«غايا»... يحمل مذاق اليونان إلى لندن عن طريق الشرق الأوسط

عنوان جديد يجذب محبي مطبخ «المتوسط» وأجواء مايفير الراقية

تونا مدخنة مع الكمأة (الشرق الاوسط)
تونا مدخنة مع الكمأة (الشرق الاوسط)
TT

«غايا»... يحمل مذاق اليونان إلى لندن عن طريق الشرق الأوسط

تونا مدخنة مع الكمأة (الشرق الاوسط)
تونا مدخنة مع الكمأة (الشرق الاوسط)

شهدت لندن في الأول من ديسمبر (كانون الأول) ولادة عنوان طعام جديد في قلب منطقة مايفير بوسط لندن. العنوان جديد، ولكن الاسم مألوف؛ لأن مطعم «غايا» GAIA استطاع أن يضع نفسه على خريطة الطعام في منطقة الشرق الأوسط بعد نجاحه في كل من دبي والدوحة ومونتي كارلو، ليصل بعدها إلى لندن لينضم إلى قافلة المطاعم الراقية والغالية والمميزة في العاصمة.

العنوان وحده يكفي ليكون «غايا» من الأماكن الراقية بلندن؛ لأنه يقع مقابل فندق الـ«ريتز» مباشرة، ويحتل مساحة واسعة وطابقاً سفلياً وآخر علوياً.

ديكور هادئ ينقلك إلى أجواء المتوسط (الشرق الأوسط)

أول ما تراه عند دخولك إلى المطعم منصة من الثلج كبيرة تحمل على متنها ما لذ وطاب من الأسماك والقواقع الطازجة، عبر عتبة صغيرة تنزل إلى صالة المطعم المميزة بإنارتها القوية والثريات البيضاء المتدلية من الأسقف وآرائك باللون الأزرق الفاتح، وطاولات تكسوها أغطية ناصعة البياض.

ديكورات بسيطة وأنيقة في الوقت نفسه (الشرق الأوسط)

المطعم يوناني مع لمسة إيطالية على لائحة الطعام التي تشدد على الأسماك والأطباق اليونانية التقليدية وغيرها المتصرف بها، فالطاهي الرئيس إيزو آني هو بريطاني من أصول أفريقية، وهذا ما يساعده على وضع بصمة خاصة به على الأطباق من خلال استخدام بعض البهارات غير المستعملة بشكل كبير في المطبخ المتوسطي.

عندما افتتح رجل الأعمال إيفغيني كوزين «غايا» في دبي لاقى مشروعه إقبالاً كبيراً، وحبّه للندن جعله يكمل قصة النجاح عن طريق الشرق الأوسط، فاستطاع بأن يخلق جواً من الرفاهية في واحد من أكثر الشوارع رقياً بلندن، فاختار العنوان الصحيح، كما أن الأطباق مميزة جداً؛ لأن المطبخ المتوسطي بشكل عام مرغوب جداً في لندن خاصة الأسماك، ولا توجد مطاعم يونانية (راقية) عديدة، مما يجعل هذا العنوان مميزاً جداً، وليس لديه كثير من المنافسين.

السلطة اليونانية التقليدية (الشرق الاوسط)

لائحة الطعام تأتي على شكل مازة وأطباق رئيسية، من ألذ ما تذوقناه السمك النيئ «سيفيشي»، واللافت هي طريقة تقديم السمكة التي تقدم كاملة، وتم انتزاع كل لحمها ووضعها على جنب، وتم إعادة وضعها على هيكل السمكة، ولكن بطريقة رائعة تشبه شكل السمكة الأصلي، ويأتي النادل بمجموعة من الصلصات (الليمون والأفندي)، ويشرح لك كيفية تناول تلك القطع المنمقة من السمك غير المطهو. إذا كنت من محبي هذا النوع من الأسماك فننصحك به. ومن الأطباق المميزة أيضاً: «تراماسالاتا» و«ميليتزانوسالاتا» و«كالاماري مع صلصلة حمراء وقواقع بحرية وروبيان». وإذا كنت من محبي اللحم فننصحك بلحم الضأن «Paidakia Arnisia» وهو عبارة عن قطع من اللحم تقدم مع صلصة تزاتزيكي وقطع من خبز البيتا اليوناني.

تونا مدخنة مع الكمأة (الشرق الاوسط)

بما أنك في مطعم يوناني فلا بد أن تبدأ مهرجان الطعام بالسلطة اليونانية التي تتميز بنوعية جبن الفيتا فيها، وبعدها يمكنك تذوق الكركند المشوي مع السباغيتي والصلصة الحمراء.

وتوجد أيضاً على اللائحة عدة أطباق إيطالية يدخل السمك في معظمها.

