغلاديش، وأحياناً يطلق عليه أيضاً اسم الهيل السيامي نسبة إلى سيام والهيل الأحمر والهيل الهندي والهيل النيبالي، وعادة ما يتوزع في كثير من الدول الآسيوية وأستراليا.
ومن أسماء الهيل العالمية أيضاً الحبهان في مصر، والقاع أو القلة أو القعقلة في المغرب العربي. ويطلق عليه التاميل اسم إيلام وأهل تايلاند اسمي كرافان وغراواهن، وأهل ماليزيا بواه بيلاغا، وأهل إندونيسيا كابولاغا، وأهل بورما فالازي، أما في الهند فيطلق عليه عدة أسماء مثل تشوهوتي واليتشي.
أما اسم الهيل بالإنجليزية كاردوموم - Cardamom فتعود أصوله إلى الاسمين اللاتيني cardamomum والفرنسي القديم cardamome وكلاهما يتدرج من الاسم اليوناني kardamomon (يجمع بين اسمين kardamon و amōmon) المأخوذ من اسم أحد أنواع البهارات الهندية منذ القدم. وكان الإغريق يستخدمون الاسمين أيضاً للتدليل على البهارات القادمة من الهند.
يقول الخبراء إن تاريخ الهيل من تاريخ الإنسان والبشرية أي أنه قديم قدم تاريخ الطعام. أما أقدم آثار الهيل التي عثر عليها في العالم فتعود إلى 2000 قبل الميلاد، وفي مدينة نيبور أو مدينة نفر وهي أقدم المدن السومرية التي تقع في محافظة القادسية في العراق، وكانت مقعد «إله الريح» المعروف بـ«إنليل». وحسب الألواح الطينية القديمة هناك، كان الناس يستخدمون الهيل المطحون في الخبز ويضيفونه إلى الحساء.
كما يؤكد المؤرخون أن البابليين كانوا يزرعون الهيل في حدائق الملوك في عام 750 قبل الميلاد.
وجاء ذكر الهيل في الـ«تايتيريا سمحيتا - Taitirriya Samhita»، الذي يعتبر من الكتب الهندوسية القديمة والمهمة في التراث الهندي. وحسب الكتاب كان الهنود يستخدمون الهيل في طقوس الأضاحي، وخصوصاً النيران، وكان الهيل عنصراً من عناصر تحضير الأضاحي إلى جانب كثير من المواد الأخرى خلال الأعراس الهندوسية التقليدية القديمة؛ 3000 سنة قبل الميلاد.
كما جاء ذكر حب الهيل في كثير من الكتب والنصوص التراثية الهندية القديمة الأخرى في الفترة الفيدية (بين 500 و1500 ق.م) مثل آرثاشاسترا - Arthashasthra الذي يتناول المعاهدات والاستراتيجيات العسكرية في القرن الرابع قبل الميلاد و«شاراكا سمحيتا» Charaka Samhita)) بين القرنين الثاني قبل الميلاد والثاني بعد الميلاد. وفي هذا الكتاب المهم الذي يتناول النظريات حول جسم الإنسان، يجري الحديث عن الهيل كأحد العناصر المهمة التي تستخدم في صناعة الأدوية وتحسين مذاق الطعام والمشروبات.
ويشير بعض المصادر إلى أنه في القرن الحادي عشر في الهند، تم تضمين الهيل في قائمة المكونات في الكثير من النصوص ومنها «كتاب الروعة». كما تم تضمينه في وصفات من محكمة سلطان ماندو التي يرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر. وتشمل هذه الوصفات الشراب، وأطباق الأرز بنكهة مع الهيل.
بالإضافة إلى ذلك، فقد استخدم الهنود الهيل لغايات كثيرة وعلى رأسها الغايات الطبية، ومنها التخلص من السمنة وعلاج المصابين بها. ولا يزال البعض ينصح بتناول الحليب الساخن مع الهيل المطحون حتى الآن للتخلص من الدهون المتراكمة في منطقتي البطن والأرداف.
أصبح الهيل مادة تجارية مهمة مع جنوب آسيا في الألف سنة الأخيرة عندما نشر التجار العرب سبل استخدامه على نطاق واسع في أنحاء المعمورة. وقد وصف الرحالان البرتغاليان كباربوسا (عام 1524) وغارسيا دا أورتا (عام 1563)، عمليات تصدير الهيل من سواحل مالابار الهندية القريبة من مناطق انتشاره. وفي ذلك الوقت كانت تجارة الهيل قد تأسست، وأصبحت تجارة دولية مهمة جداً.
