اكتشاف يحمي المراهقين من الإصابة بانفصام الشخصية

TT

اكتشاف يحمي المراهقين من الإصابة بانفصام الشخصية

يؤثر مرض انفصام الشخصية على أكثر من 21 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وفق تقرير لمنظمة الصحة العالمية في أبريل (نيسان) من العام الماضي، الأمر الذي يدفع الباحثين إلى محاولة فهم هذا المرض، الذي يسبب حالات تشوش في التفكير والإدراك والعواطف واللغة والشعور بالذات والسلوكيات.
وإذا كان الباحثون قد عجزوا إلى الآن عن تحديد أسبابه، حتى أن منظمة الصحة العالمية قالت في تعريفها له إنه قد ينجم عن تفاعل بين الجينات وطائفة من العوامل البيئية، فإن التحدي الذي يعمل عليه الباحثون هو محاولة تقليل أعداد المنضمين إلى طابور المصابين بهذا المرض، وهو ما نجح فيه فريق بحثي دولي، يقوده باحثون من الصين في بحثهم المنشور في أحدث أعداد مجلة «الجمعية الطبية الأميركية» (JAMA) يوم 16 يناير (كانون الثاني) الجاري.
وخلال البحث، توصل الفريق البحثي إلى أن طفرة جينية مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بالانفصام، كانت مرتبطة بشكل كبير بتضخم حجم البوتامين، أو البطامة (البنية الدائرية في قاعدة الدماغ الأمامي) في أدمغة المراهقين.
ويقول لوه كيانغ، الأستاذ بمعهد العلوم والتكنولوجيا بجامعة «فودان» بالصين، والأستاذ الزائر بجامعة «كمبردج» البريطانية، وعضو الفريق البحثي، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «اكتشاف أن البوتامين يرتبط حجمه بشكل كبير مع الطفرة الجينية الخاصة بانفصام الشخصية، قد يجعلنا قادرين على تطوير بعض التدخل الوقائي في حجم البوتامين قبل المراهقة أو خلالها، لمنعهم من الإصابة بالانفصام».
وكانت دراسات سابقة قد اعتمدت على بيانات التصوير الجيني التي تم جمعها من جميع أنحاء العالم، قد فشلت في تحديد أي متغير جيني يربط بين مخاطر الاضطرابات النفسية وحجم البوتامين، ولكن الدراسة الجديدة اتبعت نهجاً مختلفاً، ساعدها في الوصول إلى تحديد المتغير الجيني.
وقامت الدراسة بتحليل أكثر من 10 آلاف من بيانات التصوير الجيني التي تم جمعها من أكثر من 20 جامعة في 6 دول، وركز الفريق على الصور الهيكلية الدماغية للمراهقين الأصحاء البالغين من العمر 14 عاماً، بدلاً من تطبيق الأطلس التشريحي الكلاسيكي لمناطق الدماغ. كما أجروا تحليلاً استكشافياً شاملاً على مستوى الجينوم، ليكتشفوا لأول مرة أن حجم البوتامين لدى المراهقين يرتبط مع متغير جيني له علاقة بمخاطر انفصام الشخصية، تم تحديده من قبل المجموعة الدولية لأبحاث علم الوراثة النفسية.
وعن الخطوات المستقبلية في هذا الاتجاه، يقول كيانغ: «حتى الآن لدينا فقط أدلة إحصائية قائمة على الملاحظة، وما نحاول القيام به في الوقت الحالي هو النظر في الآلية الكامنة على المستوى الجزيئي، عن طريق عمل تجارب وراثية على نماذج من الفئران، وقد بدأنا ذلك بالفعل في جامعة (فودان) بشنغهاي».


مقالات ذات صلة

المشرق العربي سوريون ينتظرون في طابور للعبور إلى سوريا من تركيا في منطقة ريحانلي في هاتاي بتركيا في 10 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الثلاثاء، إن نحو مليون شخص نزحوا منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أن قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مصر تستعرض تجربتها في علاج الوافدين من «فيروس سي» خلال ورشة عمل بالتعاون مع المركز الأوروبي لعلاج الأمراض والأوبئة (وزارة الصحة المصرية)

مصر تعالج الوافدين ضمن مبادرات قومية رغم «ضغوط» إقامتهم

لم تمنع الضغوط والأعباء المادية الكبيرة التي تتكلفها مصر جراء استضافة ملايين الوافدين، من علاج الآلاف منهم من «فيروس سي»، ضمن مبادرة رئاسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.