بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

يعود إلى عهد السلطان قنصوه الغوري ويحتوي على عناصر معمارية متميّزة

مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي، يقضي بتسجيل المسجد العائد إلى عصر السلطان قنصوه الغوري في عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية.

وأوضح فتحي، في بيان، الأربعاء، أنّ القرار يأتي في إطار حرص الوزارة على حفظ الآثار المصرية التي تُعدّ إرثاً للعالم أجمع، مشيراً إلى أنّ «الجامع يتمتّع بأهمية تاريخية وأثرية، إذ ينتمي إلى العصر المملوكي ويحتوي عناصر معمارية متميّزة، وزخارف وكتابات غاية في الدقة».

ولفت الوزير إلى أنّ «تسجيل الجامع جاء بعد توافر شروط وبنود عدّة حدّدها قانون حماية الآثار قم 117 لسنة 1983، وتعديلاته، في المسجد الواقع بشارع الجودرية بمنطقة الدرب الأحمر وسط القاهرة».

وحتى صدور هذا القرار، كانت قبّة مسجد بيبرس الخياط هي الوحيدة المُسجَّلة أثراً من بين عناصره المعمارية، إذ سُجّلت عام 1951، وفق الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد، الذي أوضح، في البيان، أنّ «القرار الوزاري الجديد جاء لتسجيل الجامع كله، وذلك بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، وبعد اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في هذا الشأن».

قبّة جامع بيبرس الخياط (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وعام 2015، أثار سقوط سقف جامع بيبرس الخياط جدلاً في مصر، بعدما أعلن المجلس الأعلى للآثار أنه غير مسجَّل بوصفه أثراً، وأشار إلى أنّ قبّته فقط هي الأثرية وتحمل رقم 191، مبرّراً عدم تسجيل كامل المسجد في حينه بـ«تجديدات أُدخلت لاحقاً على المبنى أفقدته جزءاً من طابعه المعماري الأثري»، وفق تصريحات المسؤولين آنذاك.

ورحَّب أستاذ الآثار الإسلامية بـ«جامعة القاهرة»، الدكتور جمال عبد الرحيم، بقرار تسجيل جامع بيبرس الخياط أثراً، مُعلّقاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذا قرار جيّد هدفه حماية المبنى الأثري».

وأوضح أنّ «بيبرس الخياط كان أحد أمراء السلطان قنصوه الغوري، وهو أمير مملوكي جركسي، ويعود تاريخ إنشاء مسجده إلى القرن الـ16 الميلادي، ويقع على مقربة من شارع المعز الشهير بآثاره الإسلامية».

ويعود تاريخ إنشاء جامع بيبرس الخياط إلى عام 921هــ/ 1515م، قبل نهاية العصر المملوكي بمصر.

ووفق رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، الدكتور جمال مصطفى، في البيان، فإنّ الأمير السيفي بيبرس بن عبد الله بن عبد الكريم بن عمر أنشأه؛ وهو من أقارب السلطان قنصوه الغوري، وعُرف عنه بأنه بدأ حياته العملية خياطاً خاصاً للسلطان قنصوه الغوري، كما ورد على الشريط الكتابي المثبت أسفل سقف إيوان القبلة، ثم تولّى وظيفة أمير، ورافق السلطان الغوري في جميع أسفاره.

قبّة المسجد من الداخل (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وشارك بيبرس الخياط، السلطان الغوري، في القتال ضدّ الجيوش العثمانية ببلاد الشام، وقُتل في موقعة مرج دابق عام 1516، وفق مصطفى.

ويثير تسجيل الآثار بين الحين والآخر جدلاً في مصر. ومع هدم أي مبنى تراثي، يعلن المسؤولون أنه غير مسجَّل على قوائم الآثار، ويُرجع بعضهم ذلك إلى «عدم توافر ميزانية للتسجيل، أو الملكية الخاصة للمبنى، مع التأكيد على ضرورة توافر شروط معيّنة في المبنى الأثري بخلاف سنة بنائه».


