إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

محيط الخصر

* ما التأثيرات الصحية لزيادة محيط الخصر؟
سناء.ج. - الإمارات.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول نصائح الأطباء بضبط مقدار محيط الخصر، وأن الزيادة فيه لها تأثيرات صحية سلبية، وهو سؤال مهم جدًا صحيًا، ومن المفيد جدًا معرفة تفاصيل عنه.
لاحظي أن المصادر الطبية تشير إلى أن محيط الخصر وسيلة طبية تعد مقياسًا بسيطًا ذا دلالات محتملة على متوسط العمر المتوقع، وهو ما أكدته نتائج كثير من الدراسات الطبية، التي منها الدراسة التي قامت بتحليل مجمل لبيانات من 650 ألف شخص من البالغين، ووجد الباحثون فيها أن مقدار محيط الخصر رقم مهم عند النظر في صحة المرء وطول عمره المتوقع طبيًا.
ووفق نتائج الدراسات تلك، يُمثل محيط الخصر عاملاً مستقلاً له تأثير مستقل بغض النظر عن تأثير عوامل أخرى عدة، مثل مقدار العمر، ومؤشر كتلة الجسم، ووزن الجسم، ومدى ممارسة الرياضة اليومية، وممارسة عادة التدخين، وتعاطي الكحول، ومعايشة التوتر النفسي.. وغيرها من العوامل الصحية السلبية. وعلى وجه التحديد، أظهرت هذه البيانات أن الرجال الذين لديهم محيط الخصر بمقدار 43 بوصة، أي نحو 110 سنتيمترات، كانت لديهم خطورة أكبر بمقدار 52 في المائة للوفاة، مقارنة مع الرجال الذين محيط الخصر لديهم أقل من 37 بوصة، أي أقل من 95 سنتيمترا. وبالنسبة للنساء، فإن محيط الخصر بمقدار 37 بوصة، أي 95 سنتيمترا يُعرضهن لخطر أعلى من 80 في المائة للوفاة، مقارنة بالنساء اللاتي محيط الخصر لديهن أقل من 27 بوصة ونصف، أي 70 سنتيمترا، وكان الانخفاض المقدر في متوسط العمر المتوقع للأعلى مقابل أدنى محيط الخصر، ما يقرب من 3 سنوات للرجال، ونحو 5 سنوات للنساء.
ولذا، تشير المصادر الطبية إلى أن محيط الخصر الكبير «علم أحمر» يدل على كمية مفرطة من الدهون المخزونة في تجويف البطن، وهو شيء مرتبط بارتفاع احتمالات الإصابة بالنوع الثاني من السكري، وارتفاع الكولسترول الخفيف الضار، وارتفاع الدهون الثلاثية، وارتفاع احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وبالتالي ارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين القلبية والشرايين الدماغية والأطراف.
وللتوضيح، فيما يلي كيفية قياسه:
- تحديد موقع عظم الورك على طرف البطن.
- لف شريط القياس حول الجسم عند هذا المستوى. يجب أن يكون شريط القياس مرتاحا وليس ملتصقًا بشدة على الجلد العاري.
- ينبغي أن يكون الشريط متوازنا حول الخصر، أي على خط مواز لسطح الأرض.
- أن يكون المرء مسترخيًا وفي وضع الزفير، أي يُخرج الهواء من صدره.
- ثم تتم قراءة القياس.