واحتكرت ولاية كارالا الجنوبية في الهند عمليات تصدير الهيل حتى القرن الـ18 وبداية الاستعمار البريطاني في البلاد. وجعل البريطانيون محصول الهيل ثاني أهم المحاصيل التي يعتمدون عليها في الهند بعد القهوة. وكانت معظم كميات الهيل تذهب إلى تجار الهيل من المسلمين والراجا، أو الملوك الهنود، أما البقية وخصوصاً الكميات الفاخرة فكان يتم تصديرها إلى خارج الهند وخاصة إلى أوروبا وأميركا.
ويؤكد المؤرخون أن الهند بدأت بتصدير الهيل إلى أوروبا في بداية القرن الثالث عشر، وقام رحالة الفايكينغ بنقله من تركيا أو القسطنطينية، وبالأدق إلى الدول الإسكندنافية قبل ألف عام من الآن، ولا يزال حتى الآن من البهارات التي تحظى بشعبية في ذلك الجزء من العالم الشمالي. ويستخدم الهيل حالياً في الدول الإسكندنافية في صناعة بعض أنواع كحول عيد الميلاد، وتحضير اللحم المفروم والحلويات.
وتشير النصوص التي عثر عليها على أوراق البردي ويعود تاريخها إلى 1500 قبل الميلاد، إلى أن الفراعنة كانوا يمضغون حبوب الهيل لتنظيف أسنانهم ولتحسين رائحة الفم، واستخدموا الهيل لصناعة الأدوية، وفي عمليات التحنيط، وفي كثير من الطقوس الدينية والثقافية.
وجاء ذكر الهيل في «ألف ليلة وليلة»؛ على أساس أنه من المواد التي تتمتع بخواص مثيرة للشهوة الجنسية.
وفي أثينا القديمة جاء ذكر الهيل في كتابات ابن ليسبوس ثيوفراسطوس في القرن الرابع قبل الميلاد وهو من أول العلماء الإغريق الذين حاولوا تصنيف النباتات «على أساس من أشكالها وطرائق نموها».
وجاء ذكره بعد ذلك في كتابات الطبيب اليوناني المعروف ديسقوريدوس في القرن الخامس قبل الميلاد. وكان ديسقوريدوس الذي ولد في الجزيرة السورية ودرس الطب في الإسكندرية قد تتلمذ على ثيوفراسطوس قبل أن يصبح طبياً عسكرياً لجيوش الإمبراطور الروماني نيرون الأجنبية.
وبشكل عام اهتم الإغريق والرومان بالهيل وأحبوه واستخدموه بشكل كبير في صناعة العطور والمراهم والزيوت العطرية.
يستخدم الهيل بكثرة في طبخ الأرز وكل أنواع الكاري والأطباق الرئيسية، وتحضير كثير من أنواع الحساء والحلويات والمشروبات وغيرها.
وعلى الصعيد الطبي والعلاجي، تقول الموسوعة الحرة: «يُعتبر الهال أحد أقدم المنتجات النباتية التي استخدمت علاجاً لكثير من الأمراض، وهو ما دلت عليه مدونات الطب اليوناني القديم، وكثير من نصائح الطب الشعبي اليوم في كثير من مناطق العالم. فالوصفات الشعبية تنصح بالهيل لاضطرابات عدد من أجهزة وأعضاء الجسم. ويفتح الشهية ويُخفف من الغازات وحرقة المعدة اللتين يسببهما تناول الثوم أو البصل... وتنصح رابطة الحمل الأميركية بتناول بعض من الهيل أو زيته للتقليل من الغثيان والقيء أثناء الحمل».
وبشكل عام يستخدم الهيل في علاج اضطرابات الهضم والصداع، واضطرابات البول والاضطرابات التناسلية، ويساعد في علاج مرض السيلان، ويعالج التهابات المثانة، ويخلص الكلى من المواد الضارة.
ويستخدم البعض الهيل للتخلص من الاكتئاب والضعف الجنسي وحالات القذف الضعيفة، بالإضافة إلى اضطرابات النطق الضعيفة. وتضيف الموسوعة أن الهيل بـ«خلطه بالقرفة يعالج حالات التهاب البلعوم، والحلق، واللوزتين أو الجزء اللحمي من نهاية اللسان، وخشونة الصوت عند تناوله في المرحلة غير المعدية من الأنفلونزا».
والأهم من ذلك يقوم الهيل بتحسين نظام الدورة الدموية، وقتل الجراثيم في الماء، وتعقيم وتطهير البشرة والشعر، والحماية من البكتيريا والتعفن بشكل عام. وعلى صعيد الشعر يشير موقع «موضوع» على شبكة الإنترنت، إلى أن مكونات الهيل الطبيعي تقوي بصيلات الشعر وجذوره، وتغذي بذور الشعر وتمنع من تساقطه، كما أنه يكافح فطريات فروة الرأس؛ وساعد على التخلص من القشرة. أضف إلى ذلك أن الهيل يساعد على تطويل الشعر وتنعيمه «خاصة عندما يكون من النوع السميك والمجعد»؛ ولذلك يتم استخدام خليط أو معجون من الهيل وزيت الزيتون والقرنفل والفلفل الأسود.



