منبج السورية خط تماس لصراعات خارجية

{الشرق الأوسط} تستطلع حياة الناس في مناطق الهدنة

سائقو دراجات نارية من منبج ينتظرون في طابور للحصول على الوقود
سائقو دراجات نارية من منبج ينتظرون في طابور للحصول على الوقود
TT

منبج السورية خط تماس لصراعات خارجية

سائقو دراجات نارية من منبج ينتظرون في طابور للحصول على الوقود
سائقو دراجات نارية من منبج ينتظرون في طابور للحصول على الوقود

لمْ يكن يعلم إسماعيل (53 سنة) أنّ منزله الهادئ في قرية حسن عرب، على الضفة الجنوبية لنهر الساجور شمال سوريا، سيصبح يوماً منطقة تماس بين جهتين متحاربتين، وأنه سينام كل ليلة على أصوات أزيز الرصاص والاشتباكات المتقطعة.
منذ منتصف 2016 تحولت ضفتي نهر الساجور الذي يبعد 15 كيلومتراً شمال منبج في ريف حلب الشرقي، و30 كيلومتراً جنوب الحدود التركية، إلى شريطٍ حدودي فاصل بين المناطق الخاضعة لفصائل «درع الفرات» الموالية لتركيا من جهة، وقوات مجلس منبج العسكري، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى.
تتبع منبج مدينة حلب، وتبعد عنها 80 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي، كما تبعد نحو 40 كيلومتراً فقط عن الحدود التركيّة. خرجت عن سيطرة النظام الحاكم في شهر يوليو (تموز) 2012، بعد أن حررتها فصائل من الجيش السوري الحر، لتخضع صيف عام 2014 لسيطرة عناصر تنظيم داعش؛ لكن «قوات سوريا الديمقراطية» و«مجلس منبج العسكري» وبدعم من التحالف الدولي، تمكنوا من انتزاع منبج في 15 أغسطس (آب) 2016، وطرد عناصر التنظيم، بعد معارك عنيفة استمرت لأكثر من شهرين.
«فإذا ولّيت وجهك غرباً؛ ستجد عناصر (درع الفرات) برفقة جنود ومدرعات الجيش التركي، وإن ولّيته شرقاً ستلحظ تنقلات مقاتلي مجلس منبج العسكري، بصحبة الجنود الأميركيين وآلياتهم العسكرية»، يقول إسماعيل، وأضاف أنه يعيش مع زوجته وأسرته في منزلهم المطل على سهل نهر الساجور، بشكل شبه طبيعي، وأنهم اعتادوا على الوضع الجديد الذي أفرزته تقسيمات الحرب السورية، بحسب تموضع كل قوة عسكرية، إذ يشاهد يومياً تحركات الجنود على ضفتي النهر، ويضيف: «عندما تحدث اشتباكات بين الطرفين نضطر للهروب والفرار من القرية إلى مناطق آمنة مجاورة، وبعد توقفها نعود إلى المنزل»؛ لكنه يسعى جاهداً إلى متابعة حياته في ظل تقلبات المشهد الميداني في محيط منطقته، متناسياً الانقسامات والحدود المصطنعة، ويأمل أن يكون الغد أفضل من الواقع الحالي. يتابع إسماعيل كلامه بنبرة صوت مثقلة بالحزن، وهو ينظر إلى مجرى النهر شبه المنقطع الذي قسم قريته: «هذا الوضع مضى عليه نحو عام ونصف، إن شاء الله تنتهي هذه التقسيمات بسلام».
ونهر الساجور البالغ طوله 74 كيلومتراً ينبع من تركيا ويخترق الحدود السورية بمحاذاة نهر الفرات، في منطقة عين عزة التابعة لمدينة جرابلس الحدودية مع تركيا، ويقسم أراضي قرى عون الدادات، ومحسلني، وعرب حسن، وحلوانجي، وتوخاز، التابعة لمدينة منبج إلى شطرين، يخضع كل قسم إلى جهة عسكرية على عداء مع الجهة المقابلة، لينتهي النهر باندماجه مع نهر الفرات.
ويروي عدنان (42 سنة) المنحدر من قرية محسلني الواقعة شمال منبج التي تبعد عنها نحو 15 كيلومتراً، وتجاور قرية حسن عرب، كيف يتنقل يومياً من منزله الواقع في الجهة الجنوبية للقرية، ليجتاز سواتر ترابية ونقاط تفتيش، قاصداً صالون الحلاقة الخاص به، الواقع بالجهة الشمالية من القرية ذاتها، وسط إجراءات أمنية مشددة، بعدما باتت المنطقة منقسمة منذ صيف 2016، بين «درع الفرات» و«مجلس منبج»، ويقول: «يفصل نهر الساجور قريتنا إلى قسمين، وأصبحت منطقة تماس وهدفاً عسكرياً يسعى كل طرف للسيطرة عليه»، وعلى الرغم من معاناته في التنقل بين الضفتين والتي وصفها بـ«حدود النار»، يبتسم الرجل الأربعيني الذي بدت عليه علامات التقدم في السن وغزا الشيب شعره وذقنه، ويقول: «في كل مرة يوقفني الحاجز العسكري ويبدأ بالتحقيق معي عن المكان الذي أسكن فيه ومكان عملي، وبعد أن أجيبهم يسمحون لي بالعبور، والأمر ذاته عند عودتي».
ومنذ أغسطس 2016، يخضع مركز مدينة منبج وريفها لسيطرة قوات «مجلس منبج العسكري» المتحالفة مع «قوات سوريا الديمقراطية»، والأخيرة تشكّل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمادها العسكري، فيما تسيطر فصائل «درع الفرات» المدعومة من تركيا على مدينة جرابلس المجاورة لمنبج، ومدن إعزاز ومارع والباب الواقعة شمال غربي منبج، حيث تشكل جيباً حدودياً يفصلها نهر الساجور وسهله الممتلئ بالأشجار والقصبات، في وقت تسيطر فيه القوات النظامية الموالية لبشار الأسد، على بلدة مسكنة، وتبعد عن منبج 40 كيلومتراً، وتقع جنوب غرب، وعلى بلدة الخفسة (30 كيلومتراً جنوباً) وهذه البلدات تخضع لمنبج إدارياً، إلا أنّ النزاع الدائر في سوريا منذ ربيع 2011؛ أفرز واقعاً جديداً مغايراً للتقسيمات الإدارية السابقة.

