تداعيات صحية لعدم معالجة ضعف السمع

تؤدي إلى اضطرابات مرضية أخرى

تداعيات صحية لعدم معالجة ضعف السمع
TT

تداعيات صحية لعدم معالجة ضعف السمع

تداعيات صحية لعدم معالجة ضعف السمع

قدمت دراسة طبية حديثة مزيداً من التوضيح للجوانب السلبية التي قد لا يتوقعها البعض، في عدم اهتمام البالغين بتلقي معالجة ضعف السمع لديهم. ووفق ما تم نشره ضمن عدد 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي من مجلة «جاما» لأمراض الأنف والأذن والحنجرة (JAMA Otolaryngology)، أفادت نتائج دراسة الباحثين من جامعة «جونز هوبكنز» بأن البالغين الذين يُعانون من ضعف السمع ترتفع لديهم احتمالات تعرضهم للاضطرابات المرضية التي لا علاقة لها بصحة الأذن، كما يزيد ذلك من التكاليف المادية لتلقيهم الرعاية الصحية. وأضافت نتائج الدراسة أن كبار السن الذين يعانون من ضعف السمع غير المعالج (Untreated Hearing Loss) ينفقون عشرات الآلاف من الدولارات على فواتير طبية إضافية، بسبب زيارات أطول وأكثر لعيادات الأطباء وأقسام الإسعاف، وتكرار الدخول إلى المستشفيات.
وشملت الدراسة متابعة بحثية لمدة عشر سنوات، من عام 1999 إلى عام 2016، للحالة الصحية وتكاليف رعايتها لنحو 150 ألف شخص، ممنْ أعمارهم 60 سنة عند بدء الدراسة البحثية. وقال الباحثون إن الدراسة حاولت الإجابة على السؤال التالي: «هل فقدان السمع غير المعالج مرتبط بزيادة تكاليف الرعاية الصحية والاستفادة منها؟».

اضطراب السمع
في دراستهم الطبية الحديثة، قام الباحثون من كلية الطب بجامعة «جونز هوبكنز» في بالتيمور، بتحديد الكيفية التي يؤثر بها اضطراب السمع على جوانب صحية مختلفة لدى الذين يُعانون منه، والتكاليف المادية المترتبة على عدم تلقي المعالجة الطبية لضعف السمع لديهم. وعلق الدكتور نيكولاس ريد، الباحث الرئيس في الدراسة، والمتخصص في علوم أمراض اضطرابات السمع في جامعة «جونز هوبكنز»، بالقول: «يعاني كبار السن المُصابين بضعف السمع غير المعالج من ارتفاع تكاليف تلقيهم للرعاية الصحية، مقارنة بالبالغين الذين لا يعانون من ضعف السمع». وتحديداً وجد الباحثون أن هذه التكاليف كانت أعلى بنسبة 46 في المائة، لدى مجموعة الذين يُعانون من ضعف السمع، مقارنة بالمجموعة التي لا تعاني من الضعف فيه.
وأضاف الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع غير المعالج هم أكثر عُرضة لمزيد من الإقامة في المستشفيات، وأكثر عرضة للعودة للدخول إليها في غضون شهر واحد من الخروج منها. كما أفاد الباحثون بأن الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع معرضون بشكل أكبر لتدهور قدرات المعرفة والإصابة بالخرف، والتعرض لحوادث التعثر والسقوط، وتدني قدرات الأداء الوظيفي، والمعاناة من الاكتئاب، وزيادة عدد زيارات قسم الطوارئ بالمستشفيات، واحتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
وأشار الباحثون إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الوعي بين الأطباء، لفحص قدرات السمع لدى المرضى ومعالجته، وقالوا: «تدعم هذه الدراسة الحاجة إلى أبحاث مستقبلية لفهم دور ضعف السمع في التواصل بين المريض والطبيب، والتأثير المحتمل للرعاية السمعية، بما في ذلك الأجهزة السمعية».

مشكلة شائعة
تشير نتائج الإحصائيات الطبية في مختلف مناطق العالم، إلى أن مشكلة ضعف السمع هي إحدى المشكلات الصحية الشائعة، وخاصة مع التقدم في العمر. وتفيد الإحصائيات الأميركية بأن ما يقدر بـ38 مليون أميركي يُعانون من درجات متفاوتة في ضعف السمع، ومع هذا لا يرتدي منهم سوى أقل من 20 في المائة أجهزة سمعية تعالج صعوبات السمع لديهم. وتحديداً تشير نتائج الإحصائيات العالمية إلى أن 15 في المائة من الذين تجاوزوا سن الثامنة عشرة، لديهم إحدى درجات ضعف السمع، وترتفع تلك النسبة لتبلغ نحو 25 في المائة، فيما بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 65 و74 سنة.
حتى بين المواليد الصغار في السن، تفيد الإحصائيات الطبية بأن طفلين من بين 1000 مولود لديهم ضعف في قدرات السمع في إحدى الأذنين، وبأن متوسط المدة الزمنية فيما بين ملاحظة الشخص أن لديه ضعفاً في السمع وتوجهه لزيارة الطبيب حول هذا الأمر يفوق سبع سنوات.
والواقع أن كثيرين ممنْ لديهم ضعف في قدرات السمع، خاصة إذا كان ذلك في أذن دون أخرى، قد لا يلحظون وجود هذه المشكلة لديهم لأسباب عدة. منها قيام الأذن السليمة بتعويض قدرة السمع، وتمكين الشخص من فهم أحاديث الغير، ما يجعل المرء لا يشعر بوجود المشكلة في الأذن التي بها الضعف. كما أن المرء قد يُرجع عدم سماعه بشكل جيد أو عدم فهمه للكلام إلى عدم رفع الشخص الآخر صوته أثناء حديثه، أي أن المشكلة ليست لديه؛ بل في الشخص الذي يتحاور معه ويستمع إليه. وأيضاً قد يُطور المرء لا شعورياً استخدام الأذن السليمة بدل الضعيفة، ويختار أماكن الجلوس لا شعورياً بما يُمكنه من عدم الاعتماد على الأذن الضعيفة في السمع. هذا بالإضافة إلى احتمال تفكير الشخص في أن المشكلة السمعية لديه لها علاقة مؤقتة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي، أو الحساسية أو الإرهاق البدني وغير ذلك.
لذا تلاحظ مصادر طب الأذن، أن هناك فجوة زمنية طويلة فيما بين بدء حصول ضعف السمع والذهاب إلى الطبيب لطلب معالجة ضعف السمع، بما يفوق الفترة الزمنية في أعراض مرضية أخرى، كضعف قدرات الإبصار أو قدرات الشم، ناهيك عن أعراض أخرى كألم الصدر أو مغص البطن أو المفاصل أو الطفح الجلدي، وغيرها.