الطابق العلوي في غايا لندن (الشرق الاوسط)

ومن الضروري أن تترك مساحة صغيرة في معدتك لتذوق الحلوى اليونانية، وهي عبارة عن زبادي يوناني على وجهه الكثير من الفستق السوداني مع العسل، الوصفة غريبة ولذيذة جداً، وتأتي مع طبق من كريات من العجين صغيرة الحجم ومقلية تشبه العوامات اللبنانية أو اللقيمات المعروفة في شتى أنحاء العالم العربي، ولذيذة جداً عندما تخلطها مع الزبادي.

جلسات جميلة ومريحة (الشرق الاوسط)

الكلام عن الطعام في «غايا» يطول؛ لأن الأصناف عديدة ولا بد أن يجد كل زبون شيئاً يحبه على لائحة الطعام؛ لأنها متنوعة جداً، ولكن ما يجب التكلم عنه أيضاً هي الطوابق الأخرى في المبنى، ففي الطابق السفلي تجد ما يشبه الـ«لاونج»، وهو مخصص للمأكولات الخفيفة، وفيه يمكنك التمتع بأنغام الموسيقى، وفي الطابق العلوي أو الـ«ميزانين» هناك جلسات مريحة أيضاً مطلة على الطريق العام، وتناسب الباحثين عن الهدوء وتذوق أطباق خفيفة أيضاً.

صالة الطعام أشبه ببيوت منطقة البحر المتوسط (الشرق الاوسط)

قصة «غايا»

ولدت فكرة «غايا» بعد التقاء عقلين بنفس الرؤية، وهو مفهوم مبتكر محلي يمزج بين الثقافة والتقاليد والخيال اليوناني.

تم تطويره من قبل خبراء في مجال الضيافة، منهم: إيفغيني كوزين والشيف إيزو آني؛ بهدف خلق تجربة طعام يونانية جديدة.

تأسست شركة «غايا» في دبي عام 2018، وتجد «غايا»، اليوم في مونتي كارلو والدوحة ولندن وقريباً في ماربيا وميامي.


مقالات ذات صلة

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

مذاقات أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

بدقة متناهية يعتمد فيها على المسطرة و«المازورة» والمعايير بالغرامات يعمل الشيف حسين فياض وإذا ما تصفحت صفحته الإلكترونية عبر «إنستغرام»

فيفيان حداد (بيروت )
مذاقات القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)

الحلويات المصرية تتأثر بالعرب المقيمين

«الحلو إيه» سؤال اعتاد المصريون ترديده بمجرد الانتهاء من سفرة الطعام، فـ«التحلية» جزء أصيل من العادات الغذائية حول العالم، غير أن هذه الأصناف الحلوة شهدت تطورات

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
مذاقات اللمسة خاصة بكل شيف ولا وصفة صارمة تُطبَّق بالحذافير (فيسبوك)

حكايةُ الكنافة بالشكولاته في دبي نجمة الإنترنت الشهية

تخدع التسمية؛ ففي لبنان مثلاً تعني الكنافة كعكة محشوَّة بجبن تعلوه حلوى أقرب إلى «النمّورة»، وسط كثافة القَطر المتدلّي، عادةً، إلا لمَن يفضِّل الحدّ من الحلاوة

فاطمة عبد الله (بيروت)
مذاقات بيير هيرميه «بيكاسو الحلويات» (الشرق الأوسط)

بيير هيرميه «بيكاسو الحلويات» في أبوظبي

أعلن فندق «روزوود أبوظبي» افتتاح «المجلس من بيير هيرميه»، الذي سيكون الوجهة الفريدة من نوعها في قلب «جزيرة الماريه».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي )
مذاقات حَمْل الإرث من جيل إلى جيل (صور كلود قريطم)

مثلّجات تخطّى عمرها القرن تُحرّك ذاكرة متذوّقيها

تُكمل كلود قريطم طريق جدّها ووالدها مع شقيقتها، مُتجاوزةً تحدّيات لبنان الاقتصادية والأمنية، بالإصرار على الصمود والجودة وأمانة حَمْل الإرث.

فاطمة عبد الله (بيروت)

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)
أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)
TT

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)
أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)

بدقة متناهية يعتمد فيها على المسطرة و«المازورة» والمعايير بالغرامات، يعمل الشيف حسين فياض. وإذا ما تصفحت صفحته الإلكترونية عبر «إنستغرام» لا بد أن يلفتك بذلك. فكأن الطبق الذي يحضّره يولد من رحم مقاييس يحسبها بأنامله وعقله.

