خالد البري
إعلامي وكاتب مصري. تخرج في كلية الطب بجامعة القاهرة، وعمل منتجاً إعلامياً ومراسلاً سياسياً وحربياً في «بي بي سي - عربي»، وغطى لحسابها «حرب تموز» في لبنان وإسرائيل، وعمل مديراً لمكتبها في العراق. وصلت روايته «رقصة شرقية» إلى القائمة النهائية لـ«بوكر العربية».

نظّارة الوعي أسقطتني أرضاً

نظّارة الوعي أسقطتني أرضاً

استمع إلى المقالة

اشتريت نظارة الواقع الافتراضي قبل سنوات، جلست على الكنبة في غرفة المعيشة، ارتديتها، فتغيرت حياتي فوراً. صرت في غرفة أحلامي، واسعة، ومرتبة، وذات ديكور مميز.

متى صار الغدر بطولة؟

متى صار الغدر بطولة؟

استمع إلى المقالة

استيقظت البشرية يوماً فوجدت أن ماحياً محا من ذهنها كلمة «ثمن» بكل مرادفاتها. ماذا سيحدث؟ ستعود إلى عصر ما قبل المقايضة، أي ما قبل الحضارة،

الفِلْح... مشكلة مصر المسكوت عنها

الفِلْح... مشكلة مصر المسكوت عنها

استمع إلى المقالة

صحيح، وليس دقيقاً، أن نَصِف ما حدث في القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد والجزائر بأنه ترييف للحضر. صحيح بوجه عام،

الطبقة بنت الوسطى

الطبقة بنت الوسطى

استمع إلى المقالة

شهدت السنوات الأخيرة من حكم الرئيس حسني مبارك بروز شريحة جديدة من الطبقة الوسطى، قوامها فئتان رئيسيتان؛ الأولى شباب ذوو مهارات عملية التحقوا بطفرة القطاع الخاص، والثانية جيل من أبناء المعارين وكبار موظفي الدولة وأصحاب الأعمال الحرة الذين استثمروا في تعليم أبنائهم. تميزت هذه الطبقة الوسطى الجديدة…

هكذا تكلَّم جعفر العمدة

ثم التقيت على مصعد الجبل بجعفر العمدة، وقد خلع عنه ثياب النجم، وارتدى ثياب العزلة، فقلت له يا معلم، ألا تحدثني حديثاً لا أسمعه من غيرك. قبل أن يجيب أوقفته بإشارة من يدي، أحجز لنفسي الحديث مستدركاً. بشرط، يا جعفر العمدة، ألا تعيد علي أياً من الحكم الرخيصة التي بعتها لعوام الناس. فأطرق، ومسح على رأسه، ثم قال: هذا حديث في الاقتصاد، فاسمع مني. لم يقدم إسماعيل ياسين سينما متميزة بمعايير «الآرت هاوس». ومن وجهة نظر كثير من النقاد والجمهور، لم تكن كوميدياه علامة في تاريخ السينما. وكثير من أفلام فريد شوقي التي ظهر فيها شجيع السيما، أو من مشاهد بطولات عادل إمام الجسدية، لم تكن مقنعة على المستوى الفني.

عن نجيب محفوظ وجعفر العمدة

«رأيتني استقبل في بيتي الأستاذ (غ) الناقد الكبير»، يقول نجيب محفوظ في حلمه رقم 474 من أحلام فترة النقاهة. «وعلى الرغم من ماركسيته فإن نقده اتسم بالموضوعية. ولذلك كان الناقد الماركسي الوحيد الذي أنصف أدباء غير ماركسيين…». قضية تحكم العقائديين في الفن قديمة قدم الأفكار السياسية والاجتماعية الكبرى. وفي العصر الحديث لدينا تجربة واضحة. قدمت روسيا قبل الثورة الشيوعية فناً متفرداً.

مرحباً بكم في جنة الكسالى

المطلوب منك في محل العمل أن تكون ذا أخلاق. والأخلاق المطلوبة منك بسيطة. أن تبدأ عملك في موعده المتفق عليه، أن تكون مبادراً وحريصاً على تقديم أفكار تفيد الشركة، وأن تلتزم مواعيد التسليم وتنجز المهام في الوقت المناسب وبالكفاءة المتوقعة أو أعلى. مطلوب منك أيضاً أن تكون ودوداً متعاوناً مع زملائك، مستعداً للتعلم، متقبلاً للنقد، إيجابياً ولا تتعمد نشر الروح السلبية. حاول كثيرون تلخيص جوهر الأخلاق التي تجعلك موظفاً جيداً. والنتيجة الأشهر هي المثلث المكون من ثلاث صفات: الذكاء (العملي التطبيقي)، والجوع (إلى التعلم والترقي)، ولين الجانب. إنْ فعلت ذلك فطريقك إلى الترقي مفتوح. هذه هي القاعدة.

إنسان السيرك... أسد الغابة

سيخرج الأسد للصيد مع بقية المجموعة، يتشارك معهم الغنيمة ويتقاسم معهم الخطر. سيتعلم بالطبيعة، وبالضرورة، مجموعة من السلوكيات التي تزيد مظنة الافتراس، وتقلل مظنة الهلاك. يمكننا القول إن هذا السلوك تعبير ظاهر عن «القيم» التي تحملها الأسود. قيم براغماتية تسعى إلى تحقيق منفعتها والحفاظ على بقائها. إنْ تحول أسد إلى حياة السيرك فسيتبنى قيماً أخرى. لن يصفق له الجمهور إلا إذا رفع يده اليمنى بناء على طلب المدرب، أو قفز داخل حلقة النار، أو سار على أسطوانة دوارة. يتطلب الأمر مجهوداً ضخماً لتحويل الأسد من ملك الغابة إلى طوع المدرب.

إن زرت زيداً أو زرت عمراً

زيد وعمرو كلاهما معرفة، وكلاهما يدعوني إلى بيته ضيفاً. لكنَّ هناك فارقاً كبيراً في الاستقبال. زيد بشوش، سمح، يسأل عن أخباري ويهتم بمساعدتي ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وأحياناً يرفع سماعة الهاتف في وسط حوارنا لكي يستفسر من أصدقاء عن نصيحة تنفعني فيما أنا عازم عليه. أما عمرو فشكَّاء بكَّاء، يسألني عن أخباري بدافع الفضول، ويحاضرني كثيراً في سلوكي واختياراتي، ويعبس في وجهي نصحاً لي إن علم عني ما لا يعجبه، وغرضه في أي موضوع نتحاور فيه كيف يخرج هو بمصلحة منه. في ظنكم، أي البيتين أزور؟ إن كانت زيارة البيتين مجانية فلن أزور بيت عمرو إلا مضطراً، وسأفضل زيارة زيد بلا شك.

مَن أحق الناس بحسن رعاية الدولة؟

لي صديق يعمل في نجارة الأخشاب، بدأ حياته بورشة صغيرة في شبرا، تطورت إلى مصنع متوسط. لا يمكن أن تتخيل أن هذا الشخص البسيط العصامي، ولا أن مصنعه البسيط الذي يديره بنفسه ويشغل فيه شباباً في مقتبل حياتهم، هو الذي يصنع هذا الأثاث الجميل الذي يحمل بعد ذلك اسم أشهر محلات الأثاث في مصر. أردت أن أشتري كرسياً متمدداً هزازاً، ليزي بوي، فلم أجد في محال الأثاث الشهيرة واحداً يجمع بين الموديل الذي أريد واللون الذي أريد. فلجأت إلى صديقي هذا بزيارة إلى معرضه، وعرضت عليه طلبي.