أنواع ضعف السمع
وفق ما تشير إليه المصادر الطبية، ثمة ثلاثة أنواع من ضعف السمع.
> النوع الأول: يُسمى ضعف السمع «الحسي العصبي» (Sensorineural Hearing Loss)، وهو نوع ضعف السمع الأكثر شيوعاً. وضعف السمع في هذا النوع هو ضعف دائم، وينتج إما عن طريق تلف خلايا صغيرة تشبه الشعر في الأذن الداخلية، وإما في العصب السمعي نفسه. والعصب السمعي هو الذي يعمل على توصيل معلومات مهمة عن الصوت الذي يسمعه الشخص للكلام وغيره، ودرجة وضوحه ومكوناته الصوتية، ويدفع بتلك المعلومات إلى الدماغ كي يحللها ويكوّن معناها. ومعظم البالغين الذين يعانون من ضعف السمع لديهم هذا النوع. وغالباً ما يؤدي ضعف السمع الحسي العصبي إلى صعوبة في فهم الصوت أو الكلام، على الرغم من أنه مرتفع بما يكفي لسماعه.
> النوع الثاني: هو ضعف السمع «التوصيلي» (Conductive Hearing Loss)، وفيه يحدث ضعف السمع بسبب مشكلة ميكانيكية في الأذن الخارجية أو الوسطى، مثل الانسداد في قناة الأذن، بسبب تراكم شمع الأذن الذي يمنع الصوت من الوصول إلى طبلة الأذن. ويمكن أن يكون هذا النوع من الضعف في السمع دائماً، ولكن في كثير من الأحيان يكون ضعفاً مؤقتاً ويمكن علاجه طبياً.
> النوع الثالث: هو خليط بين النوعين الأول والثاني، أي ينتج عن ضعف السمع المختلط (Mixed Hearing Loss) عند وجود مكونات لكل من فقدان السمع الحسّي العصبي والتوصيلي.

* استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك من اليسار: القلب السليم مقابل القلب المصاب بالرجفان الأذيني (غيتي)

تتبُع الرجفان الأذيني باستخدام ساعة ذكية؟ تجنّبْ هذا الفخ

يعاني الملايين من الأميركيين من الرجفان الأذيني - وهو اضطراب سريع وغير منتظم في إيقاع القلب يزيد من خطر المضاعفات القلبية الوعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر
TT

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

أواني الطهي الحديدية

والواقع أن هناك سبباً وجيهاً لاستخدام البشر منذ آلاف السنين هذه النوعية من أواني الطهي، فهي متينة للغاية وغير قابلة للتلف وطويلة الأمد في دوام الاستخدام، وتتحسن جودتها وجودة طعم الأطعمة المطهية بها بمرور الوقت. ولكن حتى مع توفر أنواع كثيرة متطورة من أواني الطهي، سواء بدواعٍ ذات صلة بسهولة الطهي بها أو إعطاء نكهات زكية من خلال استخدامها في طهي الأطعمة أو حتى بدواعٍ صحية، تظل اليوم أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر هي أداة الطهي الكلاسيكية الشائعة كما كانت دائماً في السابق.

وهناك نوعان رئيسان من أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر: أوانٍ عارية مصنوعة من الحديد الزهر Bare Cast Iron، وهي التي يمكن استخدامها على مواقد المطابخ وعلى الحطب. والأخرى أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر المطلية بالمينا Enameled Finish، وتُسمى تجارياً الأفران الهولندية Dutch Ovens التي يجب استخدامها فقط على الموقد أو في الفرن، وليس على الحطب.

ويختلف عموم أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر تماماً، ومن جوانب عدة صحية وغير صحية، عن أواني الطهي المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ Stainless Steel.

حقائق عن أواني الحديد

ولكن قد يشعر البعض بالقلق بشأن المخاطر الصحية المحتملة لاستخدام أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر، وخاصة تراكم الحديد في الجسم أو احتمالات التسبب بالسرطان. ولهذا إليك المزيد من الحقائق التالية حول أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر وفوائدها الصحية وكيفية التعامل معها، بما يغطي لديك غالبية المعلومات التي تود معرفتها عنها، وهي:

1. أحد الأسباب الرئيسة وراء تفضيل البشر لأواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر هو أنها تتحمل طويلاً وغير قابلة للتلف، مقارنة بغيرها. ولكن إذا تم إهمالها لفترة طويلة فإنها تصدأ. ومقلاة الحديد الزهر مثلاً هي حرفياً قطعة من الحديد الزهر المصبوب على شكل أواني الطهي.

والحديد الزهر بمفرده رمادي اللون وشديد التفاعل، وقادر على الصدأ في غضون دقائق في الهواء الرطب وحده، ما يؤدي تلقائياً إلى التصاق الأطعمة عند الطهي به.

