الرئيس الصيني يدعو إلى تدابير «أكثر حزماً» في مواجهة «كورونا»

في أول ظهور علني منذ انتشار الفيروس

الرئيس الصيني شي جينبينغ يلتقي عدداً من السكان المحليين (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ يلتقي عدداً من السكان المحليين (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الصيني يدعو إلى تدابير «أكثر حزماً» في مواجهة «كورونا»

الرئيس الصيني شي جينبينغ يلتقي عدداً من السكان المحليين (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ يلتقي عدداً من السكان المحليين (أ.ف.ب)

تزامناً مع وصول فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية إلى الصين، ظهر الرئيس الصيني شي جينبينغ اليوم (الاثنين) علناً للمرة الأولى منذ بدء انتشار فيروس «كورونا» المستجد واضعاً قناعاً للحماية، ودعا إلى اتخاذ تدابير «أكثر قوة وحزماً» ضدّ المرض الذي قضى حتى الآن على أكثر من 900 شخص.
وزار الرئيس الصيني مستشفى وحياً سكنياً في العاصمة بكين لمتابعة جهود مكافحة انتشار الفيروس الذي تجاوز عدد الإصابات به 40 ألفاً.
وفي تقرير طويل بث خلال نشرة أخبار المساء، تحدث شي عن الوضع في مدينة ووهان القابعة تحت حجر صحي بحكم الأمر الواقع منذ 23 يناير (كانون الثاني) مع مناطق عدة من مقاطعة هوباي، حيث يتركز العدد الأكبر من الإصابات. وقال: «لا يزال الوباء في هوباي وووهان خطيراً للغاية»، داعياً إلى اتخاذ «إجراءات أقوى وأكثر حزماً لوضع حد بصورة حاسمة لتفشي العدوى».
وقد اتخذت حكومته إجراءات جذرية منع بموجبها على سكان هوباي البالغ عددهم 56 مليون شخص من مغادرة المقاطعة. غير أنها تعرضت لانتقادات أيضاً لتأخرها في التصدي للداء واتهامها أول من حذروا منه بـ«نشر شائعات». وأثار موت أحدهم، وهو طبيب كان يبلغ من العمر 34 عاماً، الجمعة دعوات كبيرة لحرية التعبير.
وبحسب الصور التي بثها تلفزيون «سي سي تي في» العام، ظهر شي علناً للمرة الأولى ووجهه مغطى بقناع للوقاية بات وضعه أمراً منتشراً في الصين. وقيست حرارة جسده بعد ذلك بواسطة ميزان حرارة إلكتروني، وهو أمر أصبح إجراؤه رائجاً جداً في الأماكن العامة في الصين.
وظهر لاحقاً وهو يتكلم مع سكان الحي المقنعين أيضاً عن بعيد، بحسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
وتزامن الظهور العلني الأول لشي في الصين مع عودة خجولة للعمل الاثنين في الصين خارج المناطق التي يفرض فيها حجر صحي، لكن التلاميذ بقوا في بيوتهم، بينما سمحت شركات لموظفيها بالعمل من منازلهم.
وفي بكين كما شنغهاي، عادت حركة السير بشكل محدود الاثنين إلى الطرق، لكن الازدحام الذي تشهده هاتان المدينتان العملاقتان كان غائباً. وأشارت وسائل إعلام رسمية إلى أن نسبة ارتياد مترو بكين كانت أقل بخمسين في المائة من المعتاد خلال يوم عمل عادي في الأسبوع.
ونصحت بلدية شنغهاي الموظفين داخل المكاتب بعدم التجمع مع اعتماد ساعات عمل متداخلة وتفادي تناول الطعام بشكل مشترك بين الزملاء الذين عليهم أن يحافظوا على مسافة تزيد على متر بين واحدهم والآخر. كما فرض إطفاء أنظمة التهوئة.
وأسفر فيروس كورونا المستجد عن وفاة 908 أشخاص في الصين القارية، وفق آخر حصيلة صادرة عن السلطات الاثنين، مما يشير إلى استقرار في تفشي الداء.
وخلال الساعات الـ24 الماضية، سجلت 97 حالة وفاة في الصين القارية، 91 منها في هوباي. وأحصت الصين 3 آلاف إصابة جديدة. وتوفي سابقاً شخصان آخران خارج الصين، في الفلبين وهونغ كونغ.
وعالمياً، اتخذت بريطانيا الاثنين إجراءات لمكافحة فيروس «كورونا» يوضع بموجبها أشخاص يعانون من المرض في حجر صحي قسري إذا كانوا يشكلون خطراً على الصحة العامة.
ويعقد وزراء الصحة الأوروبيون اجتماعاً طارئاً الخميس في بروكسل لمناقشة سبل مكافحة الداء.
ويمكن أن تتزايد أعداد الإصابات خارج الصين مع انتقال العدوى إلى أشخاص لم يسافروا قط إلى الصين، كما حذر الأحد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية التي وصل فريق من خبرائها إلى الصين بعد موافقة سلطاتها، بغية تقديم المساعدة.