قيود مشدّدة وإجراءات لا تنتهي
في قرية عون الدادات بريف منبج الشمالي المنقسمة عسكرياً إلى شطرين هي الأخرى، تنتظر فاطمة (32 سنة) الحصول على موافقة من السلطات المحلية في منبج، للسماح لها وأبنائها بزيارة المدينة لحضور حفل زفاف شقيقها النازح فيها منذ عام. فاطمة تسكن مع زوجها المنحدر من جرابلس، وتنحدر أصولها من مدينة حمص وسط سوريا، جاءت منذ الساعة 8 صباحاً، ووقفت بصحبة عدد من النسوة اللواتي جلسنَ بالقرب من جسر قديم يفصل بين شطري قرية عون الدادات، التي أصبحت المنفذ الوحيد للعبور بين الطرفين، ينتظرنَ وصول موافقة الكفيل والأوراق المطلوبة، للسماح لهنّ بالدخول.
تروي فاطمة معاناتها قائلة: «كل شخص يرغب في الدخول إلى منبج أو مناطق الإدارة الذاتية، يجب أن يكفله مواطن من تلك المناطق. هذه الطلبات معقدة للغاية، والسبب زوجي ينحدر من جرابلس»، والأخيرة تخضع لجهة عسكرية على عداء مع الجهة المسيطرة على منبج، الأمر الذي دفع السلطات المحلية في كل منطقة إلى فرض قيود وإجراءات مشددة.
وتتمتع منبج بموقع استراتيجي مهم، إذ تعد المنطقة فاصلة بين شرق نهر الفرات وغربه، وقريبة من نهر الفرات والحدود السورية التركية شمالاً، ويمر بها الطريق الدولي الواصل إلى مدينة حلب، كما أنها تشكل عقدة الطرق المؤدية إلى مختلف مناطق الريف الشرقي والشمالي لحلب، وتتصل أراضيها مع محافظتي الرقة شرقاً والحسكة شمال شرق.
بينما ينوي إبراهيم (62 سنة) القادم من منطقة الباب الخاضعة لسيطرة فصائل «درع الفرات»، التوجه إلى مدينة حماة وسط سوريا عبر منبج؛ لأن الطرق المؤدية إلى حلب من الباب وباقي المناطق مغلقة. خرج رفقة زوجته وشقيقته بسيارته في الساعة 7 صباحاً، من منزل أحد أقربائه القاطنين هناك؛ لكن رحلته استغرقت نحو 4 ساعات بسبب كثرة انتشار نقاط التفتيش، التي دققت كثيراً على وجهة سفره «حماة»، والأخيرة خاضعة لسيطرة النظام السوري، وبعدما وصل إلى حاجز عون الدادات، ها هو ينتظر السماح له بالسفر عبر منبج إلى الطريق الدولي الواصل بينها وبين حلب ومنها سيكمل رحلته إلى وجهته حماة.
ويروي إبراهيم أنه وقبل اندلاع النزاع في سوريا، سافر إلى لبنان والأردن والعراق، واجتاز حدود هذه الدول بعد ختم جواز سفره؛ لكنه اليوم يجتاز حدود مناطق الصراع في الشمال السوري؛ واضطر للتنقل بين مناطق سيطرة ثلاث جهات عسكرية متحاربة ضد بعضها: النظام، «درع الفرات»، سوريا الديمقراطية.
وعن الحدود الجديدة والسفر عبرها، اعتبر إبراهيم أنها «مصطنعة»؛ وقد تتغير في أي لحظة. وذكر مستغربا: «فقط لا يطلبون جواز السفر؛ لكنهم يطلبون ورقة إذن سفر، ونخضع لإجراءات أمنية مملّة من كل طرف، والطريق طويل ومتعب، ونحتاج إلى 12 ساعة سفراً حتى نصل إلى منزلنا».
وفوق الجسر الفاصل بين طرفي قرية عون الدادات، توجد نقطة تفتيش تتبع قوات الأسايش، وهي عبارة عن شرطة محلية تابعة لـ«إدارة منبج المدنية»، يدقق عناصرها في الوثائق الشخصية للراغبين في السفر عبر منبج إلى باقي المناطق السورية. ويشرح عنصر الأسايش عبيد (29 سنة) أن مثل إبراهيم وغيره من المسافرين إلى حلب والداخل، تسمى العملية بـ«الترفيق»، يخضعون لإجراءات روتينية ولا يحتاجون إلى كفيل، وقال: «كل عشرين سيارة نرسل معها عناصر أسايش ترفيق إلى آخر نقطة فاصلة بيننا وبين مناطق النظام السوري، ومن هناك يكملون طريقهم إلى وجهتهم».

العلم قبل الطعام
بلغ عدد سكان منبج عام 2004 نحو مائة ألف نسمة، ومع انطلاقة الثورة السورية بشهر مارس (آذار) 2011، ارتفع عدد سكانها للضعف، وتجاوز آنذاك 200 ألف نسمة، لاستقبالها نازحين من باقي المناطق التي تعرضت للدمار والخراب جراء الحرب المستعرة في سوريا. وبعد طرد عناصر تنظيم داعش صيف 2016، أصبحت ملاذاً آمناً للنازحين، وقصدها معظم الفارين من مدينتي الرقة ودير الزور. وبحسب السلطات المحلية يعيش في المدينة ومحيطها نحو 600 ألف شخص، يشكل العرب السنة أغلبية سكان منبج، إلى جانب الأكراد والتركمان والشركس والأرمن.
تقول زهرة التي نزحت عن مدينتها حمص، إنها تسكن في منبج منذ 7 سنوات، بعدما تعرض منزلها للدمار، وتتمنى: «ألا تتعرض هذه المدينة لحرب ثانية، فبعد طرد عناصر (داعش) عادت عجلة الحياة وتحسنت الظروف، لا نريد لأي مدينة سورية الخراب؛ لأننا هربنا منها».
وتشهد حركة الأسواق في منبج ازدهاراً وانتعاشاً اقتصادياً، حيث باتت بوابة التجارة بين المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في حلب غرباً، ومناطق سيطرة «درع الفرات» شمالاً، والإدارة الذاتية الكردية شرقاً. وقال سكان في المدينة إن المزاج العام مع بقاء إدارة المدينة مستقلة.
وأخبر فاروق الماشي، رئيس المجلس التشريعي في منبج، وينتمي إلى عشيرة البوبنا العربية، أن إدارة المدينة مستقلة لا تخضع لأي جهة، وغير مرتبطة بفدرالية شمال سوريا، وقال في لقائه مع صحيفة «الشرق الأوسط»: «النظام الفيدرالي هو الحل الأمثل لبلد مزقته نيران الحرب والتقسيمات العسكرية؛ لكننا فضلنا أن تكون إدارتنا مستقلة، هذا الأمر بيد شعب ومكونات منبج».
ولم يخف الشيخ الماشي أن الإدارة المدنية في منبج تلقت الدعم من الإدارة الذاتية الكردية، على مستوى الخبراء والمستشارين، وكيفية تشكيل المجالس واللجان الخدمية، وتفعيل الهيكليات الإدارية، وقال: «كما أنّ التحالف الدولي وأميركا يقدمان لنا الدعم المادي، ويشرفان على تدريب القوات العسكرية وجهاز الشرطة»، ودعا الماشي إلى علاقة حسن جوار مع باقي المناطق، وزاد: «منبج كباقي المناطق السورية، بانتظار حل سياسي شامل، وانتهاء حقبة الحرب، وعودة السلام إلى كل أرجاء البلاد».
ومنذ بداية 2017 تدير منبج إدارة مدنية، ويتشكل المجلس التنفيذي من 13 هيئة ولجنة خدمية، منها الصحة والتعليم وقوات الأمن الداخلي وهيئة العدالة وغيرها، وشكلت الإدارة جهازاً للشرطة وللمرور، يتلقى التدريب والدعم العسكري من التحالف الدولي. واللافت عمل المرأة وحضورها في جهاز الشرطة والمرور، وجميع الوظائف والمواقع الإدارية والخدمية.
وفي لقائها مع صحيفة «الشرق الأوسط»، أكدت زينب قنبر رئيسة المجلس التنفيذي، أنّ لجنة الصحة قامت بتأهيل مشفى «الفرات» المركزي، وشرحت: «نقوم بترميم وتجهيز الطابق الثالث ليصبح مستشفى عاماً يستقبل جميع الحالات المرضية»، وكشفت قنبر أن المنهاج المدرسي المعتمد في مدارس منبج هو المنهاج السوري الحكومي، الصادر عن مديرية التربية والتعليم في دمشق. وأضافت قائلة: «لكن اللجنة حذفت مادة القومية، وبعض الدروس التي تمجد الشخصيات والحزب الحاكم».
وبحسب رئيسة المجلس التنفيذي لمنبج، قدم طلاب الشهادات الإعدادية والثانوية العامة والشرعية امتحاناتهم في مدينة حلب في المدارس الحكومية، العام الفائت، وتم تصديق شهاداتهم من وزارة التربية، وقالت: «منذ تأسيس الإدارة المدنية رفعنا شعار (العلم قبل الطعام)، وعلى هذا الأساس تحركنا للحفاظ على مستقل الطلاب، ونأمل في أن تكون دورة العام الجاري مثل العام الماضي»، وتابعت حديثها: «يوجد اليوم 5200 معلم ومعلمة على رأس عملهم، يدرسون 132 ألف طالب وطالبة في مدراس منبج، ولا يوجد طالب خارج المدرسة، وهذا بحد ذاته تحدّ لنجاح عملنا».
كما توجد في منبج قاعدة أميركية تتولى مهمة تسيير دوريات بشكل يومي، بهدف مراقبة مناطق التماس الفاصلة بين مجلس منبج العسكري، وفصائل «درع الفرات» الموالية لتركيا، وتشرف هذه القاعدة على تدريب القوات العسكرية وتسليحها، وتقديم الدعم المادي واللوجستي والاستشاري.
وقال شرفان درويش، المتحدث الرسمي باسم «مجلس منبج العسكري» لـ«الشرق الأوسط»، إن: «الولايات المتحدة والتحالف الدولي أكدوا لنا أنهم سيلتزمون بحماية المناطق التي حرروها من قبضة تنظيم داعش، ومستمرون بالدفاع عنها وتقديم الدعم العسكري»، وشدد درويش على انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب من منبج إلى شرق نهر الفرات، وأضاف: «أميركا والتحالف أشرفوا على الانسحاب، وسلموا مواقعها العسكرية إلى مجلس منبج العسكري».

