تعاظم خروق الحوثيين للهدنة يهدد بنسفها رغم التهوين الأممي

انفجار قذيفة أطلقتها الميليشيات الحوثية بالقرب من أحد مواقع الجيش اليمني (سبأ)
انفجار قذيفة أطلقتها الميليشيات الحوثية بالقرب من أحد مواقع الجيش اليمني (سبأ)
TT

تعاظم خروق الحوثيين للهدنة يهدد بنسفها رغم التهوين الأممي

انفجار قذيفة أطلقتها الميليشيات الحوثية بالقرب من أحد مواقع الجيش اليمني (سبأ)
انفجار قذيفة أطلقتها الميليشيات الحوثية بالقرب من أحد مواقع الجيش اليمني (سبأ)

منذ سريان الهدنة الإنسانية والعسكرية في اليمن في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي إلا أن خروق الحوثيين لم تتوقف، حيث أدت الهجمات التي شنتها الميليشيات إلى مقتل وجرح أكثر من ألف يمني سواء من العسكريين أو المدنيين، الأمر الذي بات يهدد استمرار الهدنة، وفق ما تقوله تصريحات المسؤولين في الحكومة اليمنية.
وعلى الرغم من تهوين الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن هانس غروندبرغ من خطر هذه الخروق المتصاعدة لا سيما في جبهات تعز والضالع ومأرب، بخاصة في ظل تشكيل لجنة تنسيق عسكرية مشتركة بين الحكومة والحوثيين، فإن عودة القتال على نطاق أوسع لا يزال أمراً محتملاً في ظل التحركات الأخيرة للميليشيات في أكثر من جبهة. في هذا السياق، أفاد أحدث تقرير للجيش اليمني بأن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، ارتكبت أكثر من 167 خرقاً للهدنة الأممية يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين في جبهات الحديدة وتعز والضالع وحجة وصعدة والجوف ومأرب.
وحسبما أورد المركز الإعلامي للقوات المسلحة في تقرير له، توزعت الخروق بين 42 خرقاً في محور حيس جنوب الحديدة، و33 خرقاً في مأرب، و30 خرقاً في جبهات القتال بمحور تعز، و27 خرقاً غرب محافظة حجة، و20 خرقاً في محور البرح غرب تعز، و7 خروق شرق وشمال مدينة الحزم بمحافظة الجوف، وأربعة خروق في محور الضالع، وأربعة خروق في شمال محافظة صعدة.
وذكر الإعلام العسكري اليمني أن قوات الجيش أحبطت أكثر من ثلاث محاولات تسلل حوثية منها محاولتا تسلل غرب مأرب، ومحاولة ثالثة في جبهة مريس بمحور الضالع.
وتنوّعت بقيّة الخروق، حسب الجيش اليمني، بين إطلاق النار بالمدفعية وقذائف (آر بي جي) وبالعيارات والطائرات المسيّرة المفخخة، وهو الأمر الذي نجم عنه خلال اليومين مقتل وجرح 10 جنود.
واتهم الجيش اليمني الميليشيات الحوثية بتصعيد نشاطها في حشد التعزيزات وأعمال حفر الخنادق وبناء التحصينات، وكذا نشر الطائرات الاستطلاعية المسيّرة في مختلف الجبهات.
إلى ذلك قال الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت) إن خروق الميليشيات منذ أبريل الماضي لم تتوقف في عدد من مديريات محافظة الضالع الجنوبية، حيث تم رصد أكثر من 962 خرقاً توزعت ما بين عمليات هجومية، وأخرى نارية، ومحاولات تسلل وعمليات قنص وقصف بالسلاح الثقيل والمتوسط.
ورصد الجيش اليمني في تقريره عمليات قصف بمقذوفات الطيران المسيّر، بالإضافة إلى الانتهاكات الإنسانية، التي طالت المدنيين، واستهدفت المنازل والطرقات والمزارع، وتسبب بعضها بسقوط ضحايا.
وحسب تقارير الإعلام العسكري، أدت الخروق الحوثية في جبهات الضالع إلى مقتل وإصابة 24 عسكرياً، ومقتل وإصابة 26 مدنياً، وهي حصيلة مرتفعة تشكل تهديداً خطيراً للهدنة.
ونقل موقع الجيش اليمني عن عسكريين قولهم إن الخروق الحوثية «دليل على النهج الميليشياوي البربري لأتباع إيران، حيث تحولت الهدنة إلى مجرد هدنة شكلية».
كما نقل الموقع العسكري عن نائب ركن التوجيه المعنوي في اللواء 83 مدفعية، النقيب فضل الجلال قوله: «إن الحوثي يتعمد افتعال الخروق في تحدٍّ صارخ لكل القرارات الأممية والدولية».
وأكد الجلال أن سريان الهدنة في جبهات الضالع تحقق من طرف واحد فقط، وهو الطرف المتمثل بالجيش والمقاومة، فيما الخروق متواصلة من الحوثيين بالسلاح الثقيل كالقصف المدفعي واستخدام السلاح المتوسط، وكذلك الطيران المسيّر.
ويعتقد النقيب الجلال أن «الوسيلة الأنجع، للحد من عنجهية تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية تكمن في إطلاق عملية عسكرية واسعة وشاملة لجميع الجبهات في اليمن بهدف تحقيق الحسم العسكري واستعادة الدولة ومؤسساتها المختطفة».
على صعيد آخر، تتصاعد معاناة اليمنيين مع استمرار حوادث القتل والإصابات بسبب الألغام الحوثية في مختلف المناطق التي وصلت إليها الميليشيات، حيث أكد المرصد اليمني للألغام، أنه وثق مقتل وإصابة قرابة ألف شخص من المدنيين جراء الألغام والمقذوفات الحوثية بعدد من المحافظات اليمنية.
وأوضح المرصد في بيان أنه «وثّق سقوط 994 شخصاً بين قتيل وجريح، منذ منتصف 2019 حتى مطلع أغسطس (آب) 2022»، مؤكداً مقتل 426 مدنياً بينهم 101 طفل و22 امرأة.
وأشار المرصد إلى أن الألغام الحوثية والعبوات الناسفة والقذائف غير المنفجرة في مختلف المحافظات تسببت في إصابة 568 شخصاً منهم 216 طفلاً و48 امرأة.
يشار إلى أن الجماعة الحوثية لا تزال مستمرة في زرع الألغام في مناطق التماس كافة، وأظهرت أخيراً استعراضاتها العسكرية أنواعاً جديدة من الألغام لا سيما الألغام البحرية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

