إعادة اكتشاف مبيد حشري تم استخدامه خلال الحرب العالمية الثانية

إعادة اكتشاف مبيد حشري تم استخدامه خلال الحرب العالمية الثانية
TT

إعادة اكتشاف مبيد حشري تم استخدامه خلال الحرب العالمية الثانية

إعادة اكتشاف مبيد حشري تم استخدامه خلال الحرب العالمية الثانية

أعادت دراسة لباحثين من جامعة نيويورك، نشرتها مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية، أمس، اكتشاف فاعلية مبيد حشري قوي استخدمه الألمان خلال الحرب العالمية الثانية، ثم اختفى أثره بعد هزيمتهم.
ولم يعترف المسؤولون العسكريون في دول التحالف الذي هزم ألمانيا، بفاعلية المبيد «»DFDT الذي استخدمه الجيش الألماني خلال الحرب للسيطرة على الحشرات في الاتحاد السوفياتي وشمال أفريقيا، ووصفوا الدراسات التي أجريت عليه، وأثبتت أن مفعوله أسرع وأقل تأثيراً على البيئة، بأنها «هزلية» و«غير كافية»، وذلك وفق وثائق مخابراتية نزعت عنها صفة السرية مؤخراً.
وخلال الدراسة الجديدة أعاد الباحثون اكتشاف هذا المبيد الذي وصل تصنيعه بعد الحرب إلى نقطة النهاية، وأثبتوا أنه بالفعل أسرع وأقل تأثيراً على البيئة من المبيد DDT «دي دي تي»، الذي كان يتم استخدامه من قبل القوات المسلحة الأميركية في أوروبا وجنوب المحيط الهادي، خلال الحرب. واستخدم المبيد «دي دي تي» خلال الحرب للقضاء على الحشرات الناقلة لمرض الملاريا، ووصفه ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، داخل البرلمان البريطاني بأنه «إكسير الحياة والمركب المعجزة»، لدوره في إنقاذ الآلاف من جنود في موقعة العلمين في الحرب العالمية، ولكن مع اكتشاف الآثار الضارة لهذا المركب على البيئة والحياة البرية، أصبح ممنوعاً من الاستخدام.
ومع مقاومة البعوض لمركب «البيرثرويد» المستخدم حالياً، بدأ مسؤولو الصحة العامة يشعرون بالقلق وأصبحت هناك مطالبات بإعادة النظر في استخدام الـ«دي دي تي»، ولكن تاريخه المثير للجدل وتأثيره البيئي يشجعان على الحاجة إلى مبيدات حشرية جديدة، قد يكون من بينها مبيد «»DFDT الألماني خلال الحرب العالمية الثانية.
ويقول بارت كاهر، أستاذ الكيمياء في جامعة نيويورك وأحد كبار مؤلفي الدراسة، في تقرير نشره موقع الجامعة بالتزامن مع نشرها: «رغم أن العالم السويسري بول مولر، الحائز على جائزة نوبل عام 1948 عن ابتكاره لمركب الـ(دي دي تي) القاتل للحشرات، أشار في خطابة أثناء تسلم الجائزة، إلى أن (دي إف دي تي )DFDT يجب أن يكون المبيد الحشري للمستقبل، لأنه يعمل بسرعة أكبر من (دي دي تي)، فإنه تم نسيانه إلى حد كبير ولم يكن معروفاً لعلماء الحشرات المعاصرين الذين قمنا باستشارتهم قبل إجراء البحث».
ويضيف: «قمنا خلال البحث باختبار فاعلية هذا المركب مع ذباب الفاكهة والبعوض، بما في ذلك أنواع البعوض التي تحمل الملاريا والحمى الصفراء وحمى الضنك وزيكا، ووجدنا أنه يقتل البعوض أسرع مرتين إلى أربع مرات من مركب (دي دي تي)»، مشدداً على أن «هناك حاجة إلى إجراء مزيد من البحوث لفهم أفضل للسلامة والتأثير البيئي لمركب (دي إف دي تي)».
وانتهى قائلاً: «تأكدنا أنه يقتل بشكل أسرع، ولكن يجب أن يدعم ذلك دراسات أخرى تجرى على تأثيراته البيئية».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.