صراع أميركي - تركي
تحولت منبج ومدن الشمال السوري إلى مركزٍ رئيسي في الحرب السورية على مدار الأشهر الماضية، إذ انخرطت معظم أطراف الصراع الدولية والإقليمية هناك بصورة أو بأخرى، فتركيا تخشى من توسع نفوذ «وحدات حماية الشعب» الكردية، وربط مناطق نفوذها شرق نهر الفرات بغربه، وتتهم أنقرة الوحدات بأنها امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور لديها.
واعتبر محللون أتراك أن لا أطماع للدولة التركية في سوريا. وأوضح أحدهم: «تركيا تركت الأوضاع تسير بحسب مجرياتها الداخلية في سوريا لسنوات؛ لأنها تعمل على تأمين حدودها الجنوبية، وأن تكون منطقة آمنة لأهلها في سوريا»؛ لكن تركيا أعلنت أنها لن تسمح بإقامة دولة كردية شمال سوريا، وشدد الكاتب كول: «تحركات تركيا كي لا تجد جارها الجنوبي دولة كردية معادية لها أولاً، ولكي لا تقوم هذه الدولة الكردية على حساب الشعب العربي السوري ثانياً، لذلك تكفلت بدعم الجيش السوري الحر، وكل الفصائل السورية التي تدافع عن حقوقها القومية والوطنية شمال سوريا».
وتتهم تركيا الوحدات الكردية بعدم خروجها من منبج، على الرغم من العهود الأميركية في نقلهم إلى شرق نهر الفرات. وترد الوحدات وفصائل محلية مسلحة في منبج، بأن الوحدات غادرت المدينة بعد تحريرها، لكن تركيا تقول إن ذلك لم يحدث، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة التي تقدم الدعم العسكري والجوي لـ«مجلس منبج العسكري» و«قوات سوريا الديمقراطية» في دحر تنظيم داعش، إلى نشر قوة عسكرية من أفرادها يرابطون في منبج ومحيطها، لضمان عدم وقوع اشتباك بين مختلف الأطراف المتصارعة في المنطقة، والخطوة الأميركية تلت تهديدات تركيا بمهاجمة المدينة.
وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مراراً بأن قوات بلاده؛ ستتوجه بعد الانتهاء من معركة عفرين إلى منبج، وصولاً إلى الحدود العراقية؛ لكن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حذرت تركيا من الهجوم على منبج، ودعت إلى ضبط النفس، وإلى أن تكون عملية عفرين محدودة، وألا يطول أمدها، ويجب عدم وقوع ضحايا بين المدنيين.
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل الكردي السوري خورشيد دلي، أنّ أمرين أساسيين وقفا أمام تركيا لتحقيق هدفها المعلن في منبج، أي إخراجها من سيطرة مجلس منبج العسكري. وأوضح: «الأمر الأول أن الولايات المتحدة نشرت قوات لها في المدينة ومحيطها، وهو ما صعّب مهمة التدخل العسكري التركي؛ نظراً إلى أن مثل هذا الأمر سيؤدي إلى صدام مباشر مع القوات الأميركية، وهو ما لا ترغب فيه تركيا».
أما الأمر الثاني «أنه في ظل احتمال المواجهة بين قوات (درع الفرات) و(قوات سوريا الديمقراطية) في منبج؛ وافقت الأخيرة على تسليم مجموعة من القرى - تقع شمال غربي منبج - إلى قوات النظام السوري بحماية روسية. وأصبحت هذه القرى بمثابة شريط عسكري فاصل بين الأطراف المتناحرة، وبالتالي فإن أي تحرك عسكري تركي سيصطدم بالقوات النظامية السورية، وهو ما لا ترغب فيه تركيا أيضاً».
وطالب إردوغان مراراً الولايات المتحدة الأميركية بمغادرة قواتها المتمركزة في مدينة منبج شمال سوريا، واتهمت أنقرة واشنطن بعدم الوفاء بتعهداتها بإخراج المقاتلين الأكراد، وبالعمل ضد مصالحها في سوريا.



«القيادة المركزية» تعلن إسقاط مسيّرة أطلقها الحوثيون صوب مدمرتين أميركيتين

مجسمات لطائرات مسيرة وصواريخ حوثية معروضة بساحة في صنعاء (إ.ب.أ)
مجسمات لطائرات مسيرة وصواريخ حوثية معروضة بساحة في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

«القيادة المركزية» تعلن إسقاط مسيّرة أطلقها الحوثيون صوب مدمرتين أميركيتين

مجسمات لطائرات مسيرة وصواريخ حوثية معروضة بساحة في صنعاء (إ.ب.أ)
مجسمات لطائرات مسيرة وصواريخ حوثية معروضة بساحة في صنعاء (إ.ب.أ)

قالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان اليوم (الثلاثاء)، إن قواتها أسقطت طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون صوب المدمرتين «فلبين سي» و«لابون» بالبحر الأحمر أمس.

