علماء يطورون جزراً عائمة لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى وقود

منعاً لتغيّر المناخ

علماء يطورون جزراً عائمة لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى وقود
TT

علماء يطورون جزراً عائمة لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى وقود

علماء يطورون جزراً عائمة لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى وقود

أفاد علماء بأنّ إنشاء ملايين الجزر العائمة لتحويل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى وقود يمكن أن يساعد في حماية مناخنا من حرق الوقود الأحفوري وأنّ هذه الجزر المقترحة يمكن أن يجري تجميعها لإنشاء مرافق على نطاق واسع بغرض تعويض إجمالي الانبعاثات من الوقود الأحفوري في العالم.
طرح فريق من الباحثين من النرويج وسويسرا اقتراحاً بشأن «جزر الميثانول الشّمسية» ضمن بحث نشر بمجلة «PNAS» حيث أفاد العلماء بأن معظم متطلبات التكنولوجيا اللازمة لبناء هذه المنشآت موجود بالفعل وأنّه من خلال التوسع فيها في مناطق المحيطات الآمنة من الأمواج العالية والطقس السيئ يمكن تقليل الحاجة إلى الوقود الأحفوري بشكل كبير، وبالتالي الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري على مدى العقود المقبلة. حسب ما ذكرت مجلة «نيوزويك» الأميركية.
وأفاد الباحثون بأنّه «يتحتم على البشر الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري إن أرادو تجنب تغيّر المناخ بصورة خطيرة. ورغم ذلك، فإنّ ناقلات الطّاقة التي تعتمد على الكربون السائل غالباً ما تكون من دون بدائل عملية لتطبيقات التنقل الحيوية، إذ أنّ إعادة تدوير ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتحويله إلى وقود صناعي باستخدام الطاقة المتجددة من شأنه أن يوفر الطاقة من دون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون».
وفي تصريح لمجلة «نيوز ويك» الأميركية، قال القائم على الدراسة أندرياس بورغشولت، إنّ إحدى المشكلات الرئيسة المتعلقة بالطّاقة المتجدّدة تكمن في كيفية جعلها قادرة على المنافسة مع الوقود الأحفوري على نطاق واسع وأنّ العديد من محاولات جعل الطّاقة المتجدّدة خياراً عمليا قد طرحت، لكن أيا منها أثبت نجاحا بعد. أضاف الباحث أنّ «فكرة الجزر الشّمسية جاءت عندما طلبت الحكومة من الباحثين النرويجيين دفع مزارع الأسماك إلى الخارج لتصل إلى البحر المفتوح. لكنّ هذه الشّبكات تحتاج إلى الطّاقة الخاصة بها. ومنذ ذلك الحين اقترحنا الجزر المنتجة للطّاقة، ويتبقى تضمين تخزين الطّاقة في البحث».
اقترح الباحثون إنشاء الجزر العائمة على غرار مزارع الأسماك العائمة على نطاق واسع بحيث يستخدمون الخلايا الكهروضوئية التي يمكن أن تحوّل الطّاقة الشّمسية إلى كهرباء بغرض زيادة إنتاج الهيدروجين واستخراج ثاني أكسيد الكربون من مياه البحر. أضاف البحث أن الغازات المنتجة ستتفاعل بعد ذلك لتكوين ميثانول يمكن إعادة استخدامه كوقود، «يتم شحنه بسهولة إلى المستهلك النهائي».
وأفاد الفريق بأنّ سبعين جزيرة من تلك الجزر الاصطناعية ستشكّل منشأة واحدة تغطي مساحة نحو كيلومتر مربع (0.4 ميل مربع) وأنّه من الممكن وضع هذه المنشآت في المناطق التي لا يتخطّى ارتفاع الموج فيها سبعة أمتار، حيث تتضاءل احتمالات حدوث أعاصير ولا يتخطى عمق الماء 600 متر، ولذلك يمكن أن تستقر الجزر فوقها بشكل مناسب. جرى العثور على مواقع للمرافق بمختلف أنحاء العالم، أنسبها سواحل أميركا الجنوبية وأستراليا وجنوب شرقي آسيا.
وحسب تقديرات فريق العلماء فإنّ ناتج الطّاقة من 3.2 مليون جزيرة عائمة سيتجاوز إجمالي الانبعاثات العالمية من الوقود الأحفوري. ولا يزال الإنتاج بعيداً عن العمل ويعترف الفريق البحثي أنّ الاقتراح «طموح» وأنّهم يعملون حالياً على تطوير نماذج أولية للجزر العائمة. اختتم بورغشولت قائلا إنّ «التحدي الأكبر يكمن في تطوير جهاز واسع النّطاق لاستخراج ثاني أكسيد الكربون من مياه البحر. فهذه هي العملية الوحيدة التي لم يجر تطويرها بالكامل ضمن المنظومة، وكل شيء خلاف ذلك موجود بالفعل على مستوى صناعي».


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.