أفكار لتحضير صلصات «الغمس» رفيقة موائد العيد

يعتبر البابا غنوج من أطباق التغميس الشهيرة (إنستغرام)
يعتبر البابا غنوج من أطباق التغميس الشهيرة (إنستغرام)
TT

أفكار لتحضير صلصات «الغمس» رفيقة موائد العيد

يعتبر البابا غنوج من أطباق التغميس الشهيرة (إنستغرام)
يعتبر البابا غنوج من أطباق التغميس الشهيرة (إنستغرام)

يختصرها متذوقوها بكلمة «Dip» وتعني صلصة الغمس أو «التغميس». تحضر في الجلسات الدافئة بين الأصدقاء. كما ترافق المناسبات والسهرات والأعياد. تعتمدها المطاعم كما ربّات المنازل في دعوات على الغداء والعشاء. بوصفها مصممة لإضافة نكهة وملمس للأطعمة التي تؤكل باليد ومع المقبلات والأطباق الرئيسية. وعادة ما يدخل في تحضيرها الجبن والخردل والعسل. وكذلك يمكن إعدادها مع الـ«أفوكادو» والثوم والأعشاب والبهارات.

لا يستغرق إعدادها وقتاً طويلاً، إذ يكفي وضع ثلاثة مكونات أو أكثر لولادة صلصة جديدة. ويميل جيل الشباب خصوصاً إلى تناولها مع رقائق البطاطس (شيبس) خلال جلساتهم. وتتباهى ربات المنازل بابتكار نكهات غريبة وجديدة. فهي تضفي على الموائد متعة الاستكشاف والتذوق. وبين الحلو والمالح، والساخن والبارد، تبقى «صلصة الغمس» الرفيق الأمثل لأطباق الدجاج والسمك واللحم.

صلصة يدخل فيها جبن الريكوتا (إنستغرام)

لائحة صلصلة الغمس متنوعة

طويلة هي لائحة صلصات الغمس المشهورة حول العالم. ومن أشهرها تلك المحضّرة من الكاتشاب والمايونيز، إضافة إلى صلصة الباربكيو التي ترافق أطباق اللحم، وصلصة مارينارا المصنوعة من البندورة والتي تُقدّم عادةً مع البيتزا. وتندرج على هذه اللائحة صلصات معروفة في الشرق الأوسط، يتقدّمها الحمص بالطحينة والبابا غنوج؛ وهما نوعان من الأطباق المحضّرة من الحمص المسلوق والمطحون، والباذنجان المشوي المهروس، مع صلصة الطحينة بالليمون الحامض. وإليكم 6 أنواع من صلصات الغمس وكيفية تحضيرها.

