مفتي الأردن لـ «الشرق الأوسط»: ندعم السعودية في حربها ضد الإرهاب

الخصاونة قال ما تقوم به جماعات العنف من تفجيرات وقتل ونحر يخالف العقيدة

مفتي الأردن لـ «الشرق الأوسط»: ندعم السعودية في حربها ضد الإرهاب
TT

مفتي الأردن لـ «الشرق الأوسط»: ندعم السعودية في حربها ضد الإرهاب

مفتي الأردن لـ «الشرق الأوسط»: ندعم السعودية في حربها ضد الإرهاب

أكد الشيخ عبد الكريم الخصاونة، مفتي عام الأردن، دعم بلاده للمملكة العربية السعودية في حربها ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة، مضيفا: «لا يمكن إنكار ما تتعرض له الشعوب العربية والإسلامية من عنف مدبر من قبل جماعات الإرهاب، ومن الجماعات التي نصبت أنفسها مدافعة عن الدين الإسلامي، والإسلام منهم براء، والسعودية تبذل جهودا كبيرة لمحاربة الإرهاب والتحذير منه، والدفاع عن الدول في ذلك».
وقال الخصاونة، في حوار مع «الشرق الأوسط»، في القاهرة على هامش مشاركته في أحد المؤتمرات بمصر مؤخرا، إن الدور الذي تقوم به السعودية في العالم العربي وفي فلسطين وفي سوريا يجعلها في مكانة الأم للدول العربية، وتشجيعها للوحدة العربية يعطيها مكانة كبرى بين دول العالم، لافتا إلى أنه لا يوجد في الإسلام عبادة تأمر بإيذاء النفس البشرية، ولو حتى على سبيل إقامة الحد، كالجلد فقد شرع وفق ضوابط فقهية، مشيرا إلى أنه للأسف، ظهر خلال الفترة الماضية «دخلاء» على الفتوى وليسوا أهلا لها من غير العلماء، ينساقون إلى النص دون الغوص في المعنى وحكمة التشريع.
وإلى أهم ما جاء في الحوار:
* المملكة العربية السعودية تقوم بدور كبير في المنطقة العربية.. كيف ترى هذا الدور؟
- الدور الذي تقوم به السعودية من أبرز الأدوار ما يجعلها في مكانة الأم للدول العربية، فرعايتها لمصالح وأحوال المسلمين في كل بقاع الأرض، واهتمامها بكل قضايا ومشكلات الدول العربية، واهتمامها بمشاركة كل الدول العربية وتشجيعها للوحدة العربية يعطيها مكانة كبرى بين كل دول العالم، أضف إلى ذلك ما تقدمه من جهود للقضية الفلسطينية والسورية، وكذلك الأقليات الإسلامية في دول العالم، وكذلك دعمها للمنظمات والجمعيات الخيرية والإسلامية، كإنشاء رابطة العالم الإسلامي، وتأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي، وكذلك المساعدات والحملات الإغاثية المقدمة لكثير من الشعوب الإسلامية الأخرى، وسعيها لتعزيز الوحدة بين الدول العربية، ودعم ونشر العلم والثقافة الإسلامية، فالمملكة العربية السعودية هي تاريخ طويل في خدمة قضايا الأمة الإسلامية والعربية.
* وما المجالات الأخرى التي كان للمملكة جهود رامية فيها في خدمة القضايا العربية والإسلامية ونجحت من وجهة نظرك؟
