قطع فريق بحثي أميركي شوطاً كبيراً نحو فك شفرة رقصات النحل، (لغة التواصل)، وذلك من أجل إعداد دليل يسمح للعلماء في جميع أنحاء العالم بتفسير الاتصالات المعقدة للغاية بين النحل.
وسبق أن توصل العالم النمساوي كارل فون فريش الحاصل على جائزة نوبل إلى رصد استخدام النحل للرقصات كوسيلة للإرشاد إلى أماكن وجود الطعام، ولكن الفريق البحثي من جامعة فرجينيا الأميركية ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك في دراسته التي تنشر في عدد أبريل (نيسان) من دورية «سلوك الحيوان».
وقال تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة أول من أمس، إن الفريق البحثي سعى إلى إيجاد علاقة بين مدة الرقصة والمسافة التي تفصل خلية النحل عن وجود الطعام، وذلك لتجاوز ما توصل له فريش في الستينيات، الذي ربط بين نوع الرقصة وأماكن وجود الطعام.
ووفق ما توصل له فريش فإن الرقص الدائري للنحل الشغالة يكون إشارة إلى وجود مصدر الغذاء على مسافة 50 متراً، بينما يكون الرقص الاهتزازي مؤشراً على وجوده على مسافات أبعد، وسعى الفريق الأميركي إلى البحث بشكل أعمق في الربط بين مدة الرقص والمسافة التي يوجد عندها الطعام.
وتقول د.مارغريت كوفيلون، الأستاذة المساعدة في علم الأحياء، والباحثة الرئيسية بالدراسة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني: «للقيام بهذه المهمة قمنا بتدريب 85 نحلة من ثلاث خلايا بشكل فردي على جمع الطعام من مصادر على مسافات معروفة من الخلية، ومن ثم قمنا بعد ذلك بتصوير وفك تشفير رقصهم، بعد عودتهم من هذه المهمة، وقارننا النتائج التي توصلنا لها بتجربة سابقة قمنا بها قبل عدة سنوات في بريطانيا، وخلصنا من ذلك إلى (معايير شاملة) يمكن للباحثين في المستقبل استخدامها في عملهم الخاص لتحديد العلاقة بين رقص النحل والمسافة التي يوجد عندها مصدر الغذاء».
وتعتبر كوفيلون أن ما قاموا به يمثل الخطوة التالية في ترجمة رقصة النحل، بعد الخطوة التي قطعها فريش في الستينيات، والتي كانت محل جدل وقتها وتم قبولها بارتياب، إلى أن جاء تلميذه مارتن لينتاور في عام 1986 واستخدم روبوتاً مصغراً قادراً على أداء رقصة النحل، ووجد استجابة من النحلات الأخريات لهذه الرقصة واتجهوا صوب المكان المقصود.
فك شفرة رقصات النحل {لغة التواصل}
فك شفرة رقصات النحل {لغة التواصل}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة