مطالبات صينية بتحويل اليوان لعملة عالمية في خضم حرب التجارة

بنك التصدير والاستيراد الصيني يدعو إلى إصلاحات تهدف إلى تحويل اليوان لعملة عالمية (رويترز)
بنك التصدير والاستيراد الصيني يدعو إلى إصلاحات تهدف إلى تحويل اليوان لعملة عالمية (رويترز)
TT

مطالبات صينية بتحويل اليوان لعملة عالمية في خضم حرب التجارة

بنك التصدير والاستيراد الصيني يدعو إلى إصلاحات تهدف إلى تحويل اليوان لعملة عالمية (رويترز)
بنك التصدير والاستيراد الصيني يدعو إلى إصلاحات تهدف إلى تحويل اليوان لعملة عالمية (رويترز)

دعت رئيسة مجلس إدارة بنك التصدير والاستيراد الصيني هو شياو ليان للإسراع بخطى إصلاحات تهدف لتحويل العملة الصينية لعملة عالمية، وحذرت من أن مخاطر خارجية مرتبطة بالحماية التجارية العالمية قد تضر بالقطاع المالي.
وأضافت هو أمس: «أقيمت حواجز فيما يخص التجارة والاستثمار والتعاون بين الشركات وتبادل التكنولوجيا وما إلى ذلك، وهذا يجعلنا فعليا نخشى أن يتضرر القطاع المالي، وهو الدماء التي تغذي الاقتصاد وداعم وضامن مهم للعولمة، من هذا التيار المعاكس».
وتخوض الصين حربا تجارية مع الولايات المتحدة أدت لتبادل البلدين فرض رسوم على سلع بمئات المليارات من الدولارات. كما شددت الإدارة الأميركية الرقابة على الشركات الصينية، بما في ذلك عملاق الاتصالات شركة هواوي التي منعت من دخول السوق الأميركية وقيدت فعليا قدرتها على شراء التكنولوجيا الأميركية.
وقالت هو إن تغير بيئة التجارة والاستثمار يشير إلى حاجة البلاد للتخطيط أفضل لمواجهة أي مشكلات محتملة. وأضافت: «أعتقد أن خطى تحويل اليوان لعملة عالمية ينبغي أن تتحرك بوتيرة أسرع».
وتعرضت عملية تحويل العملة الصينية لعملة عالمية لانتكاسة منذ 2016 بسبب قيود حكومية أكثر صرامة للحد من نزوح رأس المال للخارج في ظل ضعف اليوان. وأكدت هو على الحاجة لتعزيز قدرة القطاع المالي الصيني ككل على المنافسة كشرط مسبق كي تصبح العملة الصينية عالمية، بما في ذلك جهود تحديث المؤسسات المالية والتوسع في الانفتاح والتحديث المالي وإزالة التشوهات في تسعير القروض.
ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه مسؤولون أميركيون أن العمل جار لتحديد موعد لإجراء محادثات تجارية رفيعة المستوى مع الصين الأسبوع المقبل عبر الهاتف، لكن حتى الآن لم تتم جدولة أي لقاء لمسؤولين أميركيين وصينيين وجها لوجه.
وتأتي الجهود الرامية للإعداد لجولة جديدة من المحادثات، بعد أسبوع من اجتماع الرئيس دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جينبينغ في اليابان واتفاقهما على استئناف مفاوضاتهما المتعثرة.
لكن بكين هذا الأسبوع لم تظهر أي إشارة على تليين موقفها؛ حيث أعلنت وزارة التجارة الخميس أن أي قرار يتطلب من واشنطن رفع الرسوم التي فرضتها على الواردات الصينية العام الماضي.
وقال لاري كودلو كبير المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض لشبكة «فوكس بزنس نتوورك» الجمعة: «أعرف أنهم يعملون على تحديد موعد لما يسمى بالاجتماعات وجها لوجه. هذا سيحدث». وأضاف: «لا أعرف ما إذا كان هذا سيتم الأسبوع المقبل. أعتقد أن المكالمات الهاتفية هي في هذا الأسبوع، لكنّ المحادثات وجها لوجه قد تحتاج أسبوعا آخر، لكنني لا أريد أن أذهب بهذا المنحى».
وأكد مسؤول في مكتب الممثل التجاري الأميركي لوكالة الصحافة الفرنسية أن الجهود جارية لتحديد موعد لإجراء اتصال بين كبار المفاوضين الأسبوع المقبل. في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» الجمعة أن المحادثات من المقرر أن تستأنف في بكين الأسبوع المقبل.
وتوقفت المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين منذ مايو (أيار)، عندما اتهم ترمب المفاوضين الصينيين بالتراجع عن التزامات أساسية تعهدوا بها خلال مفاوضات سابقة استمرت أشهراً.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
TT

