مصر تحتفل باليوم العالمي للتراث بمعارض أثرية وورش فنية

«الثقافة» و«السياحة» نظتما فعاليات متنوعة

متحف الإسكندرية القومي يحتفل باليوم العالمي للتراث (متحف الإسكندرية القومي)
متحف الإسكندرية القومي يحتفل باليوم العالمي للتراث (متحف الإسكندرية القومي)
TT

مصر تحتفل باليوم العالمي للتراث بمعارض أثرية وورش فنية

متحف الإسكندرية القومي يحتفل باليوم العالمي للتراث (متحف الإسكندرية القومي)
متحف الإسكندرية القومي يحتفل باليوم العالمي للتراث (متحف الإسكندرية القومي)

«من أسوان إلى الإسكندرية»، كان عنوان الاحتفالية التي أعلن المتحف القومي في مدينة الإسكندرية تنظيمها بمناسبة اليوم العالمي للتراث الذي يحل في 18 أبريل (نيسان) من كل عام.

وتضمنت الاحتفالية ندوات وورش حكي في العادات والتقاليد والأزياء والمهن التراثية بالمدن المصرية من أسوان (أقصى جنوب مصر) إلى الإسكندرية (أقصى الشمال)، بالإضافة إلى أشهر المأكولات والملابس المميزة للمدن التي تحمل الطابع التراثي.

وذكرت الدكتورة أماني كرورة، العميدة السابقة لكلية الآثار في جامعة أسوان، أن «التراث الثقافي له مكانة مهمة بين الأمم، فهو السجل الذي يحفظ للأمم والشعوب تاريخها وحضارتها».

إحدى اللوحات ذات الطابع التراثي في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية (وزارة السياحة والآثار)

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر تفتخر بما لديها من تراث ثقافي يدلّ على عبقرية المصري القديم في شتى مجالات الحياة»، ولفتت إلى أن «كل جوانب التراث الإنساني يجب أن تنال الاهتمام، لا سيما أننا في عصر التقدم العلمي والتكنولوجي الذي لا بد من الاستفادة بإمكاناته في الحفاظ على تراث الشعوب والأمم السابقة».

وتتابعت الفعاليات التي نظمتها وزارة السياحة والآثار المصرية، حيث

شهد أكثر من متحف معارض أثرية، احتفالاً بهذا اليوم، ومن بينها المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية الذي عرض مجموعة من القطع الأثرية، ومتحف الشرطة في قلعة صلاح الدين الأيوبي الذي عرض معالم القاهرة التاريخية.

بالإضافة إلى ذلك عرض «متحف جاير أندرسون» في السيدة زينب والمركبات الملكية ببولاق أبو العلا عدداً من الأدوات التراثية القديمة مثل «الغرامافون، والراديو، والتليفون، والمكواة اليدوية، والبروجيكتور، والتلغراف».

إحدى القطع الأثرية المعروضة في يوم التراث العالمي (وزارة السياحة والآثار)

وأشارت عميدة كلية الآثار في أسوان إلى مواثيق عدّة دولية للحفاظ على التراث الإنساني والثقافي، من بينها «ميثاق أثينا 1931 الذي ينص على استخدام التكنولوجيا الحديثة لكشف ماهية التراث الثقافي، وميثاق إيطاليا 1948 الذي ينصّ على إحياء مواقع التراث الإنساني، وميثاق لاهاي 1954 الذي ينص على ضرورة اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية التراث الإنساني والثقافي بالتوثيق والتسجيل العلمي الدقيق».

وكان المجلس الدّولي للمعالم والمواقع قد حدد يوم التراث العالمي في 18 أبريل 1982، ووافقت عليه الجمعية العامة «لليونيسكو» في 1983، لتعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي للبشرية، والعمل على حماية هذا التراث.

وفي السياق، نظمت وزارة الثقافة المصرية عدة فعاليات احتفالاً باليوم العالمي للتراث، من بينها احتفالية «التراث السمع بصري في مائة عام» وحفل للسيرة الهلالية في بيت السحيمي بمصاحبة فرقة النيل للآلات الشعبية، يواكبه معرض لفنون الخط العربي. كما نُظّمت معارض للمخطوطات والكتب التراثية، بالإضافة لندوة تحت عنوان «جهود الدولة في حفظ ونشر التراث القومي» بدار الكتب والوثائق القومية.

وبينما أشارت وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني إلى استراتيجية الدولة للحفاظ على الفنون التراثية وضمانة استدامتها للأجيال المقبلة، لصون الهوية الثقافية، يواصل الجهاز القومي للتنسيق الحضاري برئاسة المهندس محمد أبو سعدة إتاحة العرض البانورامي الإلكتروني لمعرض «مآذن وقباب من القاهرة المحروسة»، متضمناً نحو 110 صور فوتوغرافية تستعرض فكرة وفلسفة بناء المآذن في المساجد، وكأنها أيادٍ مرفوعة للسماء بالدعاء.

جانب من معرض قباب ومآذن (الجهاز القومي المصري للتنسيق الحضاري)

وبينما وصفت الخبيرة الآثارية الدكتورة مونيكا حنا الفعاليات التي نُظّمت في مصر بمناسبة اليوم العالمي للتراث بـ«الجيدة»، قالت لـ«الشرق الأوسط»: إننا «نحتاج إلى مزيد من هذه الفعاليات، وأن تنتشر في مصر كلها وألا تقتصر على العاصمة».


مقالات ذات صلة

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق هضبة الأهرامات في الجيزة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

غضب مصري متصاعد بسبب فيديو «التكسير» بهرم خوفو

نفي رسمي للمساس بأحجار الهرم الأثرية، عقب تداول مقطع فيديو ظهر خلاله أحد العمال يبدو كأنه يقوم بتكسير أجزاء من أحجار الهرم الأكبر «خوفو».

محمد عجم (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» لحماية آثار لبنان من هجمات إسرائيل

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» للنظر في توفير الحماية للآثار اللبنانية المهددة بسبب الهجمات الإسرائيلية.

ميشال أبونجم (باريس)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.