اكتشاف مجموعة فرعية خطرة من حالات ألزهايمر ناجمة عن نسختين من جين واحد

جزء من دماغ بشري مصاب بمرض ألزهايمر في متحف التشريح العصبي في جامعة «بوفالو نيويورك» (أ.ب)
جزء من دماغ بشري مصاب بمرض ألزهايمر في متحف التشريح العصبي في جامعة «بوفالو نيويورك» (أ.ب)
TT

اكتشاف مجموعة فرعية خطرة من حالات ألزهايمر ناجمة عن نسختين من جين واحد

جزء من دماغ بشري مصاب بمرض ألزهايمر في متحف التشريح العصبي في جامعة «بوفالو نيويورك» (أ.ب)
جزء من دماغ بشري مصاب بمرض ألزهايمر في متحف التشريح العصبي في جامعة «بوفالو نيويورك» (أ.ب)

في خطوة مهمة، كشف باحثون عن الشكل الجيني المسؤول عن مرض ألزهايمر في أواخر العمر، للأشخاص الذين يرثون نسختين من جين محدد يثير القلق.

وأشارت الدراسات السابقة إلى أن جين «APOE4» هو أحد الجينات العديدة التي يمكن أن تزيد من خطر إصابة الأشخاص بمرض ألزهايمر، بما في ذلك التقدم في العمر، لكنّ الأبحاث الجديدة تشير إلى أنه بالنسبة للأشخاص الذين يحملون نسختين من الجين نفسه، ليس مجرد عامل خطر، بل سبب أساسي للمرض الذي يسرق العقل. حسبما أفادت «وكالة أسوشييتد برس» للأنباء.

قاد الدكتور خوان فورتيا، من معهد سانت باو للأبحاث في برشلونة هذه الدراسة الجديدة، حيث أظهرت النتائج آثاراً عميقة تجاه فهم مرض ألزهايمر.

ومن بين النتائج الملحوظة: تبدأ أعراض مرض ألزهايمر قبل سنوات من ظهورها الطبيعي لدى كبار السن الذين يحملون نسختين من جين «APOE4».

ويُقدر أن نحو 15 في المائة من مرضى ألزهايمر يحملون نسختين من هذا الجين، مما يبرز أهمية تطوير علاجات تستهدف هذا الجين بشكل خاص.

وتُشير الباحثة المشاركة في الدراسة، الدكتورة ريسا سبيرلينغ من جامعة هارفارد، إلى أن بعض العلاجات قد لا تكون ملائمة للأشخاص الذين يحملون هذه النسخ المزدوجة، مما يبرز ضرورة فهم أفضل للوراثة وتأثيرها على المرض.

ويصنف جين «APOE4»، منذ فترة طويلة على أنه أكبر عامل خطر وراثي لمرض ألزهايمر في مرحلة متأخرة من الحياة، حيث تكون نسختان منه أكثر خطورة من نسخة واحدة.

وتشير التقديرات إلى أن نحو 2 في المائة من سكان العالم ورثوا نسخة من أحد الوالدين.

ورغم أهمية الاكتشافات الجديدة، يجب التنويه إلى أن جميع الأشخاص الذين يحملون جين «APOE4» ليسوا بالضرورة عُرضة للإصابة بمرض ألزهايمر، ولا يعني ذلك أن على الناس أن يتسابقوا لإجراء اختبار الجينات، بل من المهم عدم تخويف كل من لديه تاريخ عائلي من مرض ألزهايمر؛ لأن هذا الثنائي الجيني ليس مسؤولاً عن معظم الحالات، مما يتطلب المزيد من الأبحاث لفهم هذه الديناميات بشكل أفضل.

تُعزز هذه الاكتشافات الحاجة الملحة لتطوير علاجات موجهة جينياً وفهم أفضل للوراثة لمكافحة مرض ألزهايمر وتأخير ظهوره أو منعه تماماً.

بالإضافة إلى ذلك، يشير البحث إلى أنه ينبغي استكشاف تأثيرات جين «APOE4» على مجموعات سكانية متنوعة، بما يشمل تأثيرات الجين على الأشخاص من خلفيات ثقافية وجينية مختلفة، لتحديد أفضل الاستراتيجيات العلاجية.

ورغم التقدم الهائل في فهم مرض ألزهايمر، يبقى البحث والابتكار ضروريين لتطوير علاجات أكثر فعالية ضد هذا المرض الذي يشكل تحدياً كبيراً للصحة العامة.


مقالات ذات صلة

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومرشحه لمنصب وزير الصحة روبرت كيندي يوم 23 أكتوبر الماضي (أ.ب)

ترمب يخطط للانسحاب مجدداً من «منظمة الصحة العالمية»

أفاد أعضاء في الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بأنه يدرس الانسحاب من «منظمة الصحة العالمية» في اليوم الأول لتوليه السلطة في 20 يناير.

