مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

عصافير الجنّة

وجه رجل من ولاية ميشيغان الأميركية طعنات لطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات، واسم ذلك الوحش (توماس ماكيلان) وعمره 25 عاماً، وقد ذكر أمام المحكمة في مقاطعة إنغهام، أنه ضرب (أونا ميشيل) ثم جلس عليها وطعنها في الصدر، وقطع جثتها ووضعها في النار وشواها ثم أكلها لأنه كان جائعاً.
وحكموا عليه بالسجن المؤبد. وبما أنه في ولاية ممنوع فيها الحكم بالإعدام، فمعنى ذلك سوف يطلقون سراحه بعد 25 عاماً وهي نصف المدة، وإذا كان سلوكه حسناً مع السجانين فسوف يطلقون سراحه بعد 15 عاماً، عندما يكون في عز شبابه في الـ40 من عمره.
والمخجل أن أطباء علم النفس اعتبروه معقداً نفسياً، ويحتاج إلى علاج، وأن الحكم عليه بالسجن المؤبد كان قاسياً جداً، وتناسوا أنه لا كان مجنوناً ولا متخلفاً عقلياً، والدليل على ذلك أنه أكمل دراسته الجامعية.
أما المضحك فيتمثل في دولة مثل (فنزويلا) ممنوع فيها الإعدام، رغم جرائم القتل فيها يومياً بمعدل 53 جريمة، ولم تتفوق عليها سوى المكسيك التي تمنع الإعدام كذلك، وجرائم القتل 95 يومياً؛ أي بمعدل كل 15 دقيقة جريمة قتل.
وفي حادثة أخرى مشابهة، اسمحوا لي بأن أصدمكم بها قليلاً:
فقد لقي مسلح تركي، قتل طفلاً اسكوتلندياً بالرصاص، نفس المصير عقب قضاء نصف فترة العقوبة في السجن وإطلاق سراحه، وجاء القصاص له – يا سبحان الله - في يوم زفافه على يد شخص مجهول، بعد 6 أيام فقط من مغادرته السجن، وأحزنني والد الطفل عندما قال وهو يمسح دموعه: لقد اقتص لطفلي أعدل العادلين.
وتمنيت لو أن ذلك المجرم الأميركي الذي قتل الطفلة الأميركية وشواها وأكلها، كان في الفلبين تحت حكم الرئيس (دويترني) الذي ينفذ بنفسه الاقتصاص من أي مجرم، بأن يركبه معه مكبلاً بالأغلال في طائرة هليكوبتر، ثم يقذف به من علو شاهق إلى الأرض.
وأروع منها طريقة رئيس كوريا الشمالية (كيم جونغ أون)، عندما قدم أحد وزرائه كوجبة شهية لـ(120) كلباً من نوع (الدوبرمان) تم حرمانها من الطعام لمدة خمسة أيام، ليلتهموه على مدار خمس ساعات.
ولكن لا بد أن أعترف لكم بأنني من حيث المبدأ أكره أحكام الإعدام، إلا في الحالات القصوى، خصوصاً أن المولى قال: ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب.
غير أن نقطة ضعفي التي لا فكاك لي منها هي: (الأطفال)، الذين هم أحباب الله، وعصافير الجنة.