«ما قبل السكري»... حالة «صامتة» ضارة بصحتك

ضرورة الرصد المبكر لها لتفادي حدوث المرض

«ما قبل السكري»... حالة «صامتة» ضارة بصحتك
TT

«ما قبل السكري»... حالة «صامتة» ضارة بصحتك

«ما قبل السكري»... حالة «صامتة» ضارة بصحتك


يمكن لرصد حالة «مقدمات مرض السكري» (ما قبل السكري) مبكراً المعاونة في تجنب الإصابة بالمرض ذاته، وعدد من المشكلات الصحية الأخرى على المدى الطويل.
- « ما قبل السكري»
تعيش الكثير من السيدات مع مخاطرة صحية غير مرئية ـ و«ما قبل السكري» prediabetes، حالة ترتفع في إطارها معدلات السكر في الدم، لكن ليس إلى مستوى مرتفع بما يكفي لتصنيفها بوصفها مرض السكري.
في هذا الصدد، قال د. أسامة حمدي، البروفسور المساعد بكلية الطب التابعة لجامعة هارفارد ومدير البرنامج الإكلينيكي للبدانة داخل «مركز جوسلين لمرض السكري»: «رغم أن داء السكري يصيب واحداً من بين كل ثلاثة بالغين، فإن تسعة من كل 10. مصابون بهذا الداء».
وفي الوقت الذي لا تسبب مقدمات السكري أعراضا، فإنها قد تعصف بحالتك الصحية في صمت. وأوضح د. حمدي أن الأشخاص الذين يعانون من مقدمات السكري يواجهون نفس المستوى من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
وخلص تحليل نشرته دورية «المجلة الطبية البريطانية» في 18 يوليو (تموز) إلى أن مقدمات السكري تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 15 في المائة، وكذلك مخاطر الوفاة بأي سبب آخر بنسبة 13 في المائة عن المتوسط، وذلك خلال فترة متابعة للحالات بلغت في المتوسط قرابة 10 سنوات. وكانت مخاطر الوفاة المبكرة أعلى عن ذلك في الأفراد الذين يعانون مقدمات السكري والذين يعانون من تراكم ترسبات ضارة بالفعل في شرايينهم. وواجه هؤلاء الأشخاص مخاطر أعلى بنسبة 36 في المائة للوفاة خلال فترة متابعة بلغت ثلاث سنوات فقط. علاوة على ذلك، ربما تتسبب المستويات المرتفعة من سكر الدم التي تحدث في مقدمات السكري في الإضرار بالأوعية الدموية خلف العين (حالة تعرف باسم اعتلال الشبكية)، والتي يمكن أن تتسبب في فقدان البصر.
- ارتفاع مخاطر السكري
وفي حال عدم علاج حالة «ما قبل السكري»، فإنها غالباً ما تتطور إلى داء السكري الكامل، أي الحالة التي لا تستطيع فيها خلايا الجسم امتصاص الغلوكوز (السكر) من الدم على النحو المناسب. ويمكن أن يؤدي الارتفاع الناتج عن ذلك في مستويات السكر في الدم إلى المزيد من المشاكل الصحية. وبالإضافة إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية وفقدان القدرة على الإبصار، فإن مرضى السكري أيضاً أكثر عرضة لمشاكل الكلى والالتهابات.
في هذا السياق، شرح د. حمدي أن: «ما يتراوح بين 15 في المائة و30 في المائة ممن يعايشون حالة «ما قبل السكري» يصابون بداء السكري في غضون خمس سنوات».
- رصد الحالة لدى النساء
إذن، كيف يمكن للمرء التعرف على ما إذا كان يواجه مخاطر الإصابة بمقدمات السكري وأنه يتعين عليه إجراء فحوصات؟ هنا، أكد د. حمدي أن أي شخص يعاني أو يمر بواحد من العوامل التالية ينبغي له إجراء اختبارات صحية:
- زيادة في الوزن تصنف باعتبارها وزنا زائدا أو بدانة.
- تاريخ أسري يتعلق بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بين أقارب الدرجة الأولى، مثل أحد الوالدين، أو شقيق.
- تاريخ طويل من عدم انتظام الدورة الشهرية، أحياناً ما يرتبط بحالة تعرف باسم متلازمة تكيس المبايض.
- ظهور علامات على مقاومة الأنسولين على جلدك، بما في ذلك البقع الداكنة في منطقة الإبط أو التجاعيد في رقبتك (التي تشير إلى حالة تسمى الشواك الأسود acanthosis nigricans) أو مجموعات عديدة من الزوائد الجلدية.
- الإصابة بسكري الحمل أثناء الحمل.
- ولادة طفل يتجاوز وزنه 9 أرطال (4 كلغم تقريبا).
من ناحية أخرى، عادة ما يتخذ اختبار مقدمات السكري صورتين. بخصوص النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، والمعرضات بشكل خاص لخطر الإصابة بمقدمات السكري ومرض السكري، فإنه ينبغي لهن استشارة طبيبهن لقياس مستويات الهيموغلوبين «إيه 1 سي». ويقيس هذا الاختبار معدلات السكر في الجزيئات داخل خلايا الدم، ويمكن أن يوفر للطبيب فكرة عن مستويات السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة السابقة.
في هذا الصدد، أشار د. حمدي إلى أنه: «إذا بلغت قياسات «إيه 1 سي» ما بين 5.7 في المائة و6.4 في المائة، فإن هذا يشير للإصابة بمقدمات السكري».
ومن بين المؤشرات الأخرى لمقدمات السكري وجود مستوى من السكر في الدم في حالة الصيام ما بين 100 إلى 125 مليغراما لكل ديسيلتر أو قراءة 140 إلى 199 مليغراما/ ديسيلتر بعد ساعتين من تناول مشروب يحوي 75 غراماً من الغلوكوز (عملية يطلق عليه اختبار تحمل الغلوكوز).
- تفادي مرض السكري
إذا كان الشخص مصاباً بمقدمات السكري، فإن الإصابة بمرض السكري ليست نتيجة حتمية، وإنما يبقى بإمكانه وقاية نفسه منه. وتتمثل الطريقة المثلى لإنجاز ذلك في اتباع أسلوب حياة صحي على نحو أكبر.
وأشار د. حمدي إلى أن البرنامج الوطني للوقاية من مرض السكري أظهر أن الأشخاص الذين كانوا يعانون من مقدمات السكري والذين تبنوا تغييرات مكثفة في نمط الحياة قللوا من احتمالية الإصابة بمرض السكري خلال السنوات الثلاث التالية بنسبة 58 في المائة. وأعرب عن اعتقاده بأن النهج الأكثر فعالية هو صياغة برنامج لإدارة الوزن يجمع بين استشارات التغذية، و150 دقيقة على الأقل من التمارين الرياضية أسبوعياً، ومجموعة متنوعة من التعديلات السلوكية المعرفية، مثل تعلم استراتيجيات الحد من التوتر واعتماد عادات غذائية صحية يمكنك تحملها على المدى الطويل.
في الواقع، لست بحاجة إلى إنقاص الكثير من الوزن لإحداث فرق في مواجهة خطر الإصابة بمرض السكري، ذلك أن البالغين المعرضين لخطر الإصابة بالسكري على نحو بالغ والذين فقدوا 5 في المائة إلى 7 في المائة فقط من وزن الجسم الأولي - أي ما يقرب من 8 إلى 11 رطلاً (3.6 - 5 كلغم) للمرأة التي تزن 160 رطلاً (72.5 كلغم) - قللوا من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 58 في المائة.
- رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة » خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