- صلصة الـ«جواكامولي» بالأفوكادو

لتحضير هذه الصلصة اللذيذة يلزمنا حبتا أفوكادو وملعقة كبيرة من البصل المفروم. وحبة بندورة متوسطة الحجم مقطّعة بأحجام صغيرة. وملح وليمون حامض وكزبرة طازجة مفرومة حسب الرغبة.

يتم مزج كل هذه المكونات مع بعضها لتؤلف صلصة شهية. ويمكن تناولها مع رقائق البطاطس المكسيكية (ناتشوز) والتورتيلا شيبس ومع عيدان جبن الموزاريلا المقلية.

صلصة «الشيدر» الشهية

لتحضير هذه الصلصة التي يحلو تناولها مع الناتشوز والبطاطا «الودجز» والبرجر، يلزمنا: كوب حليب وكوب جبنة شيدر مبروشة وملعقة زبدة ومثلها طحين ورشّة بابريكا. يتم دمج الزبدة مع الطحين على النار ويضاف إليهما الحليب تدريجياً حتى يأخذ سماكة متوسطة، ومن ثم يضاف إلى المزيج كمية جبن الشيدر حتى يذوب وتقدم هذه الصلصة ساخنة.

صلصة «الرانش» مع النقانق

يحلو تناول هذه الصلصة مع الخضار الطازج المقطع (جزر وخيار وكوسى). وكذلك مع البطاطا المقلية والنقانق. وتتألف من نصف كوب من اللبنة ومثله من المايونيز، وتضاف إليهما ملعقتا بصل وثوم بودرة وملعقة أعشاب مجففة (بقدونس أو شبت)، مع ملح وليمون حامض حسب الرغبة. ويتم خلط كل هذه المكونات وتقدم باردة.

صلصة رانش اللذيذة (إنستغرام)

صلصة «بابا غنوج» اللبنانية

تعدّ من الصلصات اللبنانية المشهورة في العالم. ويلزم لتحضيرها حبتا باذنجان من الحجم المتوسط والمشوي. وثلاث ملاعق كبيرة من الطحينة ومثلها من اللبنة (حسب الرغبة) ليصبح قوامها ممتازاً. ويتم هرس فصي ثوم مع عصير حبة ليمون حامض، ويضاف إليهما الملح والبهار الحلو حسب الرغبة.

يتم هرس الباذنجان المشوي بالشوكة، ويضاف إليه الثوم والطحينة وعصير الحامض والملح. يخلط المزيج جيداً ويتم تزيينه برشة بقدونس مفروم وبعض حبات الرمان الحامض الطعم. وقبل تقديمه على المائدة يضاف إلى سطح الخليط كمية زيت الزيتون بمقدار ملعقة كبيرة.

صلصة الـ«تزاتزيكي» اليونانية المنعشة

تقدّم هذه الصلصة مع أطباق اللحوم المشوية على أنواعها. فمكوناتها المنعشة يصلح تناولها مع الكباب والدجاج المشوي كما مع السمك وقطع لحم الضأن أو البقر المشوية.

ولتحضير هذه الصلصة يلزمنا كوب لبن يوناني وخيارة كبيرة مبروشة وفصا ثوم مهروسان. وكذلك ملعقة صغيرة شبت مفروم وملعقتان من الليمون الحامض ورشة ملح.

يتم برش الخيار ناعماً ويوضع في مصفاة كي يجف من مياهه الزائدة. ومن ثم نضع في وعاء الخيار المبشور واللبن والحامض والثوم والشبت والملح وملعقة كبيرة من زيت الزيتون. يتم خلطها جيداً وتقدم الصلصة باردة.

صلصة جبن الـ«ريكوتا» مع الأعشاب

تعدّ هذه الوصفة لذيذة وسريعة في آن. وتتألف من قطعة الجبن الفرنسي «بورسان» مع الأعشاب والثوم. ويضاف إليها قطعة بوزن 10 غرامات من جبن الريكوتا الإيطالي. يخفق المكونان معاً ويضاف إليهما الثوم المهروس وعصير حبة واحدة من الليمون الحامض. تخلط المكونات جيداً وتقدم على المائدة بعد إضافة رشة أعشاب حسب الرغبة وملعقة عسل على سطح المزيج. يمكن تناول هذه الصلصة مع رقائق البطاطا المقلية، وكذلك مع الخبز المقرمش والخضار المشوي.


