استعدادات لافتتاح كنيسة جبل الطير في المنيا

ضمن مشروع تطوير مسار «العائلة المقدسة»

كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

استعدادات لافتتاح كنيسة جبل الطير في المنيا

كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

في إطار مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، تستعد مصر لافتتاح دير وكنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بالمنيا (جنوب القاهرة)، بعد انتهاء مشروع ترميم وتطوير الكنيسة الذي بدأ منذ أكثر من أربع سنوات، حيث تفقد العميد مهندس هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات الآثار والمتاحف، والدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أمس الأحد، منطقة دير وكنيسة السيدة العذراء بجبل الطير، لمتابعة آخر مستجدات أعمال التطوير والترميم الجارية بها، باعتبارها إحدى النقاط المهمة من نقاط مسار العائلة المقدسة.
وقال سمير، في بيان صحافي، إن «مشروع ترميم وتطوير المنطقة تضمن التنسيق العام للموقع وحرم الكنيسة، إضافة إلى أعمال الترميم الإنشائي، وتأمين العناصر المعمارية والأثرية، وترميم جميع الحوائط، ومعالجة الشروخ الموجودة بها وترميم المنارة وتقوية جسم برج الأجراس وكذلك النارتكس الجنوبي والعقود الأربعة الموجودة بمنطقة البرج، وترميم جميع الأقبية بالكنيسة».
وتقع كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير على بعد 5 كم من الضفة الشرقية لنهر النيل بمدينة سمالوط بالمنيا، وأطلق عليها مسمى جبل الطير نسبة إلى طيور البوقيرس المهاجرة، التي كانت تأتي سنوياً وتستقر على سفح الجبل، وشيدت الكنيسة عام 328م من قبل الإمبراطورة هيلانة والدة قسطنطين الأعظم، أول إمبراطور بيزنطي اعتنق المسيحية، وتتبع في تخطيطها الطراز البازيليكي المبكر، حيث تتكون من صحن ذي ثلاثة أجنحة وخورس يتقدم الهيكل وعلى جانبيه حجرتان.
وتعمل وزارة السياحة والآثار على تطوير مسار العائلة المقدسة الذي يضم 25 موقعاً في مصر، تمتد على مسافة 3500 كم، وتتضمن عملية التطوير، رفع كفاءة الطرق المؤدية لها وتوفير كافة الخدمات واللوحات الإرشادية وتوفير فنادق محيطة، حيث توشك الوزارة عن الانتهاء من تطوير مواقع بثماني محافظات»، بحسب تصريحات الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، أخيراً.
وفي نهاية مايو (أيار) الماضي افتتحت وزارة السياحة والآثار مسار العائلة المقدسة بوادي النطرون بمحافظة البحيرة (شمال غربي القاهرة).
ويؤكد الدكتور عبد الله كامل، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» «أهمية تطوير مسار العائلة المقدسة، كواحد من المزارات السياحية المهمة في مصر»، موضحا أن «مجيء السيد المسيح عليه السلام والعائلة المقدسة إلى مصر يعد من أهم الأحداث التي جرت على أرض مصر خلال تاريخها الممتد من العصور الجيولوجية حتى التاريخ الحديث والمعاصر».
ويقول كامل إن «العائلة المقدسة سارت من بيت لحم إلى غزة حتى محمية الزرانيق (الفلوسيات) غرب العريش بـ37 كم ودخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الجهة الشمالية من جهة الفرما (بلوزيوم) الواقعة بين مدينتي العريش وبورسعيد، ثم دخلت مدينة تل بسطا (بسطه) بالقرب من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، قبل أن تتوجه العائلة المقدسة نحو بلدة مسطرد، ثم إلى مدينة بلبيس، حيث استظلت مريم عند شجرة عرفت باسم شجرة العذراء مريم، ومن بلبيس ارتحلت شمالاً مروراً بالزقازيق الحالية إلى منية سمنود مارة ببلدة دقادوس حيث توجد كنيسة السيدة العذراء مريم، وبها بئر شربت منه العائلة المقدسة، ومنها عبرت العائلة نهر النيل إلى مدينة سمنود داخل الدلتا، ثم إلى منطقة البرلس، فمدينة سخا بمحافظة كفر الشيخ، وعبرت العائلة نهر النيل فرع رشيد إلى غرب الدلتا وتحركت جنوباً إلى وادي النطرون، ثم ارتحلت جنوباً إلى عين شمس وفي المطرية استظلت تحت شجرة تعرف إلى اليوم بشجرة مريم».
ويضيف كامل أن «العائلة المقدسة ارتحلت بعد ذلك إلى مصر القديمة وهي من أهم المحطات التي حلت بها العائلة المقدسة، حيث كنيسة القديس سرجيوس (أبو سرجة)، والتي تعتبر من أهم المزارات بمسار العائلة المقدسة، بعد ذلك استمرت الرحلة لتصل إلى المعادي ثم نحو الجنوب أو بلاد الصعيد، فمرت على قرية أشنين النصارى وهي في طريقها إلى قرية دير الجرنوس مركز مغاغة، ثم بلدة سمالوط ومنها عبرت النيل جهة الشرق حيث يقع الآن دير السيدة العذراء بجبل الطير».
وقضت العائلة المقدسة في بعض المدن أسبوعاً أو بضعة أيام، وفي مدن أخرى شهراً أو أكثر وكانت أطول مدة قضتها في جبل قسقام وهي 185 يوماً، واستمرت العائلة المقدسة في مصر نحو ثلاث سنوات ونصف إلى أن مات «هيرودوس» الملك وحكم بدلاً منه «أرخيلاوس».


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

يوميات الشرق مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.