الشيف أحمد علام يستعرض مهاراته في «كوا» بجدة

يميل إلى خلط المكونات ومزج النكهات الأوروبية والآسيوية

الشيف أحمد علام
الشيف أحمد علام
TT

الشيف أحمد علام يستعرض مهاراته في «كوا» بجدة

الشيف أحمد علام
الشيف أحمد علام

بعد رحلة احترافية بدأها منذ 13 عاماً في عالم الطهي من خلال العمل بمطاعم وفنادق معروفة مثل كاسبر وجامبينيز وأوفيو وسانت ريجيس وفورسيزونز بلازا بمصر ودبليو بمسقط، انتقل الشيف المصري أحمد علام، إلى مطعم «كوا» بجدة.
وفي «كوا» تلاقى عشق علام، لرفاهية الطعام وميله إلى الابتكار في خلط المكونات مع فخامة المطعم الذي أتاح له ذلك، عبر الإبحار في مزيج متناغم من النكهات الأوروبية والآسيوية في طبق واحد.
فما بين أطباق المأكولات البحرية، وأخرى فاخرة من الخلط المتناغم من نكهات البصل الأبيض مع البارميجان المعتق، بالإضافة إلى طعم الكمأة السوداء الغني والبندق المقرمش، تتضح معالم التجربة الغنية بالأطباق الشهية التي يتفنن في صناعتها علام.
يقول علام لـ«الشرق الأوسط»: إن «مطعم (كوا) يدمج ما بين خامات المطبخين الآسيوي والأوروبي في طبق واحد، حيث يتم استيراد الأسماك من أوروبا مثل إيطاليا وإسبانيا ليتم تتبيلها بالتوابل والصوص الآسيوية القادمة من اليابان والهند».
ويضيف: «هذا الدمج يستحق التجربة؛ لأنه يتيح لك الانطلاق في مغامرة كبيرة تكتشف من خلالها مزيدا من النكهات الفريدة والخلطات المبتكرة من بين أجود الخامات»، ويلفت إلى أنه يتم جلب أفضل ما تشتهر به هذه الدول من مكونات الطبخ، كما يوفر لك المطعم طريقة التقديم من أفضل ما يكون، وعرضها «لايف».
وهناك يشاهد رواد (كوا) استكمال الخطوات الأخيرة لأطباقهم أمام أعينهم، من أنواع الصوص المفضل لديهم الذي ينساب على طعامهم ويستشعرون معها بطزاجة الطبق فيلامس ذوقهم، على إيقاع نغمات الموسيقى المحيطة بهم.


فول مع بصارة محمرة

هذه الأجواء وغيرها ساعدت الشيف علام، على الإبداع في أطباقه مستخدماً خامات مثل حمض اليوزو الياباني النادر بمذاقه اللاذع القوي، والصويا صوص وخل الأرز إلى جانب توابل الهند والريحان الطازج وزيت الزيتون من إيطاليا وسمك البايلا والجمبري الفاخر الأحمر الخالي من الكولسترول من إسبانيا.
ويلفت علام إلى استخدام «أحدث تقنيات الطهي ومنها الفرنسية المعتمدة على الطهي بدرجات حرارة منخفضة لوقت طويل».
وتضم قائم الطعام التي يقدمها علام، «صدور الدجاج المحشية بمشروم الترافيل من إيطاليا، وصوص «الديمي غلاس» والتي تم مسحها بعد نضجها على نار هادئة بطبقة من صوص الترياكي الآسيوي.
واللافت أن نوع الدجاج الذي يتوفر في (كوا) كما يقول علام، «إمبريال تشيكن»؛ مشيراً إلى أنه «آمن لأنه يعيش في بيئة طبيعية ويتغذى على طعام صحي». ولمحبي الأطباق المفعمة بالنكهة الغامرة يقدم الشيف علام، طبق باستا بالجمبري بصوص السمك ويتميز أيضا بقيمة غذائية عالية؛ لأن الصوص هنا يُعد خلاصة السمك نفسه، كما أن نوع الجمبري ينتمي لأغلى الأصناف لكونه يتغذى على العوالق في أعماق البحر.
لكن ما هو الطبق الفاخر بالنسبة لعلام المعروف بلقب «شيف الأطباق الفاخرة» يجيب قائلاً: «ليس بالضرورة هو ذلك الطعام ذو المكونات مرتفعة السعر»، «إذ يمكن لست البيت أن تصنع الطبق الفاخر بأقل الإمكانيات».


سمكة موسى مع بودرة الشبت مع هريس الكرفس الأبيض

ويوضح: «فمن سمات الطبق أن يكون متكاملاً في عناصره، ويضم الكربوهيدرات والنشويات والبروتين، ويتم تنسيقه بطريقة مميزة، ومن شروطه أيضاً تطبيق طرق الطهي الحديثة، ويكون فيه مزج بين الأطعمة المختلفة الحار والهادئ والمالح والسويتي».
تعلم الشيف المصري فنون الطهي من أمه التي قال إنها «بارعة في تقديم وصفات جديدة»، «لم تكن تكتفي بالأطباق التقليدية، ولا زلت أجد أن طعامها هو الأروع والأشهى، ولم أصل إلى مستواها بعد، خاصة طبق الكبدة الإسكندراني والمحاشي، بينما لا زلت أعلم زوجتي الحبيبة فن الطهي وهي كثيراً ما تجتهد في محاولة للابتكار».


سمكة الإنش المتبلة مع الفجل المخلل وصوص البونزو بالكمأة

ويواصل الشيف، الذي تلقى دراسة متخصصة في أكاديمية Rouxbe الدولية بعد دراسته الجامعية: «كنت محظوظا ًلأنني تعلمت على أيدي مجموعة من الطهاة الكبار في المطاعم التي عملت بها مثل اللبناني ديفيد البيطار مؤسس سلسلة مطاعم Casa Taliaوالمصري مصطفى الرفاعي مؤسس مطاعم «زووبا» والآسيوي إيميل مويا آسيوي بفنادق فورسيزونز».
ولا يكف الشيف، الذي يحلم بالعمل في أكبر سلاسل مطاعم العالم عن الاطلاع والتزود بثقافة المطابخ المختلفة، ويؤمن بالمقولة التي تقول «يجب أن تغمر عينيك بأطباق مختلفة من أجل بناء أفكارك وتذوق الكثير من الأكلات والمكونات بهدف بناء رؤيتك وذوقك الخاص، وإذا قرأت فهذا يجعلك تستغني عن كل ما سبق».


من الأطباق الأولية بسمك السلمون مع التفاح
 


مقالات ذات صلة

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».