- المملكة العربية السعودية ساهمت مساهمة كبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين في كل بقاع العالم، كما كان لها دور كبير في دعمها لقضايا الفلسطينيين وما زالت تدعمهم، بجانب إسهاماتها الواضحة في دول شرق آسيا، ودول الجوار، وإسهاماتها في مجال الإغاثة لجميع البلدان الإسلامية، ولا يمكن لنا أن ننسى منظمة المؤتمر الإسلامي التي أنشأتها المملكة العربية السعودية من أجل مساندة الفلسطينيين دفاعا عن قضيتهم ولم شمل الأمة العربية.
* وكيف ترى جهود المملكة في محاربة التطرف والإرهاب؟
- لا يمكن إنكار ما تتعرض له الشعوب العربية والإسلامية من عنف مدبر من جماعات الإرهاب، والجماعات التي نصبت أنفسها مدافعة عن الدين الإسلامي، والإسلام منهم براء، والسعودية تبذل جهودا كبيرة لمحاربة الإرهاب والتحذير منه والدفاع عن الدول في ذلك، وهي قادرة على محاربة التطرف والإرهاب، وندعمها بقوة في حربها ضد الإرهاب.
* وهل ترى أن الأفعال التي تقوم بها الجماعات المتطرفة من تفجيرات وقتل وسبي تخالف عقيدة أهل السنة؟
- بالطبع تخالفها، فما يقوم به هؤلاء لا يمت للإسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد، والسنة بعيدة تماما كل البعد عن هذه الأعمال، فالإرهاب والعنف لا يفرق بين مكان مقدس ومكان غير مقدس، والإسلام بريء من تلك الأعمال الإرهابية.
* وهل يدخل إطار إيذاء النفس بوصفه طقسا من الطقوس في هذه الأفعال؟
- بكل تأكيد، فالإسلام يأبى مثل هذه الأفعال، ولا يوجد في الإسلام عبادة تأمر بإيذاء النفس البشرية، ولو حتى على سبيل إقامة الحد كالجلد، فقد شرعت إقامتها وفق ضوابط فقهية.
* جماعات العنف تستند لفتاوى مغلوطة لتبرير أفعالها الإجرامية.. كيف ترى ذلك؟
- للأسف، ظهر خلال الفترة الماضية «دخلاء» على الفتوى، وليسوا أهلا لها وليسوا من العلماء، ينساقون إلى النص دون الغوص في المعنى وحكمة التشريع، فضلا عن أن تعدد جهات الفتوى وتعدد من يفتون بغير وجه حق، ساهم في إيجاد نوع من التضارب في الفتوى، فظهرت هذه الكوارث وكونت أرضية صالحة للطعن والتشكيك بصورة قاسية لا تليق بأدب الحوار والاختلاف بين العلماء، بالإضافة إلى استغلال بعض الجماعات للفتوى في أمور سياسية من أجل تحقيق المصالح، ومن أجل تحقيق مطامع في الدول، مستخدمة في ذلك كل الأمور التي تخدم مصالحها.
* وكيف تقيّم الدور السعودي في خدمة العلم ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة؟
- هو دور رئيسي للمملكة العربية السعودية في نشر العلم الشرعي والثقافة الإسلامية، فهي قبلة المسلمين وقبلة الإسلام، ومهد أرض النبوة، ومهد الخلافة الإسلامية، ومهبط القرآن الكريم ومهد حياة النبوة، ولهذا، فإن للمملكة العربية السعودية دورها في نشر الثقافة الإسلامية وخدمة الإسلام والعلم الشرعي.
* بعض الجماعات الإرهابية تسعى للنيل من الطوائف الأخرى غير الإسلام ويسندون أفعالهم إلى نصوص يفسرونها حسب رغباتهم.. كيف ترى ذلك؟
