بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

مصادر طبيعية لفيتامين «دي»
من الأخطاء الشائعة في هذا العصر، مما أنتجته المدنية الحديثة وشاع بين مجتمعات العالم كافة، العيش داخل المنازل، وعدم مزاولة التمارين الرياضية، أو حتى المشي في العراء تحت أشعة الشمس، مما يحرم الجسم من نعمة مجانية تزوده بأهم ما يحتاجه، وهو فيتامين «دي» الذي يصنعه الجسم عند التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية، فيقوم بوظائف حيوية حيث يُعزز قدرة العظم على امتصاص الكالسيوم، فيحافظ على كثافة العظام، وبالتالي يحمي الكبار من هشاشة العظام والأطفال من لين العظام والكساح.
إن معظم حالات نقص فيتامين «دي» لا ترتبط بأعراض مرضية محددة، وقد يشكو البعض من ضعف عام وكسل وخمول فقط، فيهمل الحالة إلى أن يتعرض لكسر مفاجئ في أحد عظام الأطراف الطويلة كالذراعين والساقين أو في عظام الحوض، أما النقص عند الأطفال فيبدأ بضعف في العضلات وتأخر في المشي وتقوس في الساقين بعد المشي. ومضاعفات نقص فيتامين «دي» لا تقتصر على مشكلات العظام فحسب، بل تمتد إلى أعضاء الجسم الحيوية الأخرى، مثل القلب والكلى ومشكلات التنفس، واضطرابات جهاز المناعة، والإصابة ببعض أنواع السرطانات والأمراض المزمنة، والإسراع في ظهور أعراض مرض «ألزهايمر».
كما تعتبر المسالك في الجهاز التناسلي الذكري أحد الأنسجة المستهدفة لفيتامين (د). وقد تبين للباحثين وجود علاقة بين أحد مركبات فيتامين «دي»، المسمى 25 - هيدروكسي فيتامين د (25OHD) مع مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال، فكلما زاد مستوى الفيتامين زاد مستوى هرمون التستوستيرون. وذكر بعض الباحثين من معهد صحة الطفل في جامعة لندن بإنجلترا أن نقص فيتامين «دي» في الجسم قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
وهناك من الدراسات ما أثبت وجود علاقة بين انخفاض مستويات الفيتامين في الدم وزيادة معدل الوفيات، ووجدت دراسة سابقة أن إعطاء المكملات المدعمة بفيتامين «دي» لكبار السن من النساء في الرعاية قلل من خطر الموت، كما أن زيادة الفيتامين أو نقصانه قد تسبب أداء غير طبيعي وشيخوخة مبكرة.
وإذا ثبت بالتحاليل وجود نقص في نسبة فيتامين «دي» بالدم، يتم إعطاء مكملات هذا الفيتامين، فيعطى مقدار 2000 وحدة دولية يوميا من فيتامين (دي 3) للأطفال من سن 1 - 18، ولمدة ستة أسابيع على الأقل، أما البالغون فيعطون 50000 وحدة دولية أسبوعيا لمدة ثمانية أسابيع على الأقل، ثم يستمر إعطاؤهم جرعة 1500 - 2000 وحدة دولية يوميا كعلاج محافظ مع استمرار عمل فحص مستوى الفيتامين من وقت لآخر حتى لا تحدث الأعراض الجانبية لفرط مستويات هذا الفيتامين، مثل الضعف والإمساك وفقدان للشهية.
ويمكن الحصول على فيتامين «دي» من المصادر الغذائية مثل الأسماك، وخصوصا سمك السردين وسمك السلور والسلمون، والكبد والبيض والحليب والحبوب المدعمة، إضافة إلى المصدر الرئيسي وهو أشعة الشمس فوق البنفسجية من خلال التعرض لأشعة الشمس لمدة 10 - 15 دقيقة يوميا.

