اجتماع طارئ في «اليونيسكو» لحماية آثار لبنان من هجمات إسرائيل

300 عالم آثار وأستاذ جامعي طالبوا المنظمة بالتحرك

الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)
الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني (إ.ب.أ)
TT

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» لحماية آثار لبنان من هجمات إسرائيل

الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)
الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني (إ.ب.أ)

إزاء المخاطر الجدية التي تهدد سلامة الآثار في لبنان بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر قلعة بعلبك الرومانية وقلعة صور البحرية وغيرهما، تلتئم في مقر منظمة اليونيسكو بعد ظهر الاثنين لجنة حماية الممتلكات الثقافية في حالات النزاع المسلح بناء على طلب لبنان، للنظر في التهديدات وكيفية توفير الحماية للآثار.

واجتماع اللجنة لحماية بعلبك وصور ومواقع أخرى تعد جزءاً من ذاكرة التاريخ والإنسانية، جاء بعد تحرك ديناميكي قامت به البعثة اللبنانية لدى «اليونيسكو» ومندوب لبنان لديها السفير مصطفى أديب، والبرلمانيون اللبنانيون، ووزارة الثقافة، وجمعيات المجتمع المدني، والهيئات المهتمة بالتراث والأمم المتحدة، وشخصيات معروفة على المستوى العالمي.

وتضم اللجنة التابعة لـ«اليونيسكو»، ويرأسها مندوب فنلندا، 12 عضواً. وقد نجحت البعثة اللبنانية، بعد جهود دبلوماسية واسعة، في إقناع ثمانية أعضاء بحضور الجلسة «الاستثنائية» والمحصورة بالنظر في طلب لبنان.

الدمار الذي أحدثته الهجمات الجوية الإسرائيلية داخل مدينة بعلبك كما ظهر بعض منه يوم 15 نوفمبر (رويترز)

وجاء في رسالة الدعوة التي وجهها رئيس اللجنة، مندوب فنلندا، أن الاجتماع الذي «يلتئم بناء على طلب من لبنان، والذي وافق على انعقاده ثلثا أعضاء اللجنة سيخصص لحماية الآثار الثقافية في لبنان».

وأهمية صياغة الرسالة أن تركيز المناقشات والتوصيات والبيان المفترض أن يصدر عن اللجنة سينحصر فقط بالوضع في لبنان، فيما سعت أطراف لتوسيع البيكار بحيث تشمل مواقع وآثاراً أخرى؛ ما من شأنه أن يزيد التركيز على ما تواجهه الآثار اللبنانية.

حقائق

34 موقعاً أثرياً

يسعى لبنان لحمايتها من القصف الإسرائيلي

وقال المندوب اللبناني لدى المنظمة الدولية إن لبنان يدعو إلى توفير الحماية لـ34 موقعاً أثرياً وثقافياً لبنانياً. وأوفدت وزارة الثقافة اللبنانية مندوباً يمثلها بشخص مدير عام الآثار لديها سركيس خوري، علماً بأن الملف الذي قدمه لبنان يحمل، إلى جانب رمزيته وأهميته التاريخية والإنسانية، طابعاً تقنياً إلى حد بعيد.

السفير مصطفى أديب متحدثاً في مناسبة سابقة (الشرق الأوسط)

وما يريده لبنان أن توفر للمواقع التي يعتبرها مهددة ما يسمى بـ«الحماية المعززة»؛ أي تأمين الحصانة لهذه المواقع وتحييدها عن الحرب وآثارها.

وبحسب مصادر «اليونيسكو»، فإن بمستطاع اللجنة التي تأسست في عام 1954 وتم تثبيتها في عام 1999، أن تصدر بياناً وتوصيات، وفي حال عدم احترام ما يصدر عنها، فإنها قادرة على اتخاذ إجراءات بحق الجهة المعتدية. وإلى جانب ما سبق، فإن للجنة ما يسمى «صندوق الطوارئ»، وثمة مجال للبنان للاستفادة منه من أجل حماية مواقعه الأثرية.

الدمار الذي أحدثته الهجمات الجوية الإسرائيلية داخل مدينة بعلبك كما ظهر بعض منه يوم 15 نوفمبر (رويترز)

وتجدر الإشارة إلى أن 300 عالم آثار وأستاذ جامعي وعشرات المثقفين وجهوا رسالة مفتوحة إلى منظمة «اليونيسكو» نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية المستقلة الأسبوع الماضي، طالبين فيها بـ«ضمان حماية المواقع الأثرية اللبنانية».

وفيما أثار قلق المجتمع الدولي أن الهجمات الجوية الإسرائيلية اقتربت كثيراً من موقعين أثريين في لبنان - يعدان من بين الأهم - هما قلعة بعلبك وقلعة صور. وبحسب الرسالة المفتوحة، فإن استهداف الآثار اللبنانية يعد اعتداء على التاريخ وعلى الذاكرة الإنسانية، وأن إحدى مهام «اليونيسكو» تتناول المحافظة على الإرث الإنساني.

 

 


مقالات ذات صلة

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

المشرق العربي لقطة جوية تُظهر قلعة حلب (أ.ف.ب)

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

أتت المعارك في شوارع حلب والقصف الجويّ والصاروخي على كثير من معالم هذه المدينة المُدرجة على قائمة اليونيسكو، لا سيما بين عامي 2012 و2016.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
يوميات الشرق آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

بعد أن أعلنت مصر إدراج الحناء والسمسمية ضمن قائمة الصون العاجل بمنظمة اليونيسكو، تتجه لتسجيل الكشري أيضاً.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

«الورد الطائفي» في قوائم «اليونيسكو»

أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، نجاح السعودية في تسجيل.