وأضافت في بيان عبر منصة «إكس» أن جماعة الحوثي أطلقت ثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن وثلاث طائرات مسيرة من اليمن صوب السفينة «سيكلادس» في البحر الأحمر، مشيرة إلى أنها ترفع علم مالطا ومملوكة ليونانيين.

وذكر البيان أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات في السفينة مشيراً إلى أنها واصلت إبحارها صوب وجهتها.

كان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية المتمردة، يحيى سريع، أعلن أمس (الاثنين) استهداف مدمرتين أميركيتين وسفينتين في البحر الأحمر والمحيط الهندي بعدد من الطائرات المسيرة.

وقال في بيان نقلته وكالة أنباء العالم العربي، إن قواته استهدفت السفينة «سيكلادس» وأصابتها لأنها كانت متوجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وذكر أن السفينة الأخرى إسرائيلية وتحمل اسم «أوريون» وتم استهدافها بطائرات مسيرة في المحيط الهندي.

وتعرّضت عدة سفن في البحر الأحمر لهجمات شنتها الجماعة المدعومة من إيران التي تقول إنها تأتي رداً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.


إيطاليا تعلن إسقاط طائرة مسيّرة أطلقها الحوثيون في البحر الأحمر

محاكاة لطائرة مسيّرة من صنع الحوثيين معروضة في ساحة في صنعاء 29 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
محاكاة لطائرة مسيّرة من صنع الحوثيين معروضة في ساحة في صنعاء 29 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
TT

إيطاليا تعلن إسقاط طائرة مسيّرة أطلقها الحوثيون في البحر الأحمر

محاكاة لطائرة مسيّرة من صنع الحوثيين معروضة في ساحة في صنعاء 29 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
محاكاة لطائرة مسيّرة من صنع الحوثيين معروضة في ساحة في صنعاء 29 أبريل 2024 (إ.ب.أ)

قالت وزارة الدفاع الإيطالية، اليوم (الاثنين)، إن سفينة تابعة للبحرية الإيطالية أسقطت طائرة مسيّرة أطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن واستهدفت سفينة شحن أوروبية.

وأضافت الوزارة، في بيان، أنه تسنى اعتراض الطائرة المسيرة «في وقت متأخر من الصباح» بالقرب من مضيق باب المندب عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وأردفت أن المسيرة كانت تحلق باتجاه سفينة الشحن، قبل إسقاطها على بُعد 5 كيلومترات. وقالت إنها كانت مماثلة لطائرات مسيّرة أخرى استخدمت في هجمات الحوثيين السابقة.


ما الذي تحمله زيارة بلينكن إلى المنطقة؟

جانب من الاجتماع الوزاري العربي السداسي مع بلينكن في الرياض (واس)
جانب من الاجتماع الوزاري العربي السداسي مع بلينكن في الرياض (واس)
TT

ما الذي تحمله زيارة بلينكن إلى المنطقة؟

جانب من الاجتماع الوزاري العربي السداسي مع بلينكن في الرياض (واس)
جانب من الاجتماع الوزاري العربي السداسي مع بلينكن في الرياض (واس)

مع بدء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة إقليمية جديدة، هي السابعة من نوعها منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تباينت رؤى المحللين إزاء ما تحمله الزيارة، في ضوء نتائج جولاته السابقة، واستمرار «تعثر» مفاوضات «الهدنة» بين إسرائيل وحركة «حماس».

ووصل بلينكن إلى السعودية، الاثنين، في أول محطة من جولة أوسع تشمل إسرائيل والأردن، تهدف إلى مناقشة «مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب مع إسرائيل». وفور وصوله عقد الوزير الأميركي اجتماعاً مع كبار القادة السعوديين، تبعه لقاء مع وزراء خارجية اللجنة العربية السداسية، لمناقشة تطورات الأوضاع في غزة، وجهود التوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار وإنهاء الحرب.

وتتزامن جولة بلينكن مع تقارير إسرائيلية تتحدث عن عملية عسكرية محتملة في مدينة رفح الفلسطينية، رغم الرفض الدولي والتحذيرات من تداعيات هذه العملية. كما تتزامن مع استقبال القاهرة، الاثنين، لوفد من «حماس» لبحث إتمام اتفاق الهدنة.

وتحمل جولة بلينكن هذه المرة بعداً إقليمياً ودولياً، غير قاصر فقط على تطورات الأوضاع في قطاع غزة وموقف القضية الفلسطينية، وفق الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية بالقاهرة، خصوصاً أنها تبدأ من السعودية ثم الأردن وإسرائيل.

وأوضح فهمي لـ«الشرق الأوسط»، أن «الإدارة الأميركية تستعين بالسعودية، للتأكيد على توسيع التعاون الإقليمي بما يخدم مختلف الأطراف».

وفي كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي الذي تستضيفه الرياض، قال بلينكن: «يجب إنهاء الحرب في غزة، ووضع مسار لإنشاء دولة فلسطينية، والمضي في طريق تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع دول عربية».

واعتبر أستاذ العلوم السياسية أن «الإدارة الأميركية تتحدث عن مقاربة أشمل في المنطقة تتجاوز نطاق وحدود تطورات الأوضاع في غزة، من خلال تقديم قائمة تحفيزية لإسرائيل بقبول مشروع السلام والتسوية في غزة»، ووضح أن «وزير الخارجية الأميركي يتحرك هذه المرة في المنطقة، وعينه على قطاع غزة، وعين أخرى تنظر للتعاون الخليجي، وعين ثالثة تنظر للتعاون الإقليمي والدولي».

وفي المقابل، قلل الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي الدكتور جاسم خلفان، من تأثير وعوائد جولة وزير الخارجية الأميركي الحالية للمنطقة، وقال: «نشاهد جولات وزيارات وتحركات مكوكية مستمرة من بلينكن منذ توليه الوزارة، لكن لا نجد أي نتائج حقيقية تتحقق»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «بلينكن يتنقل بين عواصم العالم كثيراً، ويجري وضع كثير من النقاط والوعود، لكن لا ينفذ منها شيء».

وعدَّ المحلل السياسي الإماراتي، سياسات الإدارة الأميركية الخارجية «متناقضة ومتضاربة»، واستشهد على ذلك «بادعاء رفض الإدارة الأميركية ممارسات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وفي الوقت نفسه يدعمون سياسات الحكومة الإسرائيلية!».

وفسر خلفان السياسات الأميركية في المنطقة، بأنها «تحاول استخدام (العصا من المنتصف)، حيث تريد أن تظهر كقوة دولية دافعة للسلام والاستقرار في المنطقة، وفي الوقت نفسه تسعى لتمكين إسرائيل من كل شيء، حيث تتحدث منذ بداية العدوان على غزة عن ضرورة وقف إطلاق النار وحل الدولتين، بينما الممارسات على الأرض عكس ذلك فتستخدم (الفيتو) باستمرار داخل مجلس الأمن مع مشاريع قرارات تدين ممارسات الجانب الإسرائيلي».