الشوكولاته أشكال وألوان... ونكهة الـ«تيراميسو» جديدها

الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)
الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)
TT

الشوكولاته أشكال وألوان... ونكهة الـ«تيراميسو» جديدها

الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)
الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)

خلال الأعياد، تصبح الشوكولاته أكثر من مجرد متعة؛ فهي ترمز إلى المشاركة والترابط. تتجسد التقاليد التي تربط الأعياد والمناسبات بالشوكولاته، في وصفات متوارثة عبر الأجيال. كما موس الشوكولاته، والـ«فوندو» والـ«Marron glace» فإن أصنافها تثري كل مائدة بنكهات عريقة ومبتكرة. كل لقمة هي احتفال وجرعة فرح. وكل مربع مشترك هو لفتة صداقة ومحبة. ويحلو في العادات الاحتفالية إحاطتها بهذه الحلوى اللذيذة.

الشوكولاته: الهدية التي لا تخيّب الظن

عندما يودّ أحدهم اختصار الوقت في البحث عن هدية مناسبة، يلجأ فوراً إلى الشوكولاته، نكهاتها اللامتناهية تخلق باقة واسعة من الخيارات، فترضي جميع الأذواق، على اختلاف الأعمار. يجد فيها العاشق ترجمة لمشاعره، ويقدّمها الصديق تعبيراً عن حلاوة العلاقة، فيما يتبادلها أفراد العائلة لزيادة جرعة الفرح فيما بينهم.

محلات الشوكولاته... منافسة على الذوق والعرض

جولة سريعة في بيروت أو خارجها كفيلة بإظهار العدد المتزايد من محلات الشوكولاته التي افتُتحت حديثاً. البعض يعدّها تجارة مربحة، فيما يراها آخرون مساحة فنية يحققون من خلالها شغفهم. مع اقتراب عيدَي الميلاد ورأس السنة، تتنافس هذه المحلات على اجتذاب الزبائن عبر أساليب عرض مبتكرة، وأطعمة جديدة يستحدثونها كل موسم.

الـ«تيراميسو»... أحدث ابتكارات عالم الشوكولاته

لجأت محلات عدة بمناسبة الأعياد إلى إدخال نكهة الـ«تيراميسو» على قطع الشوكولاته، فمنحتها طابعاً يجمع بين النعومة الإيطالية والغنى الذي يميّز الشوكولاته اللبنانية. وتتنوع هذه الابتكارات بين حشوات كريمة خفيفة وأخرى أكثر كثافة، تُغلَّف بطبقات رقيقة من الشوكولاته الداكنة أو بالحليب، لتقدّم مذاقاً مختلفاً يستهوي محبّي التجديد. هكذا تتحوّل الـ«تيراميسو» إلى نكهة موسمية رائجة، فتزيّن صناديق الهدايا وتستقطب الفضوليين لتجربتها.

تحافظ زينة الشوكولاته التقليدية على مكانتها في عيد الميلاد (الشرق الأوسط)

الموسيقى والشوكولاته... تناغمٌ بنكهة لبنانية

مؤخراً، افتتح «دار شوكولاته أوسكا» في منطقة السهيلة الجبلية، حيث استحدثت سوزي عطية وابنتها ماريلين فكرة تقوم على الجمع بين عالمَي الشوكولاته والموسيقى. فمن يدخل هذا المكان يستمتع أولاً بتذوّق أصناف الشوكولاته، ويمكنه في الوقت نفسه اصطحاب أولاده إلى الأكاديمية الموسيقية الموجودة في الدار. وهكذا، وفي أجواء تجمع بين حلاوة الشوكولاته ومتعة الإيقاع، يعيش الزائر لحظات لا تُنسى.