عمر البدوي (الرياض) «الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.

يوميات الشرق صابون الغار الحلبي الشهير من الأقدم في العالم (أ.ف.ب)

الحنّة والصابون الحلبي والنابلسي... «تكريم» مُستَحق

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، الحنّة والتقاليد المرتبطة بها، والصابون النابلسي، وصابون الغار الحلبي، في قائمة التراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الشرع: سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان

أحمد الشرع خلال استقباله وفداً برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في دمشق (رويترز)
أحمد الشرع خلال استقباله وفداً برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في دمشق (رويترز)
TT

الشرع: سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان

أحمد الشرع خلال استقباله وفداً برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في دمشق (رويترز)
أحمد الشرع خلال استقباله وفداً برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في دمشق (رويترز)

تعهد القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، (الأحد) بأن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذاً «سلبياً» في لبنان، وستحترم سيادة هذا البلد المجاور، خلال استقباله وفداً برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط.

وأكد الشرع الذي تولى السلطة إثر الإطاحة بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوعين أن «سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان على الإطلاق، وستحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه، واستقلال قراره واستقراره الأمني»، مضيفاً أن بلاده «تقف على مسافة واحدة من الجميع».

ووفق «معهد واشنطن» شكّل دروز سوريا ما يقرب من ثلاثة في المائة من سكان البلاد قبل اندلاع الحرب الأهلية، وهم متمركزون في محافظة واحدة في جنوب غربي البلاد، هي محافظة السويداء (التي سمّيت على اسم أكبر مدنها)، والمعروفة تاريخياً باسم جبل الدروز. ويقدَّر عدد سكانها حالياً بنحو نصف مليون نسمة بعد أن كان 770 ألف نسمة عند اندلاع الحرب الأهلية في مارس (آذار) 2011.

ويضم الوفد إلى جانب جنبلاط شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، ونواب كتلة «اللقاء الديمقراطي» وقياديين من الحزب ومشايخ من الطائفة الدرزية. ووفق مصدر نيابي في الحزب «التقدمي الاشتراكي»، فإن الهدف الأساسي للزيارة هو القيام بـ«واجب التهنئة بزوال حكم الأسد، فحزبنا كان مرتبطاً بالثوار منذ عام 2011، ونعد أن نجاح الثورة يكتمل بتأكيد وحدة سوريا».

ويشير المصدر في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «البحث بتفاصيل العلاقات بين الدولتين سيتم بمرحلة لاحقة، خاصة أن النظام المقبل في سوريا يقرره الشعب السوري، مع العلم بأن الحزب واضح بوجوب إعادة النظر بالاتفاقيات التي كانت قائمة بين البلدين»، ويضيف: «أما دروز سوريا فجزء من النسيج الوطني، وهم لطالما كانوا مؤمنين بوحدة سوريا».

وبمقابل القطيعة والعداء بين الحزب «التقدمي الاشتراكي» ونظام الأسد في السنوات الـ13 الماضية، كان رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان، ورئيس حزب «التوحيد» وئام وهاب على أفضل علاقة معه.

وكان جنبلاط حليفاً للنظام السابق في سوريا، ومقرباً منه لسنوات طويلة، رغم اتهامه النظام بقتل والده كمال جنبلاط. لكن وبعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005، الذي اتهمه باغتياله أيضاً، تحولت العلاقة إلى عداء. وشنّ جنبلاط هجوماً عنيفاً في 14 فبراير 2007 في الذكرى الثانية لاغتيال الحريري، على الأسد فوصفه بـ«كذاب»، و«مجرم»، و«سفاح»، و«طاغية»، و«قرد»، و«أفعى». وتراجع جنبلاط عن معاداته للأسد في عام 2010، والتقى به في مارس 2010 في دمشق بمسعى لإعادة العلاقة إلى طبيعتها بينهما، لكن ومع اندلاع الثورة السورية بعد عام تحول جنبلاط لرأس حربة في دعم المعارضة السورية بوجه الأسد حتى سقوط نظامه في الثامن من الشهر الحالي.

وباشر الشرع رسم معالم حكومته الأولى بعد سقوط نظام الأسد، ومنح منصب وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة لحليف وثيق له من مؤسسي «هيئة تحرير الشام»، وهو أسعد حسن الشيباني، فيما ضم أول امرأة لحكومته هي عائشة الدبس التي خُصص لها مكتب جديد يُعنى بشؤون المرأة.

كما عَيّن مرهف أبو قصرة المعروف باسم «أبو حسن الحموي»، وزيراً للدفاع، وعزام غريب المعروف باسم «أبو العز سراقب» قائد «الجبهة الشامية» محافظاً لحلب.

وجاءت هذه التعيينات في وقت بدأت حكومات أجنبية اتصالاتها مع الحكم الجديد في دمشق، وغداة إعلان الولايات المتحدة أنها رفعت المكافأة التي كانت تضعها على رأس الشرع بتهمة التورط في الإرهاب، البالغة 10 ملايين دولار.

وأعلنت الإدارة الجديدة، الجمعة، عقب لقاء بين زعيمها الشرع ووفد دبلوماسي أميركي، أنها تريد المساهمة في تحقيق «السلام الإقليمي وبناء شراكات استراتيجية مميزة مع دول المنطقة». كما أعلنت دمشق أن سوريا تقف «على مسافة واحدة» من جميع الأطراف الإقليميين، وترفض أي «استقطاب».