وشاركت الإدارة الأميركية في جهود الوساطة مع مصر وقطر، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، ونجحت تلك الجهود في توقيع هدنة قصيرة للحرب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بينما تعاود جهودها حالياً لإقرار هدنة جديدة.

وبينما استبعد الدكتور طارق فهمي، أن يكون لجولة وزير الخارجية الأميركي تأثير مباشر على مسار مفاوضات الهدنة التي تقودها مصر خلال الأيام الحالية، قال إن «زيارة بلينكن من الممكن أن تعطي زخماً فقط لمسار المفاوضات» من دون أن تكون حاسمة، غير أنه أشار إلى حضور الدور السعودي في الملف الإقليمي، متوقعاً أن «تشكل السعودية ورقة ضغط على الجانب الإسرائيلي، خصوصاً أن السعودية هي من دعّمت من قبل المبادرة العربية للسلام وما زالت تدعمها».


نجاة سفينة من هجوم حوثي... وواشنطن تدمّر 5 مسيّرات

عناصر حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)
TT

نجاة سفينة من هجوم حوثي... وواشنطن تدمّر 5 مسيّرات

عناصر حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)

نجت سفينة شحن من هجوم صاروخي استهدفها في جنوب البحر الأحمر، الاثنين، وفق ما أفادت به هيئتان بريطانيتان، وذلك في سياق التصعيد الحوثي البحري المستمر للشهر السادس على التوالي، في حين تبنى الجيش الأميركي تدمير خمس مسيرات أطلقتها الجماعة الموالية لإيران.

هذه التطورات تزامنت مع وصول رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي إلى مدينة مأرب، في أول زيارة للمدينة منذ تعيينه رئيساً للمجلس، وسط مخاوف من عودة القتال بعد أكثر عامين من التهدئة، في ظل تعنت الحوثيين وجمود المساعي التي يقودها المبعوث الأممي لإبرام خريطة سلام يمنية.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، الاثنين، أنه بين الساعة 1:48 و2:27 صباحاً (بتوقيت صنعاء)، في 28 أبريل (نيسان)، اشتبكت قواتها بنجاح مع خمس طائرات من دون طيار فوق البحر الأحمر، ودمرتها.

وأضاف البيان أنه تقرر أن الطائرات تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة والتحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه يتم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

في غضون ذلك، أفادت هيئة العمليات البحرية البريطانية، في تقرير على منصة «إكس»، بأنها تلقت بلاغاً عن وقوع انفجار قرب سفينة تجارية قبالة سواحل اليمن، وأن السفينة لم تُصب هي وطاقمها بأذى.

وفي حين قالت الهيئة إن عناصر أمن خاص أبلغوا عن انفجار على مقربة من سفينة تجارية على بُعد 54 ميلاً بحرياً شمال غربي المخا اليمنية، ذكرت وكالة «أمبري» للأمن البحري أن السفينة استُهدفت بثلاثة صواريخ وهي ترفع علم مالطا وكانت متجهة في رحلة من جيبوتي إلى جدّة في السعودية.

ولم يتبن الحوثيون على الفور الهجوم، لكنهم كثّفوا في الأيام الأخيرة من هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وأدى هجوم الجمعة الماضي إلى إصابة الناقلة «إم في أندروميدا»، وهي سفينة مملوكة للمملكة المتحدة وترفع علم بنما وتديرها سيشيل، وفق ما ذكره الجيش الأميركي في وقت سابق.

وتبنت الجماعة الحوثية أيام الأربعاء والخميس والجمعة، الماضية هجمات ضد سفن إسرائيلية وأميركية وبريطانية، وفق زعمها، لكن لم يتم تسجيل أي أضرار باستثناء إصابة طفيفة لحقت بالناقلة البريطانية.

تصعيد مستمر

تواصل الجماعة الموالية لإيران عملياتها البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة ومنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

وكانت واشنطن أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض. وانضم لها الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس».

ونفذت الولايات المتحدة منذ تدخلها عسكرياً، أكثر من 400 غارة على الأرض ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

حطام زعم الحوثيون أنه لطائرة أميركية من دون طيار أسقطوها في صعدة حيث معقلهم الرئيسي (إ.ب.أ)

وفي الأسبوع الماضي ادعى المتحدث الحوثي العسكري يحيى سريع أن قوات الدفاع الجوي التابعة لجماعته نجحت في إسقاط طائرة أميركية من نوع «MQ9» في أثناء قيامها بتنفيذ مهام عدائية في أجواء محافظة صعدة.

ووصل عدد السفن التي تعرضت للهجمات إلى نحو 105 منذ بدء التصعيد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث أصيبت 17 منها بأضرار، وغرقت إحداها.

ويقول الجيش الأميركي إن هجمات الحوثيين أثّرت على مصالح أكثر من 55 دولة، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، الذي هو حجر الأساس للاقتصاد العالمي، حيث دفعت الهجمات أكثر من عشر شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة.

وفي أحدث خُطب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس الماضي، تبنى تنفيذ هجمات ضد 102 سفينة خلال 200 يوم، متوعداً بالاستمرار في الهجمات، مع دعوته أتباعه إلى المزيد من الحشد والتعبئة.

وإلى جانب قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، تسببت إحدى الهجمات الحوثية في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

مدمّرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً لاعتراض هجوم حوثي (أ.ب)

كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس»، وفي مقابل ذلك أقرّت الجماعة بمقتل 34 عنصراً من مسلحيها جراء الضربات الأميركية والبريطانية.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين البحرية تأتي لخدمة أجندة إيران في المنطقة وليس لنصرة الفلسطينيين في غزة، وترى أن الحل ليس في الضربات الغربية ضد الجماعة، ولكن في دعم الجيش اليمني لاستعادة بقية المناطق بما فيها الحديدة وموانئها.

ووصل رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي، الاثنين، إلى مدينة مأرب أهم معاقل الحكومة الشرعية في زيارة من شأنها أن تشدد على جاهزية القوات الحكومية استعداداً لأي هجمات حوثية للسيطرة على المناطق الغنية بالنفط والغاز.

وكان العليمي انتقد، الأحد خلال استقباله في الرياض نائب رئيس المفوضية الأوروبية ما وصفه بـ«تباطؤ» المجتمع الدولي في تجفيف مصادر أسلحة الحوثيين وتمويلهم، وأكد صعوبة الوصول إلى سلام مستدام مع الجماعة لجهة أنها تغلب مصالح إيران على مصلحة اليمنيين.

وشدد رئيس مجلس الحكم اليمني على ضرورة «اتخاذ إجراءات دولية حازمة لتجفيف مصادر تمويل وتسليح الميليشيات الحوثية، وتفكيك رؤيتها العنصرية القائمة على الحق الإلهي في حكم البشر، والتعبئة العدوانية ضد المجتمعات، والديانات والحقوق والكرامة الإنسانية».