وتقول سوزي لـ«الشرق الأوسط» إن ما يبحث عنه الزبون في عالم الشوكولاته هو التجدد الدائم، مضيفة: «نحاول، ابنتي وأنا، من خلال مشروعنا هذا تحقيق المختلف. فمن يدخل دارنا تغمره مشاعر الاحتفاء بالحياة على طريقتنا». وتتابع: «أحاول جذب الزبون من خلال نكهات أبتكرها بنفسي. وقد لاحظتُ مؤخراً تقدّم نكهة الـ(تيراميسو) عالمياً في صناعة الشوكولاته. وهي نكهة تنسحب أيضاً على كعكة الميلاد الشهيرة بوش دو نويل. ومن جهتي، أدرجتُ هذا الطعم على لائحة الأصناف التي أقدّمها».

لكن سوزي لم تكتفِ بمجاراة «تريند» الـ«تيراميسو» ذي النكهة الإيطالية الغنية بالقهوة، بل استعدّت لموسم الأعياد بمجموعة أخرى تستند إلى مكوّنات لبنانية. فأدخلت نكهة الزعتر البري، وأغرقت قطعاً صغيرة من البقلاوة والمعمول بالشوكولاته. وأضافت مربّى التين وحبوب الكرز المجفّف، إلى جانب التمر وحلوى الكنافة بالجبن التي غلّفتها بالشوكولاته السوداء.

وتعلّق: «ما يميّز صناعة الشوكولاته في لبنان هو هذا المزج بين النكهة المحلية والشوكولاته العالمية».

وتتدخّل ابنتها ماريلين قائلة: «أطلقنا أيضاً قسماً خاصاً بالشوكولاته الصحية؛ فلا نستخدم السكر المصنّع، بل نعتمد مكوّنات طبيعية كالعسل، أو تلك المناسبة لمرضى السكري».

«المارون غلاسي» ضيافة العيد الأغلى سعراً في لبنان (الشرق الأوسط)

تغليفة الشوكولاته... وألوان الموسم

تركّز معظم محلات الشوكولاته كما كل عام على التغليفات الورقية التي تعكس أجواء الأعياد. ويوضح ناجي، من مديري أهم محلات الشوكولاته في لبنان، لـ«الشرق الأوسط»: «كل عام يحمل معه تشكيلة جديدة من أوراق التغليف. وهذه السنة تتصدّر ألوان الأحمر، والزهري، والأزرق، والأبيض. أحياناً نقدّم مزيجاً من لونين، وأحياناً نكتفي بلون واحد. وغالبية هذه الألوان تبعث البهجة في النفوس وتمنح متذوّقها شعور الاحتفال من خلال الطعم والشكل الخارجي».

وفي المقابل، تمسّكت محلات أخرى بالألوان التقليدية لتغليف منتجاتها، فبرز الفضي والذهبي والأحمر في المقدمة، إلى جانب تغليفات أخرى من اللون البني المحروق، أضيفت إليها حبيبات البندق واللوز المغموسة بالشوكولاته لتزيينها.

الـ«مارون غلاسي» والـ«تروفل» الأشهر والأقدم

يعدّ الـ«مارون غلاسي» والـ«تروفل» بالشوكولاته من الكلاسيكيات التي لا غنى عنها في موسم الميلاد. فالأول هو كستناء مُحلّى بالقطر، طريّ المذاق وغنيّ بالطاقة. أما الثاني فهو غاناش شوكولاته فاخرة بقشرة خارجية مقرمشة وقلب يذوب نعومة، وغالباً ما يُغلَّف بمسحوق الكاكاو.

ويحمل هذان الصنفان رمزية خاصة في الأعياد، فيجمعان بين تباين القوام وغنى النكهات، ما يجعلهما خياراً مثالياً لصناديق الهدايا في نهاية العام. كما يعدّان من أصناف الحلو الباهظة الثمن نسبة إلى غيرهما من أنواع الشوكولاته.


«اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ» في الرياض... الاحتفاء بهوية اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ

موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)
موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)
TT

«اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ» في الرياض... الاحتفاء بهوية اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ

موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)
موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)

يحتفي ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ، الذي احتضنه مدينة الرياض، بهوية اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ موروثاً ﺛﻘﺎﻓﻴاً ﻣﺘﻨﻮﻋاً ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ السعودية اﻟـ13، وبتجارب رواد ورائدات أعمال سعوديين، حوّلوا قصصهم الخاصة إلى مشاريع ناجحة وفريدة في حكاياتها ومنتجاتها.

