أقرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن المنطاد الذي حلق لأيام فوق أراضي الولايات المتحدة، وأسقط بصاروخ من طائرة «إف - 22»، مقابل شواطئ ولاية ساوث كارولينا، لم يكن الأول الذي يخترق الأجواء الأميركية.
وقال الجنرال غلين دي فانهيرك، الذي يشرف على قيادة الدفاع الجوي في أميركا الشمالية، الاثنين، إن عمليات التوغل الصينية السابقة لم يكتشفها البنتاغون، ما كشف عما وصفه بنقص مقلق يجب معالجته. وحسب البنتاغون، فإن تحليق هذا النوع من المناطيد، هو الخامس على الأقل في السنوات الخمس الماضية، التي تخترق فيها بكين المجال الجوي للولايات المتحدة، باستخدام هذا النوع من التكنولوجيا. وأبلغ مسؤولو البنتاغون المشرعين الأميركيين، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أنه في فترة رئاسة دونالد ترمب، كانت هناك انتهاكات مماثلة فوق ولايات تكساس، وفلوريدا، وهاواي، وغوام.
وخلال إفادة صحافية، قال الجنرال فانهيرك، «بصفتي قائد (نوراد)، فإن مسؤوليتي رصد التهديدات لأميركا الشمالية... أقول إننا لم نكتشف تلك التهديدات. وهذه فجوة في الوعي في هذا المجال يتعين علينا اكتشافها». ورفض فان هيرك الخوض في التفاصيل، واكتفى بالقول إن مجتمع المخابرات الأميركية هو الذي «جعلنا ندرك تلك البالونات» بعد وقوع الحادث. ولم يوضح المتحدثون الرسميون باسم قيادة «نوراد» على الفور ما إذا كانت أوجه القصور السابقة في قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية تعد فشلاً في مهمتها.
- ترمب يرفض
كشفُ البنتاغون أن التوغلات الصينية السابقة حدثت خلال فترة رئاسة ترمب، لم يصدقه الرئيس السابق وقابله بالرفض. وشكل هذا الاعتراف مفاجأة لكبار المسؤولين الذين شغلوا مناصب أمنية وطنية بارزة في إدارته.
وبدا أن إقرار الجنرال فانهيرك، بهذا التوغل، وبأن أجهزة الاستخبارات هي التي كشفت التوغلات السابقة، يقدم تفسيراً لكيفية حدوث هذا الأمر سابقاً، في ظل موقف ترمب السلبي وانتقاداته المتواصلة لأجهزة الأمن الأميركية، التي خاض معها مواجهات، لا تزال مستمرة حتى اليوم. ونقلت صحيفة أميركية عن مسؤولين دفاعيين سابقين، أن هناك أسباباً تقنية أخرى، قد تكون من بين الأسباب التي لم تمكن البنتاغون من تحديد طبيعة تلك المناطيد، وربما وصفها في البداية بأنها «ظواهر جوية غير معروفة» (يوفو)، وهي أجسام غامضة لا تستطيع وزارة الدفاع تفسيرها بالكامل.
وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي، الاثنين، إن إدارة بايدن «تواصلت مع المسؤولين الرئيسيين من الإدارة السابقة، وقدمت لهم إحاطات بشأن رحلات المنطاد الصينية التي حدثت عندما كان ترمب في منصبه». وأضاف كيربي للصحافيين: «فعلنا ذلك بحسن نية». وأوضح أن الإحاطات الإعلامية لم تجر بعد، مشيراً إلى أسئلة وجهت إلى أجهزة الاستخبارات، عُرضت على مسؤولي ترمب السابقين بشأن هذه المعلومات. وقال مسؤولو إدارة بايدن إن ثلاث رحلات على الأقل حدثت خلال رئاسة ترمب، مع حدوث أخرى في فبراير (شباط) 2022، وقال كيربي، «لا أستطيع التحدث عن الوعي الذي كان موجوداً في الإدارة السابقة... يمكنني أن أخبرك أننا اكتشفنا هذه التوغلات بعد تولينا المسؤولية». وأضاف أن التوغلات السابقة كانت «قصيرة» و«لا شيء مثل ما رأيناه الأسبوع الماضي».
وكشف الجنرال فانهيرك، خلال إفادته الصحافية، أنه تم إرسال طائرات «سي إف - 18» الكندية المخصصة لعمليات «نوراد» للتحقق من تقارير كندية، كانت أفادت الأسبوع الماضي، عن احتمال تحليق منطاد ثان في مجالهم الجوي، لكنهم لم يعثروا على شيء.
وكان البنتاغون كشف يوم الجمعة عن اكتشاف منطاد ثان فوق أميركا اللاتينية، حلق فوق مناطق تعادل ثلث القارة.
وقال فان هيرك إن المنطاد الذي أسقط في المحيط الأطلسي يوم السبت كان طوله حوالي 200 قدم، أي ما يعادل بناية من 20 طابقاً، ويحمل معدات تُحمل تقريباً على متن طائرة نفاثة متوسطة، مقدراً وزنه بنحو 2000 رطل (نحو 900 كيلوغرام).
وأكد فانهيرك، أنه من السابق لأوانه معرفة مقدار ما يمكن إنقاذه من حطام المنطاد من المعدات، رغم أن فرق البحث قامت بالفعل بجمع بعض المكونات. وقال مسؤولون إن عملاء في مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) سيحللون الأجزاء المستردة.