الوزن أثناء الحمل

> من الأخطاء الشائعة في بعض المجتمعات أن تشجع المرأة الحامل خلال شهور الحمل على أن تتناول كل ما تشتهي من المأكولات والمشروبات المحلاة مع عدم مراقبة الوزن، ويسمح لها أن يزيد وزنها دون أي تدخل منها أو من الأسرة والطبيب المعالج، مما ينجم عنه زيادة مفرطة في وزن الجسم عما كان عليه قبل الحمل. ويأتي هذا الوزن الزائد من الإفراط في تناول الطعام دون حساب.
إن الزيادة أو النقصان في الوزن قد يضر بصحة المرأة الحامل في أثناء الحمل، كأن تحدث ولادة مبكرة، أو أن يكون حجم الطفل كبيرا، وقد يمتد الأمر إلى ما بعد الولادة، كأن تصاب بمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم أو دوالي الأوردة. ومن المحتمل أن يؤثر ذلك على صحة الجنين أيضا، كأن يولد بوزن أقل من الطبيعي، إذا كانت زيادة الوزن للأم أقل من الطبيعي، ويتعرض الجنين لمخاطر هذه الحالة.
وينصح أطباء النساء والتوليد بأن يكون متوسط زيادة الوزن في أثناء الحمل لذوات الوزن الطبيعي المثالي (أي لا تعاني من النحافة أو السمنة) ما بين 10.4 و14 كيلوغراما، وفقا لمعايير الرابطة الأميركية للحمل التي تقدم المعلومات الإضافية التالية عن زيادة الوزن أثناء الحمل:
1. المرأة التي يكون وزنها أقل من الوزن المثالي (أي لديها نحافة)، قبل الحمل، يسمح لها أن تكتسب وزنا إضافيا خلال شهور الحمل بما مقداره 13 كيلوغراما إلى 18.2 كيلوغرام.
2. المرأة التي يكون وزنها أعلى من الوزن المثالي (لديها سمنة أو زيادة في الوزن)، قبل الحمل، يسمح لها أن تكتسب وزنا إضافيا خلال شهور الحمل بما مقداره 6 كيلوغرامات إلى 11.4 كيلوغرام.
3. زيادة الوزن التي تكتسبها المرأة الحامل تأتي من زيادة حجم: الدم، الثدي، الرحم، المشيمة، السائل النخطي، الدهون، البروتينات، المواد الغذائية الأخرى.
4. الزيادة في الوزن المسموح بها لها فوائد كثيرة، كإعداد الجسم للرضاعة الطبيعية، والمحافظة على صحة الطفل.
وتوصي الرابطة الأميركية للحمل بأن تلتزم المرأة الحامل بالآتي:
• يجب أن تتناول المرأة الحامل وجبات غذائية صحية تحتوي على قدر كافٍ من السعرات الحرارية يتناسب مع عملها ونشاطها اليومي، وأن تتجنب أكل الأطعمة الدسمة، وما يسمى بالوجبات السريعة.
• يجب أن تأكل المرأة الحامل طعاما جيدا متوازنا يوميا، وأن يتضمن ثلاث حصص من الحليب، والزبادي، والأجبان؛ ثلاث حصص من البروتين؛ ثلاث حصص من الفواكه؛ أربع حصص من الخضراوات، وتسع حصص من منتجات الحبوب الكاملة.
• يجب المتابعة مع الطبيب المختص للمحافظة الدائمة على الوزن دون زيادة مفرطة، وعدم الإقدام على عمل نظام للرجيم.



هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟
TT

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

ما سبب مرض ألزهايمر؟ أجاب عالم الأعصاب رودولف تانزي، مدير مركز ماكانس لصحة الدماغ بمستشفى ماساتشوستس العام، التابع لجامعة هارفارد، قائلاً: «قضيت معظم حياتي المهنية في محاولة الإجابة عن هذا السؤال».

وأكد تانزي أن السؤال مهم، ويتعين العمل على إيجاد إجابة له، خصوصاً أن مرض ألزهايمر يمثل الشكل الأكثر شيوعاً للخرف في كثير من البلدان. وعلى سبيل المثال، داخل الولايات المتحدة، يعاني ما لا يقل عن 10 في المائة من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من ألزهايمر.