وعملية «التتبيل» Seasoning تقوم بتشكيل طبقة صلبة واقية على سطح أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر، عن طريق تسخين طبقات رقيقة للغاية من الدهون (مثل الزيت) على الحديد الزهر، وإعادة تكوين طبقة من «الزيت المتفحم» عملية تسمى البلمرة Polymerization، ما يشكل طبقة واقية فوق سطح الطهي. وكلما طهينا بمقلاة الحديد الزهر، أصبحت هذه الطبقة من الزيت أكثر سمكاً، ما يحول المقلاة إلى «قطعة أثرية» ذات سطح طهي أكثر نعومة وداكنة.

ومن دون هذه الطبقة من الزيت المتفحم، تتآكل أواني الطهي المصنوعة من الحديد وتصدأ بسبب الأكسجين والرطوبة في الهواء، وتلتصق عليها الأطعمة. ولذا فإنه مع القليل من التنظيف والعناية، يمكن استعادتها إلى حالة شبه جديدة وملائمة للطهي بطريقة صحية. وخاصة عند كثرة طهي الأطعمة الحمضية مثل الطماطم وعصير الليمون والخل، التي قد تزيل بعض الطبقة الطبيعية غير اللاصقة لمقلاة حديد الزهر.

2. عملية «التتبيل» يتم إجراؤها لأول مرة في مصانع أواني الطهي المصنوعة من حديد الزهر، قبل تقديمها للمستهلك. حيث يتم رش طبقة رقيقة من الزيت النباتي على السطح، ثم خبزها في درجة حرارة عالية في فرن كبير. ولكن يجدر التأكد من إجراء المصنع لهذه العملية عند شراء تلك الأواني للطهي وقبل استخدامها في المطبخ المنزلي.

هناك طريقتان للحفاظ على تتبيل أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر. الطريقة الأفضل والأسهل هي الطهي فيها بانتظام، حيث إنه في كل مرة يُطبخ فيها بالزيت أو الدهن، تُضاف طبقة أخرى من التتبيل إلى المقلاة. وبمرور الوقت، تتراكم هذه الطبقات لتشكل سطح طهي قوي غير لاصق. والطريقة الأخرى يُلجأ إليها إذا تمت ملاحظة أن المقلاة أو القدر أصبحا باهتي اللون أو رماديي اللون. ويتم أولاً غسل مقلاة الحديد الزهر بالماء الدافئ والصابون. ثم تجفيفها تماماً بمنشفة ورقية أو قطعة قماش خالية من النسالة. ويمكن وضعها على الموقد على نار خفيفة لبضع دقائق للتأكد من أنها جافة تماماً. بعد ذلك تُضاف طبقة رقيقة جداً من زيت الطهي (القليل من الزيت) على سطح الحديد الزهر (من الداخل والخارج) بقطعة قماش أو منشفة ورقية خالية من النسالة. ثم سخن الفرن إلى 350 - 450 درجة فهرنهايت (177 - 232 درجة مئوية). ثم ضع أواني الطهي مقلوبة على الرف الأوسط. يساعد هذا في منع الزيت من التجمع على سطح الطهي. اخبز لمدة ساعة. بعد ذلك أطفئ النار واترك المقلاة المصنوعة من الحديد الزهر تبرد في الفرن، ليسمح ذلك للدهون بالتصلب والالتصاق بالحديد.

فوائد ومخاوف صحية

3.هل الطهي باستخدام الحديد الزهر له فوائد صحية؟ هذا سؤال يتم طرحه كثيراً. وهناك جانبان للأمر، هما: موضوع الحديد وموضوع سلامة نضج الطهي. ونظراً لأن أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر موصل ممتاز للحرارة، فيمكنها الحفاظ على درجات حرارة عالية لفترات طويلة من الزمن، ما يعزز الطهي «المتساوي» لأجزاء اللحم أو الدواجن أو الأسماك، سواء كانت قطعاً، أو مفرومة. كما أن الخبز في مقلاة من الحديد الزهر يصنع قشرة مقرمشة على القطع المخبوزة. ومعلوم أن الطبقة المقرمشة من الخبز أغنى بالمواد المضادة للأكسدة من اللب الأبيض داخلها، ما يعزز الفوائد الصحية.

