خبراء ألمان يتوقعون خسائر فادحة للشركات جراء التغييرات المناخية

قدروها بنحو تريليون دولار في 5 سنوات

خبراء ألمان يتوقعون خسائر فادحة للشركات جراء التغييرات المناخية
TT

خبراء ألمان يتوقعون خسائر فادحة للشركات جراء التغييرات المناخية

خبراء ألمان يتوقعون خسائر فادحة للشركات جراء التغييرات المناخية

من المتوقع أن تُلحق التغيرات المناخية خسائر متنوعة بميزانيات الشركات الكبرى حول العالم، يقدرها خبراء ألمان بنحو تريليون دولار على مدار السنوات المقبلة، في حين ينحسر مجموعها على 725 مليار دولار، حسب تقديرات خبراء أميركيين.
ومن المتوقع أن تعاني ميزانيات الشركات الكبرى من خلل مالي كبير في الأعوام الخمسة المقبلة، قد يحضها على العزوف عن تنفيذ بعض مشاريعها التوسعية أو الاستراتيجية. ويلاحظ الخبراء الماليون في برلين أن الخسائر ستطال 215 شركة عالمية ذات الأسهم الممتازة، عدا عن 500 شركة تحتل مواقع ريادية في الأسواق العالمية، يتمركز 70 في المائة منها في أوروبا.
وفي هذا الصدد، يقول الخبير الألماني جوزيف شرودر، الذي يعمل في جمعية خيرية لندنية مشرفة على مشروع «كربون ديسكلوزر بروجكت» في تقييم المخاطر المالية للتغيرات المُناخية والفرص التجارية الناتجة عنها، إن المصارف الكبرى نجحت سوية مع شركات التكنولوجيا والمجموعات النفطية وشركات إنتاج الأغذية والمشروبات، وهي المعنية الأولى، برسم خريطة طريق جديدة لأعمالها وأنشطتها لتحجيم مفعول ظاهرة الاحتباس الحراري على أعمالها.
وأعرب شرودر عن قناعته بأن التغيرات المُناخية ستجلب معها فرصاً تجارية جديدة تقدّر قيمتها السوقية بنحو 2.1 تريليون دولار، أي أكثر من ضعف ما يقدّره الخبراء في برلين من خسائر ستتكبدها الشركات الكبرى حول العالم، موضحاً: «تكمن هذه الفرص في الطاقة المتجددة، والعربات الكهربائية، وإنتاج جيل جديد من الأدوية لعلاج الأمراض الالتهابية التي تتفشى بفضل ارتفاع الحرارة. وقد تكون شركتا (إيلي ليلي) و(باير) الألمانيتان على رأس المجموعات الصيدلانية العملاقة التي قد تحقق أرباحاً ذهبية من وراء إنتاج هذه الأدوية».
ويختم: «الحرائق وموجات الجفاف والفيضانات، وكوارث طبيعية أخرى، تلقي بثقلها على عدة قطاعات، على رأسها الزراعة والتأمين. والخسائر الناجمة عنها (في هذين القطاعين) قد تصل إلى 490 مليار دولار في الأعوام العشرة المقبلة. من جانب آخر، سيحث المدافعون عن البيئة الحكومات الأوروبية والأميركية الشمالية على اتخاذ خيارات سياسية تجعل مواصلة الإنتاج من مناجم الفحم أو الآبار النفطية عدواً للاقتصاد الصحي الصديق للبيئة، ما سيشعل الحرب المالية بينها وبين اللوبي الصناعي العالمي الذي لا يكترث كثيراً بالضرر الناجم عن الحالة البيئية غير السليمة لكوكبنا.
ومن جانبها، تقول المحللة الألمانية في مجال الاقتصاد البيئي سونيا دينر إن «66 في المائة من الخسائر المالية الناتجة عن الاحتباس الحراري تستوطن في أوروبا، مقارنة بـ10 في المائة فقط في الولايات المتحدة».
علاوة على ذلك، ستواجه الشركات الأوروبية موازنة أعلى لتسديد ما يُعرف بضريبة الكربون المتعلقة بتلوث الهواء الناتج عن أنشطتها الإنتاجية.
وأضافت دينر أن «الشركات المنتجة للوقود الأحفوري تنظر إلى التغيرات المُناخية كفرصة تجارية، قيمتها 140 مليار دولار في الأعوام الخمسة المقبلة. أما الأضرار المالية الناتجة عن هذه التغيرات، فليست أكثر من 25 مليار دولار، علماً بأن الشركات متعددة الجنسيات تخصّص 3 إلى 5 في المائة من موازنتها السنوية لتغطية الأضرار المناخية المحتملة على أنشطتها الدولية. ولمواجهة الضرائب البيئية، ينبغي على الشركات الأوروبية رفع سقف هذه الموازنة كي لا تصطدم بقضايا قانونية مع حكوماتها قد يكون لها عواقب وخيمة».
وتختم: «رغم الاستعمال الموسّع للطاقة المتجدّدة، فإن اللجوء إلى الوقود الأحفوري لا غنى عنه. ففي عام 1944، كان احتياطي النفط المُثبت يرسو عند 51 مليار برميل. وفي عام 2018، قفز هذا الاحتياطي إلى 1500 مليار برميل حول العالم، أي 30 مرة أكثر مما كانت الأحوال عليه قبل 74 عاماً، مما يعكس عدم إعطاء الثقة العمياء للطاقة المتجددة تحت ظروف معينة، وفي مناطق جغرافية واسعة في العالم، تقتصر للآن حول استعمال أساسي متواضع لها».