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)

خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة، ما أضاف ضغوطاً على رئيس الوزراء الجديد للبلاد، لحشد المشرّعين المنقسمين لدعم جهوده للسيطرة على المالية العامة المتوترة.

وخفض التصنيف، الذي جاء خارج جدول المراجعة المنتظم لـ«موديز» لفرنسا، يجعل تصنيفها «إيه إيه 3» من «إيه إيه 2» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» للتحركات المستقبلية، أي 3 مستويات أقل من الحد الأقصى للتصنيف، ما يضعها على قدم المساواة مع تصنيفات وكالات منافسة «ستاندرد آند بورز» و«فيتش».

ويأتي ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسياسي الوسطي المخضرم، وحليفه المبكر فرنسوا بايرو كرئيس وزراء رابع له هذا العام.

وكان سلفه ميشال بارنييه فشل في تمرير موازنة 2025، وأطاح به في وقت سابق من هذا الشهر نواب يساريون ويمينيون متطرفون يعارضون مساعيه لتقليص الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو، التي كان يأمل في أن تكبح جماح العجز المالي المتصاعد في فرنسا.

وأجبرت الأزمة السياسية الحكومة المنتهية ولايتها على اقتراح تشريع طارئ هذا الأسبوع، لترحيل حدود الإنفاق وعتبات الضرائب لعام 2024 مؤقتاً إلى العام المقبل، حتى يمكن تمرير موازنة أكثر ديمومة لعام 2025.

وقالت «موديز» في بيان: «إن قرار خفض تصنيف فرنسا إلى (إيه إيه 3) يعكس وجهة نظرنا بأن المالية العامة في فرنسا سوف تضعف بشكل كبير بسبب التشرذم السياسي في البلاد، الذي من شأنه في المستقبل المنظور أن يقيد نطاق وحجم التدابير التي من شأنها تضييق العجز الكبير».

وأَضافت: «بالنظر إلى المستقبل، هناك الآن احتمال ضئيل للغاية بأن تعمل الحكومة المقبلة على تقليص حجم العجز المالي بشكل مستدام بعد العام المقبل. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تكون المالية العامة في فرنسا أضعف بشكل ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة مقارنة بسيناريو خط الأساس الخاص بنا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

وفتحت وكالة التصنيف الائتماني الباب لخفض تصنيف فرنسا في أكتوبر، عندما غيرت توقعاتها للبلاد من «مستقرة» إلى «سلبية».

وكان بارنييه ينوي خفض عجز الموازنة العام المقبل إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي من 6.1 في المائة هذا العام، مع حزمة بقيمة 60 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق وزيادات الضرائب. لكن المشرّعين اليساريين واليمينيين المتطرفين عارضوا كثيراً من حملة التقشف وصوتوا على إجراء حجب الثقة ضد حكومة بارنييه، مما أدى إلى سقوطها.

وقال بايرو، الذي حذر منذ فترة طويلة من ضعف المالية العامة في فرنسا، يوم الجمعة بعد وقت قصير من توليه منصبه، إنه يواجه تحدياً «شاقاً» في كبح العجز.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته أنطوان أرماند، إنه أخذ علماً بقرار «موديز»، مضيفاً أن هناك إرادة لخفض العجز كما يشير ترشيح بايرو. وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «إن ترشيح فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء والإرادة المؤكدة لخفض العجز من شأنه أن يوفر استجابة صريحة».

ويضيف انهيار الحكومة وإلغاء موازنة عام 2025، إلى أشهر من الاضطرابات السياسية التي أضرت بالفعل بثقة الشركات، مع تدهور التوقعات الاقتصادية للبلاد بشكل مطرد.

ووضعت الأزمة السياسية الأسهم والديون الفرنسية تحت الضغط، ما دفع علاوة المخاطر على سندات الحكومة الفرنسية في مرحلة ما إلى أعلى مستوياتها على مدى 12 عاماً.