مصر تسابق الزمن للانتهاء من تحسين الصورة البصرية لمحيط المتحف الكبير

تمهيداً لافتتاحه رسمياً بعد نحو 3 أشهر

إحدى مراحل إنشاء المتحف المصري الكبير (صفحة المتحف على «فيسبوك»)
إحدى مراحل إنشاء المتحف المصري الكبير (صفحة المتحف على «فيسبوك»)
TT

مصر تسابق الزمن للانتهاء من تحسين الصورة البصرية لمحيط المتحف الكبير

إحدى مراحل إنشاء المتحف المصري الكبير (صفحة المتحف على «فيسبوك»)
إحدى مراحل إنشاء المتحف المصري الكبير (صفحة المتحف على «فيسبوك»)

تسابق مصر الزمن لإتمام مشروع تحسين الصورة البصرية للمنطقة المحيطة بالمتحف الكبير، قبل افتتاحه المقرر بعد نحو 3 أشهر، في 3 يوليو (تموز) 2025، وذلك عبر خطط تشارك فيها العديد من الجهات الحكومية.

ويقع المتحف المصري الكبير في ميدان الرماية بمحافظة الجيزة، ويشكّل مع منطقة الأهرامات الأثرية متحفاً مفتوحاً متصلاً، وعمل عدد من الوزارات والهيئات على تحسين الصورة البصرية للمنطقة المحيطة بالمتحف، وكذلك الطريق الدائري، وما يُنفذ فيه من أعمال مشروع تحسين الهوية البصرية، عبر الاهتمام بأعمال الإنارة، ورفع كفاءة الأرصفة، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير بتخطيط الشوارع المحيطة بالمتحف، والاهتمام كذلك بأعمال الرصف، وفق بيان لرئاسة مجلس الوزراء، الثلاثاء.

وتسعى مصر لخروج احتفالية افتتاح المتحف الكبير بصورة لائقة تعبّر عن عراقة الدولة المصرية وتاريخها وحضارتها، وتحرص أجهزة الدولة على المتابعة المستمرة لجميع اللوجيستيات والتجهيزات والتفاصيل الخاصة بالاحتفالية، من بينها الانتهاء من مشروع تحسين الهوية البصرية للمنطقة المحيطة بالمتحف.

وتُجرى أعمال التطوير المُنفذة في هذه المنطقة على النحو الذي يتناسب مع القيمة الحضارية والتاريخية للمنطقة الأثرية، وفق وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي.

بينما شدّد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، على رفع حالة الاستعداد بمطار سفنكس الدوليّ (بالقرب من المتحف)، بالتزامن مع احتفالية افتتاحه، وأن يكون جاهزاً بعد الانتهاء من أعمال التوسعة والتطوير التي يشهدها حالياً.

المتحف الكبير في مصر خلال الافتتاح التجريبي (الشرق الأوسط)

وأُنشئ المتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) على مساحة 500 ألف متر مربع، نحو 117 فداناً، ومن المقرر أن يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من عصور مختلفة للحضارة المصرية، ومن بين معروضاته النادرة المجموعة الكاملة لـ«الفرعون الذهبي» توت عنخ آمون التي تُعرض للمرة الأولى للجمهور منذ أن اكتشفها هوارد كارتر في وادي الملوك عام 1922.

وعدّ خبير الآثار المصري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار في المجلس الأعلى للثقافة، المتحف المصري الكبير «أعظم مشروع ثقافي سياحي في العالم وأعظم متاحف العالم، ليس فقط لما يتضمنه من آثار، فهو متحف يؤكد أنه في بلد فجر الضمير والقيم الأخلاقية طبقاً لمعايير (اليونسكو)».

وعدّ ريحان، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، الاهتمام بالمنطقة المحيطة بالمتحف وتطويرها وتحسين صورتها البصرية «امتداداً لما حصل عليه المتحف الكبير من تقدير عالمي من عدة جهات قبل افتتاحه، ومنها 8 شهادات (أيزو) في مجال الطاقة والصحة والسلامة المهنية والبيئة والجودة، كما حصل على جائزة أفضل مشروع في مجال البناء الأخضر، خلال مؤتمر شرم الشيخ لتغيير المناخ (COP27)».

وسبق أن أعلنت مصر عن افتتاح تجريبي لبعض قاعات وأجزاء من المتحف، كما أعلنت أعمال تطوير المنطقة المحيطة به، وزار المتحف الكثير من الضيوف، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأحدث إلى مصر.

وتوقّع ريحان أن تكون «احتفالية المتحف المصري الكبير، التى ستستمر عدة أيام، احتفالية عالمية بكل المقاييس، وتُعيد إلى الأذهان احتفالية افتتاح قناة السويس قبل 156 عاماً بحضور عدد كبير من ملوك وأمراء أوروبا».


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف عن أقدم استخدام لـ«الحَرْمَل» قبل 2700 عام

يوميات الشرق نبات «الحَرْمَل» يُعرف بخصائصه المضادة للبكتيريا وتأثيراته العلاجية (هيئة التراث السعودية)

دراسة تكشف عن أقدم استخدام لـ«الحَرْمَل» قبل 2700 عام

كشفت دراسة عن أقدم استخدام موثق لنبات «الحَرْمَل»، ويعود إلى العصر الحديدي قبل نحو 2700 عام، إذ تم توثيق ذلك من خلال أدوات أثرية عثر عليها شمال غربي السعودية.

«الشرق الأوسط» (تبوك)
يوميات الشرق الكشف عن هوية صاحب المقبرة «كامب 23» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تحديد هوية صاحب مقبرة مكتشفة بالسبعينات في الأقصر

تمكنت البعثة الأثرية المصرية - الكندية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة أونتاريو من تحديد هوية صاحب مقبرة «كامب 23» بمنطقة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
ثقافة وفنون جِرار من موقع ساروق الحديد في إمارة دبي

أفاعي ساروق الحديد

تحضر صورة الأفعى وتتعدّد تقاسيمها التشكيلية في مجموعات مختلفة من القطع الأثرية مصدرها مواقع متفرقة من شمال شرقي الجزيرة العربية

محمود الزيباوي
يوميات الشرق المنطقة الأثرية شهدت أعمال ترميم تمهيداٍ لافتتاحها للزيارة (الشرق الأوسط) play-circle 01:06

مصر تنتهي من مشروع إنقاذ منطقة أبو مينا الأثرية بالإسكندرية

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية انتهاءها من مشروع إنقاذ منطقة أبو مينا الأثرية بالإسكندرية (شمال مصر)، بعد سنوات من العمل على المشروع.

عبد الفتاح فرج (الإسكندرية (مصر))
يوميات الشرق تمثال لأحد ملوك العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

​مصر تدرس إنشاء متحف تحت الماء للآثار الغارقة في الإسكندرية

تبحث مصر عن أفضل السبل للاستفادة من الآثار الغارقة في الإسكندرية خصوصاً في خليج أبو قير.

محمد الكفراوي (القاهرة)

رحيل المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة... صاحب السعفة الذهبية بمهرجان «كان»

المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة (أ.ف.ب)
المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة (أ.ف.ب)
TT

رحيل المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة... صاحب السعفة الذهبية بمهرجان «كان»

المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة (أ.ف.ب)
المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة (أ.ف.ب)

توفي (الجمعة) المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة، العربي والأفريقي الوحيد الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي: «عن عمر ناهز 95 عاماً»، على ما أعلنت عائلته.

وكتب أولاده في بيان إنّ لخضر حمينة «توفي في منزله بالجزائر العاصمة عن عمر ناهز الخامسة والتسعين، تاركاً وراءه إرثاً سينمائياً لا يقدر بثمن»، مشيدين «برؤيته الفريدة التي طبعت تاريخ السينما».

وأشارت العائلة إلى أن محمد لخضر حمينة تمكن من إقامة «جسر ثقافي فعلي بين الجنوب والغرب، فأصبح بذلك صوت العالم الثالث وبلده، على مدى أربعين عاماً تقريباً».

