بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

- اختبارات لاستبعاد الخرف
الخرف وألزهايمر مصطلحان يستخدمان من قبل كثيرين خطأ على أنهما كلمتان مترادفتان، ولكن في الواقع لهما معنيان مختلفان للغاية. فلا يعد الخرف مرضاً محدداً، فهو مصطلح عام يصف نطاقاً واسعاً من الأعراض، كضعف الذاكرة وضعف مهارات التفكير والاستيعاب وقلة التركيز والانتباه وتغيرات في مهارات التفكير. وتؤثر هذه الأعراض في قدرة الشخص على أداء الأنشطة اليومية بشكل مستقل. أما ألزهايمر فهو نوع من الخرف، وهو أكثر أشكال الخرف شهرة وشيوعاً، ولكن ليس كل شخص مصاب بالخرف يعاني مرض ألزهايمر.
وهناك اختباران مختصان يُستخدمان للتنبؤ بخطر الإصابة بالخرف (dementia)، هما: الفحص المعرفي وتحديد الرائحة (odour identification)، وقد يكونا ذوي قيمة في استبعاد الانتقال إلى الخرف، وفقاً لبحث جديد نُشر بتاريخ 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مجلة جمعية ألزهايمر (The Journal of the Alzheimer’s Association).
وفي هذا البحث، قام باحثون (ديفاناند، ولي إس، وأندريوس إتش، وزملاؤهم) بتحليل البيانات من 749 شخصاً من كبار السن في المجتمع، ليسوا مصابين بالخرف. وأكمل المشاركون اختباراً قصيراً للفحص المعرفي، وهو «اختبار تركيز الذاكرة Blessed Orientation Memory Concentration test» (BOMC)، والاختبار الموجز للتعرف على الرائحة المكون من 12 بنداً (B-SIT). وتمت متابعة المشاركين لنحو 4 سنوات، حيث انتقل ما مجموعه 109 من هؤلاء المشاركين إلى الخرف، مع انتقال الغالبية منهم إلى خرف مرض ألزهايمر (Alzheimer’s disease).
وأفاد الباحثون بأن المشاركين الذين لم يتأثروا بكل من الاختبارين: الاختبار الإدراكي لتركيز الذاكرة (BOMC)، واختبار الرائحة الموجز (B-SIT)، كان لديهم احتمال ضعيف للتشخيص بالخرف أو التدهور المعرفي في أثناء المتابعة. وقال رئيس فريق الدراسة، دافانجير بي ديفاناند، إن هذه النتائج تشير إلى أنه بالنسبة للبالغين الأكبر سناً الذين لم يتأثروا بكلا الاختبارين، فإن الانتقال لديهم إلى الخرف في السنوات القليلة المقبلة أمر غير مرجح للغاية، وليسوا بحاجة لعمل المزيد من التقييم الاستقصائي للخرف.
- خطر الشعور بالوحدة
تشير كثير من الإحصاءات إلى التأثيرات السيئة للوحدة على الصحة بشكل عام، وأُطلق على الوحدة أنها آفة العصر، فالشعور بالوحدة قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية بنحو الثلث. والأشخاص الذين يعيشون بمفردهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم بمعدلات أعلى من غيرهم، كما أن متوسط عمرهم المتوقع أقل مقارنة بغيرهم. وربما يكون الأشخاص الذين يعيشون في عزلة ويشعرون بالحزن هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض. أو العكس، فقد يدفع المرض وتدهور الحالة الصحية بعض الناس إلى الانزواء عن المجتمع والعيش بمفردهم، وهذا يمنعهم من مخالطة الآخرين. وهذا يعني أن العزلة قد تؤدي إلى تدهور الحالة الصحية، كما أن الحالة الصحية المتدهورة قد تؤدي إلى الشعور بالوحدة، إذ يؤثر كل منهما على الآخر.
هذه دراسة جديدة نشرت حديثاً في مجلة القلب (Heart) بتاريخ 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قام بها مجموعة من الأطباء (كريستينسين، وجويل ك، وإكهولم، وزملاؤهم)، تشير إلى أن مرضى القلب الذين يعانون من الشعور بالوحدة يمكن أن يتعرضوا لخطر كبير من الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب خلال عام من خروجهم من المستشفى.
وقام الباحثون بفحص نتائج مجموعة كبيرة من المرضى، استغرقت عاماً، لمرضى تم تنويمهم في أحد مراكز القلب المتخصصة بسبب أحد أمراض القلب، ومنها أمراض القلب الوعائية أو أمراض إيقاع القلب غير الطبيعي أو قصور القلب أو أمراض الصمام، على مدار عام في الفترة 2013-2014.
وعند الخروج من مركز القلب، استكمل 13.443 مريضاً استبياناً حول صحتهم الجسدية ورفاههم النفسي ونوعية حياتهم ومستويات القلق والاكتئاب لديهم.
ووجدت الدراسة أن الوحدة تتنبأ بالوفيات لجميع الأسباب بين النساء. ولاحظ المؤلفون أن هناك دلائل تشير إلى أن عبء الوحدة والعزلة الاجتماعية يتزايد. ومع تزايد هذه الأدلة، فإنها تشير إلى أن تأثيراتها الصحية السيئة تعادل الخطر المرتبط بالسمنة المفرطة. وعليه، تمت التوصية بأن تستهدف مبادرات الصحة العامة الحد من الشعور بالوحدة، وقدم اقتراح بأن الوحدة يجب أن تدرج في تقييم المخاطر السريرية لمرضى القلب.
- استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]


مقالات ذات صلة

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
TT

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

أحياناً، لا يستطيع بعضنا النوم، رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد؛ وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا، وفقاً لما توصلت إليه دراسة جديدة.

وكل ليلة، ومع غروب الشمس، تبدأ بعض ميكروبات الأمعاء، المعروفة بميكروبات الليل، التكاثر والازدهار، بينما تموت ميكروبات أخرى، وتتغير المواد الكيميائية التي تفرزها هذه الميكروبات أيضاً، مما يسهم في النعاس، وفق ما نقله موقع «سايكولوجي توداي» عن مؤلفي الدراسة الجديدة.

ويصل بعض هذه المواد الكيميائية إلى منطقة تحت المهاد، وهي جزء من دماغك يساعدك على البقاء هادئاً في أوقات التوتر.

وقال الباحثون في الدراسة الجديدة: «من المدهش أن الميكروبات التي تحكم أمعاءك لها إيقاعات يومية، فهي تنتظر الإفطار بفارغ الصبر في الصباح، وفي الليل تحب أن تأخذ قسطاً من الراحة، لذا فإن تناول وجبة خفيفة، في وقت متأخر من الليل، يؤثر إيجاباً بشكل عميق على ميكروبات الأمعاء لديك، ومن ثم على نومك ومدى شعورك بالتوتر».

وأضافوا أن عدم التفات الشخص لما يأكله في نهاية يومه ربما يؤثر بالسلب على نومه، حتى وإن كان يشعر بالتعب الشديد.

كما أن هذا الأمر يزيد من شعوره بالتوتر، وهذا الشعور يؤثر سلباً أيضاً على النوم.

ولفت الفريق، التابع لجامعة كوليدج كورك، إلى أنه توصّل لهذه النتائج بعد إجراء اختبارات على عدد من الفئران لدراسة تأثير الميكروبيوم على الإجهاد والإيقاعات اليومية لديهم.

وقد حددوا بكتيريا واحدة على وجه الخصوص؛ وهي «L. reuteri»، والتي يبدو أنها تهدئ الأمعاء وتؤثر إيجاباً على الإيقاعات اليومية والنوم.

ويقول الباحثون إن دراستهم تقدم «دليلاً دامغاً على أن ميكروبات الأمعاء لها تأثير عميق على التوتر وجودة النوم».

ونصح الباحثون بعدم تناول الأطعمة والمشروبات السكرية ليلاً، أو الوجبات السريعة، وتلك المليئة بالدهون، واستبدال الأطعمة الخفيفة والمليئة بالألياف، بها.