ويقول بعض خبراء التغذية الصحية إن أواني الحديد الزهر تتناسب مع طرق الطهي الصحية منخفضة السعرات الحرارية التي تحافظ على الطعام خالياً من الدهون ولا تتطلب الكثير من الزيت، مثل الطرق القائمة على الغلي في الماء، بما في ذلك السلق والطهي على نار هادئة، بالإضافة إلى الشواء والشواء السريع.

4. أحد أكبر المخاوف المتعلقة بالطهي باستخدام المقالي المصنوعة من الحديد الزهر هو أنه نظراً لقدرتها على نقل كمية معينة من الحديد إلى طعامك، فقد يكون ذلك ضاراً بصحتك. والحديد هو معدن رئيس في مكونات بروتين يسمى الهيموغلوبين، الذي يحمل الأكسجين إلى خلايا الدم الحمراء في جميع أنحاء الجسم.

ولكن كمية الحديد التي تنتقل إلى الطعام من المقالي المصنوعة من الحديد الزهر ضئيلة للغاية لأنها «متبلة» بطبقة عازلة، كما تقدم توضيحه، والذي لا يتسرب منه كمية كبيرة من الحديد إلى الأطعمة. وبالتالي لا يشكل هذا الأمر مصدر قلق صحي كبير. كما لا ينبغي اعتبار الطهي باستخدام الحديد الزهر مكملاً للحديد (أي لتزويد الجسم بالحديد) أو بديلاً عن تناول الأطعمة الغنية بالحديد. ومع ذلك، فإن استخدام مقلاة من الحديد الزهر غير متبلة، أو متبلة بشكل سيئ، يمكن أن يساهم في زيادة الحديد الذي يدخل الجسم. بالإضافة إلى ذلك، فإن طهي الأطعمة الحمضية، مثل الطماطم والحمضيات، قد يؤدي إلى تسرب المزيد من الحديد من المقلاة، لأنها يمكن أن تجرد طبقة التتبيل الدهنية، ووفقاً لما يشير إليه أطباء مايو كلينيك، فإن الطهي باستخدام الحديد الزهر قد يشكل خطراً في بعض الحالات النادرة مثل «مرض ترسب الأصبغة الدموية» Hemochromatosis الذي يتسبب في امتصاص الجسم للكثير من حديد الأطعمة التي يتناولها الشخص. وبالتالي تخزين الجسم لكميات زائدة من الحديد في أعضائه، وخاصة في الكبد والقلب والبنكرياس، ما يعرضه لخطر الإصابة بمشكلات صحية تهدد الحياة، مثل أمراض الكبد ومشكلات القلب والسكري.

و«مرض ترسب الأصبغة الدموية» هو حالة وراثية، ومعظم الأشخاص لا يعانون من علامات وأعراض حتى منتصف العمر، أي بعد سن الأربعين للذكور وبعد سن الستين للإناث. وإذا كان لدى شخص ما أقارب مصابون بالمرض، فيمكنهم إجراء الاختبار لمعرفة ما إذا كانوا مصابين به.