احتضنت جامعة الملك سعود النسخة الخامسة من مهرجان الوليمة للطعام السعودي، الذي هو من تنظيم هيئة فنون الطهي التابعة لوزارة الثقافة، ويهدف إلى إبراز تنوع المائدة السعودية، حيث ضمّت فعاليات المهرجان 13 قسماً رئيسياً للأطباق المحلية، بمشاركة أكثر من 200 جهة دولية، وجاءت دولة تايلاند ضيفاً رئيسياً، ضمن جناح مخصص يعكس هوية وثقافة المطبخ التايلاندي التقليدي.

تحتضن جامعة الملك سعود النسخة الخامسة من مهرجان الوليمة للطعام السعودي (هيئة فنون الطهي)

من مزرعة عائلية إلى مصنع يصدّر العطور

وضمن المهرجان، استعرض مشروع «بيت الورد الطائفي» حكاية سعودية، امتدت من أرض زراعية محدودة إلى مشروع صناعي متكامل، ينتج أحد أغلى الزيوت العطرية في العالم، حيث يصل سعر لتر دهن الورد الطائفي إلى 120 ألف ريال.

بدأت الحكاية عند سفوح مدينة الطائف، حيث نشأ نايف الخالدي وأسرته في مزرعة عريقة اشتهرت بزراعة الورد الطائفي، وتحدث الخالدي لصحيفة «الشرق الأوسط» عن ملامح رحلة نجاح «بيت الورد الطائفي»، وقال: «كنا نملك مزرعة تقليدية في الطائف، نهتم بزراعة الورد الطائفي، ومنذ ولادتي وأنا أرى والدي يزرع الورد ويعتني به»، ويمثل ذلك للخالدي هويته وإرثه العائلي؛ إذ تربت الأسرة على هذه الأرض منذ الصغر، واصفاً المشروع بأنه «مسؤولية تجاه إرث عائلي، وليس مجرد تجارة»، مستحضراً جانباً من بداياته: «وُلدت في المزرعة وفي ظروف بسيطة، حيث كانت الأسرة تقضي معظم وقتها في العمل بالأرض».

«بيت الورد الطائفي» حكاية سعودية امتدت من أرض زراعية محدودة إلى مشروع صناعي متكامل (الشرق الأوسط)

وأضاف الخالدي: «مع مرور الوقت طوّرنا آليات العمل في المزرعة، وتوسع نشاطنا لنؤسس مصنع التقطير لاستخراج الزيوت العطرية والمياه المركزة المخصصة لمستحضرات التجميل، وذلك عام 2018. ثم انتقلنا إلى استخراج زيت بذور التين الشوكي، إلى أن أصبح لدينا مصنع لمستحضرات التجميل ومصنع للعطور داخل المزرعة نفسها».

وأكد الخالدي أن الجهات الحكومية قدّمت دعماً كبيراً، أسهم في انتقال المشروع من مزرعة إلى مصنع متكامل، موضحاً: «وزارة الصناعة وقفت معنا وقدمت تسهيلات مهمة، إلى جانب الدعم المقدم من هيئة الدواء والغذاء بمعايير صارمة، ويمثل وجود مختبرات معتمدة داخل المزرعة مصدر ثقة وفخر لنا».

ويمتد عمر المزرعة لأكثر من 50 عاماً، بينما تمتد خبرة العائلة في زراعة الورد الطائفي لأكثر من 100 عام، ويعدّ تأسيس المصنع عام 2018 استثماراً للتسهيلات الحكومية وبداية مرحلة جديدة من التصنيع الاحترافي.

وأشار الخالدي إلى أن نقطة التحول بدأت مع «رؤية السعودية 2030»، حيث كانت المصانع تتركز في المدن، لكن المزرعة حصلت على تصريح خاص لتصبح أول مصنع في الطائف يحصل على اعتماد إنتاج مستحضرات التجميل، تحت إشراف وزارة الصناعة وهيئة الدواء والغذاء، داخل الأرض نفسها.

