اتهامات للحوثيين بتوسيع أعمال الغش خلال امتحانات الثانوية في مدينة إب

TT

اتهامات للحوثيين بتوسيع أعمال الغش خلال امتحانات الثانوية في مدينة إب

شكا طلبة الثانوية العامة في مراكز امتحانية بمحافظة إب اليمنية من سماح الميليشيات الحوثية بالغش على نطاق واسع مقابل دفع مبالغ مالية، بالتزامن مع فرض رقابة مشددة في مراكز أخرى، وبخاصة التي لا يوجد فيها طلبة من أبناء قادة الجماعة الانقلابية.
واتهمت مصادر تربوية في مدينة إب (190 كلم جنوب صنعاء) الميليشيات الحوثية بأنها تسعى «لنسف ما تبقى من العملية التعليمية» بمناطق سيطرة الجماعة، وقالت إن قادتها قاموا بتسريب نماذج الامتحانات لأبنائهم بغية تمكينهم عبر بوابة الغش من تصدر قائمة أوائل الطلبة.
وكشفت المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن توسع ظاهرة الغش منذ أول يوم امتحاني وانتشارها بصورة غير معهودة في أكثر من مركز امتحاني بالتزامن مع تشديد رؤساء لجان ومشرفين حوثيين الرقابة على مراكز امتحانية أخرى لم يستجب طلابها لدفع مبالغ مالية مقابل السماح لهم بالغش.
وتركزت ظاهرة الغش بالدرجة الأساسية - بحسب المصادر- في مدارس البنين، حيث أوعزت الميليشيات لطلاب بعض المراكز بإنشاء جروبات بمواقع التواصل الاجتماعي لغرض الغش داخل قاعات الامتحان مع السماح بتبادل الأوراق بين الطلبة في ظل وجود مراقبين موالين لها اكتفوا فقط بجمع المال مقابل التغاضي عنهم.
وبينت المصادر أن أغلب المراقبين هم بدائل عن المعلمين الأساسيين، وأغلبهم متطوعون ينتمون للميليشيات ولا علاقة لهم بالعمل في المجال التربوي.
وفي سياق متصل، قال طلبة في إب لـ»الشرق الأوسط» إن المشرفين الحوثيين سمحوا بالغش العلني وإدخال الهواتف المحمولة إلى القاعات لاستخدامها لتبادل الإجابات.
وفي حين حمل الطلبة الميليشيات مسؤولية تردي العملية التعليمية في المحافظة وتفشي ظاهرة الغش وتسريب نماذج امتحانات بعض المواد، اتهم عاملون تربويون الجماعة بتعيينها قبيل تدشين امتحانات الشهادتين الثانوية والأساسية أكثر من 500 مسلح ومعمم ومشرف وموال لها كرؤساء لجان ومشرفي مراكز امتحانية في محافظة إب ونحو 22 مديرية تابعة لها.
وكشف التربويون لـ«الشرق الأوسط» عن استبعاد الميليشيات قبيل انطلاق العملية الامتحانية أغلب المعلمين من كشوف المراقبة في القاعات واللجان وإحلال آخرين مؤهلهم الوحيد انتماؤهم للجماعة.
وأكدت المصادر أن أحد النافذين الحوثيين اقتحم مركزا امتحانيا في مدرسة النهضة وسط إب واستعان بمدرس لغة انجليزية استقدمه من خارج المدرسة لحل أسئلة امتحان المادة لابنه وسط استياء واسع لدى الطلبة.
وكانت الميليشيات المسؤولة عن قطاع التربية والتعليم الذي يديره شقيق زعيمها يحيى الحوثي دشنت بمنتصف شهر مايو (أيار)، امتحانات الشهادات العامة للمرحلتين الثانوية والأساسية في إب وبقية مدن سيطرتها.
وطبقا لمعلومات أوردتها وسائل إعلام حوثية، بلغ عدد الطلاب المتقدمين لاختبارات الشهادة الأساسية بمحافظة إب لهذا العام 48 ألف طالب وطالبة، موزعين على 340 مركزا اختباريا، في حين وصل عدد المتقدمين لاختبارات الشهادة الثانوية بقسميها العلمي والأدبي 31 ألف طالب وطالبة، توزعوا على 185 مركزا بمختلف مديريات المحافظة.
وكانت تقارير يمنية كشفت في أوقات سابقة عن توسع ظاهرة الغش، التي تتم وفق طرق وأساليب مختلفة، في الامتحانات الأساسية والثانوية والجامعية، وذلك في ظل استمرار سيطرة الجماعة على جميع المفاصل التعليمية.
وأكدت بعض التقارير أن تلك الإجراءات رافقها أيضا عمليات تسريب حوثية منظمة لنماذج الامتحانات لطلبة موالين لها.
وسبق أن اتهمت مصادر تربوية في سنوات سابقة لجان الامتحان الحوثية بتسريب نماذج امتحانات مادة اللغة الإنجليزية لطلبة موالين للميليشيات معظمهم متغيبون عن الدراسة طوال العام.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.