صحتك تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

كشفت دراسة حديثة أن استهداف العصب الذي غالباً ما يكون مبهماً يؤدي إلى تحسين معدل نجاح العلاج بالتبريد والعلاج بالترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن.

صحتك هل يمكن الوقاية من النوع الأول للسكري؟

هل يمكن الوقاية من النوع الأول للسكري؟

من المعروف أن مرض السكري من النوع الأول يُعد أشهر مرض مزمن في فترة الطفولة. لكن يمكن حدوثه في أي فترة عمرية.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم

5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم

إحدى الحقائق التي يجدر ألّا تغيب بأي حال من الأحوال عن مرضى ارتفاع ضغط الدم، هي أن المشكلة الرئيسية طويلة الأمد لارتفاع ضغط الدم

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك جهاز قياس مستوى السكر بالقرب من أنواع الغذاء الصحي (غيتي)

المخاطر الخفية لـ«ما قبل السكري»

يعاني نحو 98 مليون أميركي -أكثر من واحد من كل ثلاثة- من حالة «ما قبل السكري» (مقدمات السكري - prediabetes)

ماثيو سولان (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك الدكتور هاني جوخدار وكيل وزارة الصحة لـ«الصحة العامة» في السعودية (الشرق الأوسط)

السعودية تدفع لتنفيذ منهجية موحدة لـ«مقاومة مضادات الميكروبات» في العالم

كشف المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات تحت شعار «من الإعلان إلى التنفيذ»، عن تأثير مقاومة «الوباء الصامت» على الاقتصاد.

إبراهيم القرشي (جدة)

5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم

5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم
TT

5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم

5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم

إحدى الحقائق التي يجدر ألّا تغيب بأي حال من الأحوال عن مرضى ارتفاع ضغط الدم، هي أن المشكلة الرئيسية طويلة الأمد لارتفاع ضغط الدم تتمثل بشكل رئيسي في الآثار السلبية المُتلفة لعدد من أعضاء الجسم.

تغيرات بنيوية في الأعضاء

والواقع أن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى حدوث تغيرات بنيوية في عدد من الأعضاء، ما يؤدي إلى خلل في وظائفها المهمة. ويفيد باحثون من كلية طب جامعة بوسطن بالقول: «قد أظهرت العديد من الدراسات حتى الآن العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم وأنواع مختلفة من تلف الأعضاء الناجم عن ارتفاع ضغط الدم Hypertension-Mediated Organ Damage. وما لم يتم علاجه، يتطور المرض والتدهور في تلك الأعضاء المستهدفة تدريجياً من عدم ظهور الأعراض إلى ظهور الأعراض. وهذا ما يؤدي في النهاية إلى حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل واضح.

وتوصي إرشادات ارتفاع ضغط الدم الحالية بتقييم تلف الأعضاء الناجم عن ارتفاع ضغط الدم ضمن خطوات التقييم والمتابعة الإكلينيكية الروتينية لجميع المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. كما يؤثر تلف الأعضاء الناجم عن ارتفاع ضغط الدم على استراتيجيات الإدارة العلاجية لهؤلاء الأفراد.

مبادئ توجيهية

ومن ناحية أخرى، قد يكشف ذلك التلف في تلك الأعضاء عن وجود حالة مرض ارتفاع ضغط الدم، قبل أو من دون ظهور أي أعراض تدل على ارتفاع ضغط الدم؛ أي وجود مرض ارتفاع ضغط الدم غير المشخص.

وأضافوا: «تؤكد المبادئ التوجيهية الوطنية والدولية لارتفاع ضغط الدم على أهمية فحص الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بحثاً عن وجود تلف في الأعضاء الطرفية المُستهدفة بالضرر. وخاصة القلب والدماغ وشبكية العين والكلى والأوعية الدموية».

كما توضح مجموعة كبيرة من المصادر الطبية أن وجود تلف بنيوي أو تدهور وظيفي في أحد تلك الأعضاء المستهدفة بالضرر، أمرٌ يلعب دوراً محورياً في إدارة معالجة ومتابعة الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم في وقت تشخيصهم وأثناء المتابعة. وذلك لأن وجوده (أي تضرر تلك الأعضاء) قد يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية CVD لدى الفرد.

وعلى سبيل المثال، قد يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من درجة خطر منخفض إلى درجة خطر متوسط. كما أن وجود هذا الأمر (أي التدهور في الأعضاء المستهدفة بالضرر) يشير إلى الحاجة لبدء علاج خفض ارتفاع ضغط الدم لدى الأفراد الأصغر سناً الذين قد يكونون لا يعانون إلّا من ارتفاع ضغط الدم بشكل خفيف. وهم الذين عادة قد لا يتم علاجهم بالأدوية. وعلاوة على ذلك، فإن وجود الضرر في العديد من تلك الأعضاء في الشخص نفسه، يمكن أن يثير الشك في وجود سبب متقدم لارتفاع ضغط الدم، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

أمراض القلب

وإليك الحقائق التالية عن تلك الأعضاء المستهدفة بالضرر نتيجة ارتفاع ضغط الدم، وهي:

1. تضرر القلب. يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يسبب كثيراً من أوجه الضرر على أجزاء القلب المختلفة. ومنها ما يلي:

- مرض الشريان التاجي. حيث يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يسبب زيادة تراكم الدهون والكولسترول في جدران الشرايين التي تمد عضلة القلب بالدم، وبالتالي نشوء تضيُّق وتضرر في عملها على توصيل الكميات اللازمة من الدم إلى عضلة القلب.

ويُعرَف هذا الضرر بمرض الشريان التاجي. وقد يسبب انخفاض تدفق الدم إلى القلب آلاماً في الصدر، ويُطلَق عليها ذبحة صدرية. كما قد يكون سبباً محورياً في حصول انسداد تام في جريان الدم من خلالها، ما يؤدي بشكل مفاجئ إلى نوبة الجلطة القلبية. ويمكن أن تؤدي أيضاً تلك التضيقات والتضرر الذي أصاب عضلة القلب جرّاءها، إلى عدم انتظام ضربات القلب، ويُطلَق عليه اضطراب النظم القلبي.