مقالات ذات صلة

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق هضبة الأهرامات في الجيزة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

غضب مصري متصاعد بسبب فيديو «التكسير» بهرم خوفو

نفي رسمي للمساس بأحجار الهرم الأثرية، عقب تداول مقطع فيديو ظهر خلاله أحد العمال يبدو كأنه يقوم بتكسير أجزاء من أحجار الهرم الأكبر «خوفو».

محمد عجم (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» لحماية آثار لبنان من هجمات إسرائيل

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» للنظر في توفير الحماية للآثار اللبنانية المهددة بسبب الهجمات الإسرائيلية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق الهرم الأكبر (الشرق الأوسط)

مصر تنفي هدم أجزاء من أحجار الأهرامات

نفت وزارة السياحة والآثار المصرية هدم أي قطعة أثرية وأصلية من جسم الهرم الأكبر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مهرجانات بعلبك حدثٌ فني عمرُه 7 عقود احترف النهوض بعد كل كبوة (صفحة المهرجانات على «إنستغرام»)

من ليالي أم كلثوم إلى شموع فيروز... ذكريات مواسم المجد تضيء ظلمة بعلبك

عشيّة جلسة الأونيسكو الخاصة بحماية المواقع الأثرية اللبنانية من النيران الإسرائيلية، تتحدث رئيسة مهرجانات بعلبك عن السنوات الذهبية لحدثٍ يضيء القلعة منذ 7 عقود.

كريستين حبيب (بيروت)

4 أفلام سعودية للعرض في مهرجان الفيوم السينمائي

بوستر مهرجان الفيوم السينمائي الدولي للبيئة والفنون المعاصرة (إدارة المهرجان)
بوستر مهرجان الفيوم السينمائي الدولي للبيئة والفنون المعاصرة (إدارة المهرجان)
TT

4 أفلام سعودية للعرض في مهرجان الفيوم السينمائي

بوستر مهرجان الفيوم السينمائي الدولي للبيئة والفنون المعاصرة (إدارة المهرجان)
بوستر مهرجان الفيوم السينمائي الدولي للبيئة والفنون المعاصرة (إدارة المهرجان)

تشارك 4 أفلام سعودية في الدورة الأولى لمهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة الذي يقام خلال الفترة ما بين 25 و30 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بمدينة الفيوم (100 كيلومتر جنوب القاهرة) بمشاركة 55 فيلماً من 16 دولة عربية وأجنبية.

ويضم المهرجان في مسابقة الأفلام الطويلة فيلم «طريق الوادي» للمخرج السعودي خالد فهد، بالإضافة إلى ثلاثة أفلام قصيرة من السعودية هي «ترياق» من إخراج حسن سعيد، و«سليق» من إخراج أفنان باويان، و«حياة مشنية» من إخراج سعد طحيطح.

الفيلم السعودي «طريق الوادي» يشارك في مسابقة الأفلام الطويلة بالمهرجان (إدارة المهرجان)

وبينما تغيب الأفلام المصرية عن مسابقة الأفلام الطويلة التي تتضمن 8 أفلام من فرنسا والولايات المتحدة والهند والمغرب والبحرين وهولندا إضافة للسعودية، تتضمن مسابقة الأفلام القصيرة أكثر من فيلم مصري من بينها «عن النيل» من إخراج بولا إدوارد، و«العشرين» من إخراج الزميل عبد الفتاح فرج الصحافي بجريدة «الشرق الأوسط»، و«أجمل شارع في مصر» إخراج إسلام إسماعيل، و«بدون بنزين» إخراج إسراء ياسين.

المهرجان الذي يترأسه المخرج هاني لاشين، ويتولى منصب نائب رئيس المهرجان الدكتور سمير شاهين، يتضمن العديد من الفعاليات الفنية، بالإضافة إلى عروض الأفلام.

فيلم «ترياق» السعودي ضمن المهرجان (إدارة المهرجان)

وذكر لاشين أن «المهرجان يضم عدداً من أهم صناع السينما في لجان التحكيم المختلفة، لما لهم من خبرة هائلة في المهرجانات السينمائية»، لافتاً في بيان، الأربعاء، إلى أن «إدارة المهرجان تسعى لدعم اتساع رقعة الثقافة والفنون من خلال الحدث السينمائي الأول والأضخم على أرض محافظة الفيوم، إحدى المحافظات العريقة في مصر».

وقال سيد عبد الخالق، مدير المهرجان، إن «الدورة الأولى تشهد إطلاق منصة (هوارة) للقضايا المتعلقة بالبيئة والسينما»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك أيضاً منصة (وجوه الفيوم) للفنون المعاصرة، وهي منصة تفاعلية بها مناقشات واجتماعات وورش عمل ومعارض»، لافتاً إلى أن المهرجان يستهدف بالدرجة الأولى «دمج الثقافة بالسينما وبالقضايا البيئية والاجتماعية، خصوصاً أن الفيوم لها طبيعة خاصة؛ فقررنا أن تكون البرامج لها علاقة بالناس وقضاياهم».

وأرجع عبد الخالق غياب الأفلام المصرية عن «مسابقة الأفلام الطويلة» إلى «طبيعة المهرجان ومفهومنا لأفلام البيئة، مما يجعل من الصعب اختيار فيلم نوعي طويل، والأمر يعود للجنة الفرز والاختيار، لكن كانت المفاجأة لدينا في الأفلام القصيرة وأفلام الطلبة التي كان عددها كبيراً جداً، وجميعها كانت تصلح للعرض».

ويأتي هذا المهرجان «في إطار التعاون بين المحافظة ووزارات البيئة، والسياحة والآثار، والثقافة، وجامعة الفيوم، وعدد من المؤسسات؛ بهدف جذب أهم نجوم السينما من مصر ومختلف الدول العربية والأجنبية، في إطار الترويج السياحي لمقومات المحافظة السياحية والأثرية ووضعها على خريطة السياحة العالمية». وفق ما أشار محافظ الفيوم، الدكتور أحمد الأنصاري.

فيلم «العشرين» يشارك في مهرجان الفيوم السينمائي (إدارة المهرجان)

وأضاف الأنصاري في بيان، الأربعاء، أنه «سيتزامن مع فعاليات مهرجان الفيوم السينمائي الدولي الأول لأفلام البيئة والفنون المعاصرة، إقامة فعاليات مهرجان تونس للخزف والفخار والحرف اليدوية، وكذلك افتتاح معرض الكاريكاتير بقرية تونس السياحية».

وتتضمن فعاليات مهرجان الفيوم السينمائي عرض أفلام الدول المشاركة والمرتبطة بالبيئة والفنون المعاصرة، كما تشمل مسابقة للأفلام الطويلة «درامي وثائقي»، ومسابقة للأفلام القصيرة «درامي ووثائقي»، إضافة إلى بانوراما الفيلم المنتج عربياً وعالمياً.

فيلم «حياة مشنية» يشارك في المهرجان (إدارة المهرجان)

ومن جهته، قال مدير المهرجان، المخرج سيد عبد الخالق، إن الدول المشاركة في المهرجان تمثل قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، وأوضح، خلال البيان، أنه «تقدم للمهرجان عدد 150 فيلماً، وسيتم عرض 55 فيلماً خلال الفعاليات، منها 8 أفلام طويلة، و27 فيلماً قصيراً، و20 فيلماً لطلاب الجامعة، وعلى هامش المهرجان تقام 5 ورش عمل لطلاب جامعة الفيوم حول صناعة الفيلم وكتابة السيناريو والإخراج، كما تقام أيضاً ورشتان لإعادة تدوير المخلفات، وورشة للأطفال، بجانب مسابقة للفنون البصرية لعدد من الفنانين المشاركين بالمهرجان».