بيانات أممية: نصف النازحين في اليمن يواجهون سوء التغذية ‎

61 % من النازحين اليمنيين يعانون سوء استهلاك الغذاء بسبب توقف المساعدات (الأمم المتحدة)
61 % من النازحين اليمنيين يعانون سوء استهلاك الغذاء بسبب توقف المساعدات (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: نصف النازحين في اليمن يواجهون سوء التغذية ‎

61 % من النازحين اليمنيين يعانون سوء استهلاك الغذاء بسبب توقف المساعدات (الأمم المتحدة)
61 % من النازحين اليمنيين يعانون سوء استهلاك الغذاء بسبب توقف المساعدات (الأمم المتحدة)

كشفت بيانات أممية حديثة تراجع الواردات الغذائية إلى المناطق التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية بنسبة 14 في المائة، وارتفاعها في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في الفترة نفسها خلال العام الماضي، في حين زادت نسبة النازحين الذين يعانون من سوء استهلاك الغذاء في مناطق سيطرة الجماعة بنسبة 61 في المائة منذ إيقاف برنامج الأغذية العالمي توزيع المساعدات.

ووفق بيانات برنامج الأغذية العالمي ارتفع معدل انتشار عدم كفاية استهلاك الغذاء بنسبة 34 في المائة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين و13 في المائة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة مقارنة بشهر رمضان السابق.

ارتفاع معدل انتشار عدم كفاية استهلاك الغذاء في اليمن بنسبة 34 % (الأمم المتحدة)

وذكر البرنامج أن أعلى معدل لانتشار سوء التغذية سجل في أوساط السكان الذين كانوا يحصلون على المساعدات الغذائية قبل إيقافها بسبب تدخلات الجماعة الحوثية في تحديد أولوية المستفيدين، وبلغت النسبة في محافظة البيضاء (57 في المائة)، وفي الجوف (56 في المائة)، وحجة (49 في المائة)، وعمران (43 في المائة)، وريمة (38 في المائة) في فبراير (شباط) الماضي.

وشدّد البرنامج الأممي على أهمية مراقبة الوضع عن كثب خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع ارتفاع تكاليف التأمين على الشحن إلى الموانئ اليمنية. وقال إن التجار الرئيسيين يتوقعون زيادات في تكلفة شراء السلع الغذائية بسبب زيادة تكاليف التأمين.

وأوضح أن الحجم الإجمالي للواردات الغذائية عبر جميع الموانئ البحرية اليمنية ظل دون تغيير تقريباً خلال الربع الأول من هذا العام مقارنة بالربع السابق، ولكنه ارتفع بنسبة 12 في المائة على أساس سنوي.

وذكر البرنامج أنه وعلى الرغم من أن مستويات الحرمان الشديد من الغذاء وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في فبراير في كثير من المحافظات، فإنها ظلت مرتفعة بشكل خطير في مارس (آذار) الماضي (بين 25 و32 في المائة)، على الرغم من التحسن الذي شهده شهر رمضان.

وقال إن النازحين داخلياً كانوا من بين الفئات الأكثر تضرراً من توقف المساعدة، حيث زادت نسبة النازحين الذين يعانون من سوء استهلاك الغذاء بنسبة 61 في المائة منذ توقف المساعدة.

تدفق الوقود

أكد تقرير برنامج الغذاء العالمي أنه رغم أزمة البحر الأحمر، لم يحدث أي انقطاع في واردات الوقود في اليمن حتى الآن، حيث ارتفع خلال الربع الأول من هذا العام، إجمالي حجم الوقود المستورد عبر موانئ البحر الأحمر الخاضعة لسيطرة الحوثيين بنسبة 6 في المائة مقارنة بالربع الرابع من العام السابق، وبنسبة 29 في المائة على أساس سنوي.

وبالإضافة إلى ذلك، شهدت واردات الوقود عبر موانئ عدن والمكلا الخاضعة لسيطرة الحكومة زيادة بنسبة 30 في المائة مقارنة بالفترة نفسها، ولكنها منخفضة بنسبة 11 في المائة سنوياً.

ارتفاع ملحوظ في النشاط الملاحي لميناء عدن (وزارة النقل اليمنية)

بموجب تلك البيانات، شهدت الواردات الغذائية عبر موانئ البحر الأحمر انخفاضاً بنسبة 14 في المائة مقارنة بالربع الرابع من العام السابق، وفي الوقت نفسه، تضاعفت الواردات الغذائية عبر موانئ عدن والمكلا ثلاث مرات تقريباً مقارنة بالربع السابق، ولكنها كانت أقل بنسبة 17 في المائة عن مستويات الربع الأولى من العام الماضي.

البرنامج في تقريره ذكر أنه وعلى الرغم من هذه التقلبات، فإنه من المتوقع أن يغطي المخزون الاحتياطي لليمن من المواد الغذائية احتياجات البلاد خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة. لكن المساعدات الغذائية العامة لا تزال متوقفة مؤقتاً في المناطق الخاضعة للحوثيين، بينما يواصل برنامج الأغذية العالمي دعم ما يقرب من 3.6 مليون شخص في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دولياً بحصص مخفضة.

وفي شأن إصدار فرع البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين عملة معدنية من فئة 100 ريال يمني والإجراءات التي اتخذها البنك المركزي الحكومي، ومنها الأمر بنقل المراكز الأساسية للبنوك إلى عدن، رأى التقرير أنه من المحتمل أن يكون لهذه الخطوة تأثير سلبي على السيولة الموجودة في مناطق سيطرة الحوثيين.


توجّه حوثي لتعبئة موظفي 40 مؤسسة حكومية عسكرياً

حشد حوثي في صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)
حشد حوثي في صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)
TT

توجّه حوثي لتعبئة موظفي 40 مؤسسة حكومية عسكرياً

حشد حوثي في صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)
حشد حوثي في صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)

كشفت الجماعة الحوثية عن سعيها إلى تعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة الخاضعة تحت سيطرتها، وإرغام منتسبي أكثر من 40 جهة حكومية مركزية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء على الالتحاق بمراكز للتعبئة العسكرية تحت مزاعم الاستعداد لنصرة قضايا الأمة وتحرير فلسطين.

وفي هذا السياق، دشنت الجماعة الموالية لإيران، في صنعاء، هذا الأسبوع، ما يسمى «مراكز التعبئة في الجانب الرسمي» لنحو 40 جهة حكومية مركزية عبر إقامة ورشة تدريبية لمدة يومين، خُصِصَت لمناقشة استعدادات إطلاق المراكز التعبوية لإجبار منتسبي المؤسسات الحكومية على التدريب العسكري وتلقي الأفكار ذات المنحى الطائفي.

ابن عم زعيم الجماعة الحوثية وسط حشد من الأتباع في صنعاء (إ.ب.أ)

ووفق ما أوردته النسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، زعمت الجماعة أن مراكز التعبئة تلك سيتخللها تنظيم برامج وأنشطة تعبوية وعسكرية تُمكن المشاركين فيها من التفاعل فيما تسميه الجماعة نصرة «قضايا الأمة» والاستعداد لمعركة تحرير فلسطين.