- فشل وعجز القلب. يتسبب ارتفاع ضغط الدم المستمر والعالي ولفترات طويلة، في إجهاد وإنهاك عضلة القلب؛ لأن وجود ارتفاع ضغط الدم بتلك الصفات يفرض على عضلة القلب أن تنقبض بقوة مُنهكة طوال الوقت. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف عضلة القلب أو تيبسها وعدم تأديتها وظيفتها كما ينبغي. ويبدأ القلب المُجهَد في الفشل بالتدريج.

- تضخم القلب الأيسر. يدفع ارتفاع ضغط الدم القلب إلى العمل بقوة أكبر من اللازم من أجل ضخ الدم لبقية الجسم. وهذا يسبب زيادة سُمك حجرة القلب السفلية اليسرى، التي يُطلَق عليها البطين الأيسر، وتضخمها. أي أن ما يؤدي إلى تضخم عضلة القلب هو مشابه لتضخم عضلات العضد عند بدء إجراء القوة لتكبير حجم عضلات الجسم. وبالتالي يزيد سُمك جدار البطين الأيسر وتضخمه، ما يرفع من احتمال الإصابة بنوبة قلبية والفشل القلبي؛ لأن العضلة المتضخمة في حجمها تتطلب تزويدها بكميات أكبر من الدم عبر الشرايين التاجية، مقارنة بعضلة القلب ذات الكتلة الطبيعية وغير المتضخمة. ويزيد أيضاً من احتمال التعرض للوفاة عندما يتوقف القلب فجأة عن النبض، وهو ما يُطلَق عليه موت القلب المفاجئ.

الدماغ

2. تضرر الدماغ. ما يجدر استحضاره في الذهن أن الدماغ يعتمد على تدفق الدم المغذي له لكي يؤدي وظائفه بشكل صحيح، ولكي يكون المرء في مزاج نفسي جيد ومريح. وحينما لا يتم تزويد الدماغ بالدم الكافي، أو يتم تزويده بالدم باندفاع عالٍ (عند ارتفاع ضغط الدم)، فإن الاختلالات في عمل الدماغ تظهر؛ ولذا يفيد أطباء «مايو كلينك» بالقول: «من الممكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إصابة الدماغ بما يلي:

- النوبة الإقفارية العابرة (TIA). ويُطلق عليها أحياناً السكتة الدماغية العابرة. وتحدث النوبة الإقفارية العابرة عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ لفترة وجيزة، ويمكن أن تسببها الإصابة بتصلّب الشرايين أو جلطات الدم الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم. وفي أغلب الحالات، تكون النوبة الإقفارية العابرة علامة تحذيرية على الإصابة بسكتة دماغية كاملة.

- السكتة الدماغية (Stroke). تحدث السكتة الدماغية عند عدم حصول جزء من الدماغ على ما يكفي من الأكسجين والعناصر المغذية، أو قد تحدث عند وجود نزيف في الدماغ أو حوله. وتؤدي هذه المشكلات إلى موت خلايا الدماغ. وقد تتعرّض الأوعية الدموية التي تضررت من ارتفاع ضغط الدم للتضيّق أو التمزّق أو تسرّب الدم منها. ومن الممكن أن يُسبب ارتفاع ضغط الدم أيضاً تكوُّن جلطات الدم في الشرايين المؤدية إلى الدماغ. وقد تمنع هذه الجلطات تدفق الدم إليه، ما يزيد من احتمالات الإصابة بسكتة دماغية.

- الخَرَف. يمكن أن يُقلِّل تضيّق الشرايين أو انسدادها من تدفق الدم إلى الدماغ. ويمكن أن يسبب هذا نوعاً معيناً من الخَرَف، يسمى الخَرَف الوعائي. كذلك يمكن أن يحدث الخَرَف الوعائي نتيجة التعرّض لسكتة دماغية واحدة أو عدة سكتات دماغية صغيرة تمنع تدفق الدم إلى الدماغ.

- القصور الإدراكي البسيط. تحدث في هذه الحالة مشكلات بسيطة بعض الشيء في الذاكرة أو اللغة أو التفكير لدى المريض مقارنةً بالبالغين الآخرين في العُمر نفسه. ولكن هذه التغيرات لا تكون كبيرة لدرجة تأثيرها على حياته اليومية، مثلما يحدث في حال الخَرَف. وقد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى الإصابة بالقصور الإدراكي البسيط».