يلتزم بأسلوب مشبعاً بـ«الديسيبلين» أو الانضباط. فكل ما يقوم به يجب أن يأخذ نفس الحجم إذا ما تألف من الكبة أو لفائف السباغيتي ورقائق اللحم. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «منذ صغري أحب القيام بأعمالي بهذا الأسلوب. وعندما كنت أدخل مطبخ والدتي كانت تشعر بالارتباك للدقة التي أنفذ بها الأطباق. وجاءت دراستي في معهد (كوردون بلو) الفرنسي ليزيدني تمسكاً بذلك. فما يميّز طبّاخاً عن غيره هو تأنيه بما يقوم فيه. وكما الشكل، كذلك المذاق والنكهة، يجب أن يشكلوا مجتمعين عناصر أساسية لطبق شهي».

أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)

يملك حسين فياض مطعماً له في جنوب لبنان، ويعمل في هذا المجال منذ نحو 12 عاماً. أما قاعدته الأساسية في عمله فترتكز على الخبرة، «لا شك أن البدايات يجب أن تتألف من شغف وحب للمهنة. فهما يؤلّفان ميزان الطبخ عند الطاهي. كما أن الدقة في تحضير الأكلات الحلوة والمالحة يجب أن تنضج بفعل التجارب. صحيح أني أركن إلى معايير دقيقة ألتزم بها أثناء عملي، ولكن بعد تراكم الخبرات تصبح للعين مكانتها في الموضوع».

عمل في مطاعم فرنسية خلال دراسته خارج لبنان. فاستفاد من تجربته هذه بحيث راح يبتكر أطباقاً تجمع بين المطبخين اللبناني والفرنسي، «صرت أمرر بعض الخلطات الخفيفة للزبائن. وبعد أن لاقيت استحساناً كبيراً من قبلهم رسمت الخطة في رأسي».

وتقضي خطّته بابتكار أطباق بين المطبخين، فهناك كثير من المكونات المشتركة بينهما، «لا أركن أبداً إلى البهارات والمنكهات التي تغطي على الطعم الأساسي للطبق. أكتفي بإضافة منكهات مستخرجة من الأعشاب الخضراء. أحياناً أستخدم الصعتر والحبق. أما المكون الرئيسي في أطباقي الحلوة والمالحة فهو زيت الزيتون. فأستعمله حتى في تحضيري للمثلجات وفي الحلويات. وفي بلاد الغرب يقدّرون كثيراً هذا المكون الشائع في بلادهم. وهو اليوم ينافس بشدّة الزبدة. أنا شخصياً أفضله عليها إذ يتمتع بمذاق ألذ ولا يؤثر على صحتنا سلبياً».

في مطبخ مطعمه الجنوبي المقفل اليوم بسبب الحرب الدائرة هناك يبتكر أطباقاً لذيذة.

فمتبل «بابا غنوج» يحضّره بطريقة فريدة من نوعها. بعد شيّ الباذنجان في الفرن مع لمسة من زيت الزيتون، يهرسه في وعاء بعد تفريغه من قشرته. يضيف إليه مكعبات البندورة والبصل والثوم بقطعه الصغيرة. ومع قطع مماثلة من الفلفل الأخضر والأحمر والبقدونس يؤلّف الخلطة. ويختمها بمزجها مع عصير الحامض والطحينة. وبعد خلطها بشكل جيد يضعها من جديد في جوف قشرة الباذنجان المفرغة. ويزينها بطبقة من حبوب الرمان ليضفي إليها نكهة مميزة.

الشيف حسين فياض (الشرق الأوسط)

ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الطبق لاقى انتشاراً واسعاً حتى إن البعض في لبنان راح يقلّده. فالتجديد في أي طبق لبناني أصيل كـ(بابا غنوج) يستحوذ على أفكاري التجددية. وهناك بعض الأطباق التي تذكرني بطفولتي وبمائدة والدتي، أنوي تحديثها أيضاً».

كثافة المواقع الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي تلفته. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها لا تزعجني ولكني نادراً ما أتوقف عند واحدة منها. فجميعها متشابهة، وهناك نوع من فوضى لا أحبها يتبعها الطباخون في تحضيرهم الطعام. وفي المقابل، أعتقد أن هناك مواهب لافتة في مجال الطبخ في لبنان. وأتوقّع لها مستقبلاً زاهراً».

أطباق جميلة ومبتكرة (الشرق الأوسط)

وعن سبب ارتكازه بمشروعه المستقبلي على الجمع بين المطبخين الفرنسي واللبناني، يوضح لـ«الشرق الأوسط»: «المطبخ الفرنسي منتشر بشكل كبير في لبنان. ونحن نعرفه منذ نعومة أظافرنا. كما أن تحول جيل كبير من شباب اليوم إلى معاهد وجامعات فرنسية لتعلم الطبخ وثّق هذه العلاقة بشكل أكبر. وإذا ما دخلنا معظم المطاعم في لبنان فسنلاحظ حضور أطباق فرنسية فيه. فأي مطعم ندخله لا بد أن يقدّم أيضاً الحلوى الفرنسية كالفوندان والبافلوفا والكريم بروليه».