احتفل المتحف القبطي في القاهرة بعيد النيروز ورأس السنة القبطية، الموافق 1 توت 1742 ويحل في سبتمبر (أيلول) عبر عدة فعاليات، من بينها تنظيم معرض أثري مؤقت بعنوان «النخلة حكاية تراث»، يسلط الضوء على مكانة النخيل واستخداماته عنصراً زخرفياً ورمزياً في الفن القبطي.
ويقدم المعرض الذي يمتد على مدى شهر تجربةً استثنائيةً للجمهور تربط بين التراث والهوية الثقافية المصرية، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.
ويضم المعرض «مجموعة من المقتنيات الأثرية النادرة يبلغ عددها سبع قطع، من بينها مشغولات من الخوص المجدول تعكس الاستخدامات اليومية للنخيل، بالإضافة إلى قطعة من الحجر الجيري منقوش عليها صليب محاط بسعف النخيل، وكورنيش من الحجر الجيري مزخرف بسعف على شكل دوائر، إلى جانب أوستراكا مرسوم عليها شخص يقف بجوار نخلة، وقنينة تحمل زخارف نباتية من النخيل»، حسب إفادة لمديرة المتحف جيهان عاطف.

وأضافت في بيان نشرته وزارة السياحة والآثار، الاثنين، أن «المعرض لا يقتصر على الجانب الأثري فقط، بل يبرز أيضاً البعد الاجتماعي والتراثي لعيد النيروز»، وأشارت إلى أن البلح الأحمر الذي اعتاد المصريون تناوله في هذه المناسبة، يرمز إلى دماء الشهداء الذين ارتبطت سيرتهم ببداية التقويم القبطي، المعروف بتقويم الشهداء.
ويعدّ التقويم القبطي الذي يوافق هذا العام 1742، امتداداً للتقويم المصري القديم، وتطور هذا الاحتفال فيما بعد إلى «عيد النيروز»، وأصبح الاحتفال برأس السنة القبطية هو عيد يحتفي فيه المسيحيون المصريون بذكرى شهدائهم الأوائل، حيث عدَّ تاريخ تقلد الإمبراطور الروماني دقلديانوس الحكم عام 284 ميلادي، هو بداية للتقويم القبطي تخليداً للشهداء الأقباط الذين نكل بهم لتمسكهم بعقيدتهم المسيحية.
وصاحب المعرض برنامج ثقافي وفني تضمن إقامة معرض للأشغال اليدوية الحديثة المصنوعة من منتجات النخيل بالتعاون مع مبادرة جبرا ومدرسة خزانة، إلى جانب سلسلة من المحاضرات العلمية بعنوان «النخلة في التراث»، يلقيها متخصصون في مجالات التراث والفنون، وفق بيان للمتحف.

وارتبط الاحتفال بعيد النيروز بالمحاصيل الزراعية مثل البلح والجوافة، وهو احتفال يواكب فيضان النيل، وكما يحمل البلح الأحمر رمزية الإشارة لدماء الشهداء، فإن الجوافة تتميز ببياض قلبها في إشارة رمزية لنقاء قلب الشهداء، وفي عهد محمد علي باشا أصدر أمراً عام 1839م باتخاذ التقويم القبطي أساساً لحسابات الحكومة، وكانت السنة تُسَمى «السنة التوتية».
ويضم المتحف القبطي في مصر القديمة العديد من الآثار التي تعود للعصور اليونانية والرومانية والعصور الحديثة، ويحتوي المتحف الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1910 بمجهودات مرقص سميكة باشا مجموعة فريدة من المخطوطات المزخرفة والأيقونات، والأعمال الخشبية المنحوتة بدقة، والجداريات (الفريسكات) المتقنة المزخرفة بالمناظر الدينية والباقية من الأديرة والكنائس القديمة، وفق وزارة السياحة والآثار.