الكلى

3. تضرر الكلى. المهمة الرئيسية للكلى العمل على تنقية السوائل الزائدة والفضلات من الدم، إضافة إلى إنتاج عدد من المركبات الكيميائية المهمة للجسم. وهي عمليات تتطلب وجود أوعية دموية صحية وتعمل بكفاءة، كي يتم توصيل الدم إلى الكليتين لتنقيته بشكل متواصل، وكي تحافظ أنسجة الكليتين على حيويتها لتقوم بإنتاج تلك المركبات الكيميائية. ويمكن لارتفاع ضغط الدم أن يتلف كلاً من الأوعية الدموية الموجودة في داخل الكليتين والأوعية التي توصل الدم إليها. وعندما توجد أمراض أخرى مصاحبة لارتفاع ضغط الدم (مرض السكري، وارتفاع الكولسترول)، فإن الضرر سيتفاقم على الكليتين.

وبالتالي فإن وجود الأوعية الدموية التالفة يمنع ويعيق قدرات الكلى على تنقية الدم من الفضلات بفاعلية. ومن ثم يؤدي ذلك إلى تراكم مستويات خطرة من السوائل وفضلات السموم في الجسم. وعندما لا تؤدي الكلى وظيفتها بشكل كافٍ من تلقاء نفسها، تُعرَف هذه الحالة الخطيرة بالفشل الكلوي. وقد يشمل العلاج غسيل الكلى أو زرع الكلى. ويُعد ارتفاع ضغط الدم أحد أكثر الأسباب شيوعاً لحدوث الفشل الكلوي على مستوى العالم.

تلف الأعضاء يشمل الكلى والعين إضافة إلى الأوعية الدموية والقلب والدماغ

الشرايين والعينان

4. تلف الشرايين. يوضح أطباء «مايو كلينك» هذا الجانب بقولهم: «يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم، أو فرط ضغط الدم، إلى تضرر الجسم ببطء على مدار عدة سنوات قبل ظهور الأعراض. وتتميز الشرايين السليمة بالمرونة والقوة والليونة. وتكون بطانتها الداخلية ملساء، ومن ثمّ يتدفق الدم بسهولة مزوداً الأعضاء الحيوية والأنسجة بالعناصر المغذية والأكسجين. ومع مرور الوقت، يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة ضغط الدم المتدفق في الشرايين، على جدرانها. وقد يُسبب ذلك ما يلي:

- تضرر الشرايين وتضيّقها. قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تضرر خلايا البطانة الداخلية للشرايين. وعندما تدخل دهون الطعام إلى مجرى الدم، فإنها قد تتراكم في الشرايين المتضررة. وبمرور الوقت، تصبح جدران الشريان أقل مرونة، ما يحد من تدفق الدم في الجسم.

- تمدد الأوعية الدموية. مع مرور الوقت، قد يُسبب الضغط المستمر للدم المتدفق عبر شريان ضعيف انتفاخ جزء من جدار الشريان، وتُعرف هذه الحالة بتمدد الأوعية الدموية. قد ينفجر الوعاء الدموي المتمدد مسبباً نزيفاً داخل الجسم قد يُهدد الحياة. وقد يُصيب تمدد الأوعية الدموية أي شريان، لكنه أكثر شيوعاً في الشريان الأورطي، وهو أكبر شريان في الجسم.

5. تضرر العينين. تلخص المصادر الطبية ضرر العينين جراء الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم بالقول: «قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إتلاف الأوعية الدموية الدقيقة والحساسة التي تزود العينين بالدم، ما يسبب:

- تلف الأوعية الدموية في الشبكية، ويُطلَق عليه أيضاً اعتلال الشبكية. والشبكية هي طبقة من الخلايا التي تعمل على استشعار الضوء في الجدار الخلفي للعين. ويمكن للتلف الذي يلحق بالأوعية الدموية في الشبكية أن يؤدي إلى نزيف في العين، وتَغَيُّم الرؤية وفقدان البصر بالكامل. وتزيد الإصابة بالسكري مع ارتفاع ضغط الدم من احتمال اعتلال الشبكية.

- تراكم السوائل تحت الشبكية، ويُطلَق عليه أيضاً اعتلال المشيمية. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى تشوش الرؤية أو تندُّب في بعض الأحيان يضعف الرؤية.

- تلف الأعصاب، ويُطلَق عليه أيضاً الاعتلال العصبي البصري. يمكن أن تؤدي إعاقة تدفق الدم إلى تلف العصب الذي يرسل إشارات ضوئية إلى الدماغ، والذي يُعرف باسم العصب البصري. وقد يؤدي هذا التلف إلى حدوث نزيف في العين أو فقدان البصر.

* استشارية في «الباطنية»