من مخاطرها تراكم الحديد في الجسم أو احتمالات التسبب بالسرطان

مواد مسرطنة محتملة

5. تتمثل إحدى الفوائد الرئيسة الأخرى في أنه عند اختيارك أواني الحديد الزهر بدلاً من أواني الطهي الحديثة غير اللاصقة، فإنك ستتجنب حمض البيرفلورو الأوكتانويك PFOA، وهو مادة مسرطنة محتملة. ولكن هناك بعض المخاوف من أن المقالي المصنوعة من الحديد الزهر قد تنتج مواد كيميائية تعرف باسم الأمينات الحلقية غير المتجانسة HCAs والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات PAHs، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان؛ وذلك لأن هذه المواد الكيميائية تتشكل عندما يتم طهي اللحوم، بما في ذلك لحم البقر ولحم الضأن والأسماك والدجاج، باستخدام تقنيات الطهي عالية الحرارة، مثل القلي في المقلاة والشواء على لهب مكشوف، وفقاً لما يقوله المعهد الوطني الأميركي للسرطان National Cancer Institute. ولكن تفيد المصادر الطبية بأن مخاطر الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات تشكل مصدر قلق صحي في المقام الأول فقط عند شواء الأطعمة الحيوانية مباشرة على اللهب. حيث تتشكل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات عندما تتساقط الدهون والعصائر من اللحوم على نار مفتوحة أو سطح ساخن، ما يتسبب في حدوث ألسنة اللهب والدخان. وتتواجد الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات في الدخان ثم تلتصق بسطح اللحم، وفقاً للمعهد الوطني الأميركي للسرطان. وصحيح أن أواني الحديد الزهر تتحمل درجات الحرارة العالية، لكن هذا لا يعني أنك تطبخ على الموقد أو في الفرن بدرجة حرارة عالية بما يكفي للقلق بشأن المواد المسرطنة. وعادة ما تكون هذه مشكلة فقط عند الشواء، ولا ينبغي أن يؤدي الطهي في الداخل باستخدام مقلاة من الحديد الزهر إلى حدوث أي من هذه المشكلات المسببة للسرطان.

6. مزايا أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر لا تتوقف عند هذا الحد، بل تشمل ما يلي:

-تحتفظ بالحرارة جيداً. حيث إنه بمجرد تسخين الحديد الزهر، يظل دافئاً مما يساعد في الحفاظ على سخونة الطعام. ولكن يجب أن تعلم أيضاً أن هذا يعني أن الحديد الزهر يستغرق بعض الوقت حتى يسخن تماماً ويبرد تماماً.

- تعمل جيداً مع العديد من مصادر الحرارة. إذ يمكن استخدام الحديد الزهر على أي نوع من مواقد الطهي (الغاز أو الكهرباء). ويمكن استخدامه أيضاً على لهب مكشوف مثل نار الحطب والفحم، أو وضعه مباشرة في الفرن مثل طبق الخبز.

- سهلة التنظيف. بمجرد أن تعرف أساسيات تنظيف الحديد الزهر، فلن يكون تنظيفه أكثر صعوبة من أنواع أخرى من أواني الطهي. بالإضافة إلى ذلك، فإن سطحه الطبيعي غير اللاصق قد يجعل تنظيفه أسهل من الزجاج أو الألمنيوم.

- توفر أواني حديد الزهر بأسعار معقولة. غالباً ما تُباع أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر بأسعار معقولة ونظراً لأنها تدوم إلى الأبد تقريباً، يمكنك اعتبارها استثماراً لمرة واحدة. من السهل عادةً العثور على الحديد الزهر في متاجر التوفير والمتاجر المستعملة أيضاً.

- تأتي بأشكال وأحجام عديدة. ربما تكون مقالي الحديد الزهر هي الشكل الأكثر شيوعاً لهذه الأواني، ولكن يستخدم الحديد الزهر أيضاً لصنع الأواني والمقالي وأطباق الكيك وأطباق البيتزا والمزيد.

- يمكن استخدامها للطهي والتقديم. يجد العديد من الأشخاص أن أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر جميلة من الناحية الجمالية ويمكن أن تشكل إضافة رائعة لأي طاولة طعام. في الواقع، تستخدم العديد من المطاعم الراقية مقالي صغيرة مصنوعة من الحديد الزهر كأطباق تقديم.

* استشارية في الباطنية