مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

تحية لولي ولي العهد

التقى ولي ولي العهد السعودي بالرئيس التنفيذي لمجموعة (6 فلاغز) الأميركية أكبر مجموعة متنزهات ترفيهية في العالم، الذي أبدى فخره بمنحه فرصة للدخول في شركة لإدخال المجموعة إلى المملكة.
ومعلوم أن الشركة تملك 18 مرفقًا منتشرًا في أنحاء أميركا الشمالية وتشمل الحدائق الترفيهية والمائية ومراكز ترفيهية للعائلات، إذ بلغ عدد الزائرين لمرافقها في 2015 نحو (30) مليون زائر.
وحَسنةٌ هي تلك الخطوة الشجاعة التي اتخذها الأمير محمد بن سلمان، عندما أراد أن يفتح طاقة مشرقة تبعث البهجة في الصدور، فكفانا ما عانيناه منذ عدة عقود خلت، عندما صال فيها وجال فرسان الغم والنكد الذين لا هم لهم غير تقطيب الحواجب، والزجر والنهر، وكأنهم يريدون أن يسوقوا عباد الله صاغرين للتقوقع بالظلام انتظارًا لدفنهم بالمقابر.
الترفيه مطلب حيوي لكل أمة تعشق الحياة، وهي ليست ترفًا ولا لعبًا ولا عبثًا، وإنما هي الجانب الآخر، أو (الضد الذي يظهر حسنه الضد).
الأمة الناجحة هي التي تعمل، ثم تكافئ نفسها بالفرحة بالنجاح.
عموماً أن تصل متأخراً، أفضل من أن لا تصل أبداً.
وإنني أكبرت إمارة دبي، عندما حددت الفترة من 15 إلى 24 أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام إلى فعالية أطلقت عليها مسمى (مهرجان دبي للكوميديا).
وقال منظمو المهرجان إنه يستضيف مجموعة كبيرة من المواهب الكوميدية المعروفة على المستوى الدولي والعربي والخليجي، ويقدم عروضًا في المسارح والشوارع والمقاهي والمطاعم.
وستتحول دبي خلال تلك العشرة أيام إلى ساحة واسعة للعروض الكوميدية التي تنشر الابتسامة بين الجميع، مشيرًا إلى أن المهرجان يفتح الباب أمام نجوم الكوميديا في العالم، وخصوصًا العروض الكوميدية التي اشتهرت عبر شبكة الإنترنت وقدمت عروضًا عبر مواقع الـ«يوتيوب» والمواهب التي برزت عبر برامج اكتشاف المواهب.
وفي الختام فإنني أهدي هذه الأبيات من شعر (المتنبي) لخفافيش الظلام كنوع من (الصدمة):

نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا
أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِه حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
فَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ وَالمُستَعزُِ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ
وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ وَالشَيبُ أوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ

وإذا كان الواقع هو بهذه القساوة، فلا أقل من أن نغنم من الحاضر لذّاته، لا مثل ما قالت (كوكب الشرق)، وإنما بالعمل والاستمتاع الحلال.