- الإسلام لم يحارب الطوائف والقوميات، ولم يلغها؛ بل اعترف بها وأفسح لها مكانا في دولته لتتعايش وتتعاون، فما يحاربه الإسلام تحديدا هو أن تتعصب هذه الطوائف والقوميات ضد بعضها، فالإسلام لم يحارب القومية؛ لكنه يحارب التعصب القومي والديني والعرقي والمذهبي، فالإسلام أجاز حرية العقيدة والعبادة لقوله تعالى: «لا إكراه في الدين»، فلا يكره أحدا على اعتناقه، وإن كان يدعوه إلى ذلك، فالدعوة إلى الإسلام شيء، والإكراه عليه شيء آخر، فالأول جائز والثاني ممنوع.
* «داعش» وغيرها من التنظيمات تمارس القتل والسبي ضد غير المسلمين.. حدثنا عن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على التعايش؟
- أكدت النصوص الشرعية على حماية غير المسلمين، وأنه يجب رد أي اعتداء يقع عليهم وتوفير الحرية الشخصية لهم، وقد تمثلت حقوق الإنسان في الإسلام، خصوصا مع غير المسلمين، في رعاية المسلمين لحقوق غير المسلمين ورعايتهم لمعابدهم وكنائسهم، وحسن الجوار، وحسن القضاء، وحماية ورعاية أهل الكتاب، وتوفير حرية الرأي، والمساواة أمام القانون.. فالإسلام أقر بوضوح تام حرية الاعتقاد لقوله تعالى: «لا إكراه في الدين»، لا إجبار ولا إكراه لأحد على الدخول في دين الإسلام، والدعوة واجبة من غير إكراه، وأمر بها ربنا تبارك وتعالى، لقول الله تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، أي ادع يا محمد - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى دين الله وشريعته القدسية بالأسلوب الحكيم واللطيف واللين بما يؤثر فيهم وينجح، لا الزجر والتأنيب والقسوة والشدة، وجادل المخالفين بالطريقة التي هي أحسن من طرق المناظرة والمجادلة بالحجج والبراهين.
* ما تقوم به الجماعات الإرهابية من أفعال بعيدة كل البعد عن الرحمة؛ رغم أن الإسلام حثنا على التسامح.. بماذا ترد؟
- الإسلام ربى أتباعه على التسامح وعلى رعاية حقوق الآخرين وعلى الرحمة بالناس جميعا، بغض النظر عن عقائدهم وأجناسهم، ويجب على المجتمع الإسلامي أن يؤمن لغير المسلم كل وسائل الحماية، يقول ابن حزم الأندلسي: «إن من كان في الذمة وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه وجب علينا أن نخرج لقتالهم، حتى نموت دون ذلك صونا لمن هو في ذمة الله تعالى وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم»، لأن تسليمه من دون إذنه إهمال لعقد الذمة، فلقد ضمن الإسلام الحرية الشخصية لغير المسلمين بناء على القاعدة التي قررها فقهاء المسلمين «لهم ما لنا وعليهم ما علينا»، وقد ظفر غير المسلمين بقسط كبير جدا من الرعاية والحماية في الشريعة الإسلامية، وأوضح أن جميع المواطنين في الإسلام سواسية كأسنان المشط لا فرق بين فرد وفرد، ولا بين مسلم وغيره، فالكل يظفرون بعدالة القضاء والمساواة أمامه.



انفجار أسعار في مناطق سيطرة الحوثيين يخنق معيشة السكان

سوق شعبية للملابس في صنعاء التي يعاني سكانها من انفجار أسعار كبير (الشرق الأوسط)
سوق شعبية للملابس في صنعاء التي يعاني سكانها من انفجار أسعار كبير (الشرق الأوسط)
TT

انفجار أسعار في مناطق سيطرة الحوثيين يخنق معيشة السكان

سوق شعبية للملابس في صنعاء التي يعاني سكانها من انفجار أسعار كبير (الشرق الأوسط)
سوق شعبية للملابس في صنعاء التي يعاني سكانها من انفجار أسعار كبير (الشرق الأوسط)

تراجعت القدرة الشرائية لغالبية اليمنيين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، بعد موجة غلاء شديدة ضربت الأسواق، وارتفعت معها أسعار المواد والسلع الأساسية والغذائية، على الرغم من تراجعها عالمياً للشهر الثالث على التوالي.

وارتفعت الأسعار في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء وجميع المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية؛ ما اضطر كثيراً من العائلات إلى خفض استهلاكها من بعض السلع، أو الاستغناء عن بعض الأصناف، مثل الخضراوات والفواكه، في حين رفعت المطاعم أسعار الوجبات التي تقدمها، رغم تراجع الإقبال عليها.

وتقول مصادر تجارية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن أسعار بعض السلع الغذائية زادت، خلال الأسابيع الماضية، بشكل كبير ومفاجئ، في حين حدثت زيادات تدريجية لسلع أخرى، دون أن يصدر حول ذلك أي بيانات أو توضيح من الجماعة الحوثية التي تسيطر على القطاع التجاري، أو إجراءات للحد من ذلك.

وزاد سعر كيس الدقيق زنة 50 كيلوغراماً نحو 3 دولارات؛ حيث ارتفع أحد أنواعه من 12400 ريال يمني إلى نحو 14 ألف ريال، وتفاوتت الزيادة في أسعار كيس الأرز بين 3 و6 دولارات، حسب النوع، بينما ارتفع سعر زجاجة الزيت (5 لترات) بمقدار دولارين لغالبية أنواعه، وتجاوز سعر كرتونة البيض 4 دولارات، بعد أن وصل إلى 2200 ريال. (تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار يساوي 535 ريالاً يمنياً).

اتهامات للحوثيين بفرض جبايات لتعويض خسائرهم من العقوبات الأميركية والغارات الإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتقول أروى سلام، وهي معلمة وربَّة منزل، لـ«الشرق الأوسط»، إنها اضطرت منذ نحو شهر للتخلي عن شراء الخضراوات تماماً، ما عدا الضروري منها لإعداد الوجبات، في محاولة منها لتوفير ثمن الدقيق والسكر والأرز.

وشملت الزيادات أسعار الخضراوات والفواكه محلية الإنتاج، والمعلبات التي تدخل ضمن أساسيات التغذية في اليمن، مثل التونة واللبن المجفف والأجبان، التي اضطرت غالبية العائلات للتوقف عن شرائها.

خنق الأسواق

بدأت موجة الغلاء الجديدة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بقفزة كبيرة في أسعار السكر، أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ إذ ارتفع سعر الكيس الذي يزن 50 كيلوغراماً من 20 ألف ريال، إلى 26 ألف ريال لأكثر أنواعه انتشاراً في الأسواق، وهي زيادة تعادل نحو 12 دولاراً.

يمنيان يبيعان الحبوب المنتجة محلياً في سوق بوسط صنعاء (إ.ب.أ)

ومع موجة الغلاء الأخيرة، عاود السكر ارتفاع أسعاره خلال الأسابيع الماضية، وتفاوتت الزيادة الجديدة بين دولارين وأربعة دولارات، إلا أن غالبية الباعة استمروا ببيعه وفقاً للزيادة الأولى، التي تسببت بارتفاع أسعار المشروبات في المقاهي، وعدد من الأصناف التي يدخل في تكوينها.

وواجهت المطاعم صعوبات في التعامل مع الزيادات السعرية الجديدة، بعد أن اضطرت لرفع أسعار الوجبات التي تقدمها، وهو ما أدى إلى تراجع الإقبال عليها.

وتحدث عمار محمد، وهو مدير صالة في أحد المطاعم لـ«الشرق الأوسط» عن قلة عدد رواد المطعم الذي يعمل فيه منذ ارتفاع أسعار الوجبات، مع عزوف من تبقى منهم عن تناول الوجبات المرتفعة الثمن، وتقليل الكميات التي يتناولونها، وهو ما تسبب في تراجع دخل المطعم.

الجماعة الحوثية فرضت المزيد من الجبايات على نقل البضائع متسببة في موجات غلاء متتالية (غيتي)

وأبدى خشيتَه من أن يُضطَر مُلاك المطاعم إلى تسريح بعض العمال بسبب هذا التراجع، رغم توقُّعه تكيُّف معظم الزبائن مع الوضع الجديد، ورجوعهم إلى عاداتهم في تناول الوجبات خارج منازلهم بعد مضي بعض الوقت.

إلا أن باحثاً اقتصادياً نفى إمكانية حدوث التكيف مع الأوضاع الجديدة؛ فبعد كل هذه السنين من الأزمات المعيشية، والإفقار المتعمد للسكان، حسب وصفه، أصبح التكيف أمراً غاية في الصعوبة، خصوصاً مع توقف رواتب موظفي الدولة، واتساع رقعة البطالة، وتراجع المساعدات الإغاثية.

ولفت الباحث الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم الإفصاح عن هويته لإقامته في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، إلى أن التكيف يحدث في أوضاع يمكن أن تتوفر فيها فرص للسكان لزيادة مداخيلهم، وابتكار طرق جديدة لتحسين معيشتهم.

الأسواق في مناطق سيطرة الحوثيين تعاني من ركود كبير بعد موجات الغلاء (أ.ف.ب)

وأوضح أن الجماعة لا تهتم إلا بزيادة عائداتها، وتتبع جميع الوسائل التي ترهق السكان؛ من فرض المزيد من الضرائب والجمارك ومضاعفتها بشكل غير قانوني، والعبث بالقطاع التجاري والاستثماري، وجميعها إجراءات تعمّق الركود وتعيق الحركة المالية ونشوء الأسواق وتوسع البطالة.

غلاء عكس المتوقع

امتنعت كبريات الشركات التجارية عن إبداء تفسيرات لهذه الزيادات السعرية، بالتوازي مع عدم اتخاذ الجماعة الحوثية أي إجراءات لمنعها أو تفسيرها، رغم ادعاءاتها باستمرار إجراءاتها للرقابة السعرية، وحماية المستهلكين من الاستغلال.

تأتي هذه الزيادات في الوقت الذي أظهرت فيه مؤشرات «منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)»، تراجعاً عالمياً في أسعار السلع الغذائية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، للشهر الثالث على التوالي.

وبيَّنت المؤشرات، التي أعلنت عنها «فاو»، والتي ترصد أسعار سلَّة من السلع الغذائية المتداولة حول العالم، ظهور انخفاض من متوسط 126.6 نقطة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 125.1 نقطة، الشهر الماضي، بما يساوي 1.2 في المائة.

وطبقاً لذلك، هبطت أسعار أغلب فئات السلع الأساسية، مثل الألبان ومنتجاتها واللحوم والزيوت النباتية والسكر، رغم ارتفاع مؤشر أسعار الحبوب.

وأرجعت المنظمة الأممية هذا التراجع السعري إلى وفرة المعروض العالمي من السلع، وزيادة الإمدادات في أسواق التصدير، ما زاد المنافسة وخفّض الضغوط السعرية.

ومنذ أيام، حذَّرت المنظمة ذاتها من أن نصف الأسر في اليمن تعاني من نقص الغذاء والحرمان الشديد في أربع محافظات.


«صحة غزة» تحذر من النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية بالقطاع

52 % من الأدوية الأساسية و71 % من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً» في مستشفيات غزة (إ.ب.أ)
52 % من الأدوية الأساسية و71 % من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً» في مستشفيات غزة (إ.ب.أ)
TT

«صحة غزة» تحذر من النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية بالقطاع

52 % من الأدوية الأساسية و71 % من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً» في مستشفيات غزة (إ.ب.أ)
52 % من الأدوية الأساسية و71 % من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً» في مستشفيات غزة (إ.ب.أ)

حذَّرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم (الأحد)، من النقص الشديد في الأدوية والمستهلكات الطبية الذي وصفته بأنه عند «مستويات كارثية».