حفظ الكلى

* كيف أحافظ على سلامة عمل الكلية؟
محمود.أ. - الرياض.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول إصابتك بالسكري وارتفاع ضغط الدم، ونتائج تحاليل عمل الكليتين لديك، وكيفية المحافظة على صحة وسلامة الكليتين. ولاحظ معي أن الكلية عضو صغير في داخل تجويف البطن، لدينا منها اثنتان، كل واحدة تقريبًا بحجم ماوس الكومبيوتر، ومع ذلك تعمل كل كلية بجد واجتهاد طوال ساعات اليوم، وذلك لكي تنقي الجسم من السموم والمواد الضارة وتضبط نسب الأملاح والمعادن، وتحافظ، كصمام أمان، على كميات الماء بالجسم، وفوق هذا تعمل على إنتاج كثير من المركبات والمواد الكيميائية المؤثرة على عظم الجسم، وإنتاج مكونات الدم، وأنظمة أخرى في الجسم، وإضافة إلى كل ذلك، لها دور مهم في ضبط مقدار ضغط الدم في الجسم، أي إنها عضو مهم يقوم بكثير من المهام المهمة بالجسم. ولذا، فإن معرفة كيفية المحافظة عليها أمر مهم.
ويوجد في كل كلية نحو مليون وحدة كلوية؛ كل واحدة منها تقوم بأعمال معقدة حقيقة. وما يضر الوحدات الكلوية هو عدد من الأمراض، وعدد من السلوكيات الحياتية. وأمراض مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وبعض أنواع المواد والمركبات الكيميائية في الأدوية وغيرها، كلها لها تأثيرات على عمل الكلى. وغالبًا تبدأ الكلى بالضعف دون أن تظهر أعراض على المصاب. لذا، فإن إجراء تحليل وظائف الكلى هو وسيلة معرفة ما إذا كانت ثمة مشكلة فيها، وذلك منعًا لتدهور حالتها، خصوصا لدى مرضى السكري، وارتفاع ضغط الدم، ومرضى القلب، ومرضى ارتفاع الكولسترول، ومنْ هم فوق سن الخمسين، ثم العمل على متابعة الأمراض المزمنة، كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة.. وغيرها، مع الطبيب للعمل على ضبط أي اضطرابات فيها، إضافة إلى عدم تناول أي أدوية دون استشارة طبية.

* طهي الدواجن المجمدة

* هل صحيًا يمكن طهي الدواجن المجمدة مباشرة؟

* منال.ط. - الأردن.

- هذا ملخص أسئلتك. نعم، يُمكن طهي الدواجن المجمدة مباشرة، مثل وضعها في الفرن، إذا كانت مُعدة بطريقة نظيفة وملائمة للطهي قبل تجميدها. وربما من الأفضل صحيًا عدم إزالة التجميد عنها قبل الطهي ما دامت كانت نظيفة قبل التجميد. ولاحظي أن مدة الطهي يتم حسابها بضرب المدة اللازمة لطهي الدواجن المبردة في رقم واحد ونصف؛ أي، مثلاً، لو كانت المدة اللازمة لشواء الدجاج المبرد في الفرن هي «ساعتين»، فإن المدة اللازمة لشوائها وهي مجمدة هي 3 ساعات، وذلك لضمان إتمام النضج. ولاحظي أن المهم هو ضمان وصول درجة حرارة الأجزاء الداخلية إلى نحو 75 درجة مئوية، وضمان عدم رؤية اللون الوردي في أجزاء اللحم الداخلية الملاصقة للعظم.

* الرحلات الجوية الطويلة

* كيف تكون الوقاية من جلطات الأوردة في الرحلات الجوية الطويلة؟

* هناء.ط. - الرياض.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول كيفية الوقاية من جلطات الأوردة أثناء السفر الطويل بالطائرة، خصوصا أنه سبقت إصابتك بجلطة وريدية في الفخذ بعد ولادتك طفلتك قبل سنتين. ولاحظي أن الرحلات الجوية الطويلة بالتعريف الطبي هي التي تتجاوز فيها مدة البقاء في الطائرة 6 ساعات.
والمهم تحريك القدمين والساقين بتمارين بسيطة توضحها عادة المجلة التي تُعطى للراكب، وذلك أثناء الجلوس، والمشي من آن لآخر. وعليك استشارة طبيبك حول ارتداء الجوارب الضاغطة، أو تناول أي أدوية للوقاية من تكرار حصول الجلطة في الأوردة، لأنه يعلم تحديدًا حجم وموضع الجلطة السابقة والسبب المحتمل لذلك. ومن الضروري شرب الماء بكمية معتدلة، وعدم إهمال ذلك أثناء السفر بالطائرة لمدة طويلة.



هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟
TT

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

ما سبب مرض ألزهايمر؟ أجاب عالم الأعصاب رودولف تانزي، مدير مركز ماكانس لصحة الدماغ بمستشفى ماساتشوستس العام، التابع لجامعة هارفارد، قائلاً: «قضيت معظم حياتي المهنية في محاولة الإجابة عن هذا السؤال».

وأكد تانزي أن السؤال مهم، ويتعين العمل على إيجاد إجابة له، خصوصاً أن مرض ألزهايمر يمثل الشكل الأكثر شيوعاً للخرف في كثير من البلدان. وعلى سبيل المثال، داخل الولايات المتحدة، يعاني ما لا يقل عن 10 في المائة من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من ألزهايمر.

ومثلما الحال مع معظم الأمراض، ربما يرجع مرض ألزهايمر إلى مزيج من الضعف الوراثي، ومعاناة المريض من حالات طبية أخرى، بجانب عوامل اجتماعية وأخرى تتعلق بنمط الحياة. واليوم، يركز العلماء اهتمامهم على الدور الذي قد تلعبه العدوى، إن وُجد، في تطور مرض ألزهايمر.

كشف الأسباب البيولوجية

جاء وصف مرض ألزهايمر للمرة الأولى عام 1906. ومع ذلك، بدأ العلماء في سبر أغواره والتعرف على أسبابه قبل 40 عاماً فقط. واليوم، ثمة اتفاق واسع النطاق في أوساط الباحثين حول وجود جزيئين بمستويات عالية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر: أميلويد - بيتا amyloid - beta أو «ببتيد بيتا النشواني»، الذي يشكل لويحات في الدماغ، وتاو tau، الذي يشكل تشابكات. ويساهم كلاهما في موت الخلايا العصبية الدماغية (العصبونات) المشاركة في عمليات التفكير؛ ما يؤدي إلى الخرف.

من بين الاثنين، ربما تكون الأهمية الأكبر من نصيب أميلويد - بيتا، خصوصاً أنه يظهر في وقت أبكر من تاو. وقد أظهر تانزي وآخرون أن الأشخاص الذين يرثون جيناً يؤدي إلى ارتفاع مستويات أميلويد بيتا يُصابون بمرض ألزهايمر في سن مبكرة نسبياً.

الملاحظ أن الأشخاص الذين يرثون نسختين من الجين APOE4. أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لأنهم أقل قدرة على التخلص من أميلويد بيتا من الدماغ.

الالتهاب العصبي

هناك قبول متزايد في أوساط العلماء لفكرة أن الالتهاب في الدماغ (الالتهاب العصبي Neuroinflammation)، يشكل عاملاً مهماً في مرض ألزهايمر.

في حالات الالتهاب العصبي، تحارب خلايا الجهاز المناعي في الدماغ الميكروبات الغازية، أو تعمل على علاج الإصابات. إلا أنه للأسف الشديد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة؛ ما يسفر بدوره عن المزيد من الالتهاب العصبي، لتظهر بذلك حلقة مفرغة، تتسبب نهاية المطاف في موت معظم الخلايا العصبية.

ويمكن أن تؤدي كل من لويحات أميلويد بيتا وتشابكات تاو إلى حدوث التهاب عصبي، وكذلك يمكن لكثير من الميكروبات (البكتيريا والفيروسات) أن تصيب الدماغ، وتبقى هناك، دون أن ينجح الجهاز المناعي بالدماغ في القضاء عليها تماماً؛ ما قد يؤدي إلى التهاب عصبي مزمن منخفض الحدة.

وحتى العدوى أو أسباب الالتهاب الأخرى خارج الدماغ، بأي مكان في الجسم، يمكن أن ترسل إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى حدوث التهاب عصبي.