ومثلما الحال مع معظم الأمراض، ربما يرجع مرض ألزهايمر إلى مزيج من الضعف الوراثي، ومعاناة المريض من حالات طبية أخرى، بجانب عوامل اجتماعية وأخرى تتعلق بنمط الحياة. واليوم، يركز العلماء اهتمامهم على الدور الذي قد تلعبه العدوى، إن وُجد، في تطور مرض ألزهايمر.

كشف الأسباب البيولوجية

جاء وصف مرض ألزهايمر للمرة الأولى عام 1906. ومع ذلك، بدأ العلماء في سبر أغواره والتعرف على أسبابه قبل 40 عاماً فقط. واليوم، ثمة اتفاق واسع النطاق في أوساط الباحثين حول وجود جزيئين بمستويات عالية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر: أميلويد - بيتا amyloid - beta أو «ببتيد بيتا النشواني»، الذي يشكل لويحات في الدماغ، وتاو tau، الذي يشكل تشابكات. ويساهم كلاهما في موت الخلايا العصبية الدماغية (العصبونات) المشاركة في عمليات التفكير؛ ما يؤدي إلى الخرف.

من بين الاثنين، ربما تكون الأهمية الأكبر من نصيب أميلويد - بيتا، خصوصاً أنه يظهر في وقت أبكر من تاو. وقد أظهر تانزي وآخرون أن الأشخاص الذين يرثون جيناً يؤدي إلى ارتفاع مستويات أميلويد بيتا يُصابون بمرض ألزهايمر في سن مبكرة نسبياً.

الملاحظ أن الأشخاص الذين يرثون نسختين من الجين APOE4. أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لأنهم أقل قدرة على التخلص من أميلويد بيتا من الدماغ.

الالتهاب العصبي

هناك قبول متزايد في أوساط العلماء لفكرة أن الالتهاب في الدماغ (الالتهاب العصبي Neuroinflammation)، يشكل عاملاً مهماً في مرض ألزهايمر.

في حالات الالتهاب العصبي، تحارب خلايا الجهاز المناعي في الدماغ الميكروبات الغازية، أو تعمل على علاج الإصابات. إلا أنه للأسف الشديد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة؛ ما يسفر بدوره عن المزيد من الالتهاب العصبي، لتظهر بذلك حلقة مفرغة، تتسبب نهاية المطاف في موت معظم الخلايا العصبية.

ويمكن أن تؤدي كل من لويحات أميلويد بيتا وتشابكات تاو إلى حدوث التهاب عصبي، وكذلك يمكن لكثير من الميكروبات (البكتيريا والفيروسات) أن تصيب الدماغ، وتبقى هناك، دون أن ينجح الجهاز المناعي بالدماغ في القضاء عليها تماماً؛ ما قد يؤدي إلى التهاب عصبي مزمن منخفض الحدة.

وحتى العدوى أو أسباب الالتهاب الأخرى خارج الدماغ، بأي مكان في الجسم، يمكن أن ترسل إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى حدوث التهاب عصبي.

العدوى ومرض ألزهايمر

ويعتقد بعض العلماء أن العدوى قد تسبب أكثر من مجرد التهاب عصبي، فربما يكون لها دور كذلك في تكاثر رواسب أميلويد بيتا وتشابكات تاو. وفي هذا الصدد، قال تانزي: «اكتشفت أنا وزميلي الراحل روب موير أن أميلويد بيتا يترسب في المخ استجابة للعدوى، وهو بروتين يحارب العدوى؛ ويشكل شبكة تحبس الميكروبات الغازية. وبعبارة أخرى، يساعد أميلويد بيتا في حماية أدمغتنا من العدوى. وهذا هو الخبر السار. أما الخبر السيئ هنا أن أميلويد بيتا يُلحِق الضرر كذلك بالخلايا العصبية، الأمر الذي يبدأ في غضون 10 إلى 30 عاماً، في إحداث تأثيرات واضحة على الإدراك؛ ما يسبب الخرف، نهاية المطاف».

