فتحت العاصمة اليابانية طوكيو ذراعيها لاستقبال المعرض الأثري المصري «رمسيس وذهب الفراعنة»، الجمعة، وتزيّنت محطات المترو وواجهات المباني والشوارع المحيطة بالقاعة المخصصة للمعرض الأثري بصورة التابوت الخشبي للملك رمسيس الثاني.
ويضم المعرض 180 قطعة أثرية نادرة، تبرز قيمة الملك رمسيس الثاني، أحد أعظم ملوك الفراعنة وأكثرهم تأثيراً في تاريخ مصر القديمة، كما يضم عدداً من القطع الأثرية من المتحف المصري في التحرير من عصر الملك رمسيس الثاني، وبعض القطع الأثرية الأخرى من مكتشفات البعثة المصرية في سقارة، بالإضافة إلى مقتنيات عدد من المتاحف المصرية تُبرز بعض الخصائص المميزة للحضارة المصرية القديمة من عصر الدولة الوسطى وحتى العصر المتأخر، من خلال التماثيل، والحلي، وأدوات التجميل، واللوحات، والكتل الحجرية المزيّنة بالنقوش، بالإضافة إلى بعض التوابيت الخشبية الملونة، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

ويصل المحطة السادسة في طوكيو خلال جولته عبر العالم التي بدأها بمدينة هيوستن في الولايات المتحدة عام 2021، ثم بمدينة سان فرنسيسكو الأميركية، قبل أن ينتقل إلى العاصمة الفرنسية باريس في أبريل (نيسان) 2023، وجاءت محطته الرابعة بمتحف سيدني في أستراليا خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ثم وصل إلى محطته الخامسة في مدينة كولون بألمانيا.
ووصف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، طريقة عرض مقتنيات المعرض بالمتميزة التي تمكّن الزائرين من الاستمتاع بمشاهدة المعروضات كافّة بطريقة مبهرة مع سهولة التنقل بين قاعات العرض، وعرض القطع بالشكل اللائق بما يحتويه من كنوز تعكس عراقة وتاريخ الحضارة المصرية القديمة، وفق بيان للوزارة.
ويرى عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف مكتبة الإسكندرية، أن المعرض «يقدّم فرصة استثنائية لاستكشاف جوانب مختلفة من حياة رمسيس الثاني، الملك الذي حكم مصر لما يقرب من 67 عاماً، وعُرف بإنجازاته العسكرية والدبلوماسية، بالإضافة إلى مشروعاته المعمارية الضخمة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل القطع المعروضة تماثيل ضخمة للملك، ومجوهرات ذهبية مذهلة، وأدوات حربية، ونقوشاً جدارية تحكي تفاصيل الحملات العسكرية والانتصارات التي خلّدها التاريخ. كما يتضمّن المعرض نماذج فريدة من التمائم، والبرديات، والأواني المصنوعة من الذهب والفضة، التي تعكس مهارة الحرفيين المصريين القدماء».
وعلى هامش المعرض أُقيم جناح سياحي للهيئة العامة لتنشيط السياحة المصرية، باعتبار المعرض إحدى وسائل الترويج والدعاية السياحية للمقصد المصري، في ضوء استراتيجية رسمية ترفع شعار: «مصر... تنوع سياحي لا مثيل له». يتضمّن مجموعة من المواد الدعائية والأفلام الترويجية عن مصر وما تتمتع به من مقومات ومنتجات وأنماط سياحية متنوعة ومختلفة.

ويؤكد عبد البصير أن «الحضارة المصرية القديمة تحظى بشعبية واسعة في اليابان، حيث لطالما جذبت الأهرامات، وأبو الهول، وكنوز الفراعنة اهتمام الباحثين وهواة التاريخ. ومن المتوقع أن يستقطب المعرض آلاف الزوار يومياً، لا سيما بعد النجاحات الكبيرة التي حقّقها في مدن عالمية، مثل: هيوستن، وسان فرنسيسكو، وباريس، وسيدني».
وأشار إلى أن المعرض لم يقتصر على عرض القطع الأثرية فقط، بل تمّ توظيف التكنولوجيا الحديثة لتقديم تجربة تفاعلية متكاملة؛ حيث يستخدم المعرض تقنيات الواقع الافتراضي (VR)، والواقع المعزز (AR)؛ ليتيح للزوار فرصة استكشاف المعابد والمقابر الملكية كما كانت في عصرها الذهبي. كما تتوفر شاشات عرض رقمية تقدّم معلومات تفصيلية حول كل قطعة أثرية، مدعومة بتحليلات أثرية وعلمية حديثة.

وعدّ عالم الآثار المصري «معرض (رمسيس وذهب الفراعنة) جزءاً من جهود مصر للترويج لسياحتها الثقافية، حيث يسلّط الضوء على كنوزها الفريدة ويعزّز الاهتمام العالمي بها»، متوقعاً أن يشجع هذا المعرض الكثير من اليابانيين والسياح على زيارة مصر، لرؤية هذه الآثار في موطنها الأصلي، لا سيما مع الاستعدادات الجارية لافتتاح المتحف المصري الكبير الذي سيضم مجموعة هائلة من آثار الملك توت عنخ آمون وغيرها من الكنوز الفرعونية».
ويواصل المعرض الأثري تحقيق نجاحات على مستوى الإقبال الجماهيري؛ حيث أُعلن بيع 15 ألف تذكرة قبل افتتاحه في اليابان، الأمر الذي يعكس شغف الشعب الياباني بالحضارة المصرية القديمة. وحظي المعرض بإقبال كبير في المحطات التي حل بها، ففي باريس جذب أكثر من 800 ألف زائر، وفي سيدني تمّ حجز 100 ألف تذكرة قبل افتتاحه، وسط توقعات أن يكسر حاجز المليون زائر.


