لماذا يمر الزمن سريعا كلما تقدمنا في العمر؟

بعض النظريات تشير إلى علاقة بين مرور الوقت بشكل أسرع وبين الشعور بالألفة

لماذا يمر الزمن سريعا كلما تقدمنا في العمر؟
TT

لماذا يمر الزمن سريعا كلما تقدمنا في العمر؟

لماذا يمر الزمن سريعا كلما تقدمنا في العمر؟

هل لاحظت أن الوقت يمر سريعا مع تقدمك في العمر؟ هناك سبب يدعوك للشعور بأن صيف أحد الأعوام يبدو كما لو كان دهرًا حين تكون طفلا، لكنه يمر سريعا عندما تكون في الثلاثين. إنها مسألة منظور، كما يوضح فيلم تفاعلي رائع للمصمم الأسترالي ماكسميليان كينير. عندما تكون في السنة الأولى من عمرك، يمر العام وكأنه دهر بالنسبة إليك، فهو كل الوقت الذي تعرفه؛ لكن عندما تتقدم في العمر، ينكمش العام أكثر فأكثر بحيث يمثل جزءًا صغيرًا جدًا من إجمالي حياتك. إن الأمر يبدو وكأنك تشاهد شيئًا ينكمش ويتضاءل في مرآة الرؤية الخلفية للسيارة.
النتائج المترتبة على هذه الفكرة مذهلة؛ فهي تعني أن الآباء يرون أبناءهم يكبرون بشكل أسرع مما يرى هؤلاء الأطفال أنفسهم وهم يكبرون. ويعني هذا أن انتظار أعياد رأس السنة لمدة 24 يوما في سن الخامسة يبدو حرفيا مثل انتظار عام كامل وأنت في سن الرابعة والخمسين. وقد يفسر هذا أيضا السبب وراء السؤال المزعج الذي يكون على لسان الأطفال دائما خلال الرحلات بالسيارة وهو: «هل وصلنا؟» فتلك الرحلة تبدو أطول بالنسبة إلى الأطفال عما تبدو عليه بالنسبة إلى البالغين.
إنه مفهوم بسيط، لكن يصف فيلم كينير التفاعلي ذلك الشعور بشكل رائع. يصطحبك الفيلم التفاعلي في رحلة داخل كل عام، ويوضح لك كيف يبدو شكل الزمن حين «تتقدم في العمر». على سبيل المثال، عندما تكون في السنة الأولى من عمرك، تعيش العام بنسبة مائة في المائة. وكما أوضح كينير، كان بول جانيت هو من قدم هذه النظرية عام 1897.
إلا أن النسبة تنخفض بشدة مع تقدمك في العمر؛ فمع مرور السنوات، تلاحظ أن كل عام يمر وكأنه أقل زمنيا مقارنة بالعام السابق. وعندما تصل إلى الثامنة من العمر، تصبح النسبة التي يمثلها العام من عمرك 12.5 في المائة. وعند بلوغ الثامنة عشر من العمر، تنخفض هذه النسبة بمقدار النصف مرة أخرى بحيث يصبح العام الواحد يمثل 5.56 في المائة من حياتك. وكما يكتب كينير، إجازة الصيف التي تقضيها في عامك الأول الجامعي تبدو أطول من عامك الستة وسبعين بأكمله. وبعد بلوغ الثلاثين، تبدأ النسبة في الانخفاض، ويكون كل يوم في حياتك قصيرًا. وعند وصولك إلى الخامسة والثلاثين من العمر، تكون النسبة التي يمثلها العام من حياتك 2.86 في المائة. وفي سن الثامنة والتسعين، تصبح النسبة واحدًا في المائة.
وينسب كينير هذه الفكرة إلى الفيلسوف الفرنسي بول جانيت. الفكرة هي أننا ندرك الزمن من خلال مقارنته بمدة حياتنا، ويرتبط الطول، الذي تبدو عليه فترة زمنية ما، بعلاقة نسبية مع مدة حياتنا.
ونحن نشعر أن السنوات الأولى من عمرنا أطول زمنيا من السنوات التالية لها. وإذا كنت تقيس حياتك بهذه الطريقة، أي بالزمن «المدرك» لا بالزمن الفعلي، فنصف «حياتك كما تدركها» تكون قد انتهت لدى بلوغك السابعة من العمر.
إذا وضعت في الاعتبار أنك لا تتذكر أغلب الأحداث، التي تشهدها خلال السنوات الثلاثة الأولى من حياتك، سترى أن نصف حياتك كما تدركها قد انتهت عند بلوغك الثامنة عشر من العمر بحسب ما أوضح كينير. ومن وجهة نظر رياضية، إدراكنا للزمن مثل لوغاريتمات، يكون ممتدا في البداية، ومضغوطا في النهاية، وليس مثل خط حيث يكون كل عام بنفس طول العام الآخر. إذا لم تكن تعلم، أو لا تريد أن تفكر بطريقة رياضية، يمكنك فهم الأمر بالنظر إلى الفرق بين الرسم المبين على اليسار، الذي يوضح كيف يسير الزمن بحسب الروزنامة، والرسم المبين على اليمين، الذي يبدأ بطيئا، ثم يتسارع. ولا يمكن الجزم بأن الإدراك هو السبب الوحيد لإحساسنا بالزمن كما نحس به. من مشكلات نظرية جانيت هي أننا لا نعايش حياتنا ككل باستمرار؛ بل نعيش لحظة بلحظة، ونحن لا نفكر دائما في تذكر السنوات العشرين أو الثلاثين أو الأربعين الماضية. وهناك نظريات أحدث عن كيفية معايشتنا للزمن تعتمد على علم النفس والعلوم الأخرى. وتشير إحدى النظريات إلى أن ما يحكم شعورنا بالزمن هو عمليات بيولوجية تحدث داخل أجسادنا. وأوضح باحثون أننا نشعر أن الزمن يتباطأ حين ترتفع درجة حرارة أجسادنا. لذا ليس من قبيل المصادفة أن تكون درجة حرارة أجساد الأطفال أعلى من درجة حرارة أجساد البالغين، ويشعرون بأنه الوقت يمر ببطء.
وهناك نظريات أخرى تتعلق بالانتباه، والذاكرة، والمشاعر. ومن الأفكار التي تعرضها تلك النظريات هي أن هناك علاقة بين مرور الوقت بشكل أسرع وبين الشعور بالألفة. حين نتقدم في العمر، نألف الأمور على نحو أكبر، ونتيجة لذلك يمر الزمن سريعا. وهناك بعض الأدلة منها أننا نتذكر الأحداث التي عايشناها بين الخامسة عشر، والخامسة والعشرين بشكل واضح لأننا كنا نقوم بكثير من الأمور الجديدة في تلك الفترة.
وهناك فكرة ذات صلة أخرى هي أننا نبطئ تجربتنا الخاصة بالزمن من خلال الانتباه إلى اللحظة الآنية، وهو ما يطلق عليه الوعي باللحظة. وفي كل نظرية من تلك النظريات بعض الحقيقة، فشعورنا بالزمن معقد جدا. مع ذلك يظل إدراكنا جزءًا مهمًا ومهيمنًا بشكل خاص. ويشعر كثير منا بأن عيد ميلاده «يأتي مبكرا بمقدار يوم كل عام ويستكشف جون كوينيغ فكرة أن الزمن يبدو وكأنه يسير بوتيرة أسرع كلما تقدمنا في العمر».
قد يبدو الأمر باعثًا على الكآبة، وهو كذلك بالفعل إلى حد ما، لكنه يذكرنا بالاستمتاع بوقتنا وتذكر كم هو ثمين. ويقول كينير: «مثل كثير من الأشياء، سيتطلب هذا الأمر بعض الصبر لتحقيقه، لكن في النهاية سينتهي بشكل أسرع مما كنت تظن أو تأمل».
* خدمة «نيويورك تايمز»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.