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الترسب المزمن منخفض الدرجة لأميلويد بيتا إلى تشابكات تاو، التي تقتل الخلايا العصبية هي الأخرى وتزيد من الالتهاب العصبي، ما يؤدي إلى موت المزيد من الخلايا العصبية. وقد تتطور دورات مفرغة يصعب للغاية إيقافها.

ويمكن للعوامل المذكورة هنا (بشكل مباشر أو غير مباشر) أن تلحق الضرر بخلايا المخ، وتسبب الخرف. ويمكن لعدة عوامل أن تزيد سوء بعضها البعض، ما يخلق دورات مفرغة.

ميكروبات مرتبطة بمرض ألزهايمر

الآن، ما الميكروبات التي قد تشجع على تطور مرض ألزهايمر؟ عبَّر الدكتور أنتوني كوماروف، رئيس تحرير «هارفارد هيلث ليتر» الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، عن اعتقاده بأنه «من غير المرجَّح أن يكون نوع واحد من الميكروبات (جرثومة ألزهايمر) سبباً في الإصابة بمرض ألزهايمر، بل إن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن عدداً من الميكروبات المختلفة قد تؤدي جميعها إلى الإصابة بمرض ألزهايمر لدى بعض الناس».

ويتركز الدليل في نتائج دراسات أُجريت على أدمغة القوارض والحيوانات الأخرى التي أصيبت بالميكروبات، بجانب العثور على ميكروبات في مناطق الدماغ البشري الأكثر تأثراً بمرض ألزهايمر. وجاءت أدلة أخرى من دراسات ضخمة، أظهرت أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أعلى كثيراً لدى الأشخاص الذين أُصيبوا قبل عقود بعدوى شديدة. وتشير دراسات حديثة إلى أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، قد يتفاقم جراء انكماش الدماغ واستمرار وجود العديد من البروتينات المرتبطة بالالتهابات، في دم الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى في الماضي.

وفيما يلي بعض الميكروبات التي جرى تحديدها باعتبارها مسبِّبات محتملة للمرض:

فيروسات الهربس المتنوعة

خلصت بعض الدراسات إلى أن الحمض النووي من فيروس الهربس البسيط 1 و2 herpes simplex virus 1 and 2 (الفيروسات التي تسبب القروح الباردة والأخرى التناسلية)، يوجد بشكل أكثر تكراراً في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر، مقارنة بالأصحاء. ويبرز الحمض النووي الفيروسي، بشكل خاص، بجوار لويحات أميلويد بيتا. وخلصت الدراسات المنشورة إلى نتائج متناقضة. يُذكر أن مختبر تانزي يتولى زراعة «أدمغة صغيرة» (مجموعات من خلايا الدماغ البشرية) وعندما تُصاب هذه الأدمغة الصغيرة بفيروس «الهربس البسيط»، تبدأ في إنتاج أميلويد بيتا.

أما فيروس «الهربس» الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي varicella - zoster virus (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي)، قد يزيد مخاطر الإصابة بالخرف. وكشفت دراسة أُجريت على نحو 150000 شخص، نشرتها دورية «أبحاث وعلاج ألزهايمر» (Alzheimer’s Research and Therapy)، في 14 أغسطس (آب) 2024، أن الأشخاص الذين يعانون من الهربس الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي) قد يزيد كذلك من خطر الإصابة بالخرف. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أُصيبوا بالهربس النطاقي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ لاحقاً عن صعوبات في تذكُّر الأشياء البسيطة. وتعكف أبحاث جارية على دراسة العلاقة بين لقاح الهربس النطاقي وانحسار خطر الإصابة بألزهايمر.