العدوى ومرض ألزهايمر

ويعتقد بعض العلماء أن العدوى قد تسبب أكثر من مجرد التهاب عصبي، فربما يكون لها دور كذلك في تكاثر رواسب أميلويد بيتا وتشابكات تاو. وفي هذا الصدد، قال تانزي: «اكتشفت أنا وزميلي الراحل روب موير أن أميلويد بيتا يترسب في المخ استجابة للعدوى، وهو بروتين يحارب العدوى؛ ويشكل شبكة تحبس الميكروبات الغازية. وبعبارة أخرى، يساعد أميلويد بيتا في حماية أدمغتنا من العدوى. وهذا هو الخبر السار. أما الخبر السيئ هنا أن أميلويد بيتا يُلحِق الضرر كذلك بالخلايا العصبية، الأمر الذي يبدأ في غضون 10 إلى 30 عاماً، في إحداث تأثيرات واضحة على الإدراك؛ ما يسبب الخرف، نهاية المطاف».

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الترسب المزمن منخفض الدرجة لأميلويد بيتا إلى تشابكات تاو، التي تقتل الخلايا العصبية هي الأخرى وتزيد من الالتهاب العصبي، ما يؤدي إلى موت المزيد من الخلايا العصبية. وقد تتطور دورات مفرغة يصعب للغاية إيقافها.

ويمكن للعوامل المذكورة هنا (بشكل مباشر أو غير مباشر) أن تلحق الضرر بخلايا المخ، وتسبب الخرف. ويمكن لعدة عوامل أن تزيد سوء بعضها البعض، ما يخلق دورات مفرغة.

ميكروبات مرتبطة بمرض ألزهايمر

الآن، ما الميكروبات التي قد تشجع على تطور مرض ألزهايمر؟ عبَّر الدكتور أنتوني كوماروف، رئيس تحرير «هارفارد هيلث ليتر» الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، عن اعتقاده بأنه «من غير المرجَّح أن يكون نوع واحد من الميكروبات (جرثومة ألزهايمر) سبباً في الإصابة بمرض ألزهايمر، بل إن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن عدداً من الميكروبات المختلفة قد تؤدي جميعها إلى الإصابة بمرض ألزهايمر لدى بعض الناس».

ويتركز الدليل في نتائج دراسات أُجريت على أدمغة القوارض والحيوانات الأخرى التي أصيبت بالميكروبات، بجانب العثور على ميكروبات في مناطق الدماغ البشري الأكثر تأثراً بمرض ألزهايمر. وجاءت أدلة أخرى من دراسات ضخمة، أظهرت أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أعلى كثيراً لدى الأشخاص الذين أُصيبوا قبل عقود بعدوى شديدة. وتشير دراسات حديثة إلى أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، قد يتفاقم جراء انكماش الدماغ واستمرار وجود العديد من البروتينات المرتبطة بالالتهابات، في دم الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى في الماضي.

وفيما يلي بعض الميكروبات التي جرى تحديدها باعتبارها مسبِّبات محتملة للمرض:

فيروسات الهربس المتنوعة

خلصت بعض الدراسات إلى أن الحمض النووي من فيروس الهربس البسيط 1 و2 herpes simplex virus 1 and 2 (الفيروسات التي تسبب القروح الباردة والأخرى التناسلية)، يوجد بشكل أكثر تكراراً في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر، مقارنة بالأصحاء. ويبرز الحمض النووي الفيروسي، بشكل خاص، بجوار لويحات أميلويد بيتا. وخلصت الدراسات المنشورة إلى نتائج متناقضة. يُذكر أن مختبر تانزي يتولى زراعة «أدمغة صغيرة» (مجموعات من خلايا الدماغ البشرية) وعندما تُصاب هذه الأدمغة الصغيرة بفيروس «الهربس البسيط»، تبدأ في إنتاج أميلويد بيتا.

أما فيروس «الهربس» الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي varicella - zoster virus (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي)، قد يزيد مخاطر الإصابة بالخرف. وكشفت دراسة أُجريت على نحو 150000 شخص، نشرتها دورية «أبحاث وعلاج ألزهايمر» (Alzheimer’s Research and Therapy)، في 14 أغسطس (آب) 2024، أن الأشخاص الذين يعانون من الهربس الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي) قد يزيد كذلك من خطر الإصابة بالخرف. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أُصيبوا بالهربس النطاقي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ لاحقاً عن صعوبات في تذكُّر الأشياء البسيطة. وتعكف أبحاث جارية على دراسة العلاقة بين لقاح الهربس النطاقي وانحسار خطر الإصابة بألزهايمر.