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الجيش الصومالي يُكبد حركة «الشباب» مزيداً من القتلى

صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية لإنهاء قوات الأمن الهجوم على فندق كيسمايو
صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية لإنهاء قوات الأمن الهجوم على فندق كيسمايو
TT

الجيش الصومالي يُكبد حركة «الشباب» مزيداً من القتلى

صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية لإنهاء قوات الأمن الهجوم على فندق كيسمايو
صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية لإنهاء قوات الأمن الهجوم على فندق كيسمايو

أعلن العميد أذوا راغي، قائد الجيش الصومالي، مقتل 20 من عناصر حركة «الشباب» المتطرفة في عملية عسكرية بإقليم هيران وسط البلاد، بينما أكد مسؤول صومالي أمني ارتفاع عدد الضحايا في الهجوم الذي تبنّته الحركة واستمر 6 ساعات في فندق بمدينة كيسمايو في الجنوب.
ونقلت «وكالة الصومال الرسمية» عن العميد راغي، أن قواته شنت عمليات عسكرية بالتعاون مع السكان المحليين في منطقة قارفو بإقليم هيران وسط البلاد، ما أسفر عن مصرع 20 من عناصر الحركة، مشيراً إلى تكثيف قوات الجيش عملياتها بهدف القضاء على الإرهاب، وإحباط هجمات المتمردين.
كما نقلت عن عبد الرحمن العدالة، نائب وزير الإعلام، مقتل أكثر من 100 من مقاتلي حركة «الشباب» من بينهم زعماء، بالإضافة إلى تدمير ترسانة ضخمة وكثير من السيارات المحملة بالمتفجرات في عمليات منفصلة نفذتها قوات الجيش ومن وصفهم بالأصدقاء الدوليين في منطقة شبيلي الوسطى خلال الـ48 ساعة الماضية.
وزار وفد ضم عسكريين وبرلمانيين ووزراء في ولاية هيرشبيلى أمس، مدينة محاس بمحافظة بلدويني، للاطلاع على الأوضاع الأمنية وتشجيع العمليات العسكرية الرامية إلى القضاء على فلول الحركة.
بدوره، أكد يوسف حسين عثمان، وزير أمن الدولة في جوبالاند، مقتل 9 مدنيين بينهم طلاب، وإصابة 47 آخرين في الهجوم الإرهابي على فندق كيسمايو. وأضاف في تصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الصومالية الرسمية» مساء أمس، أن «الجناة 4؛ انتحاري و3 مسلحين قتلوا بالرصاص في العملية من قبل القوات».
ونجحت قوات جوبالاند الأمنية، في إنهاء حصار فندق «توكل» في بلدة كيسمايو الساحلية وتحييد جميع عناصر حركة «الشباب» المتورطين، كما أنقذت عشرات المدنيين. وقالت الشرطة الصومالية إن إطلاق النار بدأ بعد اصطدام سيارة محملة بمتفجرات ببوابة الفندق.
وأعلنت حركة «الشباب» المرتبطة بـ«القاعدة» أنها نفذت الهجوم. وأوضح عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم عملياتها العسكرية، أن الجماعة مسؤولة عن الهجوم الذي كان يستهدف القائمين على إدارة ولاية جوبالاند، الذين يباشرون عملهم من الفندق.
وزعمت «إذاعة الأندلس» الناطقة بلسان الحركة، مقتل أكثر من 20 ضابطاً وجندياً وأعضاء آخرين من جوبالاند، وبثت رسالة موجزة من داخل الفندق أرسلها أحد المتورطين في الهجوم.
وكيسمايو هي العاصمة التجارية لولاية جوبالاند في جنوب الصومال، وتقع على بعد 500 كيلو متر جنوب مقديشو، وشكلت معقلاً للحركة المتطرفة التي جنت أرباحاً كبيرة من نشاط الميناء، ومصدراً رئيسياً لإيراداتها من الضرائب وصادرات الفحم والرسوم على الأسلحة وغيرها من الواردات غير القانونية، قبل أن تستولي ميليشيات محلية مدعومة من القوات الكينية على المدينة في 2012. ومؤخراً، قالت قوات الأمن الصومالية إنها حققت مكاسب على الأرض ضد حركة «الشباب» في الأسابيع الأخيرة بدعم من جماعات محلية، لكن الحركة التي طُردت من المدن الرئيسية في البلاد وبينها العاصمة مقديشو في 2011، ما زالت متمركزة في مناطق ريفية واسعة، لا سيما في جنوب البلاد. وبالإضافة إلى تمرد هذه الحركة، يعاني الصومال خطر مجاعة وشيكة بسبب أشد جفاف تشهده البلاد منذ أكثر من 40 عاماً، حيث تضرر 7.8 مليون شخص، أي ما يقارب نصف السكان من الجفاف، منهم 213 ألفاً معرضون لخطر المجاعة، وفقاً للأمم المتحدة.