ونقل إعلام الجماعة عن المسؤول فيما يسمى التعبئة العامة زيد الحمران، تأكيده أن الهدف من إقامة هذه الدورات هو التوعية الفكرية لمنتسبي مؤسسات الدولة الخاضعة لسيطرة جماعته، وتدريبهم عسكرياً حتى يتمكنوا من مواجهة ما سماه «الأخطار المحدقة» بجماعته وبالشعب الفلسطيني، وذلك تنفيذاً لتوجيهات صادرة من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

تكريس ثقافة الموت

أفاد «محمود.ع»، وهو مدير دائرة خدمية بصنعاء، «الشرق الأوسط»، بأن الجماعة الحوثية أبلغتهم قبل أيام بالاستعداد لحضور دورات وأنشطة تعبوية وعسكرية، متجاهلةً بذلك الهموم المعيشية التي يعانيها أغلبية السكان في صنعاء وبقية المحافظات.

ويخشى محمود من إجراءات حوثية عقابية حال رفضه المشاركة بالبرنامج التطييفي، كما أبدى تخوفه من إخضاعه وبقية زملائه لدورات فكرية وعسكرية بزعم نصرة فلسطين، ثم إلحاقه بجبهات القتال، كما تفعل الجماعة مع كل من تُجبرهم على حضور أنشطتها التعبوية، مؤكداً أنه خضع من قبل لدورات شحن طائفي هدفت لتكريس ثقافة الموت والكراهية.

وأبدى أحمد وهو موظف حكومي في جهة إدارية في صنعاء استياءه من التوجه الحالي للجماعة لاستهداف الموظفين بالدورات الفكرية والعسكرية، مستغرباً من عدم اكتفاء الجماعة ببرنامجها الأسبوعي خلال السنوات الماضية لتلقين الموظفين أفكار زعيمها الحوثي.

إهدار الأموال

في ظل استمرار اتساع رقعة الفقر والمعاناة بين اليمنيين، كشف مصدر مقرب من دائرة حكم الجماعة الحوثية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الجماعة خصصت مبالغ تعادل مليون دولار لإقامة مراكز التعبئة المغلقة للعاملين في مؤسسات الدولة المختطفة بيدها.

زعيم الجماعة الحوثية أمر أتباعه بالخروج في تظاهرات أسبوعية لاستعراض القوة (إ.ب.أ)

ولا يستفيد من تلك المبالغ المخصصة لإقامة أنشطة التطييف والتحشيد إلى الجبهات، حسب المصدر، غير الأتباع والموالين للجماعة الانقلابية دون غيرهم من اليمنيين الذين يواجه الملايين منهم منذ أزيد من 9 سنوات خطر المجاعة وتفشي الأوبئة القاتلة، مع حرمانهم من رواتبهم وأبسط مقومات العيش.

ويعد هذا السلوك الحوثي امتداداً لدورات وأنشطة سابقة أجبرت فيها الجماعة مسؤولي وموظفي المؤسسات على المشاركة في دورات «التطييف»، بالتزامن مع إقامة معسكرات صيفية تستهدف آلاف الطلبة بالأفكار المشبعة بالعنف والطائفية.

ويأتي التوجه الحوثي لتعبئة موظفي المؤسسات الحكومية عسكرياً في وقت تعاني فيه معظم مناطق سيطرة الجماعة من حالة تدهور اقتصادي ومعيشي حاد، يرافقه انقطاع الرواتب وتصاعد نسب الفقر والجوع والبطالة، وارتفاع كلفة المعيشة وغياب أدنى الخدمات.


«برنامج الأغذية العالمي»: تصاعد العنف يعرقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور

«برنامج الأغذية العالمي»: تصاعد العنف يعرقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور
TT

«برنامج الأغذية العالمي»: تصاعد العنف يعرقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور

«برنامج الأغذية العالمي»: تصاعد العنف يعرقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور

قالت المديرة التنفيذية لـ«برنامج الأغذية العالمي» سيندي ماكين اليوم الاثنين إن تصاعد أعمال العنف في دارفور بالسودان يعرقل تقديم المساعدات الإنسانية في الإقليم.

وبحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، ذكرت ماكين في حسابها على منصة «إكس» أن برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة قدم مساعدات لأكثر من 300 ألف شخص في دارفور خلال الشهر الأخير، من بينهم 40 ألفا في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

لكنها أضافت: «اليوم، يؤدي تصاعد العنف إلى تقييد المساعدات الإنسانية من جديد... ينبغي أن نكون قادرين على الوصول إلى من هم في أمس الحاجة إلينا في السودان».

وتحاصر «قوات الدعم السريع» مدينة الفاشر، في ظل مؤشرات على هجوم وشيك على المدينة الوحيدة التي ما زالت خارج سيطرتها في إقليم دارفور المضطرب.

وقال مكتب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن ما لا يقل عن 43 شخصا لقوا حتفهم في الفاشر ومحيطها جراء القتال بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ 14 أبريل (نيسان).

واندلعت الحرب في السودان بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في أبريل من العام الماضي بعد خلافات بين الطرفين حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة، وتسببت الحرب في نزوح الملايين داخل البلاد وخارجها.


تفاؤل مصري بشأن مقترح الهدنة في غزة

حلقة نقاشية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض بمشاركة كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري (الثاني من اليمين) ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (وسط) اليوم الاثنين (حساب وزارة الخارجية الأردنية على موقع «إكس»)
حلقة نقاشية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض بمشاركة كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري (الثاني من اليمين) ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (وسط) اليوم الاثنين (حساب وزارة الخارجية الأردنية على موقع «إكس»)
TT

تفاؤل مصري بشأن مقترح الهدنة في غزة

حلقة نقاشية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض بمشاركة كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري (الثاني من اليمين) ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (وسط) اليوم الاثنين (حساب وزارة الخارجية الأردنية على موقع «إكس»)
حلقة نقاشية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض بمشاركة كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري (الثاني من اليمين) ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (وسط) اليوم الاثنين (حساب وزارة الخارجية الأردنية على موقع «إكس»)

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، الاثنين، إن مصر متفائلة إزاء اقتراح للهدنة وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة، لكنها تنتظر رداً على الاقتراح من إسرائيل وحركة «حماس».

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية في الرياض بحضور وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.

وأوضح شكري خلال تواجده في المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض أن "هناك اقتراحاً مطروحاً على الطاولة (والأمر متروك) للجانبين لدراسته وقبوله".وأضاف شكري: "نحن متفائلون"، لافتاً إلى أن "المقترح أخذ في الاعتبار مواقف الجانبين وحاول استخلاص الاعتدال".وتابع "نحن في انتظار اتخاذ قرار نهائي. هناك عوامل سيكون لها تأثير على قرارات الجانبين، لكنني آمل أن يرقى الجميع إلى مستوى الحدث".

من جهته، اتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الاثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه «يعطل أفق السلام ويقود المنطقة إلى حرب إقليمية».

وحذّر الصفدي في تصريحاته، التي نشرتها وزارة الخارجية الأردنية على منصة «إكس»، من أن «الكارثة الإنسانية» تتعمق في قطاع غزة، مضيفاً أن الأطفال «يموتون جوعاً».