هبة القدسي (واشنطن)
صحتك السمنة مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية-أ.ف.ب)

منظمة الصحة: أدوية إنقاص الوزن قد تساعد في القضاء على السمنة

قالت منظمة الصحة العالمية، هذا الأسبوع، إن فئة جديدة من أدوية إنقاص الوزن، طوّرتها شركتا نوفو نورديسك وإيلي ليلي، «تفتح الباب أمام إمكانية إنهاء وباء السمنة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

صُمم جهاز طبي مبتكر يُعرف باسم « Genio» يهدف إلى تحفيز الأعصاب في اللسان لتحسين التنفس أثناء النوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي سوريون ينتظرون في طابور للعبور إلى سوريا من تركيا في منطقة ريحانلي في هاتاي بتركيا في 10 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الثلاثاء، إن نحو مليون شخص نزحوا منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

قصص ملهمة وعروض متنوعة تتوج الدورة الثانية لمهرجان الرياض للمسرح

المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)
المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)
TT

قصص ملهمة وعروض متنوعة تتوج الدورة الثانية لمهرجان الرياض للمسرح

المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)
المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)

اختتم «مهرجان الرياض للمسرح»، الخميس، دورته الثانية التي شهدت على مدى اثني عشر يوماً، مجموعة من العروض المسرحية المتنوعة، ومنصة محورية لدعم المسرحيين السعوديين، واكتشاف وتطوير المواهب الناشئة، والاحتفاء بالأعمال المميزة.

وقال سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، إن المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي، ويعكس أهمية استدامة الجهود لتطوير المشهد المسرحي السعودي، وتعزيز التفاعل مع التجارب المسرحية العالمية.

شارك في نسخة هذا العام 20 عرضاً سعودياً (تصوير: تركي العقيلي)

من جهته، أكد مدير المهرجان الدكتور راشد الشمراني، أن المهرجان شكَّل منصة استثنائية للإبداع المسرحي، حيث نجح في جمع نخبة من المبدعين والمواهب الواعدة على خشبة واحدة، في حدث يُبرز مدى تطور قطاع المسرح في المملكة.

وأشار إلى أن المهرجان أكد التزام المملكة بتعزيز دور المسرح لكونه من الركائز الثقافية المهمة، ويُمثل بداية لحقبة جديدة من الوعي الفني والإبداعي، تُساهم في اكتشاف المواهب وبناء جيل جديد من الفنانين المسرحيين القادرين على مواكبة التطورات العالمية.

المهرجان شكَّل منصة استثنائية للإبداع المسرحي السعودي (تصوير: تركي العقيلي)

وخلال الحفل، أعلنت الأعمال الفائزة وتكريم الفائزين بجوائز الدورة الثانية للمهرجان، وقدمها على خشبة المسرح، رئيس لجنة التحكيم المخرج السعودي عامر الحمود.

ونالت ‏«مسرحية غيمة» جائزة أفضل مكياج مسرحي، و ‏«مسرحية سليق وباقيت» جائزة أفضل أزياء مسرحية، و «مسرحية رشيد واللي سواه في بلاد الواه واه» جائزة أفضل موسيقى مسرحية، و‏«مسرحية كونتينر» جائزة أفضل إضاءة مسرحية، ‏و«مسرحية طوق» جائزة أفضل ديكور مسرحي.

شهد الحفل إعلان الأعمال الفائزة وتكريم الفائزين بجوائز الدورة الثانية للمهرجان (تصوير: تركي العقيلي)

وجائزة أفضل نص مسرحي، نالتها ‏«مسرحية قمم: الكاتب عبد العزيز اليوسف»، وجائزة أفضل إخراج مسرحي لـ«مسرحية كونتينر: المخرج عقيل عبد المنعم الخميس».

‏وعلى صعيد الجوائز الفردية، نالت ‏«آمال الرمضان» جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ، وذهبت جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ لـ«سعيد محمد عبد الله الشمراني»، وجائزة أفضل ممثلة دور أول لـ«فاطمة علي الجشي»، وجائزة أفضل ممثل دور أول، لـ«حسين يوسف».

يعكس المهرجان أهمية استدامة الجهود لتطوير المشهد المسرحي السعودي (تصوير: تركي العقيلي)

واختتمت سلسلة الجوائز، بتتويج «مسرحية طوق» بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل (المسار المعاصر)، و ‏«مسرحية حارسة المسرح» بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل (المسار الاجتماعي).

وتمثل الدورة الثانية للمهرجان امتداداً للنجاح الذي حققته الدورة الأولى، مع تطلعات طموحة لتقديم مزيد من الإبداع والتميز في السنوات المقبلة.

نجح المهرجان في جمع نخبة من المبدعين والمواهب الواعدة على خشبة واحدة (تصوير: تركي العقيلي)

وشارك في نسخة هذا العام، 20 عرضاً سعودياً مع برنامج شمل 3 ندوات، و6 ورشات عمل، و20 قراءة نقدية، وتوزعت العروض المشارِكة على مسارين؛ أحدهما للمسرح المعاصر وضم 11 عرضاً، والآخر للمسرح الاجتماعي وضم 9 عروض.

وشهدت الدورة الثانية من المهرجان، تكريم رائد المسرح السعودي، أحمد السباعي، الذي ساهم في إدخال المسرح إلى المملكة، وتطوير الفنون المسرحية، وأُقيم معرض فني يستعرض مسيرته الرائدة تضمّن عرضاً لمؤلفاته المسرحية والأدبية ومقتنياته الشخصية، إلى جانب الجوائز والشهادات التكريمية التي حصل عليها خلال مسيرته، وفيلماً وثائقياً يُبرز أبرز محطاته وإنجازاته الأدبية منذ الخمسينات، وصولاً إلى تأسيسه أول مسرح سعودي عام 1961م تحت اسم «دار قريش للتمثيل القصصي».