«الفرح»... لوحات تنبض بالبهجة اللونية عبر استلهام روح «النوبة»

معرض يضم 22 عملاً يعكس تقاليد الجنوب المصري

سحر اللون الأبيض في فستان وطرحة العروس النوبية
سحر اللون الأبيض في فستان وطرحة العروس النوبية
TT

«الفرح»... لوحات تنبض بالبهجة اللونية عبر استلهام روح «النوبة»

سحر اللون الأبيض في فستان وطرحة العروس النوبية
سحر اللون الأبيض في فستان وطرحة العروس النوبية

«الفرح لذة تقع في القلب»... ليس ذلك مجرد تعريف، بل حالة فنية يمكن معايشتها ولمسها على أرض الواقع، مع زيارة معرض الفنانة التشكيلية المصرية نجاة فاروق، الذي تحتضنه دار الأوبرا المصرية حالياً، فلوحات المعرض تسمو بإحساس الفرح، وتشع حالة من الفرحة والبهجة اللونية، حيث تصل تلك الأحاسيس قمتها مع مراسم وعادات الزفاف.
اختارت الفنانة المصرية أن يكون إيقاعها هو الفرح، بعكس ما هو معتاد تشكيلياً من محاولة تجسيد حالات المعاناة والألم، واختارت «الفرح النوبي» على وجه الخصوص لتعبر من خلاله عن رؤيتها، في إطلالة فنية تأخذ المتلقي إلى هذه المنطقة من أرض مصر، الواقعة جنوباً على ضفتي نهر النيل، وإلقاء الضوء على عاداتها وتقاليدها وملامح ثقافتها الخاصة بالزفاف والأعراس.
«هذا المعرض دعوة للسعادة ودعوة للبهجة والأمل في الحياة»، وفق صاحبة المعرض التي تقول لـ«الشرق الأوسط»: «الفرح وما يرتبط به مثل الزغرودة وفستان الزفاف والورود وغيرها يعطي إحساساً قوياً لنا بالسعادة والبهجة، كما أنه بداية لحياة جديدة ليس للزوجين فقط بل للعائلتين أيضاً، فالتفوق الدراسي وتقلد أعلى المناصب وتحقيق النجاح أمنيات تتمناها الأسرة لأبنائها خاصة الفتيات، لكن أجمل سعادة هي لحظة ارتداء الفستان الأبيض، حيث تتولد معها حالة من السعادة تعم الجميع، فالجميع يسعد خلال العرس، لذا اخترت التعبير عن هذه الثيمة، لأنقل رسالة تقول إن أقصى سعادة لنا تتمثل في الفرح».
إلى النوبة، أرض الذهب، اتجهتْ التشكيلية المصرية لترسل هذه الرسالة من هناك. تقول: «أسافر إلى النوبة كل عام تقريباً، فالهوية أجدها دائماً تتمثل في الريف والصعيد، وفي النوبة كل ما هنالك يؤكد على الأصالة، ويعكس الروح المصرية، خاصة تلك المشاهد الجميلة التي تمتزج فيها الألوان، حيث الوجوه السمراء والملابس البيضاء ومن خلفهما الأزرق لون مياه النيل، وهذا العام كانت رحلتي إليها في شهر مارس (آذار) الماضي، لأصادف وقتها أفراحاً وأعراساً نوبية، وأحضر كثير من طقوسها، لذا عكفت على نقل مشاهد اللون وملامح الفرح بطريقتي الخاصة».
عبر 22 لوحة، يضمها معرض «الفرح»، يمكن للمتلقي أن يطوف في جولة نوبية «تسر الناظرين»، فالمرأة النوبية حاضرة بزينتها المميزة وإبداعها اليدوي من الحلي، والمنازل النوبية البسيطة والنظيفة تطل على الشوارع، تزينها الزخارف المميزة على حوائطها البيضاء.
كما ترتكز اللوحات على تواجد الموتيفات والرموز المستلهمة من البيئة النوبية، التي تشير إلى الأصالة والهوية المصرية، مثل السمكة والطيور والنجوم والهلال والزهور والأشكال النباتية والنقوش التراثية، وهي العناصر التي تركز عليها الفنانة في أعمالها دوما، وفق قولها.
أما الفرح فهو الأقوى حضوراً بصرياً، حيث ينفرد النوبيون بطقوس زفاف يغلب عليها الطابع الفلكلوري المبهج، فمنذ القدم يتميز أهالي النوبة في عادات وتقاليد الزواج التي تكون ذات طابع خاص، وإن كانت تشترك مع نظيرتها في الدلتا والصعيد بملامح متشابهة، فأعمال المعرض تنقل تقاليد الرقص النوبي في الأعراس، وطقوس ليلة الحناء التي تسبق ليلة الفرح، حيث مظاهر إعداد وتزيين العروس، وفستان العروس الأبيض وملابس الصديقات والأقارب، وعادات يوم «الصباحية» حيث يحضر الأهل الطعام والشربات والحلويات والمخبوزات للعروسين، وغيرها من المشاهد التي لا يخلو منها الفرح، والتي تعبر من خلالها صاحبة اللوحات عن مظاهر الفرحة والسعادة.
تنبض اللوحات بالبهجة اللونية، مع استلهام فاروق ألوانها من روح المكان. فسحر اللون الأبيض، لون الفستان والطرحة، يسيطر على مساحات واسعة، تجاورها مساحات أخرى تمزج بين الأحمر والأصفر والأزرق النيلي والبرتقالي والفيروزي، التي جاءت قوية لتعكس البهجة والتي عايشتها الفنانة بأرض النوبة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.