فيروسات وبكتيريا أخرى:

* فيروس «كوفيد - 19». وقد يجعل الفيروس المسبب لمرض «كوفيد - 19»، المعروف باسم «SARS - CoV - 2»، الدماغ عُرضةً للإصابة بمرض ألزهايمر. وقارنت دراسة ضخمة للغاية بين الأشخاص الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» (حتى الحالات الخفيفة) وأشخاص من نفس العمر والجنس لم يُصابوا بـ«كوفيد»، ووجدت أنه على مدار السنوات الثلاث التالية، كان أولئك الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنحو الضعف.

كما جرى ربط العديد من الفيروسات (والبكتيريا) الأخرى، التي تصيب الرئة، بمرض ألزهايمر، رغم أن الأدلة لا تزال أولية.

* بكتيريا اللثة. قد تزيد العديد من أنواع البكتيريا التي تعيش عادة في أفواهنا وتسبب أمراض اللثة (التهاب دواعم السن)، من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وعبَّر تانزي عن اعتقاده بأن هذا أمر منطقي، لأن «أسناننا العلوية توفر مسارات عصبية مباشرة إلى الدماغ». وتتفق النتائج الأولية التي خلص إليها تانزي مع الدور الذي تلعبه بكتيريا اللثة. وقد توصلت الدراسات المنشورة حول هذا الموضوع إلى نتائج مختلفة.

* البكتيريا المعوية: عبر السنوات الـ25 الماضية، اكتشف العلماء أن البكتيريا التي تعيش في أمعائنا تُنتِج موادّ تؤثر على صحتنا، للأفضل أو للأسوأ. وعن ذلك قال الدكتور كوماروف: «هذا أحد أهم الاكتشافات الطبية الحيوية في حياتنا». هناك بعض الأدلة المبكرة على أن هذه البكتيريا يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الشخص بمرض ألزهايمر بوقت لاحق. ولا يزال يتعين تحديد كيفية تغيير تكوين بكتيريا الأمعاء، لتقليل المخاطر.

ربما يكون لها دور في تكاثر رواسب أميلويد بيتا المسببة للمرض

عوامل نمط الحياة ومرض ألزهايمر

يرتبط كثير من عوامل نمط الحياة المختلفة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وتتضمن الأمثلة التدخين (خصوصاً في وقت لاحق من الحياة)، والإفراط في تعاطي الكحوليات، والخمول البدني، وقلة النوم العميق، والتعرض لتلوث الهواء، والنظام الغذائي الغني بالسكر والملح والأطعمة المصنَّعة.

كما تزيد العديد من عوامل نمط الحياة هذه من خطر الإصابة بأمراض مزمنة شائعة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة.

وبحسب الدكتور كوماروف، فإنه «نظراً لأن إجراء تغييرات في نمط الحياة قد يكون صعباً، يأمل كثيرون في أن تثمر دراسة الأسباب البيولوجية وراء مرض ألزهايمر ابتكار دواء (سحري) يمنع المرض، أو حتى يعكس مساره. ويرى الدكتور كوماروف أن «ذلك اليوم قد يأتي، لكن ربما ليس في المستقبل القريب».

في الوقت الحالي، يقترح تانزي إدخال تعديلات في نمط الحياة بهدف التقليل من خطر الإصابة بألزهايمر.

بوجه عام، فإن فكرة أن الميكروبات قد تؤدي إلى بعض حالات ألزهايمر لا تزال غير مثبتة، وغير مقبولة على نطاق واسع، لكن الأدلة تزداد قوة. ومع ذلك، تتفق هذه الفكرة مع أبحاث سابقة أظهرت أهمية أميلويد بيتا، وتاو، وapoe4 والالتهاب العصبي، بوصفها أسباب مرض ألزهايمر.

عن ذلك، قال الدكتور كوماروف: «الإشارة إلى دور للميكروبات في بعض حالات مرض ألزهايمر لا تحل محل الأفكار القديمة، وإنما تتفق مع الأفكار القديمة، وربما تكملها».

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا».