العليمي يشدد على جاهزية الجيش... ويتهم الحوثيين بالرهان على الحرب

الجماعة تبنت مهاجمة 6 سفن في البحر الأحمر وخليج عدن

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مجتمعاً في عدن مع كبار قادته العسكريين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مجتمعاً في عدن مع كبار قادته العسكريين (سبأ)
TT
20

العليمي يشدد على جاهزية الجيش... ويتهم الحوثيين بالرهان على الحرب

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مجتمعاً في عدن مع كبار قادته العسكريين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مجتمعاً في عدن مع كبار قادته العسكريين (سبأ)

في سياق التصعيد الحوثي المستمر، تبنت الجماعة الموالية لإيران، الثلاثاء، مهاجمة ست سفن غربية في البحر الأحمر وخليج عدن خلال 72 ساعة، فيما شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي على جاهزية الجيش خلال اجتماع مع قادته، متهماً الجماعة بالرهان على خيار الحرب.

قائد عسكري يمني يتفقد مقاتليه في إحدى الجبهات (سبأ)
قائد عسكري يمني يتفقد مقاتليه في إحدى الجبهات (سبأ)

وتبنى المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع، في بيان، تنفيذ ست هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد سفن، بينها مدمرتان أميركيتان، في خليج عدن والبحر الأحمر خلال 72 ساعة.

وزعم المتحدث الحوثي أن جماعته هاجمت بالصواريخ أربع سفن، هي السفينتان الأميركيتان «مايرسك ساراتوغا» في خليج عدن و«إيه بي إل ديترويت» في البحرِ الأحمر، والسفينة «هوانغ بو» البريطانية في البحر الأحمر، والسفينة «بريتي ليدي».

وكان الجيش الأميركي أفاد، في بيان سابق، بأن السفينة «هوانغ بو» ناقلة نفط صينية وتديرها الصين، بخلاف مزاعم الحوثيين، حيث أدى صاروخ إلى اندلاع حريق على متنها، قبل أن يتمكن الطاقم من إخماده.

إلى ذلك زعم المتحدث الحوثي أن جماعته هاجمت بالطائرات المسيرة مدمرتين حربيتين أميركيتين في البحر الأحمر، كما نفذت هجوماً صاروخياً باتجاه إسرائيل ضد عدد من الأهداف في منطقة إيلات.

المتحدث العسكري باسم الحوثيين تبنى مهاجمة 6 سفن خلال 3 أيام (أ.ف.ب)
المتحدث العسكري باسم الحوثيين تبنى مهاجمة 6 سفن خلال 3 أيام (أ.ف.ب)

وتبنّت الجماعة حتى الآن مهاجمة نحو 80 سفينة، وهدد زعيمها بتوسيع الهجمات؛ من البحر الأحمر وخليج عدن إلى المحيط الهندي.

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض.

خبراء بيئة بالقرب من سفينة «روبيمار» البريطانية الغارقة في البحر الأحمر جراء قصف حوثي (أ.ف.ب)
خبراء بيئة بالقرب من سفينة «روبيمار» البريطانية الغارقة في البحر الأحمر جراء قصف حوثي (أ.ف.ب)

كما أطلق الاتحاد الأوروبي مهمة «أسبيدس»، في منتصف فبراير (شباط) الماضي، وتشارك حتى الآن في المهمة البحرية فرنسا وألمانيا وهولندا وإيطاليا واليونان، دون شن ضربات ضد الحوثيين، كما تفعل الولايات المتحدة وبريطانيا.

تعزيز الردع

وتؤكد الحكومة اليمنية أن الجماعة الحوثية تنفذ أجندة إيرانية لا علاقة لها بمناصرة الفلسطينيين في غزة، وترى أن الضربات الغربية غير مجدية، كما تشدد «على أن تأمين مدن الموانئ والمياه الإقليمية يجب أن يمر عبر دعم الحكومة وتعزيز قدراتها في استعادة نفوذها على كامل التراب الوطني».

ومع المخاوف من عودة القتال، عقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، في عدن، اجتماعاً موسعاً بقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، ورؤساء الهيئات، وقادة القوات والمناطق والمحاور العسكرية وهيئة العمليات المشتركة.

ورأى العليمي خلال اللقاء في المحافظات الجنوبية المحررة «مركز الثقل» في المعركة لاستعادة مؤسسات الدولة، وتحقيق تطلعات اليمنيين في الحرية والمساواة والاستقرار والتنمية.

يحشد الحوثيون المزيد من المجندين من كافة الأعمار تحت مزاعم مواجهة إسرائيل وأميركا وبريطانيا (أ.ف.ب)
يحشد الحوثيون المزيد من المجندين من كافة الأعمار تحت مزاعم مواجهة إسرائيل وأميركا وبريطانيا (أ.ف.ب)

وقال إن لقاءه بقادته العسكريين «يأتي في ظل تحديات متشابكة»، وأشار إلى «ما تتطلبه المؤسسة العسكرية للاستجابة الفاعلة لمتغيرات المرحلة، وتداعياتها بما في ذلك تعزيز قدرات الردع والجهوزية العالية لأي خيارات»، وهو تلميح بإمكانية عودة القتال ضد الحوثيين.

واتهم رئيس مجلس الحكم اليمني الجماعة الحوثية بأنها «لا تزال تراهن على خيار الحرب، رغم فشلها الذريع على مدى السنوات الماضية» التي قال إنها «لم تأت سوى بمزيد من التنكيل والانتهاكات، والمعاناة والتضييق على فرص مساعدة الشعب خصوصاً في المناطق الخاضعة لها بالقوة».

وشدد العليمي على مضاعفة العمل، وأكد المضي قدماً في برنامج توحيد القوات المسلحة والأمن وكافة التشكيلات العسكرية وإعادة تنظيمها وتكاملها تحت مظلة وزارتي الدفاع والداخلية، وفقاً لما نص عليه إعلان نقل السلطة.

التزام باستعادة الدولة

في ضوء التصعيد الحوثي البحري وتهرب الحوثيين من إنجاز السلام، أبلغ عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح السفراء الأوروبيين لدى اليمن خلال اتصال مرئي، أن المجلس «ملتزم بمعركة اليمنيين الوطنية لاستعادة الدولة التي تحترم نفسها وشعبها، وتلتزم بالمواثيق الدولية والتزاماتها تجاه شعوب ودول العالم بالسلم أو الحرب».

وذكر الإعلام الرسمي أن طارق صالح ناقش مع السفراء التطورات التي تحيط معركة اليمنيين لاستعادة دولتهم، وحروب الحوثيين ضد المواطنين والأحزاب والمذاهب والأقليات، إضافة إلى أحداث البحر الأحمر.

وقال صالح: «في الوقت الذي قدمت فيه كل أطراف الشرعية التنازلات للقبول بخريطة طريق لاستعادة الدولة اليمنية وبناء السلام بما يحقق مصالح اليمنيين والأشقاء في المنطقة، دفعت إيران بالحوثي لاستهداف الممرات التجارية الدولية في البحر، ونقل الحرب - التي تعصف باليمن منذ تأسيس هذه الجماعة في 2004 - إلى مستوى يضر بمصالح العالم».

يزعم الحوثيون أن هجماتهم البحرية ضد السفن مناصرة للفلسطينيين في غزة (إ.ب.أ)
يزعم الحوثيون أن هجماتهم البحرية ضد السفن مناصرة للفلسطينيين في غزة (إ.ب.أ)

وأكد صالح أن الحل الوحيد هو دعم الشرعية لبسط نفوذها على كامل الأراضي اليمنية، وقال: «نحن لسنا بحاجة لجيوش تحارب بدلاً عنا، ولا نطالب إلا برفع الغطاء الذي قدمه المجتمع الدولي للحوثي».

وأضاف: «يحاول (الحرس الثوري) الإيراني تسويق أدواته في المنطقة ضمن الصراعات الدولية بين الشرق والغرب، لكنه فشل حتى الآن، فالجميع متضرر من هذه العمليات الإرهابية وآخرها الصين التي تعرضت سفنها لذات الأضرار التي تعرضت لها بقية الدول».

ومع تصعيد الحوثيين المدعومين من إيران، قال صالح إن كل ذلك «يجعل من الحديث عن خريطة الطريق أمراً مستحيلاً، فالسلام بحاجة لتوازن في الردع، والحوثي لم يتنازل في أي مرحلة إلا تحت ضغط المعارك التي لم يصمد في أيٍّ منها من الحديدة وحتى شبوة ومأرب».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يعترفون بمقتل وإصابة 36 شخصاً إثر ضربات أميركية

العالم العربي الضربات الأميركية غرب صنعاء نجم عنها حرائق ضخمة أضاءت الأفق (إ.ب.أ)

الحوثيون يعترفون بمقتل وإصابة 36 شخصاً إثر ضربات أميركية

بينما تتواصل الحملة الأميركية على الحوثيين في اليمن، تحدثت الجماعة، الاثنين، عن ارتفاع عدد القتلى والجرحى جراء غارات أميركية ضربت غرب صنعاء إلى 36 شخصاً.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي قادة الحوثيين يعيشون حالة من الرعب بسبب الضربات الأميركية (أ.ف.ب)

هلع الحوثيين يتعاظم عقب اصطياد قيادات وتدمير مخازن أسلحة

تعيش الجماعة الحوثية في اليمن حالة متصاعدة من الرعب بعد اصطياد المقاتلات الأميركية مخابئ لقيادات من الصف الثاني، وتدمير مخازن أسلحة، ومنصات لإطلاق الصواريخ

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي جانب من تدشين مركز صيفي حوثي في مديرية معين بصنعاء (إعلام حوثي)

اقتحامات في صنعاء تغلق مراكز صيفية حوثية لتجنيد الأطفال

شهدت صنعاء العاصمة اليمنية المختطفة من قِبل الحوثيين احتجاجات محدودة تمثلت في إغلاق مراكز صيفية تابعة للجماعة قبل أن تقوم الأخيرة بإعادة فتحها بالقوة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي حملة ترمب ضد الحوثيين مستمرة للأسبوع الخامس (أ.ب)

الغارات الأميركية تتصاعد في مأرب وتمتد إلى صعدة والحديدة والبيضاء

تصاعدت الضربات الأميركية على مواقع الجماعة الحوثية في مأرب، وامتدت إلى معقلها الرئيسي في صعدة، وصولاً إلى الحديدة غرباً، والبيضاء في الجنوب الشرقي من صنعاء.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي مساعدات مقدمة لليمن من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عبر «اليونيسف» (الأمم المتحدة)

منظمة دولية تحذر من خطر توقف المساعدات الأميركية في اليمن

حذرت منظمة العفو الدولية من أن توقف المساعدات الأميركية يعرض ملايين اليمنيين للخطر، واتهمت الحوثيين بمفاقمة الأزمة الإنسانية من خلال استهداف عمال الإغاثة

محمد ناصر (تعز)

مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في غزة

مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في قطاع غزة (أ.ف.ب)
مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في غزة

مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في قطاع غزة (أ.ف.ب)
مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن «مستشفى الشفاء» في مدينة غزة، اليوم الاثنين، مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في المدينة.

ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، قال عاملون في «مستشفى الشفاء» في مدينة غزة إن جثث 6 رجال، وهم من أفراد عائلة واحدة، تم انتشالها من تحت حطام المنزل الواقع في حي التفاح، شرق غزة، بعد الهجوم الإسرائيلي.

وقال الجيش الإسرائيلي رداً على استفسار حول هذا الهجوم، إنه سينظر في التقرير.

وبدأت الحرب على غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد أن شنت حركة «حماس» والفصائل المتحالفة معها أسوأ هجوم على إسرائيل في تاريخها، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف نحو 250 آخرين.

وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على غزة عن مقتل أكثر من 50 ألفاً و983 شخصاً، وفقاً للسلطات الصحية التي تديرها «حماس» في قطاع غزة.