وأوضحت الوزارة، في بيان، أن 52 في المائة من الأدوية الأساسية و71 في المائة من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً»، كما أن 70 في المائة من المستهلكات اللازمة لتشغيل المختبرات بات رصيدها «صفراً» أيضاً.

وقالت الوزارة التي تديرها حركة «حماس»، في بيان، إن أقسام جراحة العظام، والغسل الكلوي، والعيون، والجراحة العامة، والعمليات، والعناية الفائقة، تواجه تحديات كارثية مع نقص المستهلكات الطبية، كما أن هناك نقصاً شديداً في الأدوية اللازمة للرعاية الأولية والسرطان وأمراض الدم.

وحذَّرت الوزارة من تصاعد الأزمة في ظل زيادة الحاجة إلى مزيد من التدخلات العلاجية للمرضى والجرحى، وطالبت بتعزيز الإمدادات الطبية العاجلة لتمكين الأطقم الطبية من أداء عملها.


الحوثيون ينفِّذون حملة تجنيد قسري في الحديدة وذمار

رغم الإغراءات والتهديد ترفض غالبية السكان الالتحاق بجبهات الحوثيين (إعلام محلي)
رغم الإغراءات والتهديد ترفض غالبية السكان الالتحاق بجبهات الحوثيين (إعلام محلي)
TT

الحوثيون ينفِّذون حملة تجنيد قسري في الحديدة وذمار

رغم الإغراءات والتهديد ترفض غالبية السكان الالتحاق بجبهات الحوثيين (إعلام محلي)
رغم الإغراءات والتهديد ترفض غالبية السكان الالتحاق بجبهات الحوثيين (إعلام محلي)

وسط تصاعد الغضب الشعبي من تدهور الأوضاع المعيشية واتساع رقعة الفقر، بدأت الجماعة الحوثية تنفيذ حملة تجنيد قسرية في مناطق سيطرتها بمحافظتي الحديدة وذمار، بعد فشل محاولاتها السابقة في استقطاب الفقراء للالتحاق بمعسكرات التدريب مقابل وعود برواتب شهرية.

ولجأت الجماعة المتحالفة مع إيران -حسبما ذكرته مصادر حكومية- إلى اعتقال عدد من وجهاء تلك المناطق بتهمة «التخاذل» في مسعى لإجبار السكان على إرسال أبنائهم للقتال.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين اعتقلوا عدداً من وجهاء مديرية «جبل راس» في الحديدة، بعد رفضهم إجبار الأهالي على إرسال أبنائهم إلى معسكرات التدريب، ضمن حملات التعبئة التي تزعم الجماعة أنها مخصصة لـ«تحرير فلسطين».

وقالت المصادر إن سكان المديريات الخاضعة للجماعة يواجهون حملة تضييق وعقوبات غير مسبوقة، بسبب رفضهم الانخراط في القتال، وإن الوجهاء لا يزالون رهن الاعتقال منذ أيام.

الحوثيون يرغمون الدعاة على قيادة حملات التجنيد (إعلام محلي)

وأوضحت السلطات المحلية الموالية للحكومة الشرعية، أن السكان -رغم الفقر المدقع الذي يعيشونه- رفضوا الانضمام لمعسكرات التدريب. وأشارت إلى أن القيادي الحوثي أحمد البشري، مسؤول ما تسمَّى «التعبئة العامة»، وعبد الله عطيف الذي عيَّنته الجماعة محافظاً للحديدة، أجبرا عدداً من الدعاة على مرافقتهم إلى تجمع أقيم في مدينة زبيد ضمن حملة التجنيد هناك. واعتبرت أن لجوء الجماعة إلى مثل هذا السلوك يعكس «حالة الإفلاس والتخبط» بعد فشلها في استقطاب أبناء تهامة.

وقالت السلطات إن مسؤول التعبئة الحوثي أبلغ الدعاة خلال الاجتماع أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أبدى استياءه الشديد من المجتمع التهامي، بسبب رفض أبنائه الالتحاق بالتجنيد، وعدم التجاوب مع دعوات التعبئة، رغم أن الحديدة تعد من أكثر المحافظات معاناة من انعدام الأمن الغذائي والفقر.