وتقود مصر وقطر والولايات المتحدة وساطة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس منذ أشهر، لكن موجة من الجهود الدبلوماسية في الأيام الأخيرة تشير في ما يبدو إلى دفعة جديدة نحو وقف القتال.ومن المقرر أن يصل وفد من حماس إلى مصر الاثنين، حيث من المتوقع أن يرد على الاقتراح الإسرائيلي الأخير حيال هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن بعد نحو سبعة أشهر من الحرب.وقال قيادي من حماس الأحد إن الحركة الفلسطينية ليس لديها "مشاكل كبيرة" مع خطة التهدئة الأخيرة.

وأمس (الأحد)، قال الجيش الإسرائيلي إن رئيس الأركان هيرتسي هاليفي أقرّ تنفيذ «عملية ضخمة» في رفح، بعد اجتماع مع كبار قادة الجيش.


شركة أمن بحري: استهداف سفينة حاويات ترفع علم مالطا في البحر الأحمر

مروحية تابعة للحوثيين تُحلق فوق سفينة الشحن «جالاكسي ليدر» أثناء استيلائها عليها قبالة سواحل البحر الأحمر (د.ب.أ)
مروحية تابعة للحوثيين تُحلق فوق سفينة الشحن «جالاكسي ليدر» أثناء استيلائها عليها قبالة سواحل البحر الأحمر (د.ب.أ)
TT

شركة أمن بحري: استهداف سفينة حاويات ترفع علم مالطا في البحر الأحمر

مروحية تابعة للحوثيين تُحلق فوق سفينة الشحن «جالاكسي ليدر» أثناء استيلائها عليها قبالة سواحل البحر الأحمر (د.ب.أ)
مروحية تابعة للحوثيين تُحلق فوق سفينة الشحن «جالاكسي ليدر» أثناء استيلائها عليها قبالة سواحل البحر الأحمر (د.ب.أ)

أفادت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، الاثنين، بأن سفينة حاويات ترفع علم مالطا جرى استهدافها بصواريخ بينما كانت في طريقها من جيبوتي إلى جدة بالسعودية، وفق ما نقلته «رويترز».

وتشير تقديرات الشركة إلى أنه تم استهداف السفينة بسبب العلاقات التجارية بين الجهة المشغلة المسجلة لها مع إسرائيل.

وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم الاثنين، إنها تلقّت بلاغاً عن وقوع حادثة على مسافة 54 ميلاً بحرياً، شمال غربي سواحل المخا اليمنية. وذكرت الهيئة التابعة للبحرية البريطانية، في بيان، أن السلطات تتحرى الواقعة، ونصحت السفن المارة في المنطقة بتوخي الحذر والإبلاغ عن أي نشاط مُريب.

وتستهدف جماعة الحوثي اليمنية سفناً في البحر الأحمر تقول إنها تملكها أو تُشغّلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من إسرائيل أو إليها؛ تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


واشنطن قلقة من «تعديل قانون البغاء» بالعراق... و«العفو الدولية» تعده «انتهاكاً»

أرشيفية للبرلمان العراقي (إعلام المجلس)
أرشيفية للبرلمان العراقي (إعلام المجلس)
TT

واشنطن قلقة من «تعديل قانون البغاء» بالعراق... و«العفو الدولية» تعده «انتهاكاً»

أرشيفية للبرلمان العراقي (إعلام المجلس)
أرشيفية للبرلمان العراقي (إعلام المجلس)

أعربت السفيرة الأميركية لدى العراق الينا رومانوسكي عن قلق بلادها العميق حيال قيام البرلمان العراقي بالتصويت على مقترح قانون التعديل الأول لقانون «مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي» الصادر عام 1988.

ورأت رومانوسكي في بيان أن مقترح التعديل «يهدد حقوق الإنسان والحريات الأساسية المحمية دستورياً. ويهدد هذا الإجراء الأشخاص الأكثر عرضة للخطر في المجتمع العراقي، ويمكن استخدامه لعرقلة حرية التعبير والتعبير الشخصي، وعرقلة أعمال منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العراق».

ورغم أن البرلمان صوّت على مقترح لتعديل القانون ولم يشرعه بالفعل حتى الآن، فإن السفيرة الأميركية وجدت أنه «يضعف قدرة العراق على تنويع اقتصاده وجذب الاستثمارات الأجنبية. ومثل هذا التمييز سيضر بالأعمال والنمو الاقتصادي في البلاد. احترام حقوق الإنسان والاندماج السياسي والاقتصادي أمر أساسي لأمن العراق واستقراره ورخائه».

وصوّت البرلمان في جلسة السبت، على مقترح التعديل الأول لقانون «مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي» رقم (8) لسنة 1988 المقدم من اللجنة القانونية، والذي «جاء انسجاماً مع الفطرة الإنسانية والطبيعة البشرية التي خلق الله تعالى الإنسان عليها من ذكر وأنثى، وحفاظاً على كيان المجتمع العراقي من الانحلال الخلقي ودعوات الشذوذ الجنسي التي غزت العالم، ولخلو التشريعات العراقية من العقاب الرادع لأفعال الشذوذ الجنسي ومن يروج لها».

ويجرم المقترح العلاقات المثلية والتحول الجنسي، كما يجرم التعديل في حال إقراره تبادل الزوجات لأغراض جنسية، وعدّه شذوذاً جنسياً ويعاقب عليه بالسجن مدة لا تقل عن 10 سنوات ولا تزيد على 15 عاماً.

وانتقدت منظمة العفو الدولية، التعديل المقترح، ونقلت وكالة «فرنس برس» عنها، القول إنه يمثل «انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية، والتعديلات تشكل خطراً على العراقيين الذين يتعرضون بالفعل للمضايقات بشكل يومي».

من جانبه، أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الأحد، في تغريدة عبر منصة «إكس» عن قلق بلاده من التعديل الجديد الذي يجرم المثليين، ودعا العراق إلى التراجع عن إقراره، ليرد عليه سفير العراق في لندن جعفر الصدر بالقول: «معالي الوزير، الأجدر بكم أن تقلقوا على الإبادة الجماعية وانتهاك الإنسانية الذي يحصل في غزة، والخطر الحقيقي في نشر ما يخالف الطبيعة الإنسانية وكل الشرائع والأديان. رجاءً احتفظوا بنصائحكم، فنحن شعب لنا آلاف السنين من الحضارة والإنسانية».

في المقابل، رحب أمين عام «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، الأحد، بالتصويت على مقترح تعديل القانون، وقال في بيان إن «تشريع هذا القانون في هذا الوقت الذي تتكالب فيه بعض الدول والمؤسسات لإشاعة الانحلال والتفسخ والشذوذ الأخلاقي في مهاجمة صريحة للفطرة الإنسانية وتعدٍّ واضح على بنية الأسرة وتركيب المجتمع؛ يُعَدُّ خطوة ضرورية لتحصين أبنائنا وبناتنا، وبالتالي مجتمعنا من هذه الأخطار».

وفي رد على المواقف الدولية الرافضة للتعديل، رأى الخزعلي أنه «ينطبق تماماً مع روح الدستور العراقي ونصوصه، ونعد البيانات التي صدرت ضده تدخلاً في الشأن العراقي».

وأكد رئيس مجلس النواب بالنيابة، محسن المندلاوي، أن في «تشريع قانون (مكافحة البغاء) مصلحة عُليا لحماية البنية القيمية للمُجتمع».