فيروسات وبكتيريا أخرى:

* فيروس «كوفيد - 19». وقد يجعل الفيروس المسبب لمرض «كوفيد - 19»، المعروف باسم «SARS - CoV - 2»، الدماغ عُرضةً للإصابة بمرض ألزهايمر. وقارنت دراسة ضخمة للغاية بين الأشخاص الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» (حتى الحالات الخفيفة) وأشخاص من نفس العمر والجنس لم يُصابوا بـ«كوفيد»، ووجدت أنه على مدار السنوات الثلاث التالية، كان أولئك الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنحو الضعف.

كما جرى ربط العديد من الفيروسات (والبكتيريا) الأخرى، التي تصيب الرئة، بمرض ألزهايمر، رغم أن الأدلة لا تزال أولية.

* بكتيريا اللثة. قد تزيد العديد من أنواع البكتيريا التي تعيش عادة في أفواهنا وتسبب أمراض اللثة (التهاب دواعم السن)، من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وعبَّر تانزي عن اعتقاده بأن هذا أمر منطقي، لأن «أسناننا العلوية توفر مسارات عصبية مباشرة إلى الدماغ». وتتفق النتائج الأولية التي خلص إليها تانزي مع الدور الذي تلعبه بكتيريا اللثة. وقد توصلت الدراسات المنشورة حول هذا الموضوع إلى نتائج مختلفة.

* البكتيريا المعوية: عبر السنوات الـ25 الماضية، اكتشف العلماء أن البكتيريا التي تعيش في أمعائنا تُنتِج موادّ تؤثر على صحتنا، للأفضل أو للأسوأ. وعن ذلك قال الدكتور كوماروف: «هذا أحد أهم الاكتشافات الطبية الحيوية في حياتنا». هناك بعض الأدلة المبكرة على أن هذه البكتيريا يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الشخص بمرض ألزهايمر بوقت لاحق. ولا يزال يتعين تحديد كيفية تغيير تكوين بكتيريا الأمعاء، لتقليل المخاطر.

ربما يكون لها دور في تكاثر رواسب أميلويد بيتا المسببة للمرض

عوامل نمط الحياة ومرض ألزهايمر

يرتبط كثير من عوامل نمط الحياة المختلفة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وتتضمن الأمثلة التدخين (خصوصاً في وقت لاحق من الحياة)، والإفراط في تعاطي الكحوليات، والخمول البدني، وقلة النوم العميق، والتعرض لتلوث الهواء، والنظام الغذائي الغني بالسكر والملح والأطعمة المصنَّعة.

كما تزيد العديد من عوامل نمط الحياة هذه من خطر الإصابة بأمراض مزمنة شائعة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة.

وبحسب الدكتور كوماروف، فإنه «نظراً لأن إجراء تغييرات في نمط الحياة قد يكون صعباً، يأمل كثيرون في أن تثمر دراسة الأسباب البيولوجية وراء مرض ألزهايمر ابتكار دواء (سحري) يمنع المرض، أو حتى يعكس مساره. ويرى الدكتور كوماروف أن «ذلك اليوم قد يأتي، لكن ربما ليس في المستقبل القريب».

في الوقت الحالي، يقترح تانزي إدخال تعديلات في نمط الحياة بهدف التقليل من خطر الإصابة بألزهايمر.

بوجه عام، فإن فكرة أن الميكروبات قد تؤدي إلى بعض حالات ألزهايمر لا تزال غير مثبتة، وغير مقبولة على نطاق واسع، لكن الأدلة تزداد قوة. ومع ذلك، تتفق هذه الفكرة مع أبحاث سابقة أظهرت أهمية أميلويد بيتا، وتاو، وapoe4 والالتهاب العصبي، بوصفها أسباب مرض ألزهايمر.

عن ذلك، قال الدكتور كوماروف: «الإشارة إلى دور للميكروبات في بعض حالات مرض ألزهايمر لا تحل محل الأفكار القديمة، وإنما تتفق مع الأفكار القديمة، وربما تكملها».

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا».