المنفي يبحث مع أعيان برقة عن حل للأزمة السياسية في ليبيا

رئيس «الوحدة» يتمسك باتفاقه مع تركيا بشأن الطاقة

صورة وزعها المجلس الرئاسي الليبي لاجتماع رئيسه بوفد برقة اليوم
صورة وزعها المجلس الرئاسي الليبي لاجتماع رئيسه بوفد برقة اليوم
TT

المنفي يبحث مع أعيان برقة عن حل للأزمة السياسية في ليبيا

صورة وزعها المجلس الرئاسي الليبي لاجتماع رئيسه بوفد برقة اليوم
صورة وزعها المجلس الرئاسي الليبي لاجتماع رئيسه بوفد برقة اليوم

بحث محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، مع وفد من أعيان وحكماء برقة (شرق ليبيا)، في الوصول إلى حل ينهي الأزمة الراهنة في البلاد والمساهمة في تقريب وجهات النظر، بين جميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية، بينما دافع عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة مجدداً عن الاتفاقية التي أبرمها مؤخراً مع تركيا في مجال الطاقة.
ونقل المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي اليوم، أنه «أبدى دعمه لجهود حكماء وأعيان ونخب برقة، ولكل مساعيهم في رأب الصدع، ولم شمل أبناء الوطن الواحد»، مؤكداً أن «الأعيان والحكماء والنخب، هم جزء لا يتجزأ من مشروع المصالحة الوطنية، لتحقيق السلام بين الليبيين وتجاوز الأزمة الحالية».
واستعرض الأعيان والحكماء والنخب أمام المنفي، رؤيتهم للتواصل مع جميع الأطراف لإنقاذ البلاد من شبح الانقسام والوصول للاستحقاق الانتخابي، مؤكدين دعمهم الكامل لجهود المجلس الرئاسي في المحافظة على استقرار البلاد، للعبور إلى بر الأمان.
وبشأن مذكرة التفاهم الخاصة بمجال التنقيب عن النفط والغاز، التي وقعها مع أنقرة، قال الدبيبة، في فيديو بثته المنصة الحكومية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مساء أمس، إن «هناك الكثير ممن يريدون التعاون لكننا نبحث عن مصالحنا، ومن يقف معنا في الضيق من دول ورجال سنقف معه ونساعده في السراء والضراء»، مشيراً إلى أن الاتفاقية جاءت نتاج جهد متواصل أساسه الحرص والتأني ومحاولة تجنب الوقوع في أي خطأ يسبب الضرر لمصلحة الشعب الليبي.
وأضاف الدبيبة أن زيادة الطلب في العالم على النفط والغاز بعد الحرب على أوكرانيا، فرصة ذهبية يجب استغلالها، مشيرا إلى أن ليبيا منبع للنفط والغاز عليه يجب التعاقد مع الشركات وإبرام العقود والمشاريع لاكتشاف وإنتاج وبيع الغاز والنفط داخل الأراضي الليبية.
وخاطب الدبيبة من وصفهم بـ«المزايدين والمشككين» قائلا «أنتم تحرثون في البحر»، وقال إن مذكرة التفاهم الموقعة مع الجانب التركي هي نتاج الاتفاقية البحرية التي أبرمتها حكومة «الوفاق» السابقة برئاسة فائز السراج، وتابع: «التقسيم مع تركيا في البحر المتوسط منحنا منطقة اقتصادية مهمة جداً للاستثمار في مجال الطاقة».
وأوضح أن حكومته خاضت مفاوضات لما يقرب من عام مع تركيا بشأن مذكرة التفاهم الجديدة لتجنب الأخطاء.
ونوه الدبيبة، إلى أن مؤسسة النفط ستبرم مع الشركات التركية الاتفاقات اللازمة لتحقيق العمليات البترولية، بما في ذلك الاستكشاف والحصر والإنتاج في الحقول البرية والبحرية التي يفضل الجانبان العمل فيهما، وقال إنه يجوز تعديل مذكرة التفاهم، التي مدتها ثلاث سنوات، في أي وقت بموافقة خطية مشتركة من الطرفين، وإنهاؤها يتطلب إخطار قبل ثلاثة أشهر.
وكان الدبيبة، دعا المفوضية العليا للانتخابات، برئاسة عماد السائح، إلى فتح سجل الناخبين لتحديت بياناته بهدف تحفيز كل الأطراف الرسمية والشعبية للدفع نحو سرعة إنجاز هذا الحدث الوطني في تاريخ بلادنا لانتقالها من المرحلة المؤقتة إلى المرحلة الدائمة المبنية على الشرعية الانتخابية.
وطالب بالاستمرار في عملية التدقيق بسجل المرشحين للانتخابات البرلمانية والرئاسية قبل إعلان القوائم الانتخابية، وإعلام الرأي العام المحلي بالتطورات في هذا الشأن، والنظر في مقترح قانون الانتخابات المعد من قبل لجنة عودة الأمانة للشعب، والبدء في الاستعدادات اللوجيستية والتنظيمية وفقاً لما هو ثابت في القوانين الانتخابية وتأجيل ما يتوقع تغييره بحسب القانون لوقت لاحقا، واستعداد الحكومة التام لذلك.
بدوره، نقل السائح، عن كريستيان باك المبعوث الألماني الخاص إلى ليبيا الذي التقاه بحضور ميخائيل أونمخت سفير ألمانيا بطرابلس اليوم،، تقدير بلاده لجهود المفوضية الساعية لإنجاز الانتخابات، مشيداً بالمساعي الوطنية التي تنشد الوصول إلى صياغة لقاعدة دستورية تقود البلاد إلى الانتخابات تنهي المراحل الانتقالية.
وكان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح قد أعلن أنه ناقش في مدينة القبة مع الوفد الألماني، سبل وضع الترتيبات اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مصادر بالمجلس الأعلى للدولة تأجيله مناقشة مواد القاعدة الدستورية بشأن الانتخابات التشريعية والرئاسية، والتصويت عليها إلى جلساته المقبلة، مشيرة إلى أن نقطة الخلاف حول حمل المرشحين لأكثر من جنسية لم تحسم نهائيا بعد.
وكانت نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة بحثت عن وكيلة وزارة الخارجية البريطانية للشؤون الأفريقية جيليان كيغان خلال اتصال هاتفي مساء أمس، دعم ومساندة المملكة المتحدة لحكومة الوحدة للوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وفق خارطة طريق وقاعدة دستورية صحيحة، مشيرة إلى اعتزامها زيارة ليبيا في أقرب وقت ممكن.
من جهة أخرى، قتل أحد عناصر مديرية أمن مدينة ربيانة وأصيب 7 آخرون في اشتباكات مسلحة اندلعت في المدينة الواقعة جنوبي شرق ليبيا، ضد مسلحين هاجموا المديرية لاستعادة أحد عناصرهم.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.