مقالات ذات صلة

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

آسيا شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

توفي شيغمي فوكاهوري، أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945، والذي كرَّس حياته للدفاع عن السلام، عن عمر يناهز 93 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم جنود يشاركون في عرض عسكري لإحياء الذكرى السبعين لهدنة الحرب الكورية في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية 27 يوليو 2023 (رويترز)

قوات كورية شمالية قد تشارك باحتفالات روسيا في الانتصار بالحرب العالمية الثانية

قال مسؤول روسي كبير إنه يعتقد بإمكانية مشاركة جنود كوريين شماليين في العرض العسكري في الساحة الحمراء العام المقبل، في ذكرى الانتصار بالحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)

الخريّف: مؤتمر التعدين في السعودية أصبح المنصة العالمية الأبرز حول العالم

وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف متحدثاً في افتتاح مؤتمر التعدين (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف متحدثاً في افتتاح مؤتمر التعدين (الشرق الأوسط)
TT

الخريّف: مؤتمر التعدين في السعودية أصبح المنصة العالمية الأبرز حول العالم

وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف متحدثاً في افتتاح مؤتمر التعدين (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف متحدثاً في افتتاح مؤتمر التعدين (الشرق الأوسط)

أعلن وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف أن مؤتمر التعدين أصبح المنصة العالمية الأبرز حول العالم، موضحاً أن المملكة باتت من بين أبرز وجهات الاستثمار في المعادن.

كلام الخريّف جاء في افتتاحه أعمال النسخة الرابعة من مؤتمر التعدين الدولي في الرياض، وذلك وسط إقبال غير مسبوق فاقَ الـ20 ألف مسجل، ومشاركة الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات العالمية المتخصصة، وقادة القطاعات ذات الصلة؛ لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه قطاع المعادن، مع تقديم رؤى وحلول مبتكرة تدعم مستقبل الصناعة وتعزز استدامتها.

ومن المتوقع أن يشهد الحدث توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجهات المحلية والدولية، ما يعكس التزام المملكة بتعزيز مكانتها بوصفها مركزاً عالمياً رائداً في قطاع المعادن، ودعم الجهود الرامية إلى بناء أطر التعاون الدولي في هذا القطاع الحيوي لتحقيق التنمية المستدامة.

وأوضح الخريّف، في كلمته الافتتاحية، أنه على مدار السنوات الأربع الماضية، أصبح هذا المنتدى منصة عالمية رائدة للدعوة إلى إمدادات المعادن بشكل مرن ومسؤول، وعرض بشكل فريد التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يُحدثه هذا القطاع على التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

ولفت إلى أن المؤتمر تطوَّر وتوسَّع في أعداد الحضور منذ نسخته الأولى وحتى الرابعة الحالية، حيث ازداد من 3500 مشارك في 2022 إلى أكثر من 20 ألفاً هذا العام. وأوضح أن برنامج هذا العام يضم أيضاً 250 متحدثاً، بما في ذلك رؤساء تنفيذيون من 11 من أكبر 20 شركة تعدين، إلى جانب قادة من الحكومات والمؤسسات البحثية والصناعات التابعة.

وقال الخريّف: «نطلق مبادرة استوديو الابتكار التعديني، الذي يهدف إلى جذب المواهب العالمية، وتسريع التكنولوجيا الحديثة. وهذه خطوة واحدة نحو جعل المملكة وادياً سيليكونياً للتعدين".

وأضاف: «نطلق، لأول مرة، القيادة الإقليمية في أفريقيا وآسيا الوسطى وأميركا اللاتينية، حيث نجمع دول المورّدين لإنشاء مجتمع عالمي قوي. أيضاً، نطلق المناظرة، التي ستجمع قادة القطاع، لمناقشة قضايا صعبة؛ مثل توزيع الموارد، والاستدامة، وإشراك أصحاب المصلحة».

ولفت إلى أن السعودية تفتخر بأن تكون قدوة في قطاع التعدين، حيث أصبح، تحت مظلة «رؤية 2030»، الأسرع نمواً، مع تقدير احتياطات المعادن في المملكة بنحو 2.5 تريليون دولار. وقال: «ساعد تركيزنا على الابتكار في الإطار التنظيمي، وتطوير البنية التحتية للمملكة في أن تكون وجهة استثمارية رائدة في مجال التعدين واستكشاف المعادن». وأضاف: «هذا العام، نروِّج أيضاً لفرص استكشاف جديدة عبر 50 ألف كيلومتر مربع من أحزمة المعادن الواعدة».

وأوضح أن برنامج تحفيز الاستكشاف، الذي جرى إطلاقه العام الماضي بدأ بالفعل يحقق نتائج، حيث حصلت ست شركات على تمويل.