العالم العربي قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

تواصل الجماعة الحوثية إجراء تغييرات في المناهج التعليمية، بإضافة مواد تُمجِّد زعيمها ومؤسسها، بالتزامن مع اتهامات للغرب والمنظمات الدولية بالتآمر لتدمير التعليم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
TT

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)

شهدت معسكرات تدريب تابعة للجماعة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها خلال الأيام الأخيرة، فراراً لمئات المجندين ممن جرى استقطابهم تحت مزاعم إشراكهم فيما تسميه الجماعة «معركة الجهاد المقدس» لتحرير فلسطين.

وتركزت عمليات الفرار للمجندين الحوثيين، وجُلهم من الموظفين الحكوميين والشبان من معسكرات تدريب في مدينة صنعاء، وفي أماكن أخرى مفتوحة، في مناطق بلاد الروس وسنحان وبني مطر وهمدان في ضواحي المدينة.

جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في صنعاء للتعبئة القتالية (فيسبوك)

وتحدّثت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن فرار العشرات من المجندين من معسكر تدريبي في منطقة جارف جنوب صنعاء، وهو ما دفع وحدات تتبع جهازي «الأمن الوقائي»، و«الأمن والمخابرات» التابعين للجماعة بشن حملات تعقب وملاحقة بحق المئات ممن قرروا الانسحاب من معسكرات التجنيد والعودة إلى مناطقهم.

وذكرت المصادر أن حملات التعقب الحالية تركّزت في أحياء متفرقة في مديريات صنعاء القديمة ومعين وآزال وبني الحارث، وفي قرى ومناطق أخرى بمحافظة ريف صنعاء.

وأفادت المصادر بقيام مجموعات حوثية مسلحة باعتقال نحو 18 عنصراً من أحياء متفرقة، منهم 9 مراهقين اختطفوا من داخل منازلهم في حي «السنينة» بمديرية معين في صنعاء.

وكان الانقلابيون الحوثيون قد دفعوا منذ مطلع الشهر الحالي بمئات المدنيين، بينهم شبان وأطفال وكبار في السن وموظفون في مديرية معين، للمشاركة في دورات تدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة استعداداً لإشراكهم فيما تُسميه الجماعة «معركة تحرير فلسطين».

ملاحقة الفارين

يتحدث خالد، وهو قريب موظف حكومي فرّ من معسكر تدريب حوثي، عن تعرُّض الحي الذي يقطنون فيه وسط صنعاء للدَّهم من قبل مسلحين على متن عربتين، لاعتقال ابن عمه الذي قرر الانسحاب من المعسكر.

ونقل أحمد عن قريبه، قوله إنه وعدداً من زملائه الموظفين في مكتب تنفيذي بمديرية معين، قرروا الانسحاب من الدورة العسكرية بمرحلتها الثانية، بعد أن اكتشفوا قيام الجماعة بالدفع بالعشرات من رفقائهم ممن شاركوا في الدورة الأولى بوصفهم تعزيزات بشرية إلى جبهتي الحديدة والضالع لمواجهة القوات اليمنية.

طلاب مدرسة حكومية في ريف صنعاء يخضعون لتدريبات قتالية (فيسبوك)

ويبرر صادق (40 عاماً)، وهو من سكان ريف صنعاء، الأسباب التي جعلته ينسحب من معسكر تدريبي حوثي أُقيم في منطقة جبلية، ويقول إنه يفضل التفرغ للبحث عن عمل يمكّنه من تأمين العيش لأفراد عائلته الذين يعانون شدة الحرمان والفاقة جراء تدهور وضعه المادي.

ويتّهم صادق الجماعة الحوثية بعدم الاكتراث لمعاناة السكان، بقدر ما تهتم فقط بإمكانية إنجاح حملات التعبئة والتحشيد التي تطلقها لإسناد جبهاتها الداخلية، مستغلة بذلك الأحداث المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وكان سكان في صنعاء وريفها قد اشتكوا من إلزام مشرفين حوثيين لهم خلال فترات سابقة بحضور دورات عسكرية مكثفة تحت عناوين «طوفان الأقصى»، في حين تقوم في أعقاب اختتام كل دورة بتعزيز جبهاتها في مأرب وتعز والضالع والحديدة وغيرها بدفعات منهم.

وكثّفت الجماعة الحوثية منذ مطلع العام الحالي من عمليات الحشد والتجنيد في أوساط السكان والعاملين في هيئات ومؤسسات حكومية بمناطق تحت سيطرتها، وادّعى زعيمها عبد الملك الحوثي التمكن من تعبئة أكثر من 500 ألف شخص.