وأضاف: «وصلنا اليوم إلى مرحلة التصدير لدول الخليج، وسنبدأ التوجه نحو أوروبا الشرقية وآسيا والولايات المتحدة، فهناك اهتمام لافت بالعطر السعودي، وتركيزنا الأول حالياً على الأسواق الخليجية، إلى جانب سعينا نحو المشاركة في (إكسبو 2030)».

مهرجان الوليمة للطعام السعودي منصة تجمع بين التراث والابتكار في المطبخ المحلي (هيئة فنون الطهي)

من طلب مريض السكري إلى مصنع شوكولاتة

قصة أخرى تبرز وسط أجنحة «مهرجان الوليمة» للطعام السعودي؛ إذ لفتت فاطمة السالم، صانعة الشوكولاتة وخريجة حاضنة «كون» لفنون الطهي والأكاديمية العالمية لفنون الطهي، الأنظار بعلامتها «سمراء شوكولاتة» ومشروعها الذي بدأ من مطبخ المنزل، قبل أن يتحول إلى مصنع متكامل، مخصص لإنتاج شوكولاتة صحية مصنوعة من الصفر، وجاءت البداية حين طلب أحد أفراد عائلتها، الذي يعاني من السكري، شوكولاتة مناسبة لحالته الصحية، في وقت تمتلئ فيه السوق بمنتجات عالية بالسكر المكرر والمواد الحافظة.

ووجّهت فاطمة السالم تساؤلاتها في التعلم والتجربة، مشيرةً إلى أن تحول المادة السائلة إلى شوكولاتة صلبة أثار فضولها، وفي ذلك الوقت صنعت أول وصفة مخصصة لمرضى السكري، واصفةً بأنها «فرحة لا تقدر... وزادت ثقتي بنفسي وبقدراتي»، وبدأت صناعة الشوكولاتة من بداية حبوب ثمرة الكاكاو باستخدام بدائل صحية مثل سكر التمر، وموضحةً صعوبة البدايات ومراحل التعلم حتى طوّرت عملها من آلة إذابة بسيطة إلى معدات طحن وتعديل حرارة الشوكولاتة متخصصة داخل طابق كامل في منزلها، لتؤسس مصنعاً صغيراً يلبي الطلب المتزايد.

«سمراء شوكولاتة» مشروع بدأ من مطبخ المنزل قبل أن يتحول إلى مصنع متكامل لإنتاج شوكولاتة صحية (الشرق الأوسط)

وكشفت السالم، خلال حديثها لصحيفة «الشرق الأوسط»، عن أن «الإقبال نحو الشوكولاتة الصحية جعلني أدرك تجاوز مرحلة التجربة ليكون نشاطاً تجارياً حقيقياً، حيث شريحة واسعة من مرضى السكري والمهتمين بالخيارات الصحية ظلوا يشكلون جزءاً كبيراً من عملائي».

ونتيجةً للوعي المتنامي، صارت المنتجات الصحية عاملاً مهماً في توسع المشروع، وخاصةً بعد مشاركتها في نسخة سابقة من مهرجان الوليمة.

وأضافت: «أهدف إلى رفع الوعي والذائقة بالشوكولاتة الحرفية، من المهم أن يتعرف المستهلك على الشوكولاتة الحقيقية المصنوعة من الصفر، حيث سعيتُ لإنتاجها بنكهات سعودية لاقت إعجاب الزوار، مثل الورد الطائفي مع جناش الفانيليا، ونكهة الكليجة المميزة».

ويعدّ مهرجان الوليمة للطعام السعودي منصة تجمع بين التراث والابتكار في المطبخ المحلي، يمنح رواده تجربة متنوعة تشمل الأطعمة التقليدية، والأسواق التراثية، والحرف اليدوية، والعروض الموسيقية والفلكلورية، ومتحف العسل، ويسهم في تمكين الهوية الوطنية وإبراز الموروث الغذائي السعودي، كما يعزز التبادل الثقافي مع ضيوف الدول المختلفة، ويُعرّف بالمطبخ السعودي على الخريطة الدولية، من خلال إقامة ورش تعليمية وتفاعلية لجميع الفئات العمرية.