صرح 40 في المائة من المشاركين في استطلاع للرأي أجرته جمعية علم النفس الأميركية بأنهم اكتسبوا بعض الوزن الزائد خلال سنة الجائحة. كما رجحت دراسة صغيرة حديثة أن وزن الأميركيين زاد نحو كيلوغرامٍ واحدٍ خلال هذه الفترة.
تطبيق رائج
قد تعد الزيادة الطفيفة بالوزن مقبولة بعض الشيء نظراً للمخاوف الصحية الأكثر جدية المحيطة بنا، إلا أن أرقام عائدات تطبيق إنقاص الوزن «نوم» (Noom) ترجح أن الناس حريصون على العودة إلى قوامهم الذي كانوا عليه قبل الجائحة. فقد كشفت الشركة المطورة للتطبيق الذي أُطلق في 2016 أن عائداتها لعام 2020 بلغت 400 مليون دولار، أي ضعف عائداتها في العام الذي سبقه.
منذ انطلاقه، شهد تطبيق «نوم» نمواً نسبياً بالتزامن مع حملات ترويج نشيطة تقودها الشركة المطورة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وآيرلندا، ونيوزيلندا.
تأسس تطبيق «نوم» (كلمة «مون» Moon أي قمر في اللغة الإنجليزية، ملفوظة بشكلٍ معكوس) عام 2008، بشراكة بين رجلي الأعمال سايجو جيونغ الذي انتقل إلى نيويورك من كوريا في منتصف العقد الأول من القرن الحالي، وآرتيوم بيتاكوف، مهندس سابق في غوغل من أصول أوكرانية. وطوّر الشريكان في البداية نسخاً مختلفة من تطبيقات الرشاقة؛ أبرزها «كارديو تراينر» الذي تحول لاحقاً إلى «نوم». وتجدر الإشارة إلى أن جيونغ يتولّى حالياً الرئاسة التنفيذية للشركة، بينما يشغل بيتاكوف منصب الرئيس فيها.
عمل التطبيق
كيف يعمل تطبيق «نوم»؟ يطلب التطبيق من مستخدميه مراقبة أنفسهم وإدخال المعلومات المتعلّقة بما يتناولونه وقياس وزنهم يومياً وتذكر أهدافهم بانتظام، بالإضافة إلى دراسة ومراجعة تغذيتهم ودوافعهم وقراراتهم المتخذة، عبر دروس وأسئلة يومية أشبه بلعبة مدتها خمس دقائق. ويشير متحدثٌ باسم الشركة إلى أن هذه الفكرة تهدف إلى التخلص من العادات السيئة بمساعدة منهجية علمية تعتمد على مبادئ نفسية أبرزها العلاج السلوكي الإدراكي.
في حديث له مع مجلة «رولينغ ستونز»، قال أندرياس ميشاليدس، رئيس قسم علم النفس في «نوم»: «نركز على الغذاء والرشاقة والنوم والتعامل مع الضغوط لأن نقص أي واحد من هذه العناصر قد يؤدي إلى اضطراب النظام»، مشبهاً هذا النقص بقيادة سيارة بثلاث عجلات.
يدّعي «نوم» أنه يجمع بين الذكاء الصناعي والتدريب البشري ويقول إن جميع المستخدمين يتصلون عبره بشخصٍ حقيقي قبل أيامٍ قليلة من بداية برنامجهم، إلا أن مشتركين كثراً تذمروا من أن الإنسان المفترض الذي تواصلوا معه بدا في الواقع وكأنه روبوت. وتتألف القوى العاملة في «نوم» من 3000 مدرب، 90 في المائة منهم يعملون في وظيفة بدوامٍ كامل.
لحسن الحظ، لا يتضمن تطبيق «نوم» وإعلاناته أي عروض كصور القبلات، والوجبات المجمدة والعصائر المخفوقة قليلة السعرات الحرارية وأدوية خفض الوزن. علاوة على ذلك، لا يستهدف التطبيق النساء، أي الجنس الأكثر عرضة للانتقادات الجسدية، بشكلٍ غير متساوٍ.
يبلغ متوسط اشتراك العضوية الشهري في التطبيق 59 دولاراً، ويفرض على مشتركه الدفع مقابل الأشهر التي يحتاج إليها لتحقيق أهدافه فقط. يتوقع لكم التطبيق خسارة سلسة وصحية للوزن تتراوح بين نصف كيلوغرام وكيلوغرام واحد في الأسبوع. وإذا سارت الأمور حسب الخطة، يُفترض أن تكون خسارة الوزن المحققة مستدامة لأنكم ستصبحون أكثر دراية ووعياً بنظامكم الغذائي.
نظام غذائي
ما هو نظام «نوم» الغذائي؟ ينجذب الزبائن لتطبيق «نوم» لأنه يعدهم بتعليمهم أموراً عن أنفسهم وأفكارهم وميولهم.
يثني خبراء التغذية أيضاً على التطبيق لأنه يساعد الناس على خسارة الوزن من خلال تناول كمية أقل من الطعام واستهلاك المزيد من السعرات الحرارية المغذية يومياً، رغم أن المقاربة التي يعتمدها البرنامج قد تكون سبباً في انتكاسة أي شخص عانى في الماضي من اضطرابٍ غذائي.
يعتمد برنامج «دبليو دبليو» (WW) الذي كان يُعرف باسم «ويت واتشرز» Weight Watchers على نظام «تسجيل النقاط»، بينما يستخدم «نوم» نظام رموز لونية لترشيد القرارات المتعلقة بتناول الطعام.
يشير نظام «نوم» إلى أن الأطعمة قليلة السعرات الحرارية و/أو الخيارات الغذائية الغنية بالمغذيات يجب أن تشكل نسبة 30 في المائة من استهلاككم اليومي، ويضع الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة وخبز الحبوب الكاملة والـ«توفو» ومشتقات الألبان الخالية من الدسم في خانة الأطعمة «الخضراء».
يمكن للأطعمة الوسطية التي تتضمن مشتقات الألبان الخالية من الدسم والفاصولياء السوداء وصدر الدجاج والتونة، وسمك السلمون، والكسكس، وموز الجنة (المخصص للطبخ)، ونودلز (معكرونة) الأرز، والبقوليات، والأفوكادو، أن تشكل 45 في المائة من استهلاككم اليومي للسعرات الحرارية.
وأخيراً، يجب ألا تتعدى المساهمة اليومية للأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية و/أو الأطعمة قليلة الأغذية نسبة 25 في المائة من نظامكم الغذائي، ومنها زبدة المكسرات وزيت الزيتون والخبز العربي، والتورتيلا بالطحين، إلى جانب الخيارات المغرية كالنبيذ الأحمر والأطعمة السكرية والبيتزا، والبرغر، والبطاطا المقلية.
ولكن ازدهار هذا النوع من الأعمال خلال الجائحة لا يعني أن الناس يهتمون بالشكل الخارجي فحسب. فقد كشف ميشاليدس، خلال حديثه مع «رولينغ ستونز»، أن الشركة لاحظت وبوتيرة متزايدة خلال الجائحة «اختيار أهدافٍ مرتبطة بتفادي النتائج الصحية السلبية المتصلة نظرياً بمخاطر الوزن الزائد».
صحيح أن «نوم» لم يحقق بعد الشهرة التجارية التي بلغتها تطبيقات أخرى كـ«بيلوتون» و«فيتبيت»، ولكنه حُمّل في أكثر من 100 بلد وقدّم نسخاً محلية في اليابان والصين وألمانيا، وإسبانيا، والمملكة المتحدة.
وكانت الشركة قد أعلنت أخيراً نيتها التوسع لتشمل الأسواق التجارية المربحة كبرامج خسارة الوزن وارتفاع ضغط الدم والسكري. وكشف متحدث باسم «نوم» أن «نوم للأعمال» أصبحت أولوية. تدّعي «نوم»، التي لا تزال شركة خاصة تدرس ملايين العروض ولا تملك خططاً واضحة حتى الساعة، أن لديها «ملايين» الزبائن.
* «فاست كومباني»
- خدمات «تريبيون ميديا»