ضغوط على الدعاة

وطبقاً لما نقلته السلطات المحلية، وجَّه القيادي الحوثي أحمد البشري تهديداً مباشراً للدعاة، وأمرهم باستخدام نفوذهم ومنابر المساجد للضغط على الأهالي لإرسال أبنائهم إلى معسكرات التجنيد والجبهات، وإصدار فتاوى بوجوب حمل السلاح. كما هدد بإلحاق الدعاة وأُسرهم قسراً بالدورات الطائفية والعسكرية في حال رفضهم تنفيذ التعليمات.

وحذَّرت السلطات المحلية من أن الجماعة الحوثية تعمل على تحويل الدعاة وزعماء القبائل إلى أدوات لشرعنة التجنيد القسري، وتهدد كل من يتأخر أو يرفض بالاتهام بالولاء للحكومة الشرعية.

بينما يعاني اليمنيون من انعدام الغذاء يستمر الحوثيون في الإنفاق على التجنيد (إعلام محلي)

واستغلت الجماعة حالة الفقر الشديد، وانقطاع المرتبات، وانعدام الوظائف، لإغراء الأهالي برواتب شهرية، ووعدت بإدراج أبنائهم في قوائم المستحقين للمساعدات الغذائية عند استئناف توزيعها. وفق المصادر ذاتها.

إلى ذلك، واصلت الجماعة الحوثية التضييق على سكان محافظة ذمار (مائة كيلومتر جنوب صنعاء) إذ أجبرت الأهالي في عدد من المديريات على الخروج في وقفات تحت شعار «النفير والتعبئة العامة»، وألزمت المشاركين برفع شعاراتها، في حين قام عناصرها بتصوير الحشود لتقديمها كدليل على وجود «حاضنة شعبية».

وقالت مصادر محلية إن مشرفي الحوثيين أبلغوا مسؤولي القرى والعزل بضرورة الحضور الإجباري لهذه الفعاليات، والاستعداد لـ«النفير العام» تحت غطاء دعم فلسطين، رغم توقف الحرب في غزة منذ مدة. كما ألزمت نساءً وفتيات بتسجيل أسمائهن كمتطوعات، ولوَّحت بعقوبات لمن يرفض، في خطوة تهدف إلى حشد أكبر عدد ممكن للفعالية التي دعت إليها الجماعة في صنعاء.

أزمة هي الأشد عالمياً

تأتي هذه الممارسات الحوثية -وفق مراقبين- في وقت تؤكد فيه الأمم المتحدة أن اليمن لا يزال يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم؛ إذ يحتاج أكثر من 19.5 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية هذا العام، بسبب النزاع المستمر، والانهيار الاقتصادي، وتداعيات تغير المناخ.

يمنيون نازحون في صنعاء يدفئون أنفسهم تحت أشعة الشمس في مخيم مؤقت وسط طقس بارد (إ.ب.أ)

ووفق مفوضية شؤون اللاجئين، فإن نحو 4.8 مليون يمني ما زالوا نازحين داخلياً، بينما استقبلت البلاد أكثر من 62 ألف لاجئ وطالب لجوء، معظمهم من الصومال وإثيوبيا. وتوضح المفوضية أنها تعمل في معظم محافظات البلاد بالتنسيق مع السلطات والشركاء المحليين، لتوفير الحماية والمساعدات للفئات الأكثر تضرراً.

وعلى الرغم من هذه المعاناة الواسعة، تواصل الجماعة الحوثية إنفاق الموارد على التجنيد وحملات الحشد الطائفي والعسكري، بدلاً من توجيهها لتخفيف الكارثة الإنسانية، حسبما تؤكده مصادر حكومية ومنظمات محلية.