ومحمد لخضر حمينة هو أحد المخرجين الأفارقة والعرب القلائل الذين نافسوا 4 مرات في مسابقة مهرجان كان السينمائي، وفاز بجائزتين رئيسيتين، هما جائزة أفضل فيلم أول عن «ريح الأوراس» (Le Vent des Aures)، وجائزة السعفة الذهبية العريقة عن فيلم «وقائع سنوات الجمر» (Chronique des annees de braise) عام 1975.

المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة والممثل اليوناني يورغو فوياجيس والممثلة المغربية ليلى شنا في صورة جماعية خلال مهرجان كان السينمائي بفرنسا في 23 مايو 1975 (أ.ف.ب)

وفي رسالة تعزية، أبدى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون «بالغ الحزن والأسى» لوفاة مَن وصفه بـ«عملاق السينما العالمية» الذي ترك «بصمة خالدة في تاريخ السينما».

وشهد مهرجان كان هذه السنة لفتة تكريمية لحمينة من خلال عرض نسخة «4 كاي» من فيلم «وقائع سنوات الجمر» ضمن برنامج فئة «كان كلاسيكس».

وبفضل فيلم «وقائع سنوات الجمر»، حقق المخرج الجزائري شهرة على المستوى العالمي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشار تبون إلى أن «رائعة» لخضر حمينة هذه «فتحت عيون العالم على قطعة من معاناة الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار».

وأكدت عائلة المخرج في بيانها أن المخرج كان «أحد آخر عظماء السينما الملحمية والشاعرية، وترك بصمة لا تُمحى على مهرجان كان السينمائي الدولي، وعلى السينما عموماً».

بطولات

شكَّل النضال من أجل استقلال الجزائر محور فيلم «وقائع سنوات الجمر» الذي يتناول من عام 1939 إلى عام 1954، ولادة أمّة، ورحلة الشعب الجزائري، وصولاً إلى اندلاع الحرب ضد الاستعمار الفرنسي وحرب الاستقلال (1954- 1962).

وقال تبون: «قبل أن يكون مخرجاً عالمياً مبدعاً ترك بصمة خالدة في تاريخ السينما العالمية، كان مجاهداً أبياً، ساهم في تحرير بلاده بما نقل من صور ومشاهد عرَّفت البشرية ببطولات الثورة التحريرية المظفَّرة».

المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة خلال مؤتمر صحافي لمناقشة فيلمه «وقائع سنوات الجمر» في مهرجان كان عام 1975 (أ.ف.ب)

وُلد محمد لخضر حمينة في 26 فبراير (شباط) 1934 في المسيلة في الأوراس (شمال شرق)، في عائلة فلاحين متواضعة الحال. وقد تلقى دراسته في كلية زراعية، ثم درس في فرنسا وتحديداً في أنتيب؛ حيث التقى بزوجته، أم أولاده الأربعة.

خلال حرب الجزائر، خطف الجيش الفرنسي والده وعذَّبه قبل قتله. وانضم حمينة شخصياً عام 1958 إلى صفوف المقاومة الجزائرية في تونس.

تعلَّم حمينة السينما بالممارسة، عن طريق تدريب في إحدى القنوات التونسية قبل الشروع في أفلامه القصيرة الأولى.

بدأ مسيرته مخرجاً عام 1964 مع فيلم «لكن في أحد أيام نوفمبر» (Mais un jour de novembre) الوثائقي. خلال مسيرته الفنية الممتدة على 50 عاماً (1964- 2014)، أخرج فيلماً وثائقياً و7 أفلام أخرى، هي: «رياح الأوراس» (1966)، و«حسان طيرو» (Hassan Terro) (1968)، و«ديسمبر» (Decembre) (1973)، و«وقائع سنوات الجمر» (1975)، و«رياح رملية» (Vent de sable) (1982)، و«الصورة الأخيرة» (La derniere image) (1986)، و